إهتم بصحتك - سلسلة ارشادات طبية لأمراض شائعة
القولون العصبي – ((Irritable Bowel Syndrome - IBS تقديم:
الدكتور سعيد يوسف القريناوي , اخصائي في الأمراض الباطنية, يعمل في قسم الباطنية (مستشفى سوروكا).
من المعلوم أن الجهاز الهضمي يتكون من عدة أعضاء، ومنها
المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، إضافة إلى أعضاء أخرى ملحقة
منها الكبد والمرارة والبنكرياس. هنا سيقتصر الحديث على القولون.
عندما يمر الطعام عبرالجهاز الهضمي (من الفم وحتى المستقيم) يكون تحت قيادة العضلات المحيطة بالمعدة والأمعاء (الدقيقة والغليظة) والتي تعمل كدليل في تمرير وتنضيم الطعام على طول الجهاز الهضمي حتى يصل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة. في الأمعاء الدقيقة تمتص معظم مكونات الغذاء المفيدة إلى الدم وما
تبقى يكمل رحلته إلى الأمعاء الغليظة حيث يمتص فيها الماء وبعض الأملاح الأخرى،
ومعضم ما يتبقى يكمل رحلته إلى المستقيم وإلى خارج الجسم عبر فتحة الشرج أثناء
عملية التغوط (على شكل براز).
القولون (colon) هو ما يسمى
بالأمعاء الغليظة (large bowels)، وهو جزء من الجهاز الهضمي الذي تتجمع فيه الفضلات
الناتجة عن هضم الطعام. و ينتهي القولون بالمستقيم (sigmoid) الذي تليه مباشرة فتحة
الشرج (rectum). وظيفه القولون الأساسية هي امتصاص الماء والغذاء المفيد والأملاح
من الطعام المهضوم جزئياً القادم من الأمعاء الدقيقة (small bowels). يبلغ طول
القولون حوالي متر ونصف ويتميز القولون عن المعى الدقيق بأنه أوسع منه وثابت فى مكانه.
يقوم القولون بتحويل منتجات الهضم الفضلاتيَّة إلى شكل
يفرغه الجسم كغائط عبر المستقيم والشَّرج. ومن المعلوم أنه حينما يصل الطعام
المهضوم إلى القولون، تكون المغذِّيات الأساسية اللازمة للوظائف الجسدية قد امتصت
منه. هناك بلايين البكتيريا داخل القولون تنتج الفيتامينين (خاصة فيتامين B وK)
بالإضافة إلى غازات الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين والميثان،
في حين تقوم بطانة القولون بإفراز مخاط يُزَلِّق باطن المِعى لتيسير مرور الغائط.
ويحوي المخاط أجساماً مضادة واقية من الأمراض.
القولون العصبي يعتبر أحد الاضطرابات الوظيفية التي تصيب الجهاز الهضمي، وحتى انة عُرف "بمرض
العصر" لكونة اكثر المشاكل الصحية المنتشرة بين الناس وخاصة تحت سن ال ٥٠ عام. تصل
نسبة انتشار القولون العصبي من 15 ألى 20% وهي بين النساء ضعف إلى ثلاثة أضعاف
النسبة بين الرجال، وغالبية النساء المصابات هن في سن الإنجاب وتزداد الأعراض أثناء
الدورة الشهرية وكذلك هنالك ارتباط واضح بين الأعراض والضغوط النفسية. لربما كانت
المشاعر المرهفة للمرأة وسرعة تقلبات مزاجها والجانب النفسي لها سبب في كونها اكثر
تعرض للقولون العصبي.
القولون العصبي هو خلل في وظيفة الأمعاء
الغليظة (القولون( مما يؤدي لتغير في نضام حركة الأمعاء وتنتج أعراض مزعجة في
الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ وسوء الهضم والإخراج. قد تظهر أعراض القولون العصبي
لأول مرة عند بعض المرضى بعد إصابتهم بالتهاب في المعدة والأمعاء (post-infectious
gastroenteritis) نتيجة لاختلال التوازن في سيطرة الجهاز العصبي على حركة وتقلصات
الجهاز الهضمي بعد الالتهاب. ومن ناحية أخرى يكثر بين المرضى تعرضهم في السابق
لتجارب مؤلمة مثل الاعتداءات الجنسية أو الجسدية, وخاصةً الاعتداءات الجنسية أثناء
الطفولة لهؤلاء المرضى تتميز سلبيا بحيث ان شعور المرضى وردود فعلهم لأعراض القولون
العصبي تكون أكثر شدة ويحتاجون الى فترات علاج ومتابعة اكثر من الاخرين. ومع أن
اعراض القولون العصبي ليست خطيرة في حد ذاتها ، ولا تؤدي لمرض خطير مستقبلاً ، إلا
أنها مزعجة جداً للمريض.
أسباب القولون العصبي: لم يتوصل الطب الحديث لمعرفة أسباب القولون العصبي على وجه التحديد. ولكن النظرية الأرجح تقول أن القولون عندما يكون حساساً للضغط النفسي وبعض أنواع الأطعمة يختلّ عمله مسبباً ما
يسمى بالقولون العصبي. وتقول بعض النظريات الأخرى أن الجهاز المناعي الذي يقوم
بحماية الجسم من الجراثيم ربما يكون له تأثير في حالات القولون العصبي. من العوامل
المعلومة التي تؤثر على القولون العصبي:
• الاستعداد الوراثي (genetic perceptions).
