الهجرة النبويّة.. بداية حياة جديدة
بعدما فارق أبوطالب عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخديجة زوجته الحياة، واحداً إثر الآخر، كان لفقدهما أسوأ الوقع والأثر على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهما ظهيراه وناصراه، واشتدّت بعد موتهما ضغوط قريش على المسلمين، وبخاصّة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فابتدأ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بتنظيم الهجرة إلى المدينة. فأخذ يرحّل أصحابه إليها واحداً بعد آخر على حين غفلة من كفّار قريش. وحينما سمع الكفّار بذلك قالوا في ما بينهم: إنَّ المسلمين إذا اجتمعوا في المدينة، كَوَّنوا قوةً معارضة تكلفنا كثيراً من المال والدم.. ففكروا في إعاقة الهجرة بمنع المسلمين ترغيباً أو ترهيباً.. بيد أنّ المسلمين أخذوا يفلتون من أيديهم تحت أجنحة الظلام وفي غياهب الليل.. فقال الكفَّار لأنفسهم: إنّ النبيّ لايزال بين أيدينا، وليس له منعة عنّا. فلو هاجر إلى المدينة وجمع أنصاره حوله، فهنالك يصبح من الصعب القضاء عليه. فاجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا في الأمر. حتى استقر رأيهم على أن يأتوا من كلّ قبيلة برجل، ليهجموا على النبيّ هجمةً واحدةً فيقتلوه ويضيع دمه بين قبائل العرب، فلا يستطيع بنو هاشم أخذ الثأر منهم. واختاروا من كلّ عشيرة رجلاً، فجاؤوا وأحاطوا بدار النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن الوحي نزل وأمره بأن يتخذ الليل جملاً مهاجراً إلى المدينة، ثم أوضح له كلّ شيء من تدابير قريش وخططهم. فجعل النبيّ الإمام عليّاً مكانه يبيت في فراشه لكي يظن الكفار أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) موجود فيشتغلوا به ويخرج هو من طريق آخر.. فبات الإمام على فراش الموت ينتظر المصير الكائن.. بينما ذهب النبيّ يلتمس طريقه إلى غار ثور.. حيث بقي هناك وقتاً كافياً ثم سار إلى المدينة على غير الجادة، لكي لا تلحقه قريش أو عملاؤها، حيث جعلت لكلّ من أخذ محمّداً منهم مقداراً كبيراً من المال. وعندما وصل النبيّ إلى المدينة احتفلت احتفالاً رائعاً بقدومه، وسارت فيها مواكب السرور بأهازيج الفـرح. حيث كانت هجرة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) المباركة في ربيع الأول من سنة 622م. وتمت بذلك الهجرة النبويّة التي كانت بداية حياة جديدة للمسلمين، حياة العزة والمنعة، وحياة الدفاع عن حقوقهم، والجهاد لأعدائهم، وحياة التوسع والانطلاق إلى آفاق العالم.. وفي الواقع كانت الهجرة بدء تكوين الأمة الإسلامية الموحدة، لذلك اتخذ المسلمون منها بدء تاريخهم الديني، لأنّها كانت أهم الأحداث بالنسبة إليهم. وبقيت في مكة طائفة من المسلمين تَمَّ ترحيلُهم أيضاً بقيادة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، بعد التغلب على صعوبات شديدة. نعم، كانت هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة المنوّرة، ذات أثر كبيرٍ وأهميّة فائقة، حتى اعتبرت سنة الهجرة بداية للتاريخ الإسلامي، وكان سكان المدينة ينتظرون قدوم الرسول إليهم بفارغ الصبر، وقد خرجوا لاستقباله بالأهازيج والتحيات والصلوات، وبين جماهير قد ملأها الحماس، دخل (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة. وكان أوّل عمل قام به هو أنّه أمر ببناء مسجد، ليكون قاعدةً تنطلق منه دعوة الإسلام، وليكون منطلقاً لوحدة المسلمين، وبالتعاون والتّكاتف بين الناس تمّت إقامة المسجد بمدةٍ قصيرة، وبدأ المسلمون يجتمعون فيه كلّ يومٍ، ليستمعوا إلى تعاليم نبيّهم وإرشاداته. وكان العمل الثاني للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه آخى بين المسلمين، وغدا الناس، الذين كانوا بالأمس القريب يشهرون السيوف بعضهم على بعض، بفضل هذا النهج، وقد شبكوا الأيدي، ووقفوا كتلةً واحدة لا تشغلهم سوى اليقظة والتنبه إلى أعدائهم، أعداء الإسلام. وقد تمّ تشكيل مجموعات منهم لتعليم القرآن الكريم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففريق يجلس إلى الناس يتحدّث إليهم، وفريق يتلقّى تعاليم الإسلام وأصوله، وآخرون يمضون مع معاهديهم من المسلمين.
