مدينة اولان - اوده - عاصمة جمهورية بورياتيا
قام فصيل من القوزاق الروس عام
1666 ببناء دار للمبيت الشتوي على مرتفع بالقرب من ضفة نهر اوده. لقد كانت
الغاية من بناء الدار هي من اجل اقامة الفصيل القوزاقي ليتمكن من اتمام
مهمته في جباية الضرائب من سكان المنطقة. ويعود السبب في اختيار هذا المكان لاستراتيجيته
واشرافه على معبر على النهر وكذلك على السهول المجاورة. بعد ذلك قررت حكومة موسكو
بناء حصن ومنشآت عسكرية في هذا المكان بحيث تحول المبيت الشتوي عام 1689
الى حصن واصبح مركزا اداريا وعسكريا في منطقة ماوراء بايكال ( زابايكالية ).
في عام 1690 منح الحصن صفة مدينة واسمها " اودينسك " ولان
المدينة واقعة على طريق الصين ومنغوليا فسمح لها ذلك ان تصبح مركزا لتبادل
البضائع في شرق روسيا حيث كانت تمر خلالها البضائع من والى الخارج. وكانت
المدينة مقسمة الى قسمين هما القسم المركزي وفيه القلعة الخشبية بابراجها
ومستودعات البارود والمدفعية اما القسم الاخر فهو الضواحي وفيه المخازن والسكن والثكنات ومستودعات النبيذ والكنيسة.
في عام 1735 اصبح اسم المدينة " اودينسك العليا " وكغيرها من المدن التي
تفتخر بكنائسها تم بناء كنيسة بطرس وبولس من الخشب وفي عام 1741 بوشر
بتشييد اول كنيسة حجرية ومازالت قائمة الى يومنا هذا.
منذ عام 1780 تقام مرتين في السنة اسواق تجارية لبيع وشراء مختلف البضائع وكذلك للمقايضة.
في عام 1793 افتتحت اول مدرسة للتعليم في المدينة. وبين اول تعداد للنفوس عام 1897 ان عدد سكان المدينة يبلغ 8000 انسان
ينتمون الى مختلف القوميات فمنهم الروس واليهود والبولنديون والبوريون والتتار والارمن وغيرهم.
في نهاية القرن 18 وبداية القرن 19 توسعت المدينة كثيرا حيث شيد اغنياء
التجار فيها بيوتا من الحجر كما بنيت المخازن وبيوت الضيافة وانتعشت
التجارة كما ظهرت اول المعامل المختصة بدباغة الجلود وصناعة الصابون
والزجاج. في عام 1899 ربطت المدينة مع وسط روسيا بخطوط سكك الحديد مما كان
حافزا لتطور الصناعة فيها وافتتحت فروعا للمصارف الكبيرة وفي عام 1913 كان
عدد المؤسسات الصناعية الجديدة 18 مؤسسة. وفي عام 1912 انشأت بالمدينة اول
بدالة للهاتف كما ظهرت السيارات في المدينة لاول مرة في نفس السنة.
بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917 تغير نمط الحياة في المدينة . واقيمت السلطة الثورية في المدينة ببداية عام 1918 وفي شهرمايو/ايار من نفس السنة احتلت القوات التشيكوسلوفاكية المدينة ولم تحرر من سيطرتهم الا في يناير/كانون الثاني عام 1920 ( خلال الحرب الاهلية ).
لقد
لعبت المدينة دورا متميزا في انشاء جمهورية الشرق الاقصى حيث توجه مجلسها
بنداء الى شعوب العالم يعلمهم فيه بأنشاء جمهورية الشرق الاقصى الديمقراطية
التي ضمت مقاطعات ماوراء بايكال وامور وبريمورية وساخالين وكامتشاتكا واعترفت بها روسيا السوفيتية رسميا، وفي عام 1922 اصبحت جزءا من جمهورية روسيا السوفيتية.
في عام 1926 بدأت الرحلات الجوية بينها وبين مدينة اولان باتور. وافتتح اول
مسرح وبدأت البث اذاعة محلية. وفي عام 1929 تم بناء مصنع السفن كما افتتح
المعهد الثقافي وهو اول مؤسسة علمية في الجمهورية.
