فتح من الله و نصر قريب
أخذ الإبن يقرأ على مسامع والده الشيخ الكبير مؤذن المسجد الأخبار و المقالات
المكتوبة و المنشورة على صفحات الصحف اليومية كعادته في أن يستمع إلى
الأخبار من الجرائد فقد كان كفيفاً.
و ظل الشيخ منصت بإهتمام حتى كان الولد يسرد في خبر مفاداه أن برج بيزا
المائل ربما يكون آيل للسقوط و عندها صاح الشيخ الكبير, برج بيزا لا حول و
لا قوة إلا بالله, إنا لله و إنا إليه راجعون.
فتح من الله و نصر قريب
ثم قال الأب لإبنه إقرأ مرة أخرى يا بني الخبر, فأخذ الإبن يعيد على
مسامع والده الخبر مرة أخرى, فأخذ الأب يحوقل و بدى أنه حزين, ولم يفهم
الإبن سبب هذا الحزن, فالمبنى رمز من رموز النصاري و في عاصمتهم فلم يفهم
السبب لذلك, فحاول الإبن أن يفهم ما الذي يجري و لماذا يفعل الأب ذلك
فسألة يا والدي ما لك تحوقل و تسترجع بعد أن سمعت بخبر برج بيزا و ما الذي
يحزنك إلى هذه الدرجة ولماذا هذا الخبر يذكرني بك حين سمعت عن عملية هدم
المسجد البابري في الهند و لكن وقتها كان يحق لك أن تحزن لأن هذا مسجد و
مثل هذا الخبر يحزن جميع المسلمين أما هذه المرة فهذا خبر هدم برج لماذا
أنت حزين إلى هذه الدرجة.
تريث الوالد و سكت قليلاً فيما يبدو أنه كان يفكر في عمق أو أنه يحاول
أن يختار الكلمات الصحيحة المناسبة, ثم بدأ الكلام ورد قائلاً يا بني هل
تذكر حديث الرسول الكريم أشرف الخلق صلى الله عليه و سلم حين تحدث عن فتح
رومية و الذي قال فيه روى الحاكم في مستدركه بسنده ( عَنْ كَثِيرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ أَدْنَى مَسَالِحِ الْمُسْلِمِينَ بِبَوْلاَءَ ) ثُمَّ قَالَ ( يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ ) قَالَ
بِأَبِي وَأُمِّي قَالَ ( إِنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الأَصْفَرِ
وَيُقَاتِلُهُمُ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكُمْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ
رُوقَةُ الإِسْلاَمِ، أَهْلُ الْحِجَازِ الَّذِينَ لاَ يَخَافُونَ فِي
اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ فَيَفْتَـتِحُونَ الْقُسْطُنْطِينِيَّةَ
بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ يُصِيبُوا
مِثْلَهَا حَتَّى يَقْتَسِمُوا بِالأَتْرِسَةِ وَيَأْتِي آتٍ فَيَقُولُ
إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فِي بِلاَدِكُمْ أَلاَ وَهِيَ كِذْبَةٌ فَالآخِذُ نَادِمٌ وَالتَّارِكُ نَادِمٌ ) .
كنت أبغي أن أرفع الأذان من فوق هذا البرج بعد فتح روميه وكنت أعيش على
هذا الحلم و وأبغي أن أكون أول من يرفع الأذان من فوق البرج راجياً و
طالباً من الله أن أكون أنا الذي أنال هذا الشرف العظيم .
و الآن و بعد سماعي لهذا الخبر فإني حزين للغاية فربما يسقط البرج كما
يقول الخبر و يضيع الحلم الذي حلمته في أن أقوم برفع الأذان من فوق هذا
البرج الضخم و أذكر فوقه بأعلى صوتي اسم الله و أكبره.
عبرة و عظة
سبحان الله ولا إله إلا الله, هذا ما قاله الإبن الشاب و هو يسمع هذا
الكلام من أبوه الشيخ الكبير الذي لم يبقى في عمره قدر ما ذهب, وفكر في
أنه وهو الشاب الصغير لم يعتقد في يوم من الأيام أنه ربما يبقى ليشاهد هذا
اليوم فما بال هذا الشيخ الصابر القانع بأن نصر الله قريب.