بعدما فارق أبوطالب عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخديجة زوجته الحياة، واحداً إثر الآخر، كان لفقدهما أسوأ الوقع والأثر على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهما ظهيراه وناصراه، واشتدّت بعد موتهما ضغوط قريش على المسلمين، وبخاصّة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فابتدأ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بتنظيم الهجرة إلى المدينة. فأخذ يرحّل أصحابه إليها واحداً بعد آخر على حين غفلة من كفّار قريش. وحينما سمع الكفّار بذلك قالوا في ما بينهم: إنَّ المسلمين إذا اجتمعوا في المدينة، كَوَّنوا قوةً معارضة تكلفنا كثيراً من المال والدم.. ففكروا في إعاقة الهجرة بمنع المسلمين ترغيباً أو ترهيباً.. بيد أنّ المسلمين أخذوا يفلتون من أيديهم تحت أجنحة الظلام وفي غياهب الليل.. فقال الكفَّار لأنفسهم: إنّ النبيّ لايزال بين أيدينا، وليس له منعة عنّا. فلو هاجر إلى المدينة وجمع أنصاره حوله، فهنالك يصبح من الصعب القضاء عليه. فاجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا في الأمر. حتى استقر رأيهم على أن يأتوا من كلّ قبيلة برجل، ليهجموا على النبيّ هجمةً واحدةً فيقتلوه ويضيع دمه بين قبائل العرب، فلا يستطيع بنو هاشم أخذ الثأر منهم. واختاروا من كلّ عشيرة رجلاً، فجاؤوا وأحاطوا بدار النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن الوحي نزل وأمره بأن يتخذ الليل جملاً مهاجراً إلى المدينة، ثم أوضح له كلّ شيء من تدابير قريش وخططهم. فجعل النبيّ الإمام عليّاً مكانه يبيت في فراشه لكي يظن الكفار أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) موجود فيشتغلوا به ويخرج هو من طريق آخر.. فبات الإمام على فراش الموت ينتظر المصير الكائن.. بينما ذهب النبيّ يلتمس طريقه إلى غار ثور.. حيث بقي هناك وقتاً كافياً ثم سار إلى المدينة على غير الجادة، لكي لا تلحقه قريش أو عملاؤها، حيث جعلت لكلّ من أخذ محمّداً منهم مقداراً كبيراً من المال. وعندما وصل النبيّ إلى المدينة احتفلت احتفالاً رائعاً بقدومه، وسارت فيها مواكب السرور بأهازيج الفـرح. حيث كانت هجرة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) المباركة في ربيع الأول من سنة 622م. وتمت بذلك الهجرة النبويّة التي كانت بداية حياة جديدة للمسلمين، حياة العزة والمنعة، وحياة الدفاع عن حقوقهم، والجهاد لأعدائهم، وحياة التوسع والانطلاق إلى آفاق العالم.. وفي الواقع كانت الهجرة بدء تكوين الأمة الإسلامية الموحدة، لذلك اتخذ المسلمون منها بدء تاريخهم الديني، لأنّها كانت أهم الأحداث بالنسبة إليهم. وبقيت في مكة طائفة من المسلمين تَمَّ ترحيلُهم أيضاً بقيادة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، بعد التغلب على صعوبات شديدة. نعم، كانت هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة المنوّرة، ذات أثر كبيرٍ وأهميّة فائقة، حتى اعتبرت سنة الهجرة بداية للتاريخ الإسلامي، وكان سكان المدينة ينتظرون قدوم الرسول إليهم بفارغ الصبر، وقد خرجوا لاستقباله بالأهازيج والتحيات والصلوات، وبين جماهير قد ملأها الحماس، دخل (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة. وكان أوّل عمل قام به هو أنّه أمر ببناء مسجد، ليكون قاعدةً تنطلق منه دعوة الإسلام، وليكون منطلقاً لوحدة المسلمين، وبالتعاون والتّكاتف بين الناس تمّت إقامة المسجد بمدةٍ قصيرة، وبدأ المسلمون يجتمعون فيه كلّ يومٍ، ليستمعوا إلى تعاليم نبيّهم وإرشاداته. وكان العمل الثاني للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه آخى بين المسلمين، وغدا الناس، الذين كانوا بالأمس القريب يشهرون السيوف بعضهم على بعض، بفضل هذا النهج، وقد شبكوا الأيدي، ووقفوا كتلةً واحدة لا تشغلهم سوى اليقظة والتنبه إلى أعدائهم، أعداء الإسلام. وقد تمّ تشكيل مجموعات منهم لتعليم القرآن الكريم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففريق يجلس إلى الناس يتحدّث إليهم، وفريق يتلقّى تعاليم الإسلام وأصوله، وآخرون يمضون مع معاهديهم من المسلمين.