هل ينقذ سليمان العيسى باسم ورباب؟
يحتدم الجدل في الأوساط الشعبية والتربوية في سوريا حول مناهج التعليم الجديدة في البلاد، فيما يتساءل كثيرون منهم عن مصير باسم ورباب بطلي دروس القراءة في المناهج السورية القديمة.
تربت أجيال العقود الأربعة الماضية في سوريا على قصص وأناشيد الشاعر السوري الراحل سليمان العيسى الذي اختار لقصائده وقصصه الشقيقين الخياليين باسم ورباب ليكونا بطلين لها في دروس القراءة التي تلقاها التلاميذ السوريون، وأصبح لهم الآن أبناء وبنات يشبهون باسم ورباب، فيما يفتقرون للأمان والاستقرار الذي كانت تنعم به سوريا أيام قصص سليمان العيسى.
كما يتساءل السوريون على وقع محنة بلدهم، عمّا حل بباسم ورباب في هذه الظروف الحالكة والصعبة التي تعيشها سوريا، وعن واقع ومستقبل الملايين من أطفال سوريا المعاصرين.
وفي سياق هذه التساؤلات، بعث الشاعر السوري نزار درميني إلى سليمان العيسى محبوب ملايين السوريين الذين تربوا على أناشيده الرسالة التالية، علّه يسمع كلماتها وينبعث من جديد لإنقاذ الطفولة المعذبة في سوريا، جاء فيها:
سليمانُ قمْ إنَّ الطفولةَ تُسلَبُ
ومنصورُ بالسوطِ الغليظةِ يُـضرَبُ
لقد زوّجوا ميسونَ غصباً صغيرةً
ومازنُ أمسى في السجونِ يُعَذَّبُ
لقد أحرقوا كل المروجِ بأهلها
فلا أرنباً فيها ولا ظبيَ يلعبُ
أَفيلٌ يغني في المياهِ ويطربُ
ومِن خوفهِ التسماحُ في الصبح يهربُ؟
سليمانَ قم باللهِ والعنْ لِحاهُـمُ
على ما أتونا مِن سفاسفَ تُرعبُ
تلعثمتِ الأطفالُ واختلَّ نطقها
فمَنْ لهمُ مِن بعدكَ اليومَ يكتبُ؟
غداً إنْ رأيتم في الصفوفِ مزماراً
وطبلاً ـ أيا إخوانُ ـ لا تتعجّبوا
سليمان العيسى شاعر سوري من مواليد قرية النعيرية في لواء اسكندرون لعام 1921، تلقى تعليمه و ثقافته الأولى على يد أبيه أحمد العيسى، فحفظ القرآن والمعلقات وديوان المتنبي وآلاف الأبيات من الشعر العربي.
بدأ سليمان العيسى تأليف الشعر في التاسعة أو العاشرة من عمره، فكتب أول ديوان من شعره في القرية، تحدث فيه عن هموم الفلاحين وبؤسهم.
عمل مدرسا في دار المعلمين في بغداد، ومدارس حلب، وموجها تربويا للغة العربية في وزارة التربية السورية، وهو عضو في جمعية "شعر" التي أسسها أدونيس ويوسف الخال.
انتسب سليمان العيسى مبكرا لحزب البعث وكتب مجموعة من الأشعار العروبية، وله ديوان ضخـم مطبوع تغلب عليه أناشيد الأطفال.
وكرم شاعرنا بالعديد من الجوائز والاحتفاليات، وكان من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية سنة 1969 م.
يجيد سليمان العيسى الفرنسية والإنكليزية، ويلم بالتركية، كما زار معظم أقطار الوطن العربي وعددا من البلدان الأجنبية وأقام في اليمن لعدة سنوات، حتى اتجه إلى كتابة شعر الأطفال بعد نكسة حزيران .
شارك مع عقيلته ملكة أبيض في ترجمة عدد من الآثار الأدبية، أهمها روائع الكتاب الجزائريين المكتوبة بالفرنسية، كما شارك في ترجمة القصص والمسرحيات من روائع أدب الأطفال العالمي.
وفي عام 1990 انتخب عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق، وحصل سنة 2000 على جائزة الإبداع الشعري من مؤسسة البابطين، ووافته المنية في أغسطس 2013 عن عمر ناهز الـ92 عاما، كان حافلا بالإبداع والعطاء الذي لن ينساه ملايين السوريين الذين تربوا على أشعاره وقصصه.
