تاريخ الدولة الصفوية
أصل الصفويين
الصفويّون أو آل صفويان، هم سلالة من الملوك أو الشاهات عاشتْ هذه السلالة في منطقة أردبيل في بلاد فارس أي ما يُعرف بإيران حاليًا، وقد حكمت سلالة الصفويين تلك البلاد في الفترة الممتدة بين عامي 1501م حتَّى عام 1722م وذلك بعد أن استولتِ الدولة الهوتاكية الأفغانية على فارس، ثمَّ استردَّ الصفويون بلادهم بين عامي 1729م و1736م، وقد شملتِ الدولة الصفوية إيران الحالية وأذربيجان وأرمينيا ومناطق واسعة من العراق، ووصلت إلى تركمانستان وأوزباكستان وسوريا أيضًا، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على تاريخ الدولة الصفوية وصراعها مع الدولة العثمانية ونهايتها.[١]
مؤسس الدولة الصفوية
قبل الحديث عن تاريخ الدولة الصفوية، تذكر الروايات أنَّ مؤسس الدولة الصفوية هو أبو المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي، أو إسماعيل بن حيدر بن الجنيد الصفوي المولود في الخامس والعشرين من يوليو من عام 1487م، وقد تعرَّض للاعتقال مع والدته وإخوته بعد مقتل والده وكان يبلغ من العمر عامًا واحدًا، وبعد أربع سنين قضاها في السجن أُطلق سراحهم، فعاش إسماعيل الصفوي عند كاركيا ميرزا الذي كان حاكمًا للاهيجان وقتها، وكان كاركيا ميرزا من المحبين للمسلمين الصفويين، وقد شبَّ إسماعيل الصفوي على حب الفروسية والقتال فكان مقاتلًا قائدًا قادرًا على الإدارة، أمَّا أصله فقد اختلفتِ الروايات التاريخية حول أصل إسماعيل الصفوي، والراجح في آراء المؤرخين أنَّه من إيران من ذرية فيروز شاه زرين كلاه.[٢]
أمَّا وصوله إلى حكم الدولة الصفوية، ففي الفترة الذي ظهر فيها إسماعيل الصفوي كانت الصراعات والخلافات قد نشأت بين أفراد الأسرة الحاكمة في بلاد فارس وهي أسرة آق قويونلو، فاستغل الصفويون الأمر وجعلوا إسماعيل الصفوي أميرًا عليهم، وكان في الرابعة عشرة من عمره، وعلى صغر سنِّهِ إلّا أنَّه كان قادرًا على القيادة بسبب العناية التي تلقاها على يد حاكم لاهيجان من قبل، وبعد سلسلة من المعارك التي خاضها إسماعيل الصفوي ضدَّ حكام إيران آنذاك تمكَّن من التغلب عليهم وإسقاط المدن الإيرانية واحدة تلو الأخرى، ثمَّ باستيلائه على مدينة تبريز التي كانت عاصمة آق قويونلو، وبعد أن دخلها أعلنها عاصمة لدولته الصفوية، وتمّ تتويجه ملكًا على إيران ولُقِّبَ بأبي المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي، وكان ذلك عام 1502م.[٣]
تاريخ الدولة الصفوية
في الحديث عن تاريخ الدولة الصفوية، إنَّ الصفويين -كما جاء سابقًا- سلالة من الملوك حكمت إيران ما يزيد عن قرنين من الزمن، وقد أسس دولتهم إسماعيل بن حيدر بن جنيد الصفوي الذي تولَّى حكم الدولة منذ عام 1494م، فاستولى على مجموعة من المناطق، أبرزها غيلان، ثمَّ تابع توسعه فسيطر على كامل إيران أو بلاد الفرس وطرد القراقويونلو عام 1507م وضمَّ العراق إلى دولته، وكان إسماعيل الصفوي يتبع للمذهب الشيعي الاثني عشري فأعلنه مذهبًا رسميًا لدولته الصفوية في العراق وإيران، وقد كان تاريخ الدولة الصفوية حافلًا بالحروب، فقد حارب الصفويون العثمانيين وانهزموا أمامهم في معركة جالديران عام 1514م، وحاربوا الأوزبك من الشرق أيضًا، ولمَّا آل حكم الصفويين للحاكم الصفوي عباس الأول استولى عباس على أذربيجان عام 1603م وعلى شيراز وأرمينيا وبعض من أفغانستان عام 1608م، ثمَّ ضمَّ العراق إلى دولته وقام بإعمار مدينة أصفهان وجعلها أهم مدن الدولة، كما نظَّم التجارة وأحيا اقتصاد الدولة.[٤]
