10 أمور يجب أن تنتبه لها عند شرائك جهاز لابتوب
بالعودة إلى عام 1995 كانت أجهزة الكومبيوتر المحمولة، أو كما تعرف باللابتوب، قبيحة الشكل وثقيلة الوزن وباهظة الثمن، وفي ذلك الوقت كان الأثرياء يدفعون الآلاف من أجل الحصول على لابتوب لا يتعدّى قياس الشاشة 4:3 بوصة، وتقاس سعة التخزين بالميجا بايت وليس بالتيرا بايت كما نرى اليوم. ولكن كما عودتنا التكنولوجيا فتطور الأجهزة الإلكترونية سريع الخطى. وكما نلاحظ جميعًا فأجهزة اللابتوب اليوم مختلفة كليًّا، فهي أخف وزنًا وأسرع وأرخص، بكثير ويوجد تنوع هائل لتلك الأجهزة لتختار منها ما يحلو لك.
ذلك التقدم والتطور أمر يبعث على السعادة، ولكنه محير في نفس الوقت ويجعل عملية اختيار جهاز مناسب من بين الخيارات اللانهائية تحديًا لا يستهان به بالنسبة لغير المتخصصين، فالخيارات لا تتوقف فقط عند إمكانيّات الجهاز وقدراته، بل تتعداها لتجد نفسك أمام أجهزة لابتوب متخصصة، منها ما هو مخصص للألعاب ومنها ما هو مخصص لتصفح الإنترنت أو الملاحظات أو السفر والتنقل، ومنها ما يعد بديلًا فعليًّا لأجهزة الكومبيوتر المكتبية.
وأول الطريق نحو اختيار الجهاز المناسب لك هو معرفة العناصر الأساسية التي ستقارن الأجهزة وتفاضل بينها على أساسها، واليوم نذكر لكم عشرة منها هي من الأهمية بمكان، وهي خصائص أساسية في كل جهاز، وأمور يجب أن تنتبه لها عند الشراء.
الأمر كله يعتمد على استخدامك
بالطبع تختلف توجهاتنا الشخصية وميولنا وطبيعة المواصفات التي نرغب بها في جهاز اللابتوب، وعليك في البداية أن تسأل نفسك هذا السؤال: لماذا أشتري لابتوب؟ هل لأنك تود استخدامه لمشاهدة الأفلام؟ أم ترغب في ممارسة الألعاب؟ أم تنوي استخدامه في الأعمال المكتبية وتحرير الملفات والعروض التقديمية؟ أم أنك ترغب في تصفح الإنترنت فقط؟ أم كل ما سبق؟
السؤال التالي لا يقل أهمية عن السابق: كم يمكنك أن تدفع مقابل اللابتوب؟ ففي النهاية ما تملك من مال هو ما سيحدد لك سقف المواصفات، بعد إجابة السؤالين السابقين عليك أن تبحث عن أفضل جهاز بالسعر الذي تملكه والذي يمكنه إنجاز ما تود القيام به من خلاله. هذه النقطة من أهم النقاط العشرة التي سنذكرها والتي ستوفر عليكم الكثير من الحيرة والتخبط إذا تمكنتم من حسمها قبل الانتقال للنقاط التالية.
عمر البطارية
ما يميز أجهزة اللابتوب عن الأجهزة المكتبية بشكل جوهري هو سهولة نقلها، فعند اقتنائك لجهاز لابتوب من المتوقع أن يسمح لك بالتنقل والعمل في أي مكان وبالتالي فالبطارية تمثل أهم عنصر يدعم حرية التنقل تلك، ويجب أن تعيرها اهتمامك عند الشراء طالما ستسخدم اللابتوب خارج المنزل كثيرًا.
في حالة أجهزة اللابتوب البديلة للأجهزة المكتبية، أي التي تم تصميمها بحيث تبقى على مكتبك طوال اليوم فعمر البطارية ليس بالشيء الكبير، وبخلاف تلك الحالة عليك أن تختار بطارية بعدد ساعات يناسب ظروف استخدامك، علمًا بأن عمر البطارية يقل تدريجيًّا مع الوقت والاستخدام. بعض المستخدمين يلجأ لشراء بطارية احتياطية بجانب الأساسية لاستخدامها عند الحاجة ولكن في وقتنا الحالي تسعى الشركات وتتنافس من أجل تصميم أجهزة لابتوب أكثر نحافة وخفة وسهولة في التنقل وهذا يستدعي في أغلب الأوقات أن تكون البطارية مدمجة داخل الجهاز وبالتالي لا يمكن استبدالها.
