شاعر الطفولة سليمان العيسى ... وداعا

شاعر الطفولة سليمان العيسى ... وداعا Hostk13760642781

آثر صديق طفولتنا سليمان العيسى الرحيل في العيد.. ونحن بأمس الحاجة لقصيدة دعائه لأمنا سورية (يا الهي يا الهي يا مجيب الدعوات احمني واحم بلادي من شرور الحادثات) كبر معنا، وكبرنا به وعلى أناشيده.. مفردات لغته العربية ملأت اسماعنا وصافحت أعيننا. رحل ابن لواء الاسكندرون وفي نفسه توق لرؤية تلك الأرض ورؤية مسقط رأسه النعيرية بانطاكيا وكان قد خط الكثير الكثير من البوح فيها. رحل اليوم الجمعة، عن عمر ناهز الـ 92 عاما في العاصمة دمشق بعد صراع طويل مع المرض. ويشيع جثمان الراحل العيسى من مشفى الأسد الجامعي بعد غد الأحد على أن يوارى الثرى في مقبرة الشيخ رسلان بدمشق. نذر سليمان العيسى شعره لوجدان الانسان وخاطب بقيثارة شعره براءة الأطفال انتقل إلى الطفولة للتأسيس، ليكمل رحلة بدأها مع أستاذه زكي الأرسوزي ورفاقه صدقي إسماعيل وغيره، ولكن ليكملها من حيث يجب أن تكون البداية فمن الأب :

بابا بابا يومك طابا
دمت ربيعاً دمت شبابا
لي ولأجل الوطن الغالي
يعمل بابا دون ملال
بابا يتعب حتى نكبر
نبني نحن الوطن الأكبر

وأنشودته للأم :

شاعر الطفولة سليمان العيسى ... وداعا Hostk13760646511

ماما ماما
يا أنغاما
تملأ قلبي
بندى الحب
أنت نشيدي
عيدك عيدي
بسمة أمي
سر وجودي
أنا عصفور ملء الدار
قبلة ماما ضوء نهاري
أفتح عيني عند الفجر
فأرى ماما تمسح شعري

لم يكن شعر سليمان العيسى للاطفال هروبا من الواقع السياسي المرير للأمة العربية فعاش للعروبة في دمشق وبغداد واليمن، تألم لما يتألم له إخوته، فكانت له قصائد ودواوين عن البلدان العربية، ومثّل رأيه خير تمثيل دون أن يتخلى عن ثوابته . وكان شعره سجلاً لأحداث كثيرة مرت بها سورية ومر بها الوطن العربي وحملت عناوين قصائد كثيرة ومنها احتلال فلسطين وتأميم قناة السويس والوحدة بين سورية ومصر والانفصال ونكسة حزيران وأحداث العراق.

سليمان العيسى (أبا معن) رحمك الله.