ما الأدوية الفعالة والأدوية الفاشلة في علاج كوفيد-19 ؟
أنا البروفيسور ويليام بيتري طبيب وعالم في جامعة فيرجينيا الأمريكية، أعالج المرضى وأُجري البحوث للعثور على أفضل الطرق لتشخيص الأمراض المعدية وعلاجها متضمنةً فيروس كوفيد-19. أشارك في هذه المقالة ما توصلنا إليه من الأدوية الفعالة والأدوية الفاشلة في علاج عدوى الفيروس التاجي المستجد، سارس-كوف-2.
اعلم أن هذا المجال من الطب يتطور بسرعة مع تحسن فهمنا لفيروس كورونا المستجد لذا فإن ما أكتبه اليوم قد يتغير في غضون أيام أو أسابيع.
إليك الأدوية والعلاجات المجربة التي نملك أفضل معرفة عنها:
هيدروكسي كلوروكين أو كلوروكين:
لا دليل على فعاليته.
فشلت ثلاث تجارب عشوائية مُنضبطة على هيدروكسي كلوروكين في إثبات أو دحض تأثير مفيد أو ضار في المسار السريري لفيروس كوفيد-19 أو القضاء عليه، وبناءً على نقص الأدلة حاليًا يجب تعاطي هذه الأدوية المستخدمة عادةً لعلاج التهاب المفاصل فقط في سياق تجربة سريرية منضبطة.
لوبينافير/ ريتونافير:
غير فعال.
عقار لوبينافير مثبط لإنزيم يُسمى بروتياز فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) الذي يشارك في إنتاج مكونات الفيروس، كانت مُثبطات البروتياز لفيروس نقص المناعة البشري ثورية ما أدى إلى قدرتنا الحالية على علاج فيروس نقص المناعة البشري بفاعلية. قد يُثبط لوبينافير أيضًا الإنزيمات التي تؤدي وظائف مشابهة لإنزيم بروتياز فيروس نقص المناعة البشري في الفيروسات التاجية (كورونا) للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة SARS ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS. يزيد ريتونافير من مستوى لوبينافير في الدم لذلك اختُبِرت تركيبة لوبينافير/ ريتونافير في تجربة سريرية منضبطة معشّاة لعلاج كوفيد-19.
لسوء الحظ لم نلاحظ تأثيرًا في مستويات الفيروس في الحلق ولا في مدة تخلص الجسم من الفيروس ولم يتغير مسار المرضى السريري ولا فرص نجاتهم، لذلك لا يعد لوبينافير/ ريتونافير فعالًا في علاج كوفيد-19.
الستيرويدات:
نعم لإعطائه لجميع مرضى كوفيد-19 تقريبًا.
عندما أُعطيَ هرمون الستيرويد الاصطناعي المُسمى ديكساميثازون لمرضى كوفيد-19 انخفضت معدلات الوفيات بنسبة 17٪ مدة 28 يومًا، وقد سرَّع خروج المرضى من المستشفى.
جرى ذلك في دراسة سريرية مُنضبطة معشّاة شملت ما يفوق 6000 مريض، ولم يُكرَّر في دراسة أخرى، ولم تخضع هذه الدراسة لمراجعة الأقران، لذلك لا يوجد دليلًا كافيًا بالتأكيد للتوصية باستخدام الستيرويدات.
توسيليزوماب:
لا نملك حكمًا قطعيًا بعد.
توسيليزوماب هو جسم مضاد يمنع بروتين يسمى إنترلوكين 6 من الارتباط بالمستقبلات وإحداث الالتهاب، ترتفع مستويات إنترلوكين 6 في العديد من مرضى كوفيد-19 ويبدو أن الجهاز المناعي عمومًا ينشط للغاية في المرضى ذوي الحالات الخطيرة الشديدة، ما يقود العديد من الأطباء إلى الظن أن تعطيل مستقبلات إنترلوكين 6 قد يحمي المرضى من الحالات الخطيرة.
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توسيليزوماب حاليًا لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (الرثياني) والعديد من الأمراض الوعائية الكولاجينية الأخرى ولعلاج «عاصفة السيتوكين» وهي رد فعل مُفرط ضار للجهاز المناعي قد تسببه أنواع معينة من علاجات السرطان وكوفيد-19.