وعلى الرغم من فترة الازدهار التي عاشتها الدولة الصفوية في عهد عباس الأول، إلَّا أنَّ مجد هذه الدولة كان في عهد عباس الثاني الذي حكم منذ عام 1642م إلى عام 1666م؛ حيث قام عباس الثاني بتكثيف التبادلات التجارية مع الدولة الأوروبية، كما قام عباس الثاني بعديد من الإصلاحات الداخلية ثمَّ ضمّ أجزاءً من أفغانستان، ثمَّ كان آخر تاريخ الدولة الصفوية في عهد شاه حسين الذي أودى باقتصاد البلاد، وأعدم أخيرًا على يد الأفغان وسقطت الدولة الصفوية في عهده.[٤]
الحروب الصفوية العثمانية
بعد الحديث عن تاريخ الدولة الصفوية، إنَّ من أبرز الاحداث في تاريخ الدولة الصفوية أيضًا هي الحرب العثمانية الصوفية، وهي سلسلة من النزاعات والصراعات بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية الشيعية، هاتين الدولتين اللتين كانتا تُمثِّلان القوى العظمى في الشرق، كان صراعهما للسيطرة على العراق التي تشكل حدودًا مع الدولتين، وبدأت هذه الحروب عام 1514م واستمرَّت مدَّة قرن من الزمن، كانت هذه الحروب من أجل السيطرة على العراق تارة ومن أجل السيطرة على بلاد القوقاز تارة أخرى، وقد زاد من حدَّة هذا النزاع اتباع الصفويين للمذهب الشيعي واتباع العثمانيين للمذهب السُّنِّيِّ، فنظر العثمانيون إلى الصفويين على أنَّهم مرتدين عن الدين، فنشب الصراع العقائدي بين الدولتين أيضًا.[٥]
وقَعتْ بين الطرفين معركة جالديران التي انتصر فيها العثمانيون فتقلَّص الوجود الصفوي في الأناضول، وقام العثمانيون بغزو العراق عام 1532م واستولوا على بغداد عام 1534م، ثمَّ وبعد عقدين من السلام بين الدولتين نشبتْ حرب أخرى عام 1578م انتهت هذه الحرب بتوقيع معاهدة إسطنبول عام 1590م، وقد انتصر العثمانيون بشكل واضح وسيطروا على جورجيا ويرفين وعلى تبريز عاصمة الصفويين السابقة، وفي عهد عباس الأول أعاد الصفويون تبريز عام 1603م، وأعادوا العراق أيضًا، وفي عام 1638م قاد السلطان العثماني مراد الرابع جيشًا استولى فيه على بغداد وأحكم سيطرة العثمانيين على العراق من جديد، وتمّ في عام 1639م توقيع معاهدة قصر شيرين التي سوَّت الحدود العثمانية الصفوية بشكل كامل، وأنهتِ الوجود الصفوي في العراق إلى الأبد.[٥]
نهاية الدولة الصفوية
في ختامِ الحديث عن تاريخ الدولة الصفوية، بعد أن استلم شاه حسين حكم الصفويين بدأ أحوال البلاد الاقتصادية بالتدهور والسقوط، هذا التدهور أدى إلى ثورة الناس الذين يتبعون للمذهب السني على حكم الصفويين الشيعة، فقام شاه حسين بإخماد هذه الثورة العقائدية بطريقة قاسية مُظهرًا تعصبه للشيعة، وفي عام 1719م بدأ الأفغان الذين كانوا بزعامة الغلزاي زحفهم إلى الدولة الصفوية، فدخلوا أصفهان عام 1722م وأعدموا الحاكم الصفوي شاه حسين عام 1726م، وفي عام 1736م أنشأ الغلزاي حاكم الأفغان حكومة صفوية وهمية لا تتحكم في أيٍّ من قرارات البلاد، وأصبحت السلطة الرسمية بيد الزند والأفشريين ثمَّ انتقلت السلطة إلى القاجاريين وانتهى وجود الصفويين إلى الأبد.[٤]
المراجع
1 . ↑ "الدولة الصفوية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
2 . ↑ "إسماعيل الصفوي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
3 . ↑ "إسماعيل الصفوي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
4 . ^ أ ب ت "الدولة الصفوية"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
5 . ^ أ ب "الحرب العثمانية الصفوية (1623–1639)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