• اختلالات عضلية وحسية في الجهاز الهضمي.
• خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي.
• إصابة الجهاز الهضمي بالعدوى (infectious gastroenteritis).
• الضغوط النفسية (psychological
stresses).
الجهاز العصبي وبتحديد مركز المشاعر في الدماغ يرتبط مباشرة بشبكة من
الأعصاب في داخل الجهاز الهضمي. تؤدي التأثيرات المختلفة لضغوط الحياة وجوانب
الشخصية والمشاعر والحالة النفسية العامة إلى تغيرات وظيفية في الجهاز الهضمي من
خلال إفراز النواقل العصبية في الجهاز الهضمي، وبالتالي تظهر الأعراض على المريض.
يعاني حوالي 50 % من مرضى القولون العصبي من اضطرابات القلق والمزاج،
وتظهر الأعراض النفسية قبل أو تتزامن مع أعراض القولون العصبي. يؤثر استمرار
الأعراض النفسية سلبياً على أعراض القولون العصبي كما أن تحسن الأعراض النفسية يؤدي
إلى تحسن أعراض القولون العصبي.
• التدخين.
• شرب الكحول.
• الغذاء: بعض
المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلي آخر (كما سيذكر بالتفيل لاحقاً).
أصناف القولون العصبي: IBS subtypes
النوع الأول يكون فيه الإمساك صفة مهيمنة (constipation-dominated).
النوع الثاني يكون فيه الإسهال صفة مهيمنة (diarrhea-dominated) إما في الصباح أو بعد
تناول أي من وجبات الطعام.
النوع الثالث تتقلب الأحوال ما بين إمساك أحياناً إلى إسهال أحياناً أخرى (alternating constipation and diarrhea).
أعراض القولون العصبي:
تتميز أعراض القولون العصبي بالتغير من وقت لآخر وعدم الثبات على نمط معين وأحياناً يتم اختفاء
الأعراض تماماً لفترة معينة ثم ظهورها مرة أخرى. أهم اعراض القولون العصبي
كتالي:
• انتفاخ في البطن وكثرة الغازات عبر الفم والشرج.
• آلام في البطن متكررة ومفاجئة مصحوبة بالرغبة في التغوط وعادة ما يذهب الألم بعد الذهاب للحمام.
المعناة من تكرار آلام في البطن (لفترة اشهر متتابعة) هي من الأعراض التي تميز
القولون العصبي وتعتبر شرط اساسي في تشخيص القولون العصبي. يوجد تفاوت كبير بين
المرضى من حيث ألم البطن ويختلف مكانه بالتحديد من شخص لآخر. يزداد ألم البطن عادة
بعد الوجبات. يلاحظ بعض المرضى أعراض أخرى كالحرقة في المعدة والغثيان والقيء
والإحساس المبكر بالامتلاء وتزداد الأعراض بعد الأكل مباشرة.
• تغير في حالة التغوط الطبيعي إما بإسهال أو إمساك.
• الرغبة الكثيرة في الذهاب للمرحاض، وعادة يُستغرق المكوث في المرحاض لفترات طويلة وغيرعادية.
• عدم الارتياح أثناء التغوط والإحساس بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للمرحاض.
• قد يعاني بعض المرضى من أعراض أخرى مثل اضطرابات جنسية أو اضطراب النوم أو الصداع أو آلام الظهر أو عدم انتظام الدورة الشهرية بالنسبة للنساء.
المضعافات التي تواجة مرضى القولون العصبي:
• ضهور العصابية المتزايدة والخارجة على السيطرة ((breaking habits of nervousness.
• حالات القلق اوالاكتئاب (States of anxiety or depression).
• العزلة الاجتماعية (social segregation) نتيجية لطبيعة الأعراض والحاجة الماسة لوصول سريع إلى دورات المياه.
• مرضى القولون العصبي اكثر تعرضاً للأصابة بمرض الألم العضلي التليفي
(fibromyalgia)، المتميز بتشنج والإجهاد في عضلات محددة من الجسم أو في جميع أنحاء الجسم.
• عدم القدرة على القيام بالواجبات اليومية (failure to carry daily
duties).
• التغيب الكثيرعن العمل (repeated absences from work).
• الصعوبة في التواصل مع العلاقات الشخصية (interpersonal relations) والتأثيرعلى
القدرة الجنسية (sexual interference).
تشخيص القولون العصبي:
يتم التشخيص للقولون العصبي من خلال مقابلة
الطبيب وأخذ تاريخ مرضي شامل وفحص سريري كامل. علما بإنة لا يوجد أي فحص أو تحليل
مخبري أو إشعاعي يمكن من خلاله تشخيص القولون العصبي، ولكن يستحب القيام بفحوصات
تشمل فحصاً للدم (ספירת דם) والبراز ومنظاراً للقولون من خلال فتحة الشرج (والمعروف
ب sigmoidoscopy or colonoscopy) . هذة الفحوصات مهمة لست لتشخيص القولون العصبي,
بل اهميتها تكمن في استبعاد الأمراض العضوية التي يمكن أن تشبه القولون العصبي ,
وخاصة مرض Celiac (الداء الزلاقي او مرض السيلياك) وحالة ﻋﺪﻡ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻠﻜﺘﻮﺯ (Lactose
intolerance).