وجدت دراسة استقصائية بالملاحظة بأثر رجعي أن مرضى كوفيد-19 الذين عُولجوا باستخدام توسيليزوماب انخفضت احتمالية احتياجهم إلى أجهزة التنفس الاصطناعي وقلت معدلات وفياتهم، لكننا نفتقر إلى تجربة سريرية مُنضبطة معشاة، لذلك لا يمكننا التحقق هل نتج هذا التحسن الواضح عن توسيليزوماب أم عن الطبيعة غير الدقيقة للدراسات بأثر رجعي؟
بلازما المتماثلين للشفاء:
لا نملك حكمًا قطعيًا بعد.
بلازما المتماثلين للشفاء هي السائل المستمَد من الدم بعد إزالة خلايا الدم البيضاء والحمراء. تحتوي هذه البلازما على أجسام مضادة من العدوى السابقة التي أُصيب بها متبرع البلازما سابقًا.
تُستخدم هذه البلازما منذ أكثر من قرن للوقاية من الأمراض المعدية متضمنةً الالتهاب الرئوي والكزاز (التيتانوس) والخُناق (الدفتيريا) والنكاف والجدري المائي لأكثر من قرن، ويُعتقد أنها تفيد المرضى لأن الأجسام المضادة من بلازما المتعافين ترتبط بمسببات الأمراض أو سمومها لدى المرضى أو تعطلها، وقد استُخدِمت البلازما حاليًا على الآلاف من مرضى كوفيد-19.
ومع ذلك كانت التجربة السريرية المعشاة الوحيدة صغيرة، شملت 103 مرضى فقط تلقوا البلازما بعد 14 يومًا من مرضهم، لم يُلاحَظ فرق في وقت التحسن السريري أو الوفيات بين أولئك الذين تلقوا العلاج والذين لم يتلقوه، لكن الأخبار المشجعة بيّنت وجود انخفاض كبير في مستويات الفيروس المكتشفة بواسطة تحليل تفاعل البوليمراز المتسلسل.
لذلك من المبكر الحكم هل ستفيد بلازما المتماثلين للشفاء المرضى أم لا؟ إذ نحتاج إلى دراسات سريرية مُنضبطة.
ممرضة تجمع بلازما النقاهة من مريض متعافي من كوفيد-19 للمساعدة في عملية شفاء مرضى كوفيد – 19 الآخرين في إندونيسيا.
ريمديسيفير:
نعم؛ يقلل مدة البقاء في المستشفى.
ريمديسيفير هو دواء يثبط إنزيم الفيروس التاجي (كورونا) الذي يصنع نسخًا من الشريط الوراثي للحمض النووي الريبوزي، جينوم RNA الفيروسي. يتسبب في التوقف المبكر للنسخ أو إنهائه ويمنع الفيروس من التكاثر في النهاية.
أدى العلاج بالريمديسيفير -خاصةً لدى المرضى الذين احتاجوا إلى الأوكسجين الإضافي قبل وضعهم على جهاز التنفس الصناعي- إلى تقليل معدل الوفيات وتقصير متوسط وقت الشفاء من 15 إلى 11 يومًا.
استمر في تناول مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتينسن 2.
تُستخدَم الأدوية التي تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب عادةً، وقد ساور الأطباء قلق حول هذه الأدوية فقد تزيد من مستويات بروتينات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 وهي مستقبلات الفيروس التاجي للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة على سطح خلايا الجسم. وفقًا لافتراض الأطباء سيسمح هذا بمزيد من نقاط دخول الفيروس لإصابة الخلايا وعلى ذلك تعزيز شدة الإصابات الجديدة بالفيروس التاجي.
ومع ذلك لا يوجد دليل على حدوث ذلك فعلًا، إذ تُوصي جمعية القلب الأمريكية وجمعية فشل القلب الأمريكية والجامعة الأمريكية لأمراض القلب مجتمعةً بأن يواصل المرضى تناول هذه الأدوية خلال الجائحة لأنها مفيدة في علاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.
لقد حققنا تقدمًا مذهلاً في علاج كوفيد-19 وقد اكتُشِف بالفعل دواءان فعالان في مساعدة المرضى وهما الستيرويدات وريمديسيفير.
يدين الذين يستفيدون من هذه العلاجات بالشكر للمرضى الذين تطوعوا في المشاركة في التجارب السريرية الخاضعة للرقابة، والأطباء، وشركات صناعة الأدوية التي تقود تلك التجارب.
