الجاسوسية قصص لا تنتهي – صن تزو
لمن لا يعرف هذا الإسم فأن ( صن تزو ) يعد وبلا شك
رائد الجاسوسية الصينية، ولا يعني ذلك أن إمبراطورية الصين لم تعرف
الجاسوسية قبل عام ( 510 ق.م ) فقد بدأت الجاسوسية في الصين منذ حوالي
2500 سنة، لكن الفضل يرجع إلي شخصية ( صن تزو ) في تكوين أول شبكة مخابرات كاملة في الصين.
فقد قام صن تزو بتأليف كتاب بعنوان : ( أصول الحرب ) وهو يعتبر من أقدم الكتب التي تحدثت عن فن الحرب عموما.
ولد ( صن تزو ) في ولاية على مصب النهر ( الأصفر ) بإمبراطورية الصين
لكنه أمضي معظم حياته في خدمة الملك ( هو – لو ) ملك ولاية ( وو ) المجاورة لمكان نشأته.
قاد ( صن تزو ) جيش ( هو – لو ) وأحتل مدينة ( ينج ) عاصمة ولاية ( تشو ) غرباً ،
وزحف نحو الشمال مكتسحاً جيوش مقاطعتي ( تشي ) و ( تشين ) بشكل مذهل ومربك للأعداء.
تيقن ( صن تزو ) بأن شن حرب بطريقة إقتصادية، مع الدفاع عن البلاد ضد
الآخرين، يتطلب ضرورة إستخدام نظام تجسس دائم، يرصد أنشطة الأعداء والبلاد
المجاورة على حد سواء وضرورة إعتبار الجاسوسية عملاً شريفاً وخدمة للملك والوطن .
أوصى ( صن تزو ) في كتابه بحسن معاملة العملاء المحولين، ومنحهم المسكن
المريح، والعطاء الجزيل بين الحين والآخر، لأن هذا أدعى إلى تثبيت
ولائهم، بل وإغرائهم بمحاولة إستمالة زملائهم ورؤسائهم السابقين، خاصة
الذين يستجيبون منهم للرشوة بسهولة وتعتبر هذه الفكرة الشنعاء هي الزريعة الأساسية للجاسوسية الحديثة.
كرس ( صن تزو ) في الكتاب جهداً كبيراً لإيضاح أهمية الجواسيس، وطالب بتقسيمهم إلى خمسة أقسام :
1- جواسيس محليون : مواطنون محليون يتقاضون مكافآت على المعلومات.
2- جاسوس داخلي : خائن في صفوف العدو.
3- جاسوس محول : عميل أمكن إقناعه بتغيير ولائه .
4- جاسوس هالك : عميل إعتاد تزويد العدو بمعلومات زائفة، من المحتمل قتله فيما بعد.
5- جاسوس باق : مدرب، يعتمد عليه في العودة من مهمته بأمان.
وقد أستفاد العديد والعديد من العسكريين من المعلومات التي يقدمها هذا
الكتاب علي مر العصور وما يزال يعد الكتاب الأول للقراءة في أكاديميات عسكرية كثيرة حتي يومنا هذا .
إليكم الجزء الأول من الموضوع
الجاسوسية قصص لا تنتهي – مخابرات الفراعنة
والجزء الثاني من الموضوع
الجاسوسية قصص لا تنتهي – الجاسوسية و اليهود