شيع المئات من أهالي البوكمال وقرية السكرية اليوم الاثنين الضحايا السبعة الذين سقطوا أمس بنيران أمريكية بعد أن توغلت مروحيات حربية إلى داخل الأراضي السورية لثماني كيلومترات.
وأكد عدد من أهالي القرية لــسيريانيوز ممن عرفوا الضحايا أنهم جميعا من المدنيين وعمال البناء وليس لهم أي علاقة بأي تنظيم كما لم يسافروا خارج البلاد سابقا.
وكانت أربع مروحيات أمريكية اخترقت الأجواء السورية وتوغلت بعمق ثماني كيلومترات فوق مدينة البوكمال الحدودية مع العراق مساء الاحد ووصلت إلى مزرعة في قرية السكرية التابعة للبوكمال حيث حطت طائرتان على الأرض وترجل من إحداها ثمانية جنود أطلقوا النار على عمال بناء يعملون في أساسات بناء جديد على كتف نهر الفرات مباشرة.
وقتل في إطلاق النار سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و50 عاما بينهم أب وأولاده الأربعة, كما أصيبت امرأة هي زوجة حارس الأرض الذي قتل أيضا, كما أصيب شخص آخر بطلق ناري في كتفه وتم علاجه في المشفى الوطني بالبوكمال.
وقالت مصادر الجيش الأمريكي في العراق إن العملية كانت تهدف إلى ملاحقة عناصر في تنظيم القاعدة, الأمر الذي نفاه أهالي القرية وأقرباء القتلى بشدة.
وشارك في التشييع محافظ دير الزور خالد الأحمد وعدد من القيادات الحزبية والشرطة والأمن إلى جانب مئات من أهالي قرية السكرية الذين حملوا لافتات تندد بالهجوم وأحرقوا العلم الأمريكي.
وجوبا على سؤال لـسيريانيوز اكتفى المحافظ بالقول إن التحقيقات لا تزال جارية في الحادث رافضا التعليق على أسباب هذا التوغل وإطلاق النار على عمال.
ورغم أن الروايات راجت كثيرا بين أهالي البوكمال حول هذه الحادثة, إلا أن هذه الروايات والتكهنات لم تفلح في التوصل إلى تفسير لهذا الهجوم الأمريكي على العمال.
وزارت سيريانيوز موقع الحادث ومكان هبوط المروحيات حيث لا تزال طبعات أقدام الجنود موجودة على الأرض الترابية في منطقة بساتين على مد النظر يسودها الهدوء وإجراءات أمنية مشددة في أرض الحادث فقط.
وتبين أن مكان الحادث هو أرض تقع على كتف نهر الفرات مباشرة ومحاطة بسور وبداخلها أساسات قيد التشييد لبناء صغير يبدو أنه منزل, إضافة إلى خيمة يقيم فيها الحارس مع زوجته وسيارة شاحنة صغيرة يتنقل فيها العمال.
وبدت آثار الطلقات واضحة على جدران السور الأسمنتي وبوابة معدنية و وعلى السيارة, وانتشرت في أرجاء المكان بقع دم وأشلاء صغيرة من الضحايا.
وعلمت سيريانيوز أن جميع القتلى والجرحى كانوا في موقع البناء عدا الجريح أكرم الملا حميد الذي كان يصطاد السمك على ضفة الفرات واختبأ عندما سمع إطلاق النار, وما أن حاول النظر إلى ما يحدث تلقى رصاصة في كتفه وأشار إليه أحد الجنود الأمريكيين بيده بأن يبقى منخفضا.
وقال سعد الملا حميد لـسيريانيوز إن ابن عمه الجريح أخرج من المشفى بعد أن أخرجت الرصاصة من كتفه ثم أعيد إليها الاثنين لإجراء عملية ربط أوردة.
وأدانت سورية بشدة"الاعتداء" الذي قامت به الطائرات الأمريكية واستعدت القائم بالأعمال الأمريكي للاحتجاج على هذا الهجوم, كما استدعت القائم بالأعمال العراقي لتطالب بلاده بألا تكون بلاده منطلقا لهجمات ضد سورية.
لمشاهدة صور الضحايا .. اضغط هنا ( الصور تحتوي على مشاهد مؤذية )
لتحميل نسخة عن التقرير المصور اضغط هنا ..