أخذ الإبن يقرأ على مسامع والده الشيخ الكبير مؤذن المسجد الأخبار و المقالات
المكتوبة و المنشورة على صفحات الصحف اليومية كعادته في أن يستمع إلى
الأخبار من الجرائد فقد كان كفيفاً.
و ظل الشيخ منصت بإهتمام حتى كان الولد يسرد في خبر مفاداه أن برج بيزا
المائل ربما يكون آيل للسقوط و عندها صاح الشيخ الكبير, برج بيزا لا حول و
لا قوة إلا بالله, إنا لله و إنا إليه راجعون.
فتح من الله و نصر قريب
ثم قال الأب لإبنه إقرأ مرة أخرى يا بني الخبر, فأخذ الإبن يعيد على
مسامع والده الخبر مرة أخرى, فأخذ الأب يحوقل و بدى أنه حزين, ولم يفهم
الإبن سبب هذا الحزن, فالمبنى رمز من رموز النصاري و في عاصمتهم فلم يفهم
السبب لذلك, فحاول الإبن أن يفهم ما الذي يجري و لماذا يفعل الأب ذلك
فسألة يا والدي ما لك تحوقل و تسترجع بعد أن سمعت بخبر برج بيزا و ما الذي
يحزنك إلى هذه الدرجة ولماذا هذا الخبر يذكرني بك حين سمعت عن عملية هدم
المسجد البابري في الهند و لكن وقتها كان يحق لك أن تحزن لأن هذا مسجد و
مثل هذا الخبر يحزن جميع المسلمين أما هذه المرة فهذا خبر هدم برج لماذا
أنت حزين إلى هذه الدرجة.
تريث الوالد و سكت قليلاً فيما يبدو أنه كان يفكر في عمق أو أنه يحاول
أن يختار الكلمات الصحيحة المناسبة, ثم بدأ الكلام ورد قائلاً يا بني هل
تذكر حديث الرسول الكريم أشرف الخلق صلى الله عليه و سلم حين تحدث عن فتح
رومية و الذي قال فيه روى الحاكم في مستدركه بسنده ( عَنْ كَثِيرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ أَدْنَى مَسَالِحِ الْمُسْلِمِينَ بِبَوْلاَءَ ) ثُمَّ قَالَ ( يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ ) قَالَ
بِأَبِي وَأُمِّي قَالَ ( إِنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الأَصْفَرِ
وَيُقَاتِلُهُمُ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكُمْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ
رُوقَةُ الإِسْلاَمِ، أَهْلُ الْحِجَازِ الَّذِينَ لاَ يَخَافُونَ فِي
اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ فَيَفْتَـتِحُونَ الْقُسْطُنْطِينِيَّةَ
بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ يُصِيبُوا
مِثْلَهَا حَتَّى يَقْتَسِمُوا بِالأَتْرِسَةِ وَيَأْتِي آتٍ فَيَقُولُ
إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فِي بِلاَدِكُمْ أَلاَ وَهِيَ كِذْبَةٌ فَالآخِذُ نَادِمٌ وَالتَّارِكُ نَادِمٌ ) .
كنت أبغي أن أرفع الأذان من فوق هذا البرج بعد فتح روميه وكنت أعيش على
هذا الحلم و وأبغي أن أكون أول من يرفع الأذان من فوق البرج راجياً و
طالباً من الله أن أكون أنا الذي أنال هذا الشرف العظيم .
و الآن و بعد سماعي لهذا الخبر فإني حزين للغاية فربما يسقط البرج كما
يقول الخبر و يضيع الحلم الذي حلمته في أن أقوم برفع الأذان من فوق هذا
البرج الضخم و أذكر فوقه بأعلى صوتي اسم الله و أكبره.
عبرة و عظة
سبحان الله ولا إله إلا الله, هذا ما قاله الإبن الشاب و هو يسمع هذا
الكلام من أبوه الشيخ الكبير الذي لم يبقى في عمره قدر ما ذهب, وفكر في
أنه وهو الشاب الصغير لم يعتقد في يوم من الأيام أنه ربما يبقى ليشاهد هذا
اليوم فما بال هذا الشيخ الصابر القانع بأن نصر الله قريب.