لغز غرق سفينة تيتانيك ، وكيف تم اكتشافها ؟
لاكثر من قرن من الزمان، القصة المأساوية لغرق سفينة تيتانيك قد اجتاحت خيال العالم، ومع ذلك، هناك الكثير من التفاصيل الحاسمة عن ليلة غرق سفينة تيتانيك لا تزال غير معروفة نسبيا ، فقد كان يطلق على سفينة تيتانيك " السفينة الغير قابلة للتدمير " ، ولكن يشأء الله انها في رحلتها الاولى في ابريل عام 1912 ، ضُربت في اعماق جبل جليدي في المحيط واختفت تحت المياه المتجمدة في شمال الاطلسي، وظلت سفينة تيتانيك غير مكتشفة لاكثر من سبعة عقود حتى عام 1985، عندما قام بتعقبها فريق دولي باستخدام احدث اجهزة السونار والروبوتات وقتها تحت سطح البحر ، فتتبعتها الاقمار الصناعية، وتكنولوجيا الغوص العميق لتحديد موقعها بعد 73 عاما وقاموا بمعرفة مكان حطام سفينة تيتانيك السفينة الاكثر شهرة في التاريخ .
انطلقت سفينة تيتانيك في 10 ابريل 1912 ، في رحلتها الاولى الى نيويورك، وفي ذلك الوقت، كانت اكبر وافخم سفينة بنيت من اي وقت مضى ، وفي يوم 14 ابريل 1912، ضرب سفينة تيتانيك جبل جليدي على بعد 400 ميل من نيوفاوندلاند ، كندا ، وعلى الرغم من ان طاقمها قد تم تحذيره من الجبال الجليدية عدة مرات في ذلك المساء من قبل السفن الاخرى التي كانت تمر من خلال تلك المنطقة، الا ان تيتانيك كانت تسير بسرعة قصوى تبلغ حوالي 20.5 عقدة عندما ارتطمت بالجبل .
وبعد اقل من ثلاث ساعات، هبطت سفينة تيتانيك الى قاع البحر، مع اكثر من 1500 شخص معها، ولم يٌنقذ سوى جزء صغير من ركابها ، وحملت سفينة تيتانيك معها بعض من اغنى واقوى الصناعيين مع ثرواتهم الشخصية التي كانت قيمتها تقدر ب 600 مليون دولار في عام 1912 ، بالاضافة الى الركاب الاثرياء وركاب الطبقة الوسطى، كما انها ايضا حملت المهاجرين الفقراء من اوروبا والشرق الاوسط .
وكما ذكرنا انه مضى اكثر من 73 عاما على ترك سفينة تيتانيك في الاعماق ، وجرب الصيادون استخدام كل شيء من مغناطيسات الى بالونات النايلون لرفع سفينة تيتانيك من الاعماق واكتشاف كنوزها، ولكن المشكلة الوحيدة هي انه لا احد كان يعرف اين كانت تقع سفينة تيتانيك ، فقد استمرت سفينة تيتانيك في الانجراف بعد اخر بلاغ عن موقعها اثناء مكالمة الاستغاثة، وقد بدأت عدة بعثات للبحث عن سفينة تيتانيك ، بما في ذلك بعثة قامت عام 1977 بقيادة الدكتور روبرت بالارد، ولكنها عادت الى الوطن فارغة الوفاض .
وفي اوائل الثمانينات قام الدكتور روبرت بالارد بقيادة سفينته البحثية بالاتجاه الى شمال الاطلنطى مرة اخرى بحثا عن حطام سفينة تيتانيك الذى اختفت في اعماق الاطلسي منذ فترة طويلة ، وعلى الرغم من تمشيطه لقاع البحر لاكثر من اسبوع، الا انه لم يجد روبوته المجهز بالكاميرا اى شيء سوى ميل من الرمال والرواسب ، وكانت محاولة البحث الثانية التي قام بها بالارد مبنية على طلبه من البحرية الامريكية وتطوير مشروعه الذي يسمي " ارجو "، وهو عبارة عن كاميرا بدون طيار يمكن سحبها خلف سفينة سطحية على اعماق تصل الى 20،000 قدم .