ازداد عدد سكان المدينة في السنوات الاولى للسلطة السوفيتية وذلك نظرا لتركز كافة الدوائر
الرسمية والادارية في المدينة. وتطورت فيها صناعة الزجاج والجعة والمشروبات
الكحولية وغيرها. وفي نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات من القرن الماضي
توسعت المدينة كثيرا حيث بنيت مناطقها الشمالية الشرقية والجنوبية وفي
مارس/ اذار عام 1933 بدأ تشغيل المرحلة الاولى من المحطة الكهربائية وكانت
قدرتها 750 كيلوواط فقط.
في عام 1931 بدأ انشاء مصنع الطائرات وفي
نفس الوقت بدأت حملة مكافحة الامية. لقد تطورت الصناعات في المدينة كثيرا
وفي عام 1935 باشر المصنع الميكانيكي بالانتاج.
لقد تم تحويل مصانع المدينة مع بداية الحرب الوطنية العظمى الى الانتاج الحربي لتغطية متطلبات القوات المسلحة من قطع الغيار والعتاد وغير ذلك.
بعد انتهاء الحرب تم عام 1955 انجاز العمل بأنشاء بدالة الهاتف الاوتوماتيكية
وفي عام 1961 باشرت محطة التلفزيون المحلية بثها اليومي داخل المدينة وضواحيها.
ان منتجات مصانع المدينة كانت حتى تصدر الى 18 دولة
اجنبية منها اليابان وكوبا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا والجمهورية العربية المتحدة وغيرها.
وخلال السنوات العشرالاخيرة تطورت المدينة كثيرا
وضمت الى قائمة المدن الروسية الاكثر اهمية حيث توجد في المدينة 234 اثرا تاريخيا وفنيا.
تعتبر المدينة من المراكز الصناعية الضخمة في روسيا
الاتحادية حيث فيها العديد من المصانع التي تنتج البضائع المختلفة ومن اهم
واشهر مصانعها مصنع الطائرات ومصنع انتاج القاطرات ومصنع بناء السفن وتصدر
منتجات هذه المصانع الى خارج روسيا ايضا.
مدينة اولان – اوده –
مركز علمي وتعليمي وثقافي يوجد فيها المركز العلمي لفرع سيبيريا التابع
لاكاديمية العلوم الروسية وكذلك معهد ابحاث العلوم الطبيعية والاجتماعية
وغيرها من معاهد الابحاث العلمية.
كما يوجد في المدينة عدد من
الجامعات والمعاهد العليا منها جامعة بورياتيا الحكومية و اكاديمية
بورياتيا الحكومية للعلوم الزراعية واكاديمية شرق سيبيريا الحكومية للثقافة
والفنون وجامعة شرق سيبيريا الحكومية للعلوم التكنولوجية وغيرها. اضافة
لذلك فيها العديد من المعاهد المهنية المتوسطة والثانويات المهنية ناهيك عن
المؤسسات التعليمية الاخرى.
توجد في المدينة مجموعة من المكتبات
العامة اقدمها المكتبة العامة التي تأسست عام 1881 واحتوت عند افتتاحها على
800 كتاب جمعت من تبرعات التجار الاغنياء. كما توجد فيها المكتبة الوطنية
لجمهورية بورياتيا ومكتبة للاطفال وغيرها من المكتبات العامة الزاخرة بالمجلدات القديمة والحديثة.
ويوجد في المدينة عدد من المسارح مثل
مسرح بورياتيا للاوبرا والبالية ومسرح بورياتيا للدراما ومسرح الدراما
الروسي وكذلك مسرح للدمى وغيرها. وتوجد في المدينة مجموعة من المتاحف مثل
المتحف الحكومي التاريخي الموحد ومتحف فن العمارة ومتحف بورياتيا
للفنون ومتحف تاريخ بورياتيا والمتحف الاثني لشعوب منطقة ماوراء البيكال وغيرها
من المتاحف. اضافة لذلك يوجد في المدينة عدد من معارض اللوحات الفنية
وقاعات لاقامة المعارض الفنية والتجارية وعدد من دور السينما والنوادي الليلية والكازينوهات.