يجب أن تعلم أن عدد ساعات عمر البطارية التي تدّعيها الشركات المنتجة تم قياسه في أقل ظروف الاستخدام وأقل إضاءة للشاشة، ما يعني أنه سيقل بمعدل ساعتين أو ثلاث في حالة استخدام الإنترنت والبرامج، وأقل من ذلك لو قمت بتشغيل الألعاب، وهذا أمر يجب أن تنتبه له لكي لا يتم خداعك بطريقة مشروعة.
يجب أن تدرك أيضًا أن حجم الشاشة وقدرات المكونات الداخلية للجهاز مثل المعالج ومعالج الرسوميّات أشياء تؤثر بشكل ملحوظ على عمر البطارية وكلما زاد حجم الشاشة أو قدرات المعالج زاد استهلاكها للطاقة.
الحجم والوزن
من البديهي أن أجهزة اللابتوب الثقيلة والكبيرة تقتل الفكرة الأساسية من وجودها، وهي سهولة التنقل والحركة. في عام 2011 بدأت شركة إنتل الرائدة في تصنيع المعالجات الرقمية حملة لإنتاج أجهزة اللابتوب النحيفة وخفيفة الوزن التي نراها اليوم، وبالطبع كان بدعم منها عبر إنتاج معالجات تستهلك كميات قليلة جدًّا من الطاقة.
الغاية الأساسية من هذه الأجهزة هي حرية التنقل وتحقيق وزن أخف وعمر أطول للبطارية، ولكن كل هذا بالطبع مقابل أداء أقل كفاءة نسبيًّا يراه البعض مقارنة بالأجهزة الأخرى الأكبر حجمًا. الأمر ببساطة عبارة عن معادلة صعبة تتمثل في أن الأداء القوي يحتاج طاقة أكبر، والطاقة تحتاج بطاريات أكبر حجمًا، وبالتالي ييجب أن تستغني عن شيء مقابل الحصول على الآخر، ولحسن الحظ فالتقدم في تكنولوجيا النانو التي تستخدم حاليًّا في إنتاج المعالجات وقريبًا في إنتاج البطاريات ستقدم حلًّا سهلًا لهذا التحدي وسنحصل على كلا الأمرين، أداء قوي وسمك نحيف ووزن خفيف وعمر أطول للبطارية.
حجم الشاشة ودقتها
بالنسبة لحجم الشاشة فالأحجام متنوعة وكثيرة ولكننا يمكن أن نختصرها في 3 فئات، 13 بوصة و15 يوصة و17 بوصة، بين تلك الأحجام قد نجد الأحجام التالية أيضًا: 11 – 14 – 18 بوصة بالطبع كما ذكرنا في الجزء السابق كلما قل الحجم أصبح اللابتوب أكثر قابلية للتنقل وبطاريته أطول عمرًا وفي نفس الوقت أقل أداءًا من الأحجام الأكبر.
إن كان استخدامك داخل المنزل بشكل شبه دائم يمكنك الحصول على الشاشة الأكبر والأداء الأقوى، لأن عمر البطارية لن يؤثر على استخدامك وإن كنت من الذين يستخدمون اللابتوب خارج المنزل دائمًا فعليك بالاختيار الأصغر لتضمن عمرًا أطول للبطارية، وفي حالة الحيرة يمكن اللجوء إلى الشاشات المتوسطة (14 أو 15) التي ستضمن لك من كل بستان زهرة.
أما الدقة فتعني عدد الوحدات – Pixel التي يمكن أن تظهر على الشاشة، وكلما زادت كانت النتيجة أفضل والصور أوضح. هناك قيم معيارية شهيرة مثل HD وتساوي 1366*768 وهناك Full HD وتساوي 1920*1080، وقد ظهر مؤخرًا قيم أكبر من ذلك بكثير ولكن في الغالب الأمر يعتمد على حجم الشاشة نفسها، فكلما زاد حجم الشاشة فأنت تحتاج لدقة أكبر.
المعالج ومعالج الرسوميات
المعالج من الأجزاء الأساسية في جهاز اللابتوب ويؤثر بشكل كبير جدًّا على الأداء ويحدد الكفاءة والسرعة التي سيتم تشغيل البرامج المختلفة بها، فهو يقوم بكل شيء في الجهاز، وبالتالي فسرعته تحدد سرعة كل شيء ستقوم به. كل عام تزداد سرعات المعالجات ويقل حجمها، وهي علاقة عكسية، أي أن السرعات تتضاعف والأحجام تقل تبعًا لها.