ان جميع الفحوصات لدى مرضى القولون العصبي تكون طبيعية ومن غير اي خلل.
رغم ان هذا يثبت بإن المشكلة وضيفية فقط وليست عضوية, الا ان بعض المرضى يأخذون
بهذا كأمر سلبي ويلحون على الأطباء بإجراء فحوصات أخرى ذات خطورة ولا تقدم اي
معلومات اضافية. تنتشر بين المرضى قناعات خاطئة عن وضعهم الصحي وبالتالي يزيد ذلك
من توهم المرضى بأن لدية مرض عضوي مما يؤثر سلبيا على ضهور الأعراض لفترات اطول
وبتكرار متزايد على ما كان في السابق.
أما اذا كان لديك/ي اي من الأعراض التالية (المذكورة ادناة) فإن احتمال
القولون العصبي كمسبب منفرد ضئيل جداً, ويجب على طبيبك/ي القيام بفوحوصات طبية
للبحث عن تشخيص لمرض عضوي حقيقي:
- ضهور الأعراض لأول مرة بعد سن ال ٥٠ عاما.
- وجود سرطان الأمعاء في جيل صغير في العائلة, وخاصة الأقارب من الدرجة الأولى تحت ال ٥٠.
- هبوط في تركيز الهيموقلوبين (ירידה ברמת הימוגלובין او anemia).
- ضهور الدم في البراز (rectal bleeding).
- هبوط في الوزن الغير أرادي (unintentional weight
loss).
- ضهور اعراض كمثل صعوبة في البلع (dysphagia).
العلاج للقولون العصبي:
على الرغم من ان الطب الحديث لم يتوصل لعلاج جذري يشفي تماماً من حالة
القولون العصبي، إلا أنه بالإمكان عمل الكثير لتخفيف معاناة المرضى من هذة
الأضطرابات التي تهلك غالبية طاقاتهم. هنا سنتطرق لعلاج أعراض القولون العصبي من
عدة محاور, وأهمها:
[[color=#ff0000 تصحيح وتفهيم المرضى عن حقيقة المرض:[/color]
يجب على الذين يعانون من القولون العصبي ان يكونوا مرتاحين
ومطمئنين, وعليهم أن يعلموا بأن الأعراض الذين يعانون منها ليست شيئاً خطيراً. في
حقيقة الأمر ما يعانون منه ما هو ألا اضطراب في حركة ووضيفة القولون (الأمعاء
الغليضة) فقط, وليس هنالك مرض عضوي ذو ابعاد صحية خطيرة.
برغم انتشار القولون العصبي بين الناس إلا أن نسبة قليلة من المرضى
يستمرون في معاناتهم من الأعراض بشكل مزمن وهذا يؤكد النظرية بأن بعض المرضى الذين
لديهم الاستعداد الذهني أو المعرفي لفهم حالتهم فأنهم يخلصون أنفسهم من هذة
الأضطرابات أما جزئيا وأما كليًا, ولو بعد حين.
من ناحية اخرى من الصعب على البعض التخلص النهائي من اضطرابات القولون
العصبي, وعلى هؤلاء يجب ان يعلموا بأن بعض هذة الأطرابات ممكن ان تكون مزمنة ويتوجب
عليهم التعايش معها بدلاً من إضاعة وقتهم في البحث عن الشفاء منها.
العلاج الغير دوائي (non-pharmacological therapy); ينقسم لفرعين منها
النفسي ومنها الغذائي :
• العلاج النفسي (psychotherapy):
يتوجب
على مرضى اضطرابات القولون العصبي تفهم طبيعة المرض وارتباطه بالنواحي النفسية
(وخاصة الإرهاق الذهني واضطراب مواعيد النوم) مما يؤديان الى اضطراب الهضم, ويتوجب
عليهم تفادي هذه الأمور قدر الإمكان. أن الراحة النفسية وتجنب الأمور التي تزيد من
الشعور بالتوتر والقلق من اهم سبل العلاج لأضطرابات القولون العصبي. وأيضا يجب
المرعاة للحصول على قدر كاف من النوم أثناء الليل, ويستحب النوم المبكر.
أظهرت عدة دراسات عشوائية ومراقبة أن العلاجات النفسية (ومنها العلاج
الإدراكي، والعلاج النفسي الديناميكي) هي أكثر فاعلية في تخفيف مجمل أعراض
واضطرابات القولون العصبي، مقارنة مع طرق العلاج الأخرى المتاحة.[/b]
• العلاج الغذائي (dietary
management):
ان جميع المتخصصون في امراض الجهاز الهضمي (gastroenterologists) وايضا
أخصائي التغذية (nutritionists) يعتبرون إن أفضل وسيلة للتعامل مع القولون العصبي
هي أولاً تناول وجبات طعام صحية، وثانياً تجنب الأطعمة التي يشعر المريض أنها قد
تزيد الأعراض والمعاناة.
تعتبر الألياف من أهم عناصر تخفيف أعراض القولون العصبي لأنها ببساطة
شديدة تُنظم عمل الأمعاء وتُقلل من انتفاخ البطن وألمها وبقية الأعراض الأخرى. أن
الألياف تعمل على جعل البراز أكثر ليونة للمرور من خلال قنوات الأمعاء إلى خارج الجسم بسهولة.
