الدين الإسلامي 19 – الأسرة في الإسلام
وعاش النبي محمد صلى الله عليه وسلم سنتين بعد فتح
مكة، وفي السنة العاشرة للهجرة خرج للحج في أكثر من 100 ألف من المسلمين,
وعند جبل عرفات ألقى عليهم خطبته التي تعتبر دستور الإسلام، فقد بيّن فيها
أسس الإسلام ومبادئه، ونادى بالمساواة بين الناس، لا فرق في ذلك بين العبد
الحبشي والشريف القرشي، وقرأ عليهم من القرآن ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)) الآيات.
الأسرة في الإسلام
تُعتبر الأسرة الوحدة المركزية للمجتمع الإسلامي، وقد حدد الإسلام دور
كل فرد من أفرادها وخصص لهم حقوق وواجبات معينة, ويظهر الأب في الإسلام
المسؤول الرئيس عن حفظ وصيانة العائلة، وعليه يقع واجب التكفل بالإنفاق
عليها من طعام وشراب وطبابة وكسوة وغير ذلك, وقد حدد القرآن أسباب الميراث
في الإسلام تحديداً واضحاً نافياً للجهالة، وهي الزوجية والقرابة والولاء،
وحدد لكل سبب منها شروط معينة ينبغي وجودها حتى يصح التوارث، ونص أن هناك
بضعة موانع للميراث، هي القتل واختلاف الدين والارتداد عن الإسلام واختلاف
الوطن، ووضع لكل منها شروط لا يقوم المانع بدونها، ونصيب المرأة من الميراث
في الإسلام هو نصف نصيب الرجل في حالات معينة وأكثر الحالات تتساوى فيها
المرأة مع الرجل في الميراث، وحالات أخرى يفوق نصيبها نصيب الرجل.
الميراث في الإسلام
كذلك جاء في القرآن تحديداً للأشخاص الذين يستحقون التركة ومراتبهم وفق
درجة قرابتهم من المتوفى، ومن الآيات التي يستدل بها المسلمون على ذلك، ما
جاء في سورة النساء ((يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ
مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ
فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ
وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن
كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ
فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن
بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ
تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)) الآية, أما الزواج في الإسلام
فيُعتبر عقداً مدنياً تتوافر فيه جميع عناصر العقود الأخرى من إيجاب وقبول
بين طرفين يتمتعان بالأهلية العقلية والقانونية اللازمة لإبرامه، وبحضور
شاهدين من الرجال، أو رجل وامرأتين, ويُعقد عقد الزواج الإسلامي في محكمة
شرعيّة عادةً أمام قاضٍ شرعيّ.
إرشادات للزواج
وقد أرشد الفقه الإسلامي من يريد الزواج إلى عدّة أمور ينبغي أن يراعيها
فيمن يريد خطبتها، كأن تكون ذات دين وجمال ونسب طيّب وغير ذلك من الأمور،
ويصدق ذات الأمر على الفتاة، فعليها أن تراعي نفس الأمور في الرجل المتقدم
لخطبتها, وأوجب الإسلام على الزوج دفع مهر إلى زوجته بموجب عقد الزواج عليها، وبالمقدار المتفق عليه.