أصل الصفويين
الصفويّون أو آل صفويان، هم سلالة من الملوك أو الشاهات عاشتْ هذه السلالة في منطقة أردبيل في بلاد فارس أي ما يُعرف بإيران حاليًا، وقد حكمت سلالة الصفويين تلك البلاد في الفترة الممتدة بين عامي 1501م حتَّى عام 1722م وذلك بعد أن استولتِ الدولة الهوتاكية الأفغانية على فارس، ثمَّ استردَّ الصفويون بلادهم بين عامي 1729م و1736م، وقد شملتِ الدولة الصفوية إيران الحالية وأذربيجان وأرمينيا ومناطق واسعة من العراق، ووصلت إلى تركمانستان وأوزباكستان وسوريا أيضًا، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على تاريخ الدولة الصفوية وصراعها مع الدولة العثمانية ونهايتها.[١]
مؤسس الدولة الصفوية
قبل الحديث عن تاريخ الدولة الصفوية، تذكر الروايات أنَّ مؤسس الدولة الصفوية هو أبو المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي، أو إسماعيل بن حيدر بن الجنيد الصفوي المولود في الخامس والعشرين من يوليو من عام 1487م، وقد تعرَّض للاعتقال مع والدته وإخوته بعد مقتل والده وكان يبلغ من العمر عامًا واحدًا، وبعد أربع سنين قضاها في السجن أُطلق سراحهم، فعاش إسماعيل الصفوي عند كاركيا ميرزا الذي كان حاكمًا للاهيجان وقتها، وكان كاركيا ميرزا من المحبين للمسلمين الصفويين، وقد شبَّ إسماعيل الصفوي على حب الفروسية والقتال فكان مقاتلًا قائدًا قادرًا على الإدارة، أمَّا أصله فقد اختلفتِ الروايات التاريخية حول أصل إسماعيل الصفوي، والراجح في آراء المؤرخين أنَّه من إيران من ذرية فيروز شاه زرين كلاه.[٢]
أمَّا وصوله إلى حكم الدولة الصفوية، ففي الفترة الذي ظهر فيها إسماعيل الصفوي كانت الصراعات والخلافات قد نشأت بين أفراد الأسرة الحاكمة في بلاد فارس وهي أسرة آق قويونلو، فاستغل الصفويون الأمر وجعلوا إسماعيل الصفوي أميرًا عليهم، وكان في الرابعة عشرة من عمره، وعلى صغر سنِّهِ إلّا أنَّه كان قادرًا على القيادة بسبب العناية التي تلقاها على يد حاكم لاهيجان من قبل، وبعد سلسلة من المعارك التي خاضها إسماعيل الصفوي ضدَّ حكام إيران آنذاك تمكَّن من التغلب عليهم وإسقاط المدن الإيرانية واحدة تلو الأخرى، ثمَّ باستيلائه على مدينة تبريز التي كانت عاصمة آق قويونلو، وبعد أن دخلها أعلنها عاصمة لدولته الصفوية، وتمّ تتويجه ملكًا على إيران ولُقِّبَ بأبي المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي، وكان ذلك عام 1502م.[٣]
تاريخ الدولة الصفوية
في الحديث عن تاريخ الدولة الصفوية، إنَّ الصفويين -كما جاء سابقًا- سلالة من الملوك حكمت إيران ما يزيد عن قرنين من الزمن، وقد أسس دولتهم إسماعيل بن حيدر بن جنيد الصفوي الذي تولَّى حكم الدولة منذ عام 1494م، فاستولى على مجموعة من المناطق، أبرزها غيلان، ثمَّ تابع توسعه فسيطر على كامل إيران أو بلاد الفرس وطرد القراقويونلو عام 1507م وضمَّ العراق إلى دولته، وكان إسماعيل الصفوي يتبع للمذهب الشيعي الاثني عشري فأعلنه مذهبًا رسميًا لدولته الصفوية في العراق وإيران، وقد كان تاريخ الدولة الصفوية حافلًا بالحروب، فقد حارب الصفويون العثمانيين وانهزموا أمامهم في معركة جالديران عام 1514م، وحاربوا الأوزبك من الشرق أيضًا، ولمَّا آل حكم الصفويين للحاكم الصفوي عباس الأول استولى عباس على أذربيجان عام 1603م وعلى شيراز وأرمينيا وبعض من أفغانستان عام 1608م، ثمَّ ضمَّ العراق إلى دولته وقام بإعمار مدينة أصفهان وجعلها أهم مدن الدولة، كما نظَّم التجارة وأحيا اقتصاد الدولة.[٤]