المصدر
أنا البروفيسور ويليام بيتري طبيب وعالم في جامعة فيرجينيا الأمريكية، أعالج المرضى وأُجري البحوث للعثور على أفضل الطرق لتشخيص الأمراض المعدية وعلاجها متضمنةً فيروس كوفيد-19. أشارك في هذه المقالة ما توصلنا إليه من الأدوية الفعالة والأدوية الفاشلة في علاج عدوى الفيروس التاجي المستجد، سارس-كوف-2.
اعلم أن هذا المجال من الطب يتطور بسرعة مع تحسن فهمنا لفيروس كورونا المستجد لذا فإن ما أكتبه اليوم قد يتغير في غضون أيام أو أسابيع.
إليك الأدوية والعلاجات المجربة التي نملك أفضل معرفة عنها:
هيدروكسي كلوروكين أو كلوروكين:
لا دليل على فعاليته.
فشلت ثلاث تجارب عشوائية مُنضبطة على هيدروكسي كلوروكين في إثبات أو دحض تأثير مفيد أو ضار في المسار السريري لفيروس كوفيد-19 أو القضاء عليه، وبناءً على نقص الأدلة حاليًا يجب تعاطي هذه الأدوية المستخدمة عادةً لعلاج التهاب المفاصل فقط في سياق تجربة سريرية منضبطة.
لوبينافير/ ريتونافير:
غير فعال.
عقار لوبينافير مثبط لإنزيم يُسمى بروتياز فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) الذي يشارك في إنتاج مكونات الفيروس، كانت مُثبطات البروتياز لفيروس نقص المناعة البشري ثورية ما أدى إلى قدرتنا الحالية على علاج فيروس نقص المناعة البشري بفاعلية. قد يُثبط لوبينافير أيضًا الإنزيمات التي تؤدي وظائف مشابهة لإنزيم بروتياز فيروس نقص المناعة البشري في الفيروسات التاجية (كورونا) للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة SARS ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS. يزيد ريتونافير من مستوى لوبينافير في الدم لذلك اختُبِرت تركيبة لوبينافير/ ريتونافير في تجربة سريرية منضبطة معشّاة لعلاج كوفيد-19.
لسوء الحظ لم نلاحظ تأثيرًا في مستويات الفيروس في الحلق ولا في مدة تخلص الجسم من الفيروس ولم يتغير مسار المرضى السريري ولا فرص نجاتهم، لذلك لا يعد لوبينافير/ ريتونافير فعالًا في علاج كوفيد-19.
الستيرويدات:
نعم لإعطائه لجميع مرضى كوفيد-19 تقريبًا.
عندما أُعطيَ هرمون الستيرويد الاصطناعي المُسمى ديكساميثازون لمرضى كوفيد-19 انخفضت معدلات الوفيات بنسبة 17٪ مدة 28 يومًا، وقد سرَّع خروج المرضى من المستشفى.
جرى ذلك في دراسة سريرية مُنضبطة معشّاة شملت ما يفوق 6000 مريض، ولم يُكرَّر في دراسة أخرى، ولم تخضع هذه الدراسة لمراجعة الأقران، لذلك لا يوجد دليلًا كافيًا بالتأكيد للتوصية باستخدام الستيرويدات.
توسيليزوماب:
لا نملك حكمًا قطعيًا بعد.
توسيليزوماب هو جسم مضاد يمنع بروتين يسمى إنترلوكين 6 من الارتباط بالمستقبلات وإحداث الالتهاب، ترتفع مستويات إنترلوكين 6 في العديد من مرضى كوفيد-19 ويبدو أن الجهاز المناعي عمومًا ينشط للغاية في المرضى ذوي الحالات الخطيرة الشديدة، ما يقود العديد من الأطباء إلى الظن أن تعطيل مستقبلات إنترلوكين 6 قد يحمي المرضى من الحالات الخطيرة.
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توسيليزوماب حاليًا لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (الرثياني) والعديد من الأمراض الوعائية الكولاجينية الأخرى ولعلاج «عاصفة السيتوكين» وهي رد فعل مُفرط ضار للجهاز المناعي قد تسببه أنواع معينة من علاجات السرطان وكوفيد-19.
