ما هو الستيرويد؟ وكيف يؤثر في جسمك؟
من المحتمل أنك رأيت سابقًا أحد الرياضيين، وفكرت: «من المستحيل امتلاكه هذه البنية العضلية طبيعيًا، لا بد أنه يستخدم الستيرويدات». ربما كنت على حق، فقد اجتاح استخدام الستيرويدات بطولات ألعاب القوى وكمال الأجسام خلال العقود القليلة الماضية، مع أنها محظورة. فما الستيرويدات؟ وهل هي بهذا السوء لك؟
الستيرويدات هي عائلة كبيرة من المركبات، تسبب مجموعة متنوعة من التأثيرات اعتمادًا على نوعها ومكان تأثيرها في الجسم. يُوجَد نوعان رئيسيان من الستيرويدات المستخدمة دوائيًا حاليًا، الكورتيكوستيرويدات والستيرويدات الابتنائية، تُعد الكورتيكوستيرويدات ، الأكثر شيوعًا، من أفضل الوسائل لكبح الالتهاب والشفاء من الإنتان. هذه الأدوية هي أشكال مصنعة من هرمون الكورتيزول، الذي يُعد أحد هرمونات «الكر والفر»، إضافةً إلى أنه ينظم مجموعة من الوظائف في الجسم، من الاستقلاب حتى الجهاز المناعي.
الستيرويدات الابتنائية
إذا كنت ترغب في بناء عضلاتك، فإن الكورتيكوستيرويدات ليست النوع الصحيح من الستيرويدات. الستيرويدات الابتنائية -أو الستيرويدات الابتنائية الإندروجينية- هي نوع مختلف من الأدوية، وهي أدوية غير قانونية في معظم الدول ويُمنع صرفها دون وصفة طبية. هذه الأدوية تحاكي هرمون التستوستيرون، هرمون جنسي ذكري، وهي معروفة بإساءة الرياضيين استخدامها لكسب أفضلية والتفوق على منافسيهم. إذن، كيف تُساعِد الهرمونات الابتنائية على بناء العضلات بهذه السرعة؟
يُعد التستوستيرون الهرمون الجنسي الرئيسي عند الذكر، ويتحكم في تطور الأنسجة التناسلية الذكرية متضمنةً الخصيتين، ويعزز التستوستيرون أيضًا إنتاج البروتينات التي تُشكِل العضلات، ويزيد من كثافة العظام. الستيرويدات الابتنائية الإندروجينية المُصنعة هي مشتقات تستوستيرونية، وتملك تأثيرًا مشابهًا للتستوستيرون في الجسم.
ترتبط الستيرويدات الابتنائية الإندروجينية بمستقبلاتها، مستقبلات الإندروجين في الخلايا. يدخل الشكل المعقد المكون من الستيرويد والمستقبل إلى النواة، حيث يؤثر في النواة بواسطة نشاط جينات محددة، خاصةً المسؤولة عن البلوغ عند الذكر وصنع البروتين. تزيد هذه الجينات من إنتاج البروتين أكثر من المعتاد. هذه البروتينات الإضافية تشكل البنى الأساسية للعضلات، ومع تزايد الإنتاج البروتيني يزداد نمو العضلات، هذا ما يُسمى الابتناء. تسرع الستيرويدات الابتنائية أيضًا من قدرة جسمك على تحطيم الجزيئات المعقدة وتحويلها إلى جزيئات أبسط، وهو ما يُسمى الأيض الهدمي، الذي يؤمّن الطاقة للخلايا العضلية. كلما كانت هذه العملية أسرع، كان الوقت اللازم لإنتاج الطاقة الضرورية لأداء التمارين أقل.
هذا الأمر مفيد جدًا لك إذا كنت رياضيًا، إذ إنك لا تبني كتلة عضلية بسرعة أكبر فقط، إنما تحتاج أيضًا إلى وقت راحة أقل بين تمارينك. يبدو ذلك معجزةً تبني العضلات، لكن الستيرويدات الابتنائية قد تملك آثارًا طويلة الأمد فيمن يسيئون استخدامها.