ولكن رفضت البحرية الامريكية تمويل مشروع البحث عن سفينة تيتانيك ، ولكنها كانت مهتمة باستخدام الروبوت الجديد لمسح حطام طائرة خاصة بهم واثنين من الغواصات النووية التي فٌقدت في المحيط الاطلسي في عام 1960، وتوصل الطرفان في نهاية المطاف الى حل توفيقي وهو اذا تمكن بالارد من تحديد موقع الغواصتين الغارقتين وخريطتهما بنجاح، يمكنهم تمويله في البحث عن سفينة تيتانيك ، ولكن ظلت العملية سرية للغاية .
وبدأ بالارد حملته السرية من خلال تصوير الدراسة في صيف عام 1984 ، وفي العام التالي عاد هو وفريق من معهد وودز هول لعلوم المحيطات الى المحيط الاطلسي وتتبع حطام سفينة تيتانيك قبالة ساحل جزر الازور ، وطلب من معهد البحوث الفرنسي ان يتعاون معه، وفي يوليو 1985، بدأت سفينة الابحاث الفرنسية في الكشف عن المنطقة التي اعتقد ان سفينة تيتانيك قد غرقت بها وقامت السفينة الفرنسية باستخدام تقنية تعرف باسم "جز العشب"، وقام قائد البعثة جان لوي ميشيل بسحب نظام سونار مسح جانبي ذهابا وايابا عبر منطقة البحث على امل الكشف عن اجسام معدنية كبيرة في قاع البحر ، ولكن فشل السونار في كشف اي خيوط واعدة .
وهنا قرر بالارد ان يبدأ اسلوب بحث جديد ، فقد كان يلاحظ ان التيار كان يحمل فتات صغير من حطام السفن التي سقطت في قاع البحر، مما خلق سلسلة طويلة من الحطام، ومع هذا في الاعتبار، قرر بالارد عدم البحث عن جسم سفينة تيتانيك ، ولكن بدلا من ذلك، بدأ يستخدم اسلوب تنظيف قاع الحطام الاكبر حجما الذي قد يمتد لمسافة ميل واحد، وبمجرد العثور عليه، سيتمكن من استخدامه لتعقب سفينة تيتانيك نفسها .
سمح نهج بالارد الجديد في توسيع منطقة البحث والتحرك في نمط اوسع بكثير ، وعمل الطاقم في نوبات للحفاظ على العمل الشاق على مدار الساعة، وبعد عدة ايام شاقة، واصلوا مطاردة مسار الحطام، وفي صباح اليوم التالي، جاء قوس سفينة تيتانيك يلوح في الافق من اعماق المحيط .
بالنسبة للدكتور روبرت بالارد ، جاء هذا الاكتشاف بعواطف مختلطة للغاية ، فقد رأى في خياله كل ما حدث بداية من الاشكال الشبحية للقوارب الحربية والصراخ الخارق وصراخ الاشخاص الذين تجمدوا حتى الموت في الماء ، ومن المثير للاهتمام ان القوس الخاص بسفينة تيتانيك كان يجلس مستقيما وسليما ، وكانت تقع القذيفة الاكثر تضررا على بعد 400 متر .
سارع بالارد وطاقمه على توثيق حطام كل من ارجو وانجوس، وهي غواصة اخرى غير مأهولة مصممة لالتقاط صور ثابتة ، وكشفت تكنولوجيا الغوص العميق عن اجزاء كبيرة من جسم تيتانيك والحطام الكبير الذي شمل لوحات اكل صينية ، وقطع من الاثاث، وحتى زجاجات خمور غير مفتوحة ، وكانت بقايا الضحايا الوحيدة هي العديد من ازواج الاحذية الجلدية التي كانت لا تزال مستلقية على القاع الرملية .