وجدت دراسة استقصائية بالملاحظة بأثر رجعي أن مرضى كوفيد-19 الذين عُولجوا باستخدام توسيليزوماب انخفضت احتمالية احتياجهم إلى أجهزة التنفس الاصطناعي وقلت معدلات وفياتهم، لكننا نفتقر إلى تجربة سريرية مُنضبطة معشاة، لذلك لا يمكننا التحقق هل نتج هذا التحسن الواضح عن توسيليزوماب أم عن الطبيعة غير الدقيقة للدراسات بأثر رجعي؟
بلازما المتماثلين للشفاء:
لا نملك حكمًا قطعيًا بعد.
بلازما المتماثلين للشفاء هي السائل المستمَد من الدم بعد إزالة خلايا الدم البيضاء والحمراء. تحتوي هذه البلازما على أجسام مضادة من العدوى السابقة التي أُصيب بها متبرع البلازما سابقًا.
تُستخدم هذه البلازما منذ أكثر من قرن للوقاية من الأمراض المعدية متضمنةً الالتهاب الرئوي والكزاز (التيتانوس) والخُناق (الدفتيريا) والنكاف والجدري المائي لأكثر من قرن، ويُعتقد أنها تفيد المرضى لأن الأجسام المضادة من بلازما المتعافين ترتبط بمسببات الأمراض أو سمومها لدى المرضى أو تعطلها، وقد استُخدِمت البلازما حاليًا على الآلاف من مرضى كوفيد-19.
ومع ذلك كانت التجربة السريرية المعشاة الوحيدة صغيرة، شملت 103 مرضى فقط تلقوا البلازما بعد 14 يومًا من مرضهم، لم يُلاحَظ فرق في وقت التحسن السريري أو الوفيات بين أولئك الذين تلقوا العلاج والذين لم يتلقوه، لكن الأخبار المشجعة بيّنت وجود انخفاض كبير في مستويات الفيروس المكتشفة بواسطة تحليل تفاعل البوليمراز المتسلسل.
لذلك من المبكر الحكم هل ستفيد بلازما المتماثلين للشفاء المرضى أم لا؟ إذ نحتاج إلى دراسات سريرية مُنضبطة.
ممرضة تجمع بلازما النقاهة من مريض متعافي من كوفيد-19 للمساعدة في عملية شفاء مرضى كوفيد – 19 الآخرين في إندونيسيا.
ريمديسيفير:
نعم؛ يقلل مدة البقاء في المستشفى.
ريمديسيفير هو دواء يثبط إنزيم الفيروس التاجي (كورونا) الذي يصنع نسخًا من الشريط الوراثي للحمض النووي الريبوزي، جينوم RNA الفيروسي. يتسبب في التوقف المبكر للنسخ أو إنهائه ويمنع الفيروس من التكاثر في النهاية.
أدى العلاج بالريمديسيفير -خاصةً لدى المرضى الذين احتاجوا إلى الأوكسجين الإضافي قبل وضعهم على جهاز التنفس الصناعي- إلى تقليل معدل الوفيات وتقصير متوسط وقت الشفاء من 15 إلى 11 يومًا.
استمر في تناول مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتينسن 2.
تُستخدَم الأدوية التي تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب عادةً، وقد ساور الأطباء قلق حول هذه الأدوية فقد تزيد من مستويات بروتينات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 وهي مستقبلات الفيروس التاجي للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة على سطح خلايا الجسم. وفقًا لافتراض الأطباء سيسمح هذا بمزيد من نقاط دخول الفيروس لإصابة الخلايا وعلى ذلك تعزيز شدة الإصابات الجديدة بالفيروس التاجي.
ومع ذلك لا يوجد دليل على حدوث ذلك فعلًا، إذ تُوصي جمعية القلب الأمريكية وجمعية فشل القلب الأمريكية والجامعة الأمريكية لأمراض القلب مجتمعةً بأن يواصل المرضى تناول هذه الأدوية خلال الجائحة لأنها مفيدة في علاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.
لقد حققنا تقدمًا مذهلاً في علاج كوفيد-19 وقد اكتُشِف بالفعل دواءان فعالان في مساعدة المرضى وهما الستيرويدات وريمديسيفير.
يدين الذين يستفيدون من هذه العلاجات بالشكر للمرضى الذين تطوعوا في المشاركة في التجارب السريرية الخاضعة للرقابة، والأطباء، وشركات صناعة الأدوية التي تقود تلك التجارب.
المصدر