تتوجد الألياف في العديد من المنتجات الغذائية النباتية، وهنالك نوعان
من الألياف; منها الألياف الذائبة (وسُميت ذائبة لأنها تذوب في الماء وتصبح
مزيجاً)، وتتوفر في الحبوب الكاملة غيرالمقشرة مثل القمح والشعير، والمكسرات
بأنواعها، والفاكهة الطازجة مثل التفاح والحمضيات والمشمش أو الفاكهة المجففة مثل
الزبيب أو قمر الدين . وتُساعد الألياف الذائبة مرضى القولون خاصة الذين يعانون من حالات الإسهال.
اما النوع الاخر فهو الألياف غير الذائبة (وسُميت كذلك لأنها لا تذوب في
الماء، بل تبقى كخليط من القطع الصغيرة جدا)، ومتوفرة أيضاً في الحبوب الكاملة
ونخالة القمح والحمص والمكسرات وكثير من الخضار والفاكهة .وتُساعد الألياف الغير
الذائبة مرضى القولون في تسهيل خروج الفضلات ومعالجة حالات الإمساك.
بداية يجب ان يكون واضحاً بأنة لا يُوجد أي نوع غذاء او طعام يتسبب
تناوله في الإصابة بمرض القولون العصبي. غير ان تناول بعض الأطعمة قد تزيد وتهيج
معاناة المُصابين, ولكن لست هي السبب للمرض.
من المعلوم ان الغازات تنتج في الأمعاء الغليظة عن السكريات التي لا
تستطيع الأمعاء الدقيقة هضمها، بخلاف الدهون أو البروتينات التي لا يتسبب تناولها
بأي غازات .لذا فإن إحدى أهم الخطوات الوقائية العلاجية لمرضى القولون العصبي هي
تجنب كثرة الأطعمة المحتوية على الكثير من السكريات. هنا لا ننصح بالتوقف التام عن
تناول منتج غذائي ما، إلا بعد التأكد من تكرار تسبب تناوله بالأعراض، كي لا يحرم
الإنسان نفسه من تناول منتجات غذائية مفيدة.
رغم ان هنالك الأغذية الكثيرة التي تسيء بأعراض القولون العصبي (سيتم
ذكر اهمها لاحقا), ليس هنالك دليل غذائي يستجيب ويرتاح لة الجميع. فأفضل وصية ممكن
تقديمها لك/ي من ناحية النضام الغذائي بأن "تكون/ي طبيب لنفسك" ولك/ي تختار/ي من
الأغذية لما ترتاح/ي لها. مثلاً إذا اكتشفت أنك حساساً لأصناف معينة من الطعام ،
وأنه يسبب لك الإسهال ، فينغي عليك تجنب هذه الأطعمة.
رغم ان انواع الأغذية التى تزيد من الأعراض تختلف من مريض لآخر ولا ينصح
تعميم حظر بعض الأطعمة على جميع المرضى, هنا سنذكر الأغذية التي ممكن أن تنبة او
تهيج اعراض واضطرابات القولون العصبي ويستحب تجنبها بقدر المستطاع وعادة يتم
اكتشافها بالتجربة الشخصية, فهي كتالي:
* جميع المشروبات الغازية.
* جميع المشروبات المحفوظة (او drink preservatives).
* المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي.
* المشروبات الكحولية.
* الفلفل بأشكلة المتنوعة, والبهارات والتوابل الحادة.
* المقليات فى الزيوت (البطاطا, الباذنجان, السمك, الخ).
* السكر والحلويات المتزايدة عن حدها, ومنها الشوكولاته.
* الملح المركز, وخاصة في مشتقات الأجبان وايضا الأسماك المحفوظة.
* مشتقات الألبان, وخاصة كاملة الدسم.
*اللحوم المحتوية على نسبة الدهون وكولسترول عالية (كمثل لحم الضأن, الكبد, الكلاوى, البط, الأوز, الحمام,
والجمبرى).
* الأطعمة المحتوية على السكريات المتسببة بالغازات (مثل البطيخ, التفاح, المانجو,الجوافة, المشمش, البلح, التين, والملفوف).
* البقول كالحمص,
الفول والعدس.
* ابتعد عن كل المعلبات والمصنعات.
اما الأعذية التي يستحب تناولها بكميات معتدلة
وبشكل دائم فهي:
* الخضراوات الطازجة ( السلطة الخضـراء, الفجل, والقليل
من البصل والثوم). تقشير الخضراوات والفاكهة قبل أكلها يخفف من محتواها من الالياف
عند البعض لأن كثرة الألياف يحدث انتفاخ وألم في البطن لمريض القولون العصبي.
* الاكثار من تناول الماء وعصائر الفواكه الطازجة مثل عصير البرتقال .
* تناول السوائل الدافئة مثل الكمون المغلى, البابونج والينسون لتهدئة ألام ومغص البطن.
* اللحم المفضل: الأسماك المشوية والمسلوقة, والفراخ المشوية والمسلوقة من غير جلد.
* الاعتماد على زيت الزيتون بدلا من الزبد والسمن.
* الاكثار من الأطعمة التى تقلل من الانتفاخ مثل الجزر, السلق, السبانخ, القرع, الخس, البقدونس,
البرتقال, الموز, العنب, الخوخ, البصل, الثوم, خبز الشعير و خبز القمح كامل القشرة.