من الناحية الصحية تأسست اول مستشفى في
المدينة عام 1869 وكانت تضم انذاك 40 سريرا فقط وتكون طاقمها الصحي من
طبيب واحد ومضمدين و14 مساعدا. اما حاليا فيوجد في المدينة 23 مستشفى و33
مستوصفا مجهزا بالمعدات الطبية الحديثة و يبلغ عدد الاطباء العاملين فيها
اكثر من 2500 طبيب والمضمدين والمساعدين اكثر من 5000 شخص.
توجد في المدينة مجموعة من المنتزهات والحدائق العامة منها منتزه المدينة المركزي ومنتزه جانايف ومنتزه الطفولة وغيرها.
وتقام في المدينة سنويا المهرجانات التالية :
- ساغالغان- عيد الشهر الابيض ( رأس السنة – يبدء من نهاية يناير/ كانون الثاني ويستمر الى بداية فبراير/ شباط ).
- نجوم الشهر الابيض – مهرجان الاغنية الدولي.
- يوم المدينة – السبت الاول من سبتمبر/ ايلول.
- سورخاربان – اول سبت واحد من شهر يوليو/ تموز.
- مسابقة ملكة جمال المدينة في نهاية شهر سبتمبر/ايلول.
وغيرها من الفعاليات الاجتماعية والفنية.
السياحة في المدينة
ان مدينة اولان – اوده غنية بالمعالم التاريخية والمعمارية التي يتمكن السائح من مشاهدتها والتمتع بفنها المعماري ومن هذه المعالم :
- حصن اودينسك – بوشر ببناء الحصن عام 1677 وانجز في عام 1680 وفي عام 1716 بني
حول الحصن سور اضافي حيث اصبحت البلدة قلعة محاطة بسورين كبقية القلاع التي
كانت منتشرة في سيبيريا في ذلك الوقت.
- كاتدرائية اوديغيتريفسكا المبنية عام 1741 ، وهي اول بناء حجري في المدينة حيث تطل حاليا على الشارع الرئيسي في المدينة.
- كنيسة الثالوث المقدس. استمر بناء هذه الكنيسة من عام 1770 ولغاية عام 1816 .
- مصلى اودينسك العليا. يطل هذا المصلى الذي بني عام 1871 على ساحة الثورة.
- المركز البوذي " ريمبوتشي – باغاشا " . شيد هذا المركز عام 2002 .
- دير " خامبين – خوريه " البوذي الذي شيد عام 1994 . وكذلك دير الراهبات الذي شيد عام 2000 .
- دار موردوفسكايا . هي دار خشبية بنيت في نهاية القرن 19 وهي من معالم الفن
المعماري لامثيل لها في المدينة. والدار ذات واجهة مزخرفة بشكل جميل.
- دار التاجر موردوفسكي. هي دار خشبية من طابقين بنيت عام 1876 وتقع في مركز المدينة .
- محلات كورباتوف التجارية. بنيت هذه المحلات عام 1820 حيث استخدم الطابق الثاني
منها للسكن اما الارضي فاستغلت للاعمال التجارية. المبنى عنصر معماري اساسي
على ساحة اودينسك العليا ومبني على الطراز الروسي الكلاسيكي السيبيري.
- مجمع دور الضيافة. بني المجمع في نهاية القرن 18 .
- دار ميشانين وباخلكوف. بنيت الدار في الفترة من 1801 لغاية 1804 . اشترته
الدولة عام 1809 ليكون مقرا للخزانة. الدار هي اول بناء حجري للسكن في المدينة.
- دار التاجر موستوفسكي. بنيت هذه الدار في بداية القرن
19 وتحتوي على مكان للتجارة. عام 1881 اصبحت مقرا لاول مكتبة عامة في
المدينة. حاليا مقر المكتبة المركزية في المدينة.
- دار التاجر غولدوبين. بناه عام 1880 غولدوبين وهو من تجار الدرجة الاولى الذي منح
لقب مواطن شرف في المدينة. في 21 يونيو/ حزيران عام 1891 اقام في هذه الدار
وريث العرش الروسي الذي اصبح فيما بعد القيصر نيقولاي الثاني. حاليا متحف المدينة.