كما سبق هناك دائمًا ميزة يجب التضحية بها مقابل أخرى، فزيادة سرعة المعالج وقدرته تستلزم طاقة أكبر وبالتالي حجمًا أكبر للبطارية وبالتالي حجمًا أكبر للابتوب أو حجمًا صغيرًا وعمرًا أقصر للبطارية. في الغالب يتم اختيار سرعات المعالجات وقدراتها بناءً على الفئة التي ينتمي إليها اللابتوب، فنجد المعالجات القوية جدًّا في الأجهزة الكبيرة والثقيلة، أمّا الأجهزة الخفيفة والنحيفة المصممة للتنقل، فنجد فيها معالجات أقل أداءً مقارنة بالأخرى ولكنها كافية وأكثر بالنسبة للاستخدام العادي، مثل تحرير الملفات ومشاهدة الفيديو وتصفح الإنترنت.
معالج الرسوميات – GPU ما هو إلا معالج آخر ولكنه مختص بالرسوميات فقط، وهو عنصر هام جدًّا عند تشغيل الأفلام عالية الجودة والألعاب، وقد يكون معالج الرسوميات مدمجًا في المعالج الأساسي (وهو أمر شائع جدًّا في معالجات إنتل الحديثة) أو قد يكون منفصلًا، وفي الحالة الثانية فأداؤه سيكون أقوى ولكنه سيتهلك طاقة أكثر. ما لم تكن من عشاق الألعاب فعليك بالاختيار الأول لأنه سيوفر كافة احتياجاتك دون أن تضحي بالوزن الخفيف والنحافة وعمر البطارية.
سعة التخزين والذاكرة
لسنوات كثيرة مضت كانت الأقراص الصلبة – HDD هي الوسيلة الأساسية لحفظ البيانات وما زالت كذلك، ولكن ظهر في الأسواق منذ عدة سنوات نوع جديد وهو SSD أو أقراص الحالة الثابتة، وهي تعتمد على الشرائح الإلكترونية لتخزين المعلومات (مثل ذاكرة الفلاش) ولا تحتوي على أجزاء ميكانيكية متحركة وبالتالي فهي أقل إزعاجًا وأقل استهلاكًا للطاقة وأصغر حجمًا وأخف وزنًا أيضًا، ولكنها في مقابل كل ما سبق سعرها مرتفع ولا توفر المساحات التخزينية التي يوفرها النوع الآخر.
إذًا من حيث الحجم فالأمر يعود لك، اختر الحجم الذي يناسبك، ولكن من حيث السرعة فيجب أن تعلم أن الفرق كبير، لذلك فهناك خيارات حاليًّا أراها مناسبة جدًّا، حيث تأتي بعض أجهزة اللابتوب بسعتين للتخزين أحدها قرص فلاش صغير السعة ليتم تشغيل نظام التشغيل عليه بحيث يصبح النظام أسرع بكثير، والأخرى من النوع الصلب ليتم استخدامها في تخزين الملفات.
أمّا الذاكرة العشوائية – RAM فهي أمر مختلف تمامًا، وهي عبارة عن ذاكرة فلاش أيضًا ولكنها مؤقتة، كل ما يتم تشغيله على الكومبيوتر في الواقع يتم تخزينه مؤقتًا على الذاكرة العشوائية، والهدف هو وصول المعالج لها بسرعة أكبر، وذلك لأن القرص الصلب أبطأ بكثير جدًّا من المعالج، وبالتالي سيكون هناك بطء شديد في الجهاز إذا تعامل المعالج مباشرة مع البرامج من خلال القرص الصلب، لذلك يتم تحميلها مؤقتًا بالإضافة لنظام التشغيل نفسه أثناء تشغيلها فقط على الذاكرة العشوائية التي تتميز بالسرعة. تبدأ سرعات الذاكرة العشوائية حاليًا من 2 جيجا بايت وحتى 16 جيجا بايت في أي لابتوب وفي المتوسط 8 جيجا بايت ستكون كافية جدًّا لأداء أي مهمة بكفاءة عالية.