* التمر(خاصة على الريق) يعتبر من المقويات لعمل القولون, وكذالك الأمر يعتبر
عسل النحل الطبيعي والقرع (اليقطين) من افضل العلاجات لامراض القولون.
* خلط ملعقة من الحبة السوداء في اليوم (المحمصة والمطحونة) مع الأكل مفيد جدا لتخفيف
الغازات والانتفاخ في البطن.
* تناول البيض المشوي او المسلوق (والأبعاد عن البيض المقلي).
* الاكثار من تناول خبز الشعير وخبز القمح كامل القشرة,
"التوست", المكرونة والأرز خاصة عند الذين يشكون من الأسهال المتكرر.
* النصائح الاخرى التي يجب الأخذ بها لدى مرضى القولون العصبي,
كالاتي:
- التوقف عن التدخين بكافة أنواعه ( السجائر - السيجار - البايب - الشيشة).
- تجنب الوجبات الثقيلة, ويجب عدم الأسراع في الأكل ويفضل مضغ الطعام جيدا.
- تناول ست وجبات في اوقات منتظمة يومياً بدلاً من ثلاث وجبات, والحرص على أن تكون كميات الطعام فيها صغيرة.
- عود/ي نفسك/ي على الاستراحة لبضع دقائق قبل الأكل وبعده كلما أمكن ذلك.
- شرب لترين الى ٣ لتر من الماء يوميا.
- التوقف عن المشروبات الغازية, ومشروبات "دفع الطاقة".
- الراحة النفسية ضرورية ، ويجب الابتعاد عن الضغط النفسي والارهاق والقلق.
- مرعاة الحصول على قدر كاف من النوم أثناء الليل.
- فى حالات الانتفاخ يفضل النوم على الجانب الأيسر مع الاسترخاء.
- ممارسة رياضة المشى لمدة ثلاثة أيام على الأقل أسبوعيا. فأن الرياضة تشد
العضلات وتحافظ على الوزن وتضبط إيقاع القولون. فأن الرياضة تشد العضلات وتحافظ على
الوزن وتضبط حركة الأمعاء بسلاسة وتُسهل التخلص من الغازات. بالإضافة لذالك تعتبر
ممارسة الرياضة البدنية، خاصة المشي، من افضل الطرق لتخفيف ومنع التوتر النفسي.
• تأثيرالصوم على القولون العصبي:
الصيام يعد من احد العلاجات الهامة للذين يعانون من القولون
العصبي، وذلك لتخلصهم من الأعراض الكثيرة التي تزيد غالباً مع الأكل أو الإفراط فيه
. يلاحظ الكثير من مرضى القولون العصبي أنه في فترة الصيام وخاصة في شهر رمضان يحدث
تحسن في الأعراض والأضطرابات التي يواجهونها في غير الصيام.
أن الصيام يعمل على
تنظيم الطعام من ناحية والحفاظ على القناة الهضمية وصيانتها من ناحية أخرى. وايضاً
تؤكد البحوث بأن الصيام يوفر الهدوء النفسي، حيث يعتبر القلق النفسي والانفعالات من
أهم الأسباب التي تزيد من أعراض القولون.
العلاج الدوائي (pharmacological
therapy) لأعراض القولون العصبي:
اذا كان هنالك صعوبة في التحكم في اضطربات
القولون العصبي عن طريق التحكم في النضام الغذائي والأ سترشادات التي تم ذكرها, في
امكانية المريض ان يتوجة للطبيب للأستفسار عن أدوية مساعدة للأعراض التي يشكوا
منها. هنالك العديد من الأدوية المساعدة, ولكن لنذكر تارة اخرى حيث حتى هذة الأيام
لا يوجد اي دواء منفرد يشفي من القولون العصبي. الأودية المساعدة فأنها مسموحة
الأستعمال بحسب الأعراض وتختلف بين مريض واخر. لذا يجب استشارة الطبيب قبل
استعمالها وبشكل شخصي.
• الأدوية المساعدة للعلاج من مغص البطن, الغازات والنتفاخ (و يفضل ناولها قبل الطعام بنصف ساعة):
- الفحم الطبي
- Simethicone
Kalbeten-
Colotal-
- Spasmomen
- Notensyl
- Probiotics (يساعد في تقليل مجمل الأعراض، وخاصة الانتفاخ): ينصح استعمالة لفترة قصيرة لا تتعدى عن اسبوع. لم تثبت سلامة استخدامه وفاعليته على المدى الطويل.
• الأدوية المساعدة للعلاج من الأسهال المستمر (وتستعمل عند حدوث إسهال شديد):
- Kalbeten
- Kaopectin
- Loperamide
• الأدوية المساعدة للعلاج من الأمساك المستمر، اضافة الى تناول الكثير من الماء, والأطعمة كثيرة الألياف الغير ذائبة:
- Kalsiv
- Konsyl
-
Peglax
- Laxadin
- Laevolac
• أدوية اضافية للعلاج بالمضعافات الناتجة عن القولون العصبي:
- مضادات الاكتئاب (antidepressants): عادة توصف على يد
طبيب متخصص بجرعات أقل من جرعات علاج الكآبة. بالاضافة الى تحسين الوضع النفسي, هذة
الأدوية فعالة في تخفيف مجمل الأعراض وتقليل ألم البطن، إلا أنه لا يعرف الكثير عن
سلامتها على المدى البعيد.