يحتدم الجدل في الأوساط الشعبية والتربوية في سوريا حول مناهج التعليم الجديدة في البلاد، فيما يتساءل كثيرون منهم عن مصير باسم ورباب بطلي دروس القراءة في المناهج السورية القديمة.
تربت أجيال العقود الأربعة الماضية في سوريا على قصص وأناشيد الشاعر السوري الراحل سليمان العيسى الذي اختار لقصائده وقصصه الشقيقين الخياليين باسم ورباب ليكونا بطلين لها في دروس القراءة التي تلقاها التلاميذ السوريون، وأصبح لهم الآن أبناء وبنات يشبهون باسم ورباب، فيما يفتقرون للأمان والاستقرار الذي كانت تنعم به سوريا أيام قصص سليمان العيسى.
كما يتساءل السوريون على وقع محنة بلدهم، عمّا حل بباسم ورباب في هذه الظروف الحالكة والصعبة التي تعيشها سوريا، وعن واقع ومستقبل الملايين من أطفال سوريا المعاصرين.
وفي سياق هذه التساؤلات، بعث الشاعر السوري نزار درميني إلى سليمان العيسى محبوب ملايين السوريين الذين تربوا على أناشيده الرسالة التالية، علّه يسمع كلماتها وينبعث من جديد لإنقاذ الطفولة المعذبة في سوريا، جاء فيها:
سليمانُ قمْ إنَّ الطفولةَ تُسلَبُ
ومنصورُ بالسوطِ الغليظةِ يُـضرَبُ
لقد زوّجوا ميسونَ غصباً صغيرةً
ومازنُ أمسى في السجونِ يُعَذَّبُ
لقد أحرقوا كل المروجِ بأهلها
فلا أرنباً فيها ولا ظبيَ يلعبُ
أَفيلٌ يغني في المياهِ ويطربُ
ومِن خوفهِ التسماحُ في الصبح يهربُ؟
سليمانَ قم باللهِ والعنْ لِحاهُـمُ
على ما أتونا مِن سفاسفَ تُرعبُ
تلعثمتِ الأطفالُ واختلَّ نطقها
فمَنْ لهمُ مِن بعدكَ اليومَ يكتبُ؟
غداً إنْ رأيتم في الصفوفِ مزماراً
وطبلاً ـ أيا إخوانُ ـ لا تتعجّبوا
سليمان العيسى شاعر سوري من مواليد قرية النعيرية في لواء اسكندرون لعام 1921، تلقى تعليمه و ثقافته الأولى على يد أبيه أحمد العيسى، فحفظ القرآن والمعلقات وديوان المتنبي وآلاف الأبيات من الشعر العربي.
بدأ سليمان العيسى تأليف الشعر في التاسعة أو العاشرة من عمره، فكتب أول ديوان من شعره في القرية، تحدث فيه عن هموم الفلاحين وبؤسهم.
عمل مدرسا في دار المعلمين في بغداد، ومدارس حلب، وموجها تربويا للغة العربية في وزارة التربية السورية، وهو عضو في جمعية "شعر" التي أسسها أدونيس ويوسف الخال.
انتسب سليمان العيسى مبكرا لحزب البعث وكتب مجموعة من الأشعار العروبية، وله ديوان ضخـم مطبوع تغلب عليه أناشيد الأطفال.
وكرم شاعرنا بالعديد من الجوائز والاحتفاليات، وكان من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية سنة 1969 م.
يجيد سليمان العيسى الفرنسية والإنكليزية، ويلم بالتركية، كما زار معظم أقطار الوطن العربي وعددا من البلدان الأجنبية وأقام في اليمن لعدة سنوات، حتى اتجه إلى كتابة شعر الأطفال بعد نكسة حزيران .
شارك مع عقيلته ملكة أبيض في ترجمة عدد من الآثار الأدبية، أهمها روائع الكتاب الجزائريين المكتوبة بالفرنسية، كما شارك في ترجمة القصص والمسرحيات من روائع أدب الأطفال العالمي.
وفي عام 1990 انتخب عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق، وحصل سنة 2000 على جائزة الإبداع الشعري من مؤسسة البابطين، ووافته المنية في أغسطس 2013 عن عمر ناهز الـ92 عاما، كان حافلا بالإبداع والعطاء الذي لن ينساه ملايين السوريين الذين تربوا على أشعاره وقصصه.