روما عاصمة الأرض
بين صفحات التاريخ وفي بحور المداد ذكرها
طاغي بحروف من نور ونار فهي حاضرة الغرب وعاصمة الروم ورمز القوة في العالم
القديم, فمن أجلها مات الأبطال وبأمجادها تغنى الشعراء وليومنا هذا تبقى
الشواهد والآثار تذكرنا بمعنى المجد والقوة في دولة حكمت الأرض يوماً ما
وكانت العاصمة رومـــا .
روما بين الماضي والحاضر
عندما تزور اليوم مدينة روما الإيطالية فأنك ما تلبث أن ترى آثار الماضي
البعيد في كل مكان من حولك من المعالم والآثار في كل الشوارع والميادين,
وإيطاليا اليوم هي إحدى دول الإتحاد الأوروبي التي تتمتع بأحدث ما توصلت
إليه العلوم من التكنولوجيا والإمكانيات, ويصل تعداد سكان إيطاليا إلى 62
مليون نسمة وهي سادس دولة من حيث عدد السكان في أوروبا، وتحل في المرتبة
23من حيث البلاد الأكثر تعداداً في العالم, ولا تزال رومـــا هي العاصمة
يمكن اليوم التجول في شوارع روما ومشاهدة
الآثار فهي عبارة عن متحف مفتوح للعيان فيمكن أن نشاهد أثناء السير مبنى
الكولوسيوم الشهير و العديد من الآثار الأخرى والمتاحف هنا وهناك, وتقول
الأساطير بأن روما تأسست على يد رومولوس، بمساعدة أخيه رموس، اللذان كانت
أمهما هي ريا سليفيا كاهنة في معبد الإله فيستا إلهة الموقد وفي يوم كانت
ذاهبة إلى بستان الإله مارس ظهر لها في هيئة بشرية وإغتصبها وكان من
المفترض أن كاهنات المعبد من الفتيات العذارى فسجنت ووضع الطفلان في صندوق
وألقي في النهر حتى استقر الصندوق على الشاطئ فرئتهما ذئبه كانت قد وضعت
فأرضعتهما, و قتل أخيه وأصبح أول ملك على المدينة
وقد تشكلت الشعوب الرومانية القديمة في
القرن الثامن أو التاسع قبل الميلاد، حينما أتت قبائل شمالية إلى شبه
الجزيرة الإيطالية لتستقر عند نهر التيبر, لعدة قرون على مر الزمن، وكانت
روما أهم مدينة في العالم الغربي، عندما كانت عاصمة الإمبراطورية
الرومانية, ومع ظهور الدعوة المسيحية وانتشارها، أصبحت روما مركزاً للدين
المسيحي ومقر لباباوات الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى وخاصة بعد
إنحطاط الإمبراطورية الرومانية، دخلت روما عهداً مظلماً, ولكن سطع نجمها
مجدداً في عصر النهضة وأصبحت من خلال فناني وأدباء إيطاليا عاصمة سياسية لأوروبا
روما الحديثة
تم بناء معظم أجزاء مدينة روما الحديثة في الضواحي الخارجية مثل منطقة
البلاتسو ديل لافورو (قصر العمل) و ذلك خوفاً من التعرض لآثار المدينة
العريقة لذلك على عكس المدن الأوروبية الكبرى الأخرى فإن شبكة القطارات
لمترو الأنفاق متواضعة جداً مقارنة مع مثيلاتها في أوروبا .
روما الآن من أروع الأماكن السياحية التي
يمكن أن تقصدها عبر العالم في أي وقت من العام نظراً لجوها الرائع البحر
متوسطي وقد عاشت المدينة أكبر تجمعين بشريين في تاريخها الأول كان في جنازة
البابا يوحنا بولس الثاني والتي شارك فيها ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين
شخص, و الثاني القداس الذي أقيم في أثناء فعاليات يوم الشباب العالمي حيث حضره حوالي مليوني شخص .