تتنوع الآثار الجانبية الناتجة عن إساءة استخدام الستيرويدات الابتنائية بين الرجال والنساء. قد يعاني الرجال نقصًا في تعداد النطاف، والعقم، وتضخم الثدي -التثدي- وازدياد خطورة الإصابة بسرطان البروستات. في حين قد تعاني النساء ازديادًا في نمو شعر الجسد، وفقدان أنسجة الثدي، واضطرابات في الدورة الشهرية وصوت أعمق.
إضافةً إلى أن الستيرويدات الابتنائية تزيد من خطر حدوث مشكلات أخطر لدى الرجال والنساء، يرتبط سوء استخدام هذه الستيرويدات بخطورة أكبر لحدوث النوبات القلبية، وقصور الكبد والكلية، وتخثر الدم وارتفاع الكوليسترول. ويُعد استخدامها في مرحلة البلوغ تحديدًا سيئًا، لأن ازدياد كثافة العظام باكرًا قد يسبب خللًا في النمو، وربما يسبب عواقب إدراكية، تتضمن نقصًا في الانتباه وزيادًة في الانفعال، أو ما يعرف بثورات الغضب.
هذه ليست سوى الأعراض التي يدركها العلماء. في حين تبدو الستيرويدات حلًا سريعًا، فإنها قد تملك مضاعفات خطيرة على صحتك، ولا يجب عليك استخدامها عشوائيًا.
الكورتيكوستيرويدات
أما الكورتيكوستيرويدات أو ما يُسمى اختصارًا الستيرويدات، فهي أدوية مضادة للالتهاب تُستخدم لعلاج العديد من الاضطرابات، إلى جانب أنها تختلف عن الستيرويدات الابتنائية التي يستخدمها البعض بطريقة غير قانونية لزيادة كتلتهم العضلية.
كيف تعمل الستيرويدات؟
تُعد الستيرويدات نسخة مُصنّعَة من هرمونات تُنتَج طبيعيًا بواسطة الغدتان الكظريتان، وهما غدتان صغيرتان موجودتان فوق الكليتين. عندما تُؤخَذ بجرعات أكبر مما ينتجه الجسم، فإنها تخفف من الاحمرار والتورم (الالتهاب)، ما يجعلها مفيدةً في العديد من الاضطرابات الالتهابية كالربو والإكزيما.
أيضًا تقلل الستيرويدات من نشاط الجهاز المناعي، الذي يمثل دفاعات الجسم الطبيعية ضد المرض والإنتان، ما يجعلها أدويةً فعالة في الأمراض المناعية الذاتية كالتهاب المفاصل الرثوي والذئبة، التي تحدث عندما يختل الجهاز المناعي ويهاجم الجسم.
الأشكال الدوائية للستيرويدات
الآثار الجانبية للستيرويدات
لا تسبب الستيرويدات عند تناولها فترات قصيرة بجرعات محدودة آثارًا جانبية خطيرة. لكن أحيانًا قد تسبب آثارًا جانبيةً مزعجةً مثل زيادة الشهية وتقلبات المزاج وصعوبة في النوم، وهي الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لأقراص الستيرويدات. تزول هذه الآثار عادة بعد انتهاء العلاج، لكن لا تتوقف عن تناول دوائك دون التحدث إلى طبيبك، لأن إيقاف جرعة العلاج الموصوفة قد يُسبِب المزيد من الآثار الجانبية المزعجة (أعراض انسحابية).
استخدامات الستيرويدات
تُستخدَم الستيرويدات لعلاج مجال واسع من الاضطرابات، يتضمن:
المصادر: 12
من المحتمل أنك رأيت سابقًا أحد الرياضيين، وفكرت: «من المستحيل امتلاكه هذه البنية العضلية طبيعيًا، لا بد أنه يستخدم الستيرويدات». ربما كنت على حق، فقد اجتاح استخدام الستيرويدات بطولات ألعاب القوى وكمال الأجسام خلال العقود القليلة الماضية، مع أنها محظورة. فما الستيرويدات؟ وهل هي بهذا السوء لك؟
الستيرويدات هي عائلة كبيرة من المركبات، تسبب مجموعة متنوعة من التأثيرات اعتمادًا على نوعها ومكان تأثيرها في الجسم. يُوجَد نوعان رئيسيان من الستيرويدات المستخدمة دوائيًا حاليًا، الكورتيكوستيرويدات والستيرويدات الابتنائية، تُعد الكورتيكوستيرويدات ، الأكثر شيوعًا، من أفضل الوسائل لكبح الالتهاب والشفاء من الإنتان. هذه الأدوية هي أشكال مصنعة من هرمون الكورتيزول، الذي يُعد أحد هرمونات «الكر والفر»، إضافةً إلى أنه ينظم مجموعة من الوظائف في الجسم، من الاستقلاب حتى الجهاز المناعي.