وبعد اربعة ايام فقط من اكتشافهم لسفينة تيتانيك اجبر الطقس العاصف الطاقم على حزم امداداتهم والتوجه نحو الوطن ، ولكن قام عشرات العلماء بدراسة الموقع بشكل اكثر شمولا، بما في ذلك الدكتور بالارد، الذي عاد الصيف التالي للحصول على لمحة مباشرة عن الحطام من داخل غواصة تسمى الفين، وفي الوقت نفسه، صورت هذه الغواصة صور الاكتشافات الهائلة على الصفحات الاولى من لصحف في جميع انحاء العالم، وجاء جيش من الصحفيين وكاميرات التلفزيون في استقبال هذا الاكتشاف الضخم ، ويظل مكان غرق سفينة تيتانيك الى الان مكان هادئ وسلمي، ومكان مناسب لبقايا اعظم مأساة بحرية حتى الان
لاكثر من قرن من الزمان، القصة المأساوية لغرق سفينة تيتانيك قد اجتاحت خيال العالم، ومع ذلك، هناك الكثير من التفاصيل الحاسمة عن ليلة غرق سفينة تيتانيك لا تزال غير معروفة نسبيا ، فقد كان يطلق على سفينة تيتانيك " السفينة الغير قابلة للتدمير " ، ولكن يشأء الله انها في رحلتها الاولى في ابريل عام 1912 ، ضُربت في اعماق جبل جليدي في المحيط واختفت تحت المياه المتجمدة في شمال الاطلسي، وظلت سفينة تيتانيك غير مكتشفة لاكثر من سبعة عقود حتى عام 1985، عندما قام بتعقبها فريق دولي باستخدام احدث اجهزة السونار والروبوتات وقتها تحت سطح البحر ، فتتبعتها الاقمار الصناعية، وتكنولوجيا الغوص العميق لتحديد موقعها بعد 73 عاما وقاموا بمعرفة مكان حطام سفينة تيتانيك السفينة الاكثر شهرة في التاريخ .
انطلقت سفينة تيتانيك في 10 ابريل 1912 ، في رحلتها الاولى الى نيويورك، وفي ذلك الوقت، كانت اكبر وافخم سفينة بنيت من اي وقت مضى ، وفي يوم 14 ابريل 1912، ضرب سفينة تيتانيك جبل جليدي على بعد 400 ميل من نيوفاوندلاند ، كندا ، وعلى الرغم من ان طاقمها قد تم تحذيره من الجبال الجليدية عدة مرات في ذلك المساء من قبل السفن الاخرى التي كانت تمر من خلال تلك المنطقة، الا ان تيتانيك كانت تسير بسرعة قصوى تبلغ حوالي 20.5 عقدة عندما ارتطمت بالجبل .
وبعد اقل من ثلاث ساعات، هبطت سفينة تيتانيك الى قاع البحر، مع اكثر من 1500 شخص معها، ولم يٌنقذ سوى جزء صغير من ركابها ، وحملت سفينة تيتانيك معها بعض من اغنى واقوى الصناعيين مع ثرواتهم الشخصية التي كانت قيمتها تقدر ب 600 مليون دولار في عام 1912 ، بالاضافة الى الركاب الاثرياء وركاب الطبقة الوسطى، كما انها ايضا حملت المهاجرين الفقراء من اوروبا والشرق الاوسط .
وكما ذكرنا انه مضى اكثر من 73 عاما على ترك سفينة تيتانيك في الاعماق ، وجرب الصيادون استخدام كل شيء من مغناطيسات الى بالونات النايلون لرفع سفينة تيتانيك من الاعماق واكتشاف كنوزها، ولكن المشكلة الوحيدة هي انه لا احد كان يعرف اين كانت تقع سفينة تيتانيك ، فقد استمرت سفينة تيتانيك في الانجراف بعد اخر بلاغ عن موقعها اثناء مكالمة الاستغاثة، وقد بدأت عدة بعثات للبحث عن سفينة تيتانيك ، بما في ذلك بعثة قامت عام 1977 بقيادة الدكتور روبرت بالارد، ولكنها عادت الى الوطن فارغة الوفاض .
وفي اوائل الثمانينات قام الدكتور روبرت بالارد بقيادة سفينته البحثية بالاتجاه الى شمال الاطلنطى مرة اخرى بحثا عن حطام سفينة تيتانيك الذى اختفت في اعماق الاطلسي منذ فترة طويلة ، وعلى الرغم من تمشيطه لقاع البحر لاكثر من اسبوع، الا انه لم يجد روبوته المجهز بالكاميرا اى شيء سوى ميل من الرمال والرواسب ، وكانت محاولة البحث الثانية التي قام بها بالارد مبنية على طلبه من البحرية الامريكية وتطوير مشروعه الذي يسمي " ارجو "، وهو عبارة عن كاميرا بدون طيار يمكن سحبها خلف سفينة سطحية على اعماق تصل الى 20،000 قدم .