- بناية الجمعية الوطنية. مبنى حجري من طابقين شيد اثناء
الحرب العالمية الاولى اعوام 1914 – 1918 . ساهم في عملية البناء الاسرى
النمساويون. حاليا هو المتحف الطبيعي.
- فندق " بتي – اوتيل ".
بناية من دورين بنيت عام 1870 وكانت تعود للسيدة الغنية سيليشوفا. توقف في
هذا المبنى الكاتب الروسي الشهير انطون تشيخوف وهو في طريقه الى جزيرة
ساخالين. حاليا ادارة مصرف " سبيربنك "
- مبنى مدرسة اودينسك
العليا. بناية من الحجر تتألف من دورين بناها التاجر شيفيليوف الذي كان
متنورا وصديقا للديسمبريين. في عام 1806 قدمها هدية للمدينة لتصبح مدرسة.
حاليا تقع في المبنى ادارة السياحة.
- دار التاجر روزينشتين. تتكون
من 3 طوابق بنيت عام 1901 . حاليا هي كلية اللغات الاجنبية وتقع تحت حماية
الدولة باعتبارها معلما اثريا وتاريخيا.
- مبنى مسرح الاوبرا والباليه. احد معالم المدينة المعمارية. بوشر بتشييد المبنى عام 1934
ليكون مسرحا يتسع ل750 مقعدا وفي عام 1938 تم ايقاف عمليات البناء على امل ان
تباشر عام 1941 الا ان الحرب حالت دون ذلك. وبعد انتهاء الحرب تم توسيع
المبنى ليتسع ل 800 مقعد واستمر البناء من عام 1945 لغاية 1952 .
وهناك مبان اثرية اخرى واماكن تجذب السياح الى المدينة خاصة مركز المدينة القديم
الذي مازال قائما الى يومنا هذا ويقع على ضفاف نهري اودا وسيلينغي حيث دور
التجار الاغنياء التي تذكرنا بالماضي والتي هي من المعالم المعمارية
والاثرية منها مبنية من الخشب ومنها المبنية بالحجر، كما ان هناك مباني
عصرية مشيدة على الطراز المعماري الحديث كل هذه الاماكن تستحق ان يزورها القادم الى المدينة.
قام فصيل من القوزاق الروس عام
1666 ببناء دار للمبيت الشتوي على مرتفع بالقرب من ضفة نهر اوده. لقد كانت
الغاية من بناء الدار هي من اجل اقامة الفصيل القوزاقي ليتمكن من اتمام
مهمته في جباية الضرائب من سكان المنطقة. ويعود السبب في اختيار هذا المكان لاستراتيجيته
واشرافه على معبر على النهر وكذلك على السهول المجاورة. بعد ذلك قررت حكومة موسكو
بناء حصن ومنشآت عسكرية في هذا المكان بحيث تحول المبيت الشتوي عام 1689
الى حصن واصبح مركزا اداريا وعسكريا في منطقة ماوراء بايكال ( زابايكالية ).
في عام 1690 منح الحصن صفة مدينة واسمها " اودينسك " ولان
المدينة واقعة على طريق الصين ومنغوليا فسمح لها ذلك ان تصبح مركزا لتبادل
البضائع في شرق روسيا حيث كانت تمر خلالها البضائع من والى الخارج. وكانت
المدينة مقسمة الى قسمين هما القسم المركزي وفيه القلعة الخشبية بابراجها
ومستودعات البارود والمدفعية اما القسم الاخر فهو الضواحي وفيه المخازن والسكن والثكنات ومستودعات النبيذ والكنيسة.
في عام 1735 اصبح اسم المدينة " اودينسك العليا " وكغيرها من المدن التي
تفتخر بكنائسها تم بناء كنيسة بطرس وبولس من الخشب وفي عام 1741 بوشر
بتشييد اول كنيسة حجرية ومازالت قائمة الى يومنا هذا.
منذ عام 1780 تقام مرتين في السنة اسواق تجارية لبيع وشراء مختلف البضائع وكذلك للمقايضة.
في عام 1793 افتتحت اول مدرسة للتعليم في المدينة. وبين اول تعداد للنفوس عام 1897 ان عدد سكان المدينة يبلغ 8000 انسان
ينتمون الى مختلف القوميات فمنهم الروس واليهود والبولنديون والبوريون والتتار والارمن وغيرهم.