الستيرويدات الابتنائية
إذا كنت ترغب في بناء عضلاتك، فإن الكورتيكوستيرويدات ليست النوع الصحيح من الستيرويدات. الستيرويدات الابتنائية -أو الستيرويدات الابتنائية الإندروجينية- هي نوع مختلف من الأدوية، وهي أدوية غير قانونية في معظم الدول ويُمنع صرفها دون وصفة طبية. هذه الأدوية تحاكي هرمون التستوستيرون، هرمون جنسي ذكري، وهي معروفة بإساءة الرياضيين استخدامها لكسب أفضلية والتفوق على منافسيهم. إذن، كيف تُساعِد الهرمونات الابتنائية على بناء العضلات بهذه السرعة؟
يُعد التستوستيرون الهرمون الجنسي الرئيسي عند الذكر، ويتحكم في تطور الأنسجة التناسلية الذكرية متضمنةً الخصيتين، ويعزز التستوستيرون أيضًا إنتاج البروتينات التي تُشكِل العضلات، ويزيد من كثافة العظام. الستيرويدات الابتنائية الإندروجينية المُصنعة هي مشتقات تستوستيرونية، وتملك تأثيرًا مشابهًا للتستوستيرون في الجسم.
ترتبط الستيرويدات الابتنائية الإندروجينية بمستقبلاتها، مستقبلات الإندروجين في الخلايا. يدخل الشكل المعقد المكون من الستيرويد والمستقبل إلى النواة، حيث يؤثر في النواة بواسطة نشاط جينات محددة، خاصةً المسؤولة عن البلوغ عند الذكر وصنع البروتين. تزيد هذه الجينات من إنتاج البروتين أكثر من المعتاد. هذه البروتينات الإضافية تشكل البنى الأساسية للعضلات، ومع تزايد الإنتاج البروتيني يزداد نمو العضلات، هذا ما يُسمى الابتناء. تسرع الستيرويدات الابتنائية أيضًا من قدرة جسمك على تحطيم الجزيئات المعقدة وتحويلها إلى جزيئات أبسط، وهو ما يُسمى الأيض الهدمي، الذي يؤمّن الطاقة للخلايا العضلية. كلما كانت هذه العملية أسرع، كان الوقت اللازم لإنتاج الطاقة الضرورية لأداء التمارين أقل.
هذا الأمر مفيد جدًا لك إذا كنت رياضيًا، إذ إنك لا تبني كتلة عضلية بسرعة أكبر فقط، إنما تحتاج أيضًا إلى وقت راحة أقل بين تمارينك. يبدو ذلك معجزةً تبني العضلات، لكن الستيرويدات الابتنائية قد تملك آثارًا طويلة الأمد فيمن يسيئون استخدامها.
تتنوع الآثار الجانبية الناتجة عن إساءة استخدام الستيرويدات الابتنائية بين الرجال والنساء. قد يعاني الرجال نقصًا في تعداد النطاف، والعقم، وتضخم الثدي -التثدي- وازدياد خطورة الإصابة بسرطان البروستات. في حين قد تعاني النساء ازديادًا في نمو شعر الجسد، وفقدان أنسجة الثدي، واضطرابات في الدورة الشهرية وصوت أعمق.