المنافذ – Ports
المنافذ من الأمور الهامة جدًّا في اللابتوب وهي حلقة الربط بينه وبين الأجهزة الأخرى، الأمر لا ينحصر فقط في نوع المنفذ ولكن في إصداره أيضًا فجميعنا يعلم منفذ USB الشهير ولكن يجب أن تحدد الإصدار الذي ترغب به، فالإصدار الثالث مثلا USB 3 أسرع بعشر مرات من الإصدار الثاني. هناك منافذ أخرى لا تقل في أهميتها عن الـUSB مثل منفذ بطاقات الذاكرة، فإذا كنت من هواة التصوير مثلًا أو تستخدم بطاقات الذاكرة بشكل مستمر فأنت بحاجة ذلك المنفذ الذي يسمح لك بتوصيل بطاقة الذاكرة باللابتوب بسهولة، وكذلك منفذ HDMI الذي يسمح لك بتوصيل اللابتوب بشاشات التلفاز الكبيرة بجودة عالية.
من الأمور المهمة أيضًا أن تعلم ما إذا كان تصميم اللابتوب يسمح لك بتحديث بعض مكوناته أم لا، فبعض الأجهزة مثلًا تأتي ببطارية مدمجة لا يمكن استبدالها والبعض الآخر لا يوجد به مكان كافٍ لزيادة حجم الذاكرة العشوائية.
مشغل الأقراص المدمجة
لا شك أن مشغل الأقراص المدمجة له تاريخ طويل في عالم الكومبيوتر ولكن التكنولوجيا الحديثة وظهور ذاكرة USB وسعات التخزين المتاحة على شبكة الإنترنت ساهم بشكل كبير في اندثار شعبية تلك الأقراص وعدم استخدامها إلا في حالات نادرة، أغلب أجهزة اللابتوب النحيفة والخفيفة قد لا تحتوي على مشغل الأقراص المدمجة لاستغلال المساحة التي سيشغلها في شيء آخر. إذا كنت من النوع الذي يتطلب عمله استخدام تلك الأقراص فعليك أن تذهب للخيارات الأكبر حجمًا بدءًا من 15 بوصة مثلًا لضمان وجود المشغل فيها.
الحماية
الحماية التي نتحدث عنها هنا ليست متعلقة ببرامج الفيروسات، فذلك أمر آخر يمكنك أن تحدده بعد الشراء، ولكنني أقصد وسائل الحماية التي تأتي بعض أجهزة اللابتوب مزودة بها مثل قارئ بصمات الأصابع الذي لا يسمح بتشغيل اللابتوب إلا بعد التأكد من بصمة إصبعك وخيار آخر مثل فتحة كينسينغتون للحماية Kensington security slot والتي تتيح لك ربط الجهاز بالمكتب أو أي شيء تضعه عليه لضمان عدم سرقته من أمامك.
هناك خيارات أخرى تتعلق بتصميم اللابتوب نفسه والذي يمكنه من تحمل الصدمات القوية دون أن ينكسر أو يفقد البيانات والمعلومات التي يحتفظ بها بداخله.
الضمان
الضمان من الخيارات الأساسية المتاحة أمامك عند شراء لابتوب جديد وأمامك شيء من اثنين، إما أن تشتري بدون ضمان وتجازف وفي نفس الوقت ستوفر بعض المال، أو تختار مدة ضمان تتراوح من سنة إلى اثنتين وتدفع مالًا أكثر، وبالطبع هذه الخيارات تتوفر فقط في حال الشراء من الشركة المنتجة، أمّا الوكلاء ففي الغالب يقدمون المنتج بالحالة التي اشتروه عليها من الشركة المنتجة وبالتالي ستكون خيارات أقل.
أمر آخر هام وهو تاريخ الإصدار، لضمان عدم استبدال جهازك الجديد بآخر أجدد منه بعدة أشهر من الشراء يجب أن تتحرى أوقات إطلاق المنتجات من الشركات المنتجة وأن تشتري في تلك الأوقات، بحيث يبقى ما اقتنيته جديدًا لأطول مدة وهذا الخيار لا يناسب من يبحثون عن صفقات رابحة لأن الأجهزة في ذلك الوقت تكون في أعلى سعر لها.
الحديث عن تلك الأمور قد يطول، وقد اختصرته قدر الإمكان، وما يمكنك فعله لحسم الأمر في حال وجدت نفسك محتارًا بين جهازين مثلًا هو أن تبحث عن المراجعات الخاصة باللابتوب الذي تود شراءه عبر الإنترنت وهناك آلاف من مواقع الإنترنت التي تقوم بمراجعة أجهزة اللابتوب باحترافية وبالتفصيل، ما عليك سوى كتابة اسم اللابتوب والموديل الخاص به في جوجل وأتبعه بكلمة مراجعة أو Review.