في نهاية القرن 18 وبداية القرن 19 توسعت المدينة كثيرا حيث شيد اغنياء
التجار فيها بيوتا من الحجر كما بنيت المخازن وبيوت الضيافة وانتعشت
التجارة كما ظهرت اول المعامل المختصة بدباغة الجلود وصناعة الصابون
والزجاج. في عام 1899 ربطت المدينة مع وسط روسيا بخطوط سكك الحديد مما كان
حافزا لتطور الصناعة فيها وافتتحت فروعا للمصارف الكبيرة وفي عام 1913 كان
عدد المؤسسات الصناعية الجديدة 18 مؤسسة. وفي عام 1912 انشأت بالمدينة اول
بدالة للهاتف كما ظهرت السيارات في المدينة لاول مرة في نفس السنة.
بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917 تغير نمط الحياة في المدينة . واقيمت السلطة الثورية في المدينة ببداية عام 1918 وفي شهرمايو/ايار من نفس السنة احتلت القوات التشيكوسلوفاكية المدينة ولم تحرر من سيطرتهم الا في يناير/كانون الثاني عام 1920 ( خلال الحرب الاهلية ).
لقد
لعبت المدينة دورا متميزا في انشاء جمهورية الشرق الاقصى حيث توجه مجلسها
بنداء الى شعوب العالم يعلمهم فيه بأنشاء جمهورية الشرق الاقصى الديمقراطية
التي ضمت مقاطعات ماوراء بايكال وامور وبريمورية وساخالين وكامتشاتكا واعترفت بها روسيا السوفيتية رسميا، وفي عام 1922 اصبحت جزءا من جمهورية روسيا السوفيتية.
في عام 1926 بدأت الرحلات الجوية بينها وبين مدينة اولان باتور. وافتتح اول
مسرح وبدأت البث اذاعة محلية. وفي عام 1929 تم بناء مصنع السفن كما افتتح
المعهد الثقافي وهو اول مؤسسة علمية في الجمهورية.
ازداد عدد سكان المدينة في السنوات الاولى للسلطة السوفيتية وذلك نظرا لتركز كافة الدوائر
الرسمية والادارية في المدينة. وتطورت فيها صناعة الزجاج والجعة والمشروبات
الكحولية وغيرها. وفي نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات من القرن الماضي
توسعت المدينة كثيرا حيث بنيت مناطقها الشمالية الشرقية والجنوبية وفي
مارس/ اذار عام 1933 بدأ تشغيل المرحلة الاولى من المحطة الكهربائية وكانت
قدرتها 750 كيلوواط فقط.
في عام 1931 بدأ انشاء مصنع الطائرات وفي
نفس الوقت بدأت حملة مكافحة الامية. لقد تطورت الصناعات في المدينة كثيرا
وفي عام 1935 باشر المصنع الميكانيكي بالانتاج.
لقد تم تحويل مصانع المدينة مع بداية الحرب الوطنية العظمى الى الانتاج الحربي لتغطية متطلبات القوات المسلحة من قطع الغيار والعتاد وغير ذلك.
بعد انتهاء الحرب تم عام 1955 انجاز العمل بأنشاء بدالة الهاتف الاوتوماتيكية
وفي عام 1961 باشرت محطة التلفزيون المحلية بثها اليومي داخل المدينة وضواحيها.
ان منتجات مصانع المدينة كانت حتى تصدر الى 18 دولة
اجنبية منها اليابان وكوبا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا والجمهورية العربية المتحدة وغيرها.
وخلال السنوات العشرالاخيرة تطورت المدينة كثيرا
وضمت الى قائمة المدن الروسية الاكثر اهمية حيث توجد في المدينة 234 اثرا تاريخيا وفنيا.
تعتبر المدينة من المراكز الصناعية الضخمة في روسيا
الاتحادية حيث فيها العديد من المصانع التي تنتج البضائع المختلفة ومن اهم
واشهر مصانعها مصنع الطائرات ومصنع انتاج القاطرات ومصنع بناء السفن وتصدر
منتجات هذه المصانع الى خارج روسيا ايضا.
