قانون التفاهة: لماذا نرهق أنفسنا في حل المشاكل البسيطة؟

قانون التفاهة: لماذا نرهق أنفسنا في حل المشاكل البسيطة؟ Trivia10

تأثير مرآب الدراجة:

يُعرف أيضًا بـ«قانون التفاهة»، ويصف تأثير مرآب الدراجة الموقف الشائع جدًّا، حين: «يتناسب حجم النقاش عكسًا مع درجة تعقيد الموضوع»، وبعبارة أخرى: «كلما كانت القضية أبسط، زاد النقاش الذي تُحدِثه».

يُناقِض تأثير مرآب الدراجة البديهة! ويُوضَّح عادةً بالمثال التالي:

يُعقَد اجتماع للجنة إدارية، تحتاج فيه مجموعة من كبار المديرين إلى دقائق فقط للموافقة على إنشاء محطة طاقة نووية، وهو أمر جلل كبير ومثير للجدل، لكن المجموعة نفسها من المديرين تقضي ساعات في مناقشة مستنزِفة حول مرآب الدراجات الجديد في الشركة، إذ ينخرط الجميع في النقاش حول ألوان طلاء المرآب. قد يعكس نقاش المديرين المطوّل اهتمامًا بأناقة الشركة، إلا إن فائدته النهائية محط شك!

الآن وقد أطلقنا التسمية على هذه الظاهرة الغريبة، فلننتقل إلى شرحها، لماذا يكون حل المشاكل البسيطة أكثر صعوبة؟


جوهر المشاكل «البسيطة»:

تتجذر الصعوبة غير المتوقعة في حل المشاكل التي تبدو بسيطة في عدد من جوانبها.

1. يبدو الحل سهلًا جدًّا:

يميل كثير من صانعي القرار إلى التفكير المكثف في المهام البسيطة، وإعادة تقييم إجاباتهم الأولية. في الحالات القصوى، يؤدي ذلك إلى مماطلة لا نهاية لها، وقلق لا لزوم له، ونتيجة لذلك مناقشة مطولة.

قانون التفاهة: لماذا نرهق أنفسنا في حل المشاكل البسيطة؟ Gratis10

2. يكون الحل شخصيًّا:

يساهم جانب آخر في إطالة النقاش غير الضروري، وهو عدم وجود خيار موضوعي مثالي أو إطار رسمي يوجه القرار. اختيار اللون مثلًا أمر شخصي للغاية، ومن المرجح أن يكون لكل فرد من صانعي القرار تفضيلات خاصة، وبانعدام وجود إرشادات معينة في الشركة (نظام ألوان خاص بالشركة مثلًا)، لا توجد طريقة منهجية لمقارنة خيارات الألوان المختلفة والوصول إلى حل موضوعي وإنهاء المناقشة.

3. المشكلة شائعة:

يزداد تأثير مرآب الدراجة حين تكون المشكلة شائعة. لنعُد إلى اجتماع اللجنة الإدارية، من المحتمل أن جميع المديرين واجهوا في السابق مهمة تشبه اختيار لونٍ لمرآب الدراجات، فكل واحد منهم اختبر اختيار لون الملابس أو الإكسسوار أو طلاء منزله أو لون الأرضية، وجميعها خيارات مرتبطة بانتقاء لون مرآب الدراجات، ولذلك، يشعر الجميع بالكفاءة والحافز للمشاركة في المناقشة طويلًا.

4. من السهل أن يكون لك رأي:

نظرًا إلى بساطة المشكلة، من السهل أن يكون لأي إنسان رأي، ومن السهل أن يصيغ حجَّة. يستطيع أي شخص التعبير عن ألوانه المفضلة: «أفضّلُ اللون البرتقالي، لأن اللون الأزرق يجعلني أشعر بالحزن» دون أن يُطالَب بحجة منطقية أو أدلة علمية لدعم بيانه هذا. من المرجح أن تسيطر وجهات النظر الشخصية على المحادثة، فالمشكلات البسيطة موضوعات مثالية للمناقشات العاطفية طويلة الأمد.

5. توفر الكثير من الوقت:

أخيرًا، قد تغري مرونة المواعيد في جدول الاجتماعات بالانخراط في مناقشات غير ضرورية. وفقًا للبروفيسور باركينسون، وهو أول من وصف قانون التفاهة ، قد تستغرق أي مهمة الوقت المخصص لها. وبذلك، إذا علم الأشخاص أنهم يملكون بضع ساعات إضافية للاجتماع، يمكنهم بسهولة تمديد المناقشة في بندٍ ما لملء الفراغ الزمني.

التعامل مع المشاكل البسيطة:

ينتشر تأثير مرآب الدراجة انتشارًا واسعًا! ويُتغلب عليه باتباع استراتيجية بسيطة لتحديد الأولويات والتخطيط والمحافظة على الوقت. يجب تحديد المواضيع المهمة ووضعها في مقدمة جدول الأعمال، ولا بد من ضمان معالجة جميع القضايا الأساسية في الاجتماع.

من المفيد تحديد المشاكل البسيطة المحتمل مواجهتها بالتحقق من الجوانب المذكورة آنفًا. توضع خطة تفصيلية للاجتماع مع تعيين فترات زمنية قصوى لمناقشة كل موضوع، ويساعد رئيس الاجتماع الحازم في تحقيق الالتزام بالجدول الزمني المخطط. وفي النهاية، يساهم التركيز في تخفيف آثار المشاكل البسيطة، ولكنه أمر في غاية الصعوبة.

المصدر