بالعودة إلى عام 1995 كانت أجهزة الكومبيوتر المحمولة، أو كما تعرف باللابتوب، قبيحة الشكل وثقيلة الوزن وباهظة الثمن، وفي ذلك الوقت كان الأثرياء يدفعون الآلاف من أجل الحصول على لابتوب لا يتعدّى قياس الشاشة 4:3 بوصة، وتقاس سعة التخزين بالميجا بايت وليس بالتيرا بايت كما نرى اليوم. ولكن كما عودتنا التكنولوجيا فتطور الأجهزة الإلكترونية سريع الخطى. وكما نلاحظ جميعًا فأجهزة اللابتوب اليوم مختلفة كليًّا، فهي أخف وزنًا وأسرع وأرخص، بكثير ويوجد تنوع هائل لتلك الأجهزة لتختار منها ما يحلو لك.
ذلك التقدم والتطور أمر يبعث على السعادة، ولكنه محير في نفس الوقت ويجعل عملية اختيار جهاز مناسب من بين الخيارات اللانهائية تحديًا لا يستهان به بالنسبة لغير المتخصصين، فالخيارات لا تتوقف فقط عند إمكانيّات الجهاز وقدراته، بل تتعداها لتجد نفسك أمام أجهزة لابتوب متخصصة، منها ما هو مخصص للألعاب ومنها ما هو مخصص لتصفح الإنترنت أو الملاحظات أو السفر والتنقل، ومنها ما يعد بديلًا فعليًّا لأجهزة الكومبيوتر المكتبية.
وأول الطريق نحو اختيار الجهاز المناسب لك هو معرفة العناصر الأساسية التي ستقارن الأجهزة وتفاضل بينها على أساسها، واليوم نذكر لكم عشرة منها هي من الأهمية بمكان، وهي خصائص أساسية في كل جهاز، وأمور يجب أن تنتبه لها عند الشراء.
الأمر كله يعتمد على استخدامك
بالطبع تختلف توجهاتنا الشخصية وميولنا وطبيعة المواصفات التي نرغب بها في جهاز اللابتوب، وعليك في البداية أن تسأل نفسك هذا السؤال: لماذا أشتري لابتوب؟ هل لأنك تود استخدامه لمشاهدة الأفلام؟ أم ترغب في ممارسة الألعاب؟ أم تنوي استخدامه في الأعمال المكتبية وتحرير الملفات والعروض التقديمية؟ أم أنك ترغب في تصفح الإنترنت فقط؟ أم كل ما سبق؟
السؤال التالي لا يقل أهمية عن السابق: كم يمكنك أن تدفع مقابل اللابتوب؟ ففي النهاية ما تملك من مال هو ما سيحدد لك سقف المواصفات، بعد إجابة السؤالين السابقين عليك أن تبحث عن أفضل جهاز بالسعر الذي تملكه والذي يمكنه إنجاز ما تود القيام به من خلاله. هذه النقطة من أهم النقاط العشرة التي سنذكرها والتي ستوفر عليكم الكثير من الحيرة والتخبط إذا تمكنتم من حسمها قبل الانتقال للنقاط التالية.
عمر البطارية
ما يميز أجهزة اللابتوب عن الأجهزة المكتبية بشكل جوهري هو سهولة نقلها، فعند اقتنائك لجهاز لابتوب من المتوقع أن يسمح لك بالتنقل والعمل في أي مكان وبالتالي فالبطارية تمثل أهم عنصر يدعم حرية التنقل تلك، ويجب أن تعيرها اهتمامك عند الشراء طالما ستسخدم اللابتوب خارج المنزل كثيرًا.
في حالة أجهزة اللابتوب البديلة للأجهزة المكتبية، أي التي تم تصميمها بحيث تبقى على مكتبك طوال اليوم فعمر البطارية ليس بالشيء الكبير، وبخلاف تلك الحالة عليك أن تختار بطارية بعدد ساعات يناسب ظروف استخدامك، علمًا بأن عمر البطارية يقل تدريجيًّا مع الوقت والاستخدام. بعض المستخدمين يلجأ لشراء بطارية احتياطية بجانب الأساسية لاستخدامها عند الحاجة ولكن في وقتنا الحالي تسعى الشركات وتتنافس من أجل تصميم أجهزة لابتوب أكثر نحافة وخفة وسهولة في التنقل وهذا يستدعي في أغلب الأوقات أن تكون البطارية مدمجة داخل الجهاز وبالتالي لا يمكن استبدالها.
