الفرق بين المذاهب الأربعة

الفرق بين المذاهب الأربعة Aaa_oo11

نشأة المذاهب الفقهية الأربعة

يُعرَفُ الفقهُ الإسلامِيُّ، بأنَّهُ العلمُ بالأحكامِ الشَرْعيِّةِ، وَمصدَرُهَا هو القرآنُ الكَريمُ، والسُنَّةِ النبويَّةُ، وهذا ما كانَ الاعتمادُ عليهِ في عهدِ رسولِ الله، وَبَعدَ وفاةِ رَسول الله، َكانَ الصَحابةُ يَنقُلونَ ما تَلَقَّوهُ عَنهُ، وَيجتهدونَ بِما يَملكونَ من العلمِ، واتفاقِهم على حُكمٍ كانَ يُعَدُ إجماعًا، وَبعدَها كَانَ عَصرُ التابِعين، وظهرَ عندها العديدَ مِنَ الفُقَهاءِ، فبرزَ اتجاهان للفقهِ، المدرسةُ الحديثَةُ في الحجازِ، وَمدرسَةُ الرأيِّ في العراقِ، وأخرَجَت هاتين المدرَسَتينِ نُخبةً مِنَ الفُقهاءِ الجهابِذَةِ، الذين وَضَعوا مناهجَ لاستباطِ الأحكامِ، وعُرفت هذه المناهج بالمذاهبِ الفقهيَّةِ، وسيأتي بيان الفرق بين المذاهب الأربعة.[١]

أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة

ولبيانِ الفرق بين المذاهب الأربعة، لا بُدَّ مِن ذِكرِ أَصحابِ هَذِهِ المذاهب، والبدايةُ بالإمامِ مَالك بن أنس، صَاحبُ المذهبِ المَالِكيِّ، نشأَ في مدينةِ رسولِ اللهِ، محدثٌ وفقيهٌ، روى الكثيرَ من الحَدِيثَ عن التابعين، وكانَ دقيقًا، وثقةً في روايةِ الحديثِ، وكانَ لَهُ العديدُ مِنَ المناقِبِ، ُتُوفّيَ سنة 179 هجرية، ومن أَصحابِ المذاهبِ الأربعةِ، الإمامُ مُحمد بن إدريسٍ الشافِعيِّ، صاحبُ المذهبِ الشَافِعيِّ، نشأّ بمكةَ المُكرمةَ، ثُمَّ ارتحلَ إلى ديارِ الإمامِ مَالِكِ، وَعَرَضَ عَليهِ الحَديثَ الذي حَفظَهُ، وهو كتابُ الموطأ للإمامِ مالك، وَقَدْ بَرَعَ في العلمِ والفقهِ، وَعَادَ إلى مَكَةَ، ثُمَّ ارتحلَ لليمنِ، وللعراقِ، وَمِصرَ التي استقرَ بها حتى وفاتِهِ سنة 204 هجرية.[٢]

وصاحبُ المذهب الحنفي، هو الإمام أبو حنيفةَ النعمان، قيل أنَّهُ التقى بالصحابِيِّ أنس بن مالك، نَقَلَ العُلوم، والحديثَ عن عَطاءٍ، وَنافعٍ وَغيرِهم، وتتلمذَ على يَديهِ زُفر بن الهُذيل، وصَاحباهُ هما أَبو يُوسف ومحمد بن الحَسن، يَقُولُ الشافِعيِّ فِيهِ: "النّاسُ في الفقهِ عيال على أبي حنيفة"، عُرِفَ بزُهدِهِ وورعِهِ، عُرضَ عليهِ القضاء، فرفضَهُ، توفي سنة 150 هجرية، والمذهبُ الحنبلي، صاحِبُهُ الإمام أحمد بن حنبل، وُلِدَ في بغداد، نشأَ في طلبِ العلمِ، وأصبحَ من أئمَةِ الحديث والفقهِ، وبَرَعَ في عدةٍ مِنَ العُلومِ، عُرِفَ بموقفهِ المشهور في فتنةِ القرآن، من أشهر مؤلفاتِهِ، المُسند في الحديث، توفي سنة 241 هجرية.[٢]

الفرق بين المذاهب الأربعة

المذاهبُ الفقهيَّةُ الأربعةُ كُلُها تَصُبُ في نَفسِ الإناءِ، وهو اتباعُ الحَقِ، والأَخذُ بالقرآنِ والسُنَّةِ، وأمّا الفرق بين المذاهب الأربعة، فهو اختلافُهم في المسائلِ الفقهيَّةِ، وهي مسائلٌ فرعيَّةٌ، لا تتعلقُ بالأصولِ، فَيختَلِفُ مَذهَبٌ عن آخر في رأيِهِ في مسألةٍ فقهيةٍ، فيشتَهِرُ كل مذهب بها؛ ويرجعُ ذَلِكَ إلى الأدلةِ التي قَدْ تَظهرُ على أحدٍ منهم وتخفى على الآخر[٣]، والفرق بين المذاهب الأربعة، نتجَ عن عدةِ أسبابٍ، منها أنَّ الدليلَ لم يبلغهم، أو أنَّهُ بَلَغَهُم، واختلَفوا في صِحَةِ الدليلِ، أو لاختلافِهِم في طَريقةِ فَهْمِهِ، أو ضَبطُ لُغتِهِ، وكُلها مَردُها للحقِ وَمصدَرُ أحكامِهم هي ما استَسقوهُ من مَصادِرِ التَشريعِ، والفَرقُ بينهم هو فَرقٌ في مَسائلَ فَرعيَّةٍ، ولا ضَيْرَ في هذا الخلافِ[١]، وكلهم أئمةٌ مشهودٌ لهم بالصدقِ وعُرِفوا بِعدلهم ودينهم، وعلمهم، واشتهروا بالفضلِ والصلاحِ والخيرِ، وجميعهم قاموا بِتَتَُبعِ النصوصِ الشرعيَّةِ، وكانوا يَحرِصونَ على تحصيلِ العلمِ الشرعيِّ الصحيحِ.[٤]

المراجع

1 . ^ أ ب " نشأة المذاهب الفقهية، وأسباب اختلاف الفقهاء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.

2 . ^ أ ب "ترجمة الأئمة أصحاب المذاهب الأربعة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.

3 . ↑ "الفرق بين المذاهب الأربعة"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.

4 . ↑ "المذاهب الفقهية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.