Modal or Nirvaxal -: أدوية فعالة لتخفيف الام ومغص
البطن, ولا يصح أخذها الا عن طريق وصفة من طبيب متخصص لأنها ذات اعراض ممكن ان تسئ
المريض.
• أدوية جديدة أجازتها وكالة الغذاء والدواء (FDA)
لعلاج القولون العصبي:
- Lubiprostone (Amitiza): يعتبر من أحدث الأدوية
التي اجازتة ال FDA لعلاج القولون العصبي. هذا الدواء فعال في تخفيف مجمل الأعراض
للنساء اللاتي يهيمن لديهن عرض الإمساك في القولون العصبي, ويمنع اعطاءة للحامل
والمرضع. هذا الدواء لا يتواجد حاليا في البلاد.
Alosetron -: هو دواء فعال في تخفيف الأعراض لدى النساء اللاتي يهيمن لديهن عرض الإسهال في القولون العصبي، إلا أن توفيره واستخدامه محدودان لأنه ارتبط بظهور حالات من الإمساك الحاد وحالات نقص
التروية الدموية في الأمعاء المؤدية. هذا الدواء ايضا لا يتواجد حاليا في البلاد.
القولون العصبي – ((Irritable Bowel Syndrome - IBS تقديم:
الدكتور سعيد يوسف القريناوي , اخصائي في الأمراض الباطنية, يعمل في قسم الباطنية (مستشفى سوروكا).
من المعلوم أن الجهاز الهضمي يتكون من عدة أعضاء، ومنها
المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، إضافة إلى أعضاء أخرى ملحقة
منها الكبد والمرارة والبنكرياس. هنا سيقتصر الحديث على القولون.
عندما يمر الطعام عبرالجهاز الهضمي (من الفم وحتى المستقيم) يكون تحت قيادة العضلات المحيطة بالمعدة والأمعاء (الدقيقة والغليظة) والتي تعمل كدليل في تمرير وتنضيم الطعام على طول الجهاز الهضمي حتى يصل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة. في الأمعاء الدقيقة تمتص معظم مكونات الغذاء المفيدة إلى الدم وما
تبقى يكمل رحلته إلى الأمعاء الغليظة حيث يمتص فيها الماء وبعض الأملاح الأخرى،
ومعضم ما يتبقى يكمل رحلته إلى المستقيم وإلى خارج الجسم عبر فتحة الشرج أثناء
عملية التغوط (على شكل براز).
القولون (colon) هو ما يسمى
بالأمعاء الغليظة (large bowels)، وهو جزء من الجهاز الهضمي الذي تتجمع فيه الفضلات
الناتجة عن هضم الطعام. و ينتهي القولون بالمستقيم (sigmoid) الذي تليه مباشرة فتحة
الشرج (rectum). وظيفه القولون الأساسية هي امتصاص الماء والغذاء المفيد والأملاح
من الطعام المهضوم جزئياً القادم من الأمعاء الدقيقة (small bowels). يبلغ طول
القولون حوالي متر ونصف ويتميز القولون عن المعى الدقيق بأنه أوسع منه وثابت فى مكانه.
يقوم القولون بتحويل منتجات الهضم الفضلاتيَّة إلى شكل
يفرغه الجسم كغائط عبر المستقيم والشَّرج. ومن المعلوم أنه حينما يصل الطعام
المهضوم إلى القولون، تكون المغذِّيات الأساسية اللازمة للوظائف الجسدية قد امتصت
منه. هناك بلايين البكتيريا داخل القولون تنتج الفيتامينين (خاصة فيتامين B وK)
بالإضافة إلى غازات الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين والميثان،
في حين تقوم بطانة القولون بإفراز مخاط يُزَلِّق باطن المِعى لتيسير مرور الغائط.
ويحوي المخاط أجساماً مضادة واقية من الأمراض.
القولون العصبي يعتبر أحد الاضطرابات الوظيفية التي تصيب الجهاز الهضمي، وحتى انة عُرف "بمرض
العصر" لكونة اكثر المشاكل الصحية المنتشرة بين الناس وخاصة تحت سن ال ٥٠ عام. تصل
نسبة انتشار القولون العصبي من 15 ألى 20% وهي بين النساء ضعف إلى ثلاثة أضعاف
النسبة بين الرجال، وغالبية النساء المصابات هن في سن الإنجاب وتزداد الأعراض أثناء
الدورة الشهرية وكذلك هنالك ارتباط واضح بين الأعراض والضغوط النفسية. لربما كانت
المشاعر المرهفة للمرأة وسرعة تقلبات مزاجها والجانب النفسي لها سبب في كونها اكثر
تعرض للقولون العصبي.
القولون العصبي هو خلل في وظيفة الأمعاء
الغليظة (القولون( مما يؤدي لتغير في نضام حركة الأمعاء وتنتج أعراض مزعجة في
الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ وسوء الهضم والإخراج. قد تظهر أعراض القولون العصبي
لأول مرة عند بعض المرضى بعد إصابتهم بالتهاب في المعدة والأمعاء (post-infectious
gastroenteritis) نتيجة لاختلال التوازن في سيطرة الجهاز العصبي على حركة وتقلصات
الجهاز الهضمي بعد الالتهاب. ومن ناحية أخرى يكثر بين المرضى تعرضهم في السابق
لتجارب مؤلمة مثل الاعتداءات الجنسية أو الجسدية, وخاصةً الاعتداءات الجنسية أثناء
الطفولة لهؤلاء المرضى تتميز سلبيا بحيث ان شعور المرضى وردود فعلهم لأعراض القولون
العصبي تكون أكثر شدة ويحتاجون الى فترات علاج ومتابعة اكثر من الاخرين. ومع أن
اعراض القولون العصبي ليست خطيرة في حد ذاتها ، ولا تؤدي لمرض خطير مستقبلاً ، إلا
أنها مزعجة جداً للمريض.