وعلى الرغم من فترة الازدهار التي عاشتها الدولة الصفوية في عهد عباس الأول، إلَّا أنَّ مجد هذه الدولة كان في عهد عباس الثاني الذي حكم منذ عام 1642م إلى عام 1666م؛ حيث قام عباس الثاني بتكثيف التبادلات التجارية مع الدولة الأوروبية، كما قام عباس الثاني بعديد من الإصلاحات الداخلية ثمَّ ضمّ أجزاءً من أفغانستان، ثمَّ كان آخر تاريخ الدولة الصفوية في عهد شاه حسين الذي أودى باقتصاد البلاد، وأعدم أخيرًا على يد الأفغان وسقطت الدولة الصفوية في عهده.[٤]
الحروب الصفوية العثمانية
بعد الحديث عن تاريخ الدولة الصفوية، إنَّ من أبرز الاحداث في تاريخ الدولة الصفوية أيضًا هي الحرب العثمانية الصوفية، وهي سلسلة من النزاعات والصراعات بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية الشيعية، هاتين الدولتين اللتين كانتا تُمثِّلان القوى العظمى في الشرق، كان صراعهما للسيطرة على العراق التي تشكل حدودًا مع الدولتين، وبدأت هذه الحروب عام 1514م واستمرَّت مدَّة قرن من الزمن، كانت هذه الحروب من أجل السيطرة على العراق تارة ومن أجل السيطرة على بلاد القوقاز تارة أخرى، وقد زاد من حدَّة هذا النزاع اتباع الصفويين للمذهب الشيعي واتباع العثمانيين للمذهب السُّنِّيِّ، فنظر العثمانيون إلى الصفويين على أنَّهم مرتدين عن الدين، فنشب الصراع العقائدي بين الدولتين أيضًا.[٥]
وقَعتْ بين الطرفين معركة جالديران التي انتصر فيها العثمانيون فتقلَّص الوجود الصفوي في الأناضول، وقام العثمانيون بغزو العراق عام 1532م واستولوا على بغداد عام 1534م، ثمَّ وبعد عقدين من السلام بين الدولتين نشبتْ حرب أخرى عام 1578م انتهت هذه الحرب بتوقيع معاهدة إسطنبول عام 1590م، وقد انتصر العثمانيون بشكل واضح وسيطروا على جورجيا ويرفين وعلى تبريز عاصمة الصفويين السابقة، وفي عهد عباس الأول أعاد الصفويون تبريز عام 1603م، وأعادوا العراق أيضًا، وفي عام 1638م قاد السلطان العثماني مراد الرابع جيشًا استولى فيه على بغداد وأحكم سيطرة العثمانيين على العراق من جديد، وتمّ في عام 1639م توقيع معاهدة قصر شيرين التي سوَّت الحدود العثمانية الصفوية بشكل كامل، وأنهتِ الوجود الصفوي في العراق إلى الأبد.[٥]
نهاية الدولة الصفوية
في ختامِ الحديث عن تاريخ الدولة الصفوية، بعد أن استلم شاه حسين حكم الصفويين بدأ أحوال البلاد الاقتصادية بالتدهور والسقوط، هذا التدهور أدى إلى ثورة الناس الذين يتبعون للمذهب السني على حكم الصفويين الشيعة، فقام شاه حسين بإخماد هذه الثورة العقائدية بطريقة قاسية مُظهرًا تعصبه للشيعة، وفي عام 1719م بدأ الأفغان الذين كانوا بزعامة الغلزاي زحفهم إلى الدولة الصفوية، فدخلوا أصفهان عام 1722م وأعدموا الحاكم الصفوي شاه حسين عام 1726م، وفي عام 1736م أنشأ الغلزاي حاكم الأفغان حكومة صفوية وهمية لا تتحكم في أيٍّ من قرارات البلاد، وأصبحت السلطة الرسمية بيد الزند والأفشريين ثمَّ انتقلت السلطة إلى القاجاريين وانتهى وجود الصفويين إلى الأبد.[٤]
المراجع
1 . ↑ "الدولة الصفوية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
2 . ↑ "إسماعيل الصفوي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
3 . ↑ "إسماعيل الصفوي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
4 . ^ أ ب ت "الدولة الصفوية"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
5 . ^ أ ب "الحرب العثمانية الصفوية (1623–1639)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.