يجب أن تعلم أن عدد ساعات عمر البطارية التي تدّعيها الشركات المنتجة تم قياسه في أقل ظروف الاستخدام وأقل إضاءة للشاشة، ما يعني أنه سيقل بمعدل ساعتين أو ثلاث في حالة استخدام الإنترنت والبرامج، وأقل من ذلك لو قمت بتشغيل الألعاب، وهذا أمر يجب أن تنتبه له لكي لا يتم خداعك بطريقة مشروعة.
يجب أن تدرك أيضًا أن حجم الشاشة وقدرات المكونات الداخلية للجهاز مثل المعالج ومعالج الرسوميّات أشياء تؤثر بشكل ملحوظ على عمر البطارية وكلما زاد حجم الشاشة أو قدرات المعالج زاد استهلاكها للطاقة.
الحجم والوزن
من البديهي أن أجهزة اللابتوب الثقيلة والكبيرة تقتل الفكرة الأساسية من وجودها، وهي سهولة التنقل والحركة. في عام 2011 بدأت شركة إنتل الرائدة في تصنيع المعالجات الرقمية حملة لإنتاج أجهزة اللابتوب النحيفة وخفيفة الوزن التي نراها اليوم، وبالطبع كان بدعم منها عبر إنتاج معالجات تستهلك كميات قليلة جدًّا من الطاقة.
الغاية الأساسية من هذه الأجهزة هي حرية التنقل وتحقيق وزن أخف وعمر أطول للبطارية، ولكن كل هذا بالطبع مقابل أداء أقل كفاءة نسبيًّا يراه البعض مقارنة بالأجهزة الأخرى الأكبر حجمًا. الأمر ببساطة عبارة عن معادلة صعبة تتمثل في أن الأداء القوي يحتاج طاقة أكبر، والطاقة تحتاج بطاريات أكبر حجمًا، وبالتالي ييجب أن تستغني عن شيء مقابل الحصول على الآخر، ولحسن الحظ فالتقدم في تكنولوجيا النانو التي تستخدم حاليًّا في إنتاج المعالجات وقريبًا في إنتاج البطاريات ستقدم حلًّا سهلًا لهذا التحدي وسنحصل على كلا الأمرين، أداء قوي وسمك نحيف ووزن خفيف وعمر أطول للبطارية.
حجم الشاشة ودقتها
بالنسبة لحجم الشاشة فالأحجام متنوعة وكثيرة ولكننا يمكن أن نختصرها في 3 فئات، 13 بوصة و15 يوصة و17 بوصة، بين تلك الأحجام قد نجد الأحجام التالية أيضًا: 11 – 14 – 18 بوصة بالطبع كما ذكرنا في الجزء السابق كلما قل الحجم أصبح اللابتوب أكثر قابلية للتنقل وبطاريته أطول عمرًا وفي نفس الوقت أقل أداءًا من الأحجام الأكبر.
إن كان استخدامك داخل المنزل بشكل شبه دائم يمكنك الحصول على الشاشة الأكبر والأداء الأقوى، لأن عمر البطارية لن يؤثر على استخدامك وإن كنت من الذين يستخدمون اللابتوب خارج المنزل دائمًا فعليك بالاختيار الأصغر لتضمن عمرًا أطول للبطارية، وفي حالة الحيرة يمكن اللجوء إلى الشاشات المتوسطة (14 أو 15) التي ستضمن لك من كل بستان زهرة.
أما الدقة فتعني عدد الوحدات – Pixel التي يمكن أن تظهر على الشاشة، وكلما زادت كانت النتيجة أفضل والصور أوضح. هناك قيم معيارية شهيرة مثل HD وتساوي 1366*768 وهناك Full HD وتساوي 1920*1080، وقد ظهر مؤخرًا قيم أكبر من ذلك بكثير ولكن في الغالب الأمر يعتمد على حجم الشاشة نفسها، فكلما زاد حجم الشاشة فأنت تحتاج لدقة أكبر.
المعالج ومعالج الرسوميات
المعالج من الأجزاء الأساسية في جهاز اللابتوب ويؤثر بشكل كبير جدًّا على الأداء ويحدد الكفاءة والسرعة التي سيتم تشغيل البرامج المختلفة بها، فهو يقوم بكل شيء في الجهاز، وبالتالي فسرعته تحدد سرعة كل شيء ستقوم به. كل عام تزداد سرعات المعالجات ويقل حجمها، وهي علاقة عكسية، أي أن السرعات تتضاعف والأحجام تقل تبعًا لها.