أسباب القولون العصبي: لم يتوصل الطب الحديث لمعرفة أسباب القولون العصبي على وجه التحديد. ولكن النظرية الأرجح تقول أن القولون عندما يكون حساساً للضغط النفسي وبعض أنواع الأطعمة يختلّ عمله مسبباً ما
يسمى بالقولون العصبي. وتقول بعض النظريات الأخرى أن الجهاز المناعي الذي يقوم
بحماية الجسم من الجراثيم ربما يكون له تأثير في حالات القولون العصبي. من العوامل
المعلومة التي تؤثر على القولون العصبي:
• الاستعداد الوراثي (genetic perceptions).
• اختلالات عضلية وحسية في الجهاز الهضمي.
• خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي.
• إصابة الجهاز الهضمي بالعدوى (infectious gastroenteritis).
• الضغوط النفسية (psychological
stresses).
الجهاز العصبي وبتحديد مركز المشاعر في الدماغ يرتبط مباشرة بشبكة من
الأعصاب في داخل الجهاز الهضمي. تؤدي التأثيرات المختلفة لضغوط الحياة وجوانب
الشخصية والمشاعر والحالة النفسية العامة إلى تغيرات وظيفية في الجهاز الهضمي من
خلال إفراز النواقل العصبية في الجهاز الهضمي، وبالتالي تظهر الأعراض على المريض.
يعاني حوالي 50 % من مرضى القولون العصبي من اضطرابات القلق والمزاج،
وتظهر الأعراض النفسية قبل أو تتزامن مع أعراض القولون العصبي. يؤثر استمرار
الأعراض النفسية سلبياً على أعراض القولون العصبي كما أن تحسن الأعراض النفسية يؤدي
إلى تحسن أعراض القولون العصبي.
• التدخين.
• شرب الكحول.
• الغذاء: بعض
المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلي آخر (كما سيذكر بالتفيل لاحقاً).
أصناف القولون العصبي: IBS subtypes
النوع الأول يكون فيه الإمساك صفة مهيمنة (constipation-dominated).
النوع الثاني يكون فيه الإسهال صفة مهيمنة (diarrhea-dominated) إما في الصباح أو بعد
تناول أي من وجبات الطعام.
النوع الثالث تتقلب الأحوال ما بين إمساك أحياناً إلى إسهال أحياناً أخرى (alternating constipation and diarrhea).
أعراض القولون العصبي:
تتميز أعراض القولون العصبي بالتغير من وقت لآخر وعدم الثبات على نمط معين وأحياناً يتم اختفاء
الأعراض تماماً لفترة معينة ثم ظهورها مرة أخرى. أهم اعراض القولون العصبي
كتالي:
• انتفاخ في البطن وكثرة الغازات عبر الفم والشرج.
• آلام في البطن متكررة ومفاجئة مصحوبة بالرغبة في التغوط وعادة ما يذهب الألم بعد الذهاب للحمام.
المعناة من تكرار آلام في البطن (لفترة اشهر متتابعة) هي من الأعراض التي تميز
القولون العصبي وتعتبر شرط اساسي في تشخيص القولون العصبي. يوجد تفاوت كبير بين
المرضى من حيث ألم البطن ويختلف مكانه بالتحديد من شخص لآخر. يزداد ألم البطن عادة
بعد الوجبات. يلاحظ بعض المرضى أعراض أخرى كالحرقة في المعدة والغثيان والقيء
والإحساس المبكر بالامتلاء وتزداد الأعراض بعد الأكل مباشرة.
• تغير في حالة التغوط الطبيعي إما بإسهال أو إمساك.
• الرغبة الكثيرة في الذهاب للمرحاض، وعادة يُستغرق المكوث في المرحاض لفترات طويلة وغيرعادية.
• عدم الارتياح أثناء التغوط والإحساس بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للمرحاض.
• قد يعاني بعض المرضى من أعراض أخرى مثل اضطرابات جنسية أو اضطراب النوم أو الصداع أو آلام الظهر أو عدم انتظام الدورة الشهرية بالنسبة للنساء.
المضعافات التي تواجة مرضى القولون العصبي:
• ضهور العصابية المتزايدة والخارجة على السيطرة ((breaking habits of nervousness.
• حالات القلق اوالاكتئاب (States of anxiety or depression).
• العزلة الاجتماعية (social segregation) نتيجية لطبيعة الأعراض والحاجة الماسة لوصول سريع إلى دورات المياه.
• مرضى القولون العصبي اكثر تعرضاً للأصابة بمرض الألم العضلي التليفي
(fibromyalgia)، المتميز بتشنج والإجهاد في عضلات محددة من الجسم أو في جميع أنحاء الجسم.
• عدم القدرة على القيام بالواجبات اليومية (failure to carry daily
duties).
• التغيب الكثيرعن العمل (repeated absences from work).