مدينة اولان – اوده –
مركز علمي وتعليمي وثقافي يوجد فيها المركز العلمي لفرع سيبيريا التابع
لاكاديمية العلوم الروسية وكذلك معهد ابحاث العلوم الطبيعية والاجتماعية
وغيرها من معاهد الابحاث العلمية.
كما يوجد في المدينة عدد من
الجامعات والمعاهد العليا منها جامعة بورياتيا الحكومية و اكاديمية
بورياتيا الحكومية للعلوم الزراعية واكاديمية شرق سيبيريا الحكومية للثقافة
والفنون وجامعة شرق سيبيريا الحكومية للعلوم التكنولوجية وغيرها. اضافة
لذلك فيها العديد من المعاهد المهنية المتوسطة والثانويات المهنية ناهيك عن
المؤسسات التعليمية الاخرى.
توجد في المدينة مجموعة من المكتبات
العامة اقدمها المكتبة العامة التي تأسست عام 1881 واحتوت عند افتتاحها على
800 كتاب جمعت من تبرعات التجار الاغنياء. كما توجد فيها المكتبة الوطنية
لجمهورية بورياتيا ومكتبة للاطفال وغيرها من المكتبات العامة الزاخرة بالمجلدات القديمة والحديثة.
ويوجد في المدينة عدد من المسارح مثل
مسرح بورياتيا للاوبرا والبالية ومسرح بورياتيا للدراما ومسرح الدراما
الروسي وكذلك مسرح للدمى وغيرها. وتوجد في المدينة مجموعة من المتاحف مثل
المتحف الحكومي التاريخي الموحد ومتحف فن العمارة ومتحف بورياتيا
للفنون ومتحف تاريخ بورياتيا والمتحف الاثني لشعوب منطقة ماوراء البيكال وغيرها
من المتاحف. اضافة لذلك يوجد في المدينة عدد من معارض اللوحات الفنية
وقاعات لاقامة المعارض الفنية والتجارية وعدد من دور السينما والنوادي الليلية والكازينوهات.
من الناحية الصحية تأسست اول مستشفى في
المدينة عام 1869 وكانت تضم انذاك 40 سريرا فقط وتكون طاقمها الصحي من
طبيب واحد ومضمدين و14 مساعدا. اما حاليا فيوجد في المدينة 23 مستشفى و33
مستوصفا مجهزا بالمعدات الطبية الحديثة و يبلغ عدد الاطباء العاملين فيها
اكثر من 2500 طبيب والمضمدين والمساعدين اكثر من 5000 شخص.
توجد في المدينة مجموعة من المنتزهات والحدائق العامة منها منتزه المدينة المركزي ومنتزه جانايف ومنتزه الطفولة وغيرها.
وتقام في المدينة سنويا المهرجانات التالية :
- ساغالغان- عيد الشهر الابيض ( رأس السنة – يبدء من نهاية يناير/ كانون الثاني ويستمر الى بداية فبراير/ شباط ).
- نجوم الشهر الابيض – مهرجان الاغنية الدولي.
- يوم المدينة – السبت الاول من سبتمبر/ ايلول.
- سورخاربان – اول سبت واحد من شهر يوليو/ تموز.
- مسابقة ملكة جمال المدينة في نهاية شهر سبتمبر/ايلول.
وغيرها من الفعاليات الاجتماعية والفنية.
السياحة في المدينة
ان مدينة اولان – اوده غنية بالمعالم التاريخية والمعمارية التي يتمكن السائح من مشاهدتها والتمتع بفنها المعماري ومن هذه المعالم :
- حصن اودينسك – بوشر ببناء الحصن عام 1677 وانجز في عام 1680 وفي عام 1716 بني
حول الحصن سور اضافي حيث اصبحت البلدة قلعة محاطة بسورين كبقية القلاع التي
كانت منتشرة في سيبيريا في ذلك الوقت.
- كاتدرائية اوديغيتريفسكا المبنية عام 1741 ، وهي اول بناء حجري في المدينة حيث تطل حاليا على الشارع الرئيسي في المدينة.
- كنيسة الثالوث المقدس. استمر بناء هذه الكنيسة من عام 1770 ولغاية عام 1816 .
