الذكرى 11 للغزو الأمريكي.. ومأساة العراق


الذكرى 11 للغزو الأمريكي.. ومأساة العراق 110

فيما تحل الذكرى الـ 11 للغزو الأمريكي للعراق، تتواصل أعمال العنف هناك حاصدة أرواح المزيد من الضحايا في مختلف المناطق، فقد قُتل عشية هذه الذكرى 32 شخصا بانفجارات وهجمات مسلحة في أرجاء العراق، إضافة إلى مصرع 12 شخصا على الأقل بهجوم انتحاري استهدف أحد المقاهي في بغداد. لا يزال العنف والفوضى وعدم الاستقرار السياسي يلقي بظلال قاتمة على حاضر العراق، منذ الغزو الأمريكي الذي بدأ في 20 /03 / 2003 وتحول إلى احتلال بعد إزاحة صدام حسين ونظامه، مرورا بسنوات طويلة من العنف والتدمير اليومي حتى إنزال العلم الأمريكي في بغداد في 15 / 12/ 2011 تلاه انسحاب آخر جندي أمريكي في 18 / 12 / 2011.

الذكرى 11 للغزو الأمريكي.. ومأساة العراق 210

تبقى مضاعفات حقبة الغزو الأمريكي وتأثيراتها السلبية واضحة للعيان من خلال أوضاع العراق الأمنية والسياسية والاقتصادية المتردية، إذ تسبب هذا الغزو الذي شارك فيه ما يزيد عن 300 ألف جندي أغلبهم من الولايات المتحدة وبريطانيا، بسقوط مئات الآلاف من الضحايا، بل تؤكد بعض التقديرات أنهم يتجاوزون المليون، إضافة إلى ما نتج عن الغزو من تفكيك للنسيج الاجتماعي، وتدمير للبنية التحتية، وصولا إلى انتشار العنف الأعمى والطائفي وظهور التنظيمات المتطرفة بما فيها المرتبطة بالقاعدة.
وبعد أن تساقطت الذرائع والحجج التي سيقت لتبرير غزو العراق مع الفشل في العثور على أية أسلحة نووية أو ما شابهها، اكتفى الساسة الأمريكيون آنذاك بالزهو من التخلص من دكتاتور، وبمهمة نشر الديموقراطية التي هي الأخرى لا تزال بعيدة المنال.

الذكرى 11 للغزو الأمريكي.. ومأساة العراق 310

فشل الأمريكيون، قبيل الغزو، في إقناع المجتمع الدولي بما كانوا يصفونها بالحجج القاطعة على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، ومع ذلك شنوا حربهم لاحقا، ونشروا الخراب في العراق، متجاوزين بذلك الشرعية الدولية، متمثلة بمجلس الأمن، ومبادئ القانون الدولي التي يحلو لواشنطن التغني بها حين يتعلق الأمر بخصومها.
بعد 11 عاما من الغزو الأمريكي، يكبل العنف العراق وتجتاحه الفوضى مانعة إياه من استعادة عافيته والتقاط أنفاسه، وتحقيق الاستقرار، واستعادة الأمن واللحمة الوطنية، وتوطيد السلم الاجتماعي، وإعادة البناء الاقتصادي. غايات كثيرة غائبة عن عراق اليوم، ويبقى الوصول إليها، رغم ما يُبذل من جهود، أمرا في غاية الصعوبة نتيجة تركة الغزو الثقيلة، ومرجل العنف الذي يزداد اتقادا.