ولكن رفضت البحرية الامريكية تمويل مشروع البحث عن سفينة تيتانيك ، ولكنها كانت مهتمة باستخدام الروبوت الجديد لمسح حطام طائرة خاصة بهم واثنين من الغواصات النووية التي فٌقدت في المحيط الاطلسي في عام 1960، وتوصل الطرفان في نهاية المطاف الى حل توفيقي وهو اذا تمكن بالارد من تحديد موقع الغواصتين الغارقتين وخريطتهما بنجاح، يمكنهم تمويله في البحث عن سفينة تيتانيك ، ولكن ظلت العملية سرية للغاية .
وبدأ بالارد حملته السرية من خلال تصوير الدراسة في صيف عام 1984 ، وفي العام التالي عاد هو وفريق من معهد وودز هول لعلوم المحيطات الى المحيط الاطلسي وتتبع حطام سفينة تيتانيك قبالة ساحل جزر الازور ، وطلب من معهد البحوث الفرنسي ان يتعاون معه، وفي يوليو 1985، بدأت سفينة الابحاث الفرنسية في الكشف عن المنطقة التي اعتقد ان سفينة تيتانيك قد غرقت بها وقامت السفينة الفرنسية باستخدام تقنية تعرف باسم "جز العشب"، وقام قائد البعثة جان لوي ميشيل بسحب نظام سونار مسح جانبي ذهابا وايابا عبر منطقة البحث على امل الكشف عن اجسام معدنية كبيرة في قاع البحر ، ولكن فشل السونار في كشف اي خيوط واعدة .
وهنا قرر بالارد ان يبدأ اسلوب بحث جديد ، فقد كان يلاحظ ان التيار كان يحمل فتات صغير من حطام السفن التي سقطت في قاع البحر، مما خلق سلسلة طويلة من الحطام، ومع هذا في الاعتبار، قرر بالارد عدم البحث عن جسم سفينة تيتانيك ، ولكن بدلا من ذلك، بدأ يستخدم اسلوب تنظيف قاع الحطام الاكبر حجما الذي قد يمتد لمسافة ميل واحد، وبمجرد العثور عليه، سيتمكن من استخدامه لتعقب سفينة تيتانيك نفسها .
سمح نهج بالارد الجديد في توسيع منطقة البحث والتحرك في نمط اوسع بكثير ، وعمل الطاقم في نوبات للحفاظ على العمل الشاق على مدار الساعة، وبعد عدة ايام شاقة، واصلوا مطاردة مسار الحطام، وفي صباح اليوم التالي، جاء قوس سفينة تيتانيك يلوح في الافق من اعماق المحيط .
بالنسبة للدكتور روبرت بالارد ، جاء هذا الاكتشاف بعواطف مختلطة للغاية ، فقد رأى في خياله كل ما حدث بداية من الاشكال الشبحية للقوارب الحربية والصراخ الخارق وصراخ الاشخاص الذين تجمدوا حتى الموت في الماء ، ومن المثير للاهتمام ان القوس الخاص بسفينة تيتانيك كان يجلس مستقيما وسليما ، وكانت تقع القذيفة الاكثر تضررا على بعد 400 متر .
سارع بالارد وطاقمه على توثيق حطام كل من ارجو وانجوس، وهي غواصة اخرى غير مأهولة مصممة لالتقاط صور ثابتة ، وكشفت تكنولوجيا الغوص العميق عن اجزاء كبيرة من جسم تيتانيك والحطام الكبير الذي شمل لوحات اكل صينية ، وقطع من الاثاث، وحتى زجاجات خمور غير مفتوحة ، وكانت بقايا الضحايا الوحيدة هي العديد من ازواج الاحذية الجلدية التي كانت لا تزال مستلقية على القاع الرملية .
وبعد اربعة ايام فقط من اكتشافهم لسفينة تيتانيك اجبر الطقس العاصف الطاقم على حزم امداداتهم والتوجه نحو الوطن ، ولكن قام عشرات العلماء بدراسة الموقع بشكل اكثر شمولا، بما في ذلك الدكتور بالارد، الذي عاد الصيف التالي للحصول على لمحة مباشرة عن الحطام من داخل غواصة تسمى الفين، وفي الوقت نفسه، صورت هذه الغواصة صور الاكتشافات الهائلة على الصفحات الاولى من لصحف في جميع انحاء العالم، وجاء جيش من الصحفيين وكاميرات التلفزيون في استقبال هذا الاكتشاف الضخم ، ويظل مكان غرق سفينة تيتانيك الى الان مكان هادئ وسلمي، ومكان مناسب لبقايا اعظم مأساة بحرية حتى الان