كما سبق هناك دائمًا ميزة يجب التضحية بها مقابل أخرى، فزيادة سرعة المعالج وقدرته تستلزم طاقة أكبر وبالتالي حجمًا أكبر للبطارية وبالتالي حجمًا أكبر للابتوب أو حجمًا صغيرًا وعمرًا أقصر للبطارية. في الغالب يتم اختيار سرعات المعالجات وقدراتها بناءً على الفئة التي ينتمي إليها اللابتوب، فنجد المعالجات القوية جدًّا في الأجهزة الكبيرة والثقيلة، أمّا الأجهزة الخفيفة والنحيفة المصممة للتنقل، فنجد فيها معالجات أقل أداءً مقارنة بالأخرى ولكنها كافية وأكثر بالنسبة للاستخدام العادي، مثل تحرير الملفات ومشاهدة الفيديو وتصفح الإنترنت.
معالج الرسوميات – GPU ما هو إلا معالج آخر ولكنه مختص بالرسوميات فقط، وهو عنصر هام جدًّا عند تشغيل الأفلام عالية الجودة والألعاب، وقد يكون معالج الرسوميات مدمجًا في المعالج الأساسي (وهو أمر شائع جدًّا في معالجات إنتل الحديثة) أو قد يكون منفصلًا، وفي الحالة الثانية فأداؤه سيكون أقوى ولكنه سيتهلك طاقة أكثر. ما لم تكن من عشاق الألعاب فعليك بالاختيار الأول لأنه سيوفر كافة احتياجاتك دون أن تضحي بالوزن الخفيف والنحافة وعمر البطارية.
سعة التخزين والذاكرة
لسنوات كثيرة مضت كانت الأقراص الصلبة – HDD هي الوسيلة الأساسية لحفظ البيانات وما زالت كذلك، ولكن ظهر في الأسواق منذ عدة سنوات نوع جديد وهو SSD أو أقراص الحالة الثابتة، وهي تعتمد على الشرائح الإلكترونية لتخزين المعلومات (مثل ذاكرة الفلاش) ولا تحتوي على أجزاء ميكانيكية متحركة وبالتالي فهي أقل إزعاجًا وأقل استهلاكًا للطاقة وأصغر حجمًا وأخف وزنًا أيضًا، ولكنها في مقابل كل ما سبق سعرها مرتفع ولا توفر المساحات التخزينية التي يوفرها النوع الآخر.
إذًا من حيث الحجم فالأمر يعود لك، اختر الحجم الذي يناسبك، ولكن من حيث السرعة فيجب أن تعلم أن الفرق كبير، لذلك فهناك خيارات حاليًّا أراها مناسبة جدًّا، حيث تأتي بعض أجهزة اللابتوب بسعتين للتخزين أحدها قرص فلاش صغير السعة ليتم تشغيل نظام التشغيل عليه بحيث يصبح النظام أسرع بكثير، والأخرى من النوع الصلب ليتم استخدامها في تخزين الملفات.
أمّا الذاكرة العشوائية – RAM فهي أمر مختلف تمامًا، وهي عبارة عن ذاكرة فلاش أيضًا ولكنها مؤقتة، كل ما يتم تشغيله على الكومبيوتر في الواقع يتم تخزينه مؤقتًا على الذاكرة العشوائية، والهدف هو وصول المعالج لها بسرعة أكبر، وذلك لأن القرص الصلب أبطأ بكثير جدًّا من المعالج، وبالتالي سيكون هناك بطء شديد في الجهاز إذا تعامل المعالج مباشرة مع البرامج من خلال القرص الصلب، لذلك يتم تحميلها مؤقتًا بالإضافة لنظام التشغيل نفسه أثناء تشغيلها فقط على الذاكرة العشوائية التي تتميز بالسرعة. تبدأ سرعات الذاكرة العشوائية حاليًا من 2 جيجا بايت وحتى 16 جيجا بايت في أي لابتوب وفي المتوسط 8 جيجا بايت ستكون كافية جدًّا لأداء أي مهمة بكفاءة عالية.