إضافةً إلى أن الستيرويدات الابتنائية تزيد من خطر حدوث مشكلات أخطر لدى الرجال والنساء، يرتبط سوء استخدام هذه الستيرويدات بخطورة أكبر لحدوث النوبات القلبية، وقصور الكبد والكلية، وتخثر الدم وارتفاع الكوليسترول. ويُعد استخدامها في مرحلة البلوغ تحديدًا سيئًا، لأن ازدياد كثافة العظام باكرًا قد يسبب خللًا في النمو، وربما يسبب عواقب إدراكية، تتضمن نقصًا في الانتباه وزيادًة في الانفعال، أو ما يعرف بثورات الغضب.
هذه ليست سوى الأعراض التي يدركها العلماء. في حين تبدو الستيرويدات حلًا سريعًا، فإنها قد تملك مضاعفات خطيرة على صحتك، ولا يجب عليك استخدامها عشوائيًا.
الكورتيكوستيرويدات
أما الكورتيكوستيرويدات أو ما يُسمى اختصارًا الستيرويدات، فهي أدوية مضادة للالتهاب تُستخدم لعلاج العديد من الاضطرابات، إلى جانب أنها تختلف عن الستيرويدات الابتنائية التي يستخدمها البعض بطريقة غير قانونية لزيادة كتلتهم العضلية.
كيف تعمل الستيرويدات؟
تُعد الستيرويدات نسخة مُصنّعَة من هرمونات تُنتَج طبيعيًا بواسطة الغدتان الكظريتان، وهما غدتان صغيرتان موجودتان فوق الكليتين. عندما تُؤخَذ بجرعات أكبر مما ينتجه الجسم، فإنها تخفف من الاحمرار والتورم (الالتهاب)، ما يجعلها مفيدةً في العديد من الاضطرابات الالتهابية كالربو والإكزيما.
أيضًا تقلل الستيرويدات من نشاط الجهاز المناعي، الذي يمثل دفاعات الجسم الطبيعية ضد المرض والإنتان، ما يجعلها أدويةً فعالة في الأمراض المناعية الذاتية كالتهاب المفاصل الرثوي والذئبة، التي تحدث عندما يختل الجهاز المناعي ويهاجم الجسم.
الأشكال الدوائية للستيرويدات
توجد العديد من الأشكال الدوائية للستيرويدات، أهمها:
لا يمكنك الحصول على أغلب هذه الستيرويدات دون وصفة طبية، لكن يمكن شراء بعضها -مثل بعض الكريمات والرذذ الأنفية- دون وصفة من المتاجر والصيدليات.- الأقراص والشراب أو السوائل مثل بريدنيزولون.
- أجهزة الاستنشاق أو الرذاذ الأنفي مثل بيكلوميتازون وفلوتيكازون.
- الحقن -تُعطَى في المفصل أو العضل أو الوريد- مثل متيل بريدنيزولون.
- الدهانات، مثل كريم هيدروكوتيزون للجلد.
الآثار الجانبية للستيرويدات
لا تسبب الستيرويدات عند تناولها فترات قصيرة بجرعات محدودة آثارًا جانبية خطيرة. لكن أحيانًا قد تسبب آثارًا جانبيةً مزعجةً مثل زيادة الشهية وتقلبات المزاج وصعوبة في النوم، وهي الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لأقراص الستيرويدات. تزول هذه الآثار عادة بعد انتهاء العلاج، لكن لا تتوقف عن تناول دوائك دون التحدث إلى طبيبك، لأن إيقاف جرعة العلاج الموصوفة قد يُسبِب المزيد من الآثار الجانبية المزعجة (أعراض انسحابية).
استخدامات الستيرويدات
تُستخدَم الستيرويدات لعلاج مجال واسع من الاضطرابات، يتضمن:
- الربو وداء الانسداد الرئوي المزمن.
- الحمى القرمزية.
- البثور والإكزيما.
- آلام المفاصل والعضلات، كالتهاب المفاصل، ومرفق لاعب التنس -التهاب لقيمة العضد الوحشية- والكتف المتجمدة (التهاب المحفظة اللاصق).
- الآلام الناتجة عن تهيج الأعصاب أو انضغاطها كالتهاب العصب الوركي (عرق النَّسا).
- الداء المعوي الالتهابي، مثل داء كرون.
- الذئبة
- التصلب المتعدد.
المصادر: 12