- مصلى اودينسك العليا. يطل هذا المصلى الذي بني عام 1871 على ساحة الثورة.
- المركز البوذي " ريمبوتشي – باغاشا " . شيد هذا المركز عام 2002 .
- دير " خامبين – خوريه " البوذي الذي شيد عام 1994 . وكذلك دير الراهبات الذي شيد عام 2000 .
- دار موردوفسكايا . هي دار خشبية بنيت في نهاية القرن 19 وهي من معالم الفن
المعماري لامثيل لها في المدينة. والدار ذات واجهة مزخرفة بشكل جميل.
- دار التاجر موردوفسكي. هي دار خشبية من طابقين بنيت عام 1876 وتقع في مركز المدينة .
- محلات كورباتوف التجارية. بنيت هذه المحلات عام 1820 حيث استخدم الطابق الثاني
منها للسكن اما الارضي فاستغلت للاعمال التجارية. المبنى عنصر معماري اساسي
على ساحة اودينسك العليا ومبني على الطراز الروسي الكلاسيكي السيبيري.
- مجمع دور الضيافة. بني المجمع في نهاية القرن 18 .
- دار ميشانين وباخلكوف. بنيت الدار في الفترة من 1801 لغاية 1804 . اشترته
الدولة عام 1809 ليكون مقرا للخزانة. الدار هي اول بناء حجري للسكن في المدينة.
- دار التاجر موستوفسكي. بنيت هذه الدار في بداية القرن
19 وتحتوي على مكان للتجارة. عام 1881 اصبحت مقرا لاول مكتبة عامة في
المدينة. حاليا مقر المكتبة المركزية في المدينة.
- دار التاجر غولدوبين. بناه عام 1880 غولدوبين وهو من تجار الدرجة الاولى الذي منح
لقب مواطن شرف في المدينة. في 21 يونيو/ حزيران عام 1891 اقام في هذه الدار
وريث العرش الروسي الذي اصبح فيما بعد القيصر نيقولاي الثاني. حاليا متحف المدينة.
- بناية الجمعية الوطنية. مبنى حجري من طابقين شيد اثناء
الحرب العالمية الاولى اعوام 1914 – 1918 . ساهم في عملية البناء الاسرى
النمساويون. حاليا هو المتحف الطبيعي.
- فندق " بتي – اوتيل ".
بناية من دورين بنيت عام 1870 وكانت تعود للسيدة الغنية سيليشوفا. توقف في
هذا المبنى الكاتب الروسي الشهير انطون تشيخوف وهو في طريقه الى جزيرة
ساخالين. حاليا ادارة مصرف " سبيربنك "
- مبنى مدرسة اودينسك
العليا. بناية من الحجر تتألف من دورين بناها التاجر شيفيليوف الذي كان
متنورا وصديقا للديسمبريين. في عام 1806 قدمها هدية للمدينة لتصبح مدرسة.
حاليا تقع في المبنى ادارة السياحة.
- دار التاجر روزينشتين. تتكون
من 3 طوابق بنيت عام 1901 . حاليا هي كلية اللغات الاجنبية وتقع تحت حماية
الدولة باعتبارها معلما اثريا وتاريخيا.
- مبنى مسرح الاوبرا والباليه. احد معالم المدينة المعمارية. بوشر بتشييد المبنى عام 1934
ليكون مسرحا يتسع ل750 مقعدا وفي عام 1938 تم ايقاف عمليات البناء على امل ان
تباشر عام 1941 الا ان الحرب حالت دون ذلك. وبعد انتهاء الحرب تم توسيع
المبنى ليتسع ل 800 مقعد واستمر البناء من عام 1945 لغاية 1952 .
وهناك مبان اثرية اخرى واماكن تجذب السياح الى المدينة خاصة مركز المدينة القديم
الذي مازال قائما الى يومنا هذا ويقع على ضفاف نهري اودا وسيلينغي حيث دور
التجار الاغنياء التي تذكرنا بالماضي والتي هي من المعالم المعمارية
والاثرية منها مبنية من الخشب ومنها المبنية بالحجر، كما ان هناك مباني
عصرية مشيدة على الطراز المعماري الحديث كل هذه الاماكن تستحق ان يزورها القادم الى المدينة.