المنافذ – Ports
المنافذ من الأمور الهامة جدًّا في اللابتوب وهي حلقة الربط بينه وبين الأجهزة الأخرى، الأمر لا ينحصر فقط في نوع المنفذ ولكن في إصداره أيضًا فجميعنا يعلم منفذ USB الشهير ولكن يجب أن تحدد الإصدار الذي ترغب به، فالإصدار الثالث مثلا USB 3 أسرع بعشر مرات من الإصدار الثاني. هناك منافذ أخرى لا تقل في أهميتها عن الـUSB مثل منفذ بطاقات الذاكرة، فإذا كنت من هواة التصوير مثلًا أو تستخدم بطاقات الذاكرة بشكل مستمر فأنت بحاجة ذلك المنفذ الذي يسمح لك بتوصيل بطاقة الذاكرة باللابتوب بسهولة، وكذلك منفذ HDMI الذي يسمح لك بتوصيل اللابتوب بشاشات التلفاز الكبيرة بجودة عالية.
من الأمور المهمة أيضًا أن تعلم ما إذا كان تصميم اللابتوب يسمح لك بتحديث بعض مكوناته أم لا، فبعض الأجهزة مثلًا تأتي ببطارية مدمجة لا يمكن استبدالها والبعض الآخر لا يوجد به مكان كافٍ لزيادة حجم الذاكرة العشوائية.
مشغل الأقراص المدمجة
لا شك أن مشغل الأقراص المدمجة له تاريخ طويل في عالم الكومبيوتر ولكن التكنولوجيا الحديثة وظهور ذاكرة USB وسعات التخزين المتاحة على شبكة الإنترنت ساهم بشكل كبير في اندثار شعبية تلك الأقراص وعدم استخدامها إلا في حالات نادرة، أغلب أجهزة اللابتوب النحيفة والخفيفة قد لا تحتوي على مشغل الأقراص المدمجة لاستغلال المساحة التي سيشغلها في شيء آخر. إذا كنت من النوع الذي يتطلب عمله استخدام تلك الأقراص فعليك أن تذهب للخيارات الأكبر حجمًا بدءًا من 15 بوصة مثلًا لضمان وجود المشغل فيها.
الحماية
الحماية التي نتحدث عنها هنا ليست متعلقة ببرامج الفيروسات، فذلك أمر آخر يمكنك أن تحدده بعد الشراء، ولكنني أقصد وسائل الحماية التي تأتي بعض أجهزة اللابتوب مزودة بها مثل قارئ بصمات الأصابع الذي لا يسمح بتشغيل اللابتوب إلا بعد التأكد من بصمة إصبعك وخيار آخر مثل فتحة كينسينغتون للحماية Kensington security slot والتي تتيح لك ربط الجهاز بالمكتب أو أي شيء تضعه عليه لضمان عدم سرقته من أمامك.
هناك خيارات أخرى تتعلق بتصميم اللابتوب نفسه والذي يمكنه من تحمل الصدمات القوية دون أن ينكسر أو يفقد البيانات والمعلومات التي يحتفظ بها بداخله.
الضمان
الضمان من الخيارات الأساسية المتاحة أمامك عند شراء لابتوب جديد وأمامك شيء من اثنين، إما أن تشتري بدون ضمان وتجازف وفي نفس الوقت ستوفر بعض المال، أو تختار مدة ضمان تتراوح من سنة إلى اثنتين وتدفع مالًا أكثر، وبالطبع هذه الخيارات تتوفر فقط في حال الشراء من الشركة المنتجة، أمّا الوكلاء ففي الغالب يقدمون المنتج بالحالة التي اشتروه عليها من الشركة المنتجة وبالتالي ستكون خيارات أقل.
أمر آخر هام وهو تاريخ الإصدار، لضمان عدم استبدال جهازك الجديد بآخر أجدد منه بعدة أشهر من الشراء يجب أن تتحرى أوقات إطلاق المنتجات من الشركات المنتجة وأن تشتري في تلك الأوقات، بحيث يبقى ما اقتنيته جديدًا لأطول مدة وهذا الخيار لا يناسب من يبحثون عن صفقات رابحة لأن الأجهزة في ذلك الوقت تكون في أعلى سعر لها.
الحديث عن تلك الأمور قد يطول، وقد اختصرته قدر الإمكان، وما يمكنك فعله لحسم الأمر في حال وجدت نفسك محتارًا بين جهازين مثلًا هو أن تبحث عن المراجعات الخاصة باللابتوب الذي تود شراءه عبر الإنترنت وهناك آلاف من مواقع الإنترنت التي تقوم بمراجعة أجهزة اللابتوب باحترافية وبالتفصيل، ما عليك سوى كتابة اسم اللابتوب والموديل الخاص به في جوجل وأتبعه بكلمة مراجعة أو Review.