• الصعوبة في التواصل مع العلاقات الشخصية (interpersonal relations) والتأثيرعلى
القدرة الجنسية (sexual interference).
تشخيص القولون العصبي:
يتم التشخيص للقولون العصبي من خلال مقابلة
الطبيب وأخذ تاريخ مرضي شامل وفحص سريري كامل. علما بإنة لا يوجد أي فحص أو تحليل
مخبري أو إشعاعي يمكن من خلاله تشخيص القولون العصبي، ولكن يستحب القيام بفحوصات
تشمل فحصاً للدم (ספירת דם) والبراز ومنظاراً للقولون من خلال فتحة الشرج (والمعروف
ب sigmoidoscopy or colonoscopy) . هذة الفحوصات مهمة لست لتشخيص القولون العصبي,
بل اهميتها تكمن في استبعاد الأمراض العضوية التي يمكن أن تشبه القولون العصبي ,
وخاصة مرض Celiac (الداء الزلاقي او مرض السيلياك) وحالة ﻋﺪﻡ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻠﻜﺘﻮﺯ (Lactose
intolerance).
ان جميع الفحوصات لدى مرضى القولون العصبي تكون طبيعية ومن غير اي خلل.
رغم ان هذا يثبت بإن المشكلة وضيفية فقط وليست عضوية, الا ان بعض المرضى يأخذون
بهذا كأمر سلبي ويلحون على الأطباء بإجراء فحوصات أخرى ذات خطورة ولا تقدم اي
معلومات اضافية. تنتشر بين المرضى قناعات خاطئة عن وضعهم الصحي وبالتالي يزيد ذلك
من توهم المرضى بأن لدية مرض عضوي مما يؤثر سلبيا على ضهور الأعراض لفترات اطول
وبتكرار متزايد على ما كان في السابق.
أما اذا كان لديك/ي اي من الأعراض التالية (المذكورة ادناة) فإن احتمال
القولون العصبي كمسبب منفرد ضئيل جداً, ويجب على طبيبك/ي القيام بفوحوصات طبية
للبحث عن تشخيص لمرض عضوي حقيقي:
- ضهور الأعراض لأول مرة بعد سن ال ٥٠ عاما.
- وجود سرطان الأمعاء في جيل صغير في العائلة, وخاصة الأقارب من الدرجة الأولى تحت ال ٥٠.
- هبوط في تركيز الهيموقلوبين (ירידה ברמת הימוגלובין او anemia).
- ضهور الدم في البراز (rectal bleeding).
- هبوط في الوزن الغير أرادي (unintentional weight
loss).
- ضهور اعراض كمثل صعوبة في البلع (dysphagia).
العلاج للقولون العصبي:
على الرغم من ان الطب الحديث لم يتوصل لعلاج جذري يشفي تماماً من حالة
القولون العصبي، إلا أنه بالإمكان عمل الكثير لتخفيف معاناة المرضى من هذة
الأضطرابات التي تهلك غالبية طاقاتهم. هنا سنتطرق لعلاج أعراض القولون العصبي من
عدة محاور, وأهمها:
[[color=#ff0000 تصحيح وتفهيم المرضى عن حقيقة المرض:[/color]
يجب على الذين يعانون من القولون العصبي ان يكونوا مرتاحين
ومطمئنين, وعليهم أن يعلموا بأن الأعراض الذين يعانون منها ليست شيئاً خطيراً. في
حقيقة الأمر ما يعانون منه ما هو ألا اضطراب في حركة ووضيفة القولون (الأمعاء
الغليضة) فقط, وليس هنالك مرض عضوي ذو ابعاد صحية خطيرة.
برغم انتشار القولون العصبي بين الناس إلا أن نسبة قليلة من المرضى
يستمرون في معاناتهم من الأعراض بشكل مزمن وهذا يؤكد النظرية بأن بعض المرضى الذين
لديهم الاستعداد الذهني أو المعرفي لفهم حالتهم فأنهم يخلصون أنفسهم من هذة
الأضطرابات أما جزئيا وأما كليًا, ولو بعد حين.
من ناحية اخرى من الصعب على البعض التخلص النهائي من اضطرابات القولون
العصبي, وعلى هؤلاء يجب ان يعلموا بأن بعض هذة الأطرابات ممكن ان تكون مزمنة ويتوجب
عليهم التعايش معها بدلاً من إضاعة وقتهم في البحث عن الشفاء منها.
العلاج الغير دوائي (non-pharmacological therapy); ينقسم لفرعين منها
النفسي ومنها الغذائي :
• العلاج النفسي (psychotherapy):
يتوجب
على مرضى اضطرابات القولون العصبي تفهم طبيعة المرض وارتباطه بالنواحي النفسية
(وخاصة الإرهاق الذهني واضطراب مواعيد النوم) مما يؤديان الى اضطراب الهضم, ويتوجب
عليهم تفادي هذه الأمور قدر الإمكان. أن الراحة النفسية وتجنب الأمور التي تزيد من
الشعور بالتوتر والقلق من اهم سبل العلاج لأضطرابات القولون العصبي. وأيضا يجب
المرعاة للحصول على قدر كاف من النوم أثناء الليل, ويستحب النوم المبكر.
أظهرت عدة دراسات عشوائية ومراقبة أن العلاجات النفسية (ومنها العلاج
الإدراكي، والعلاج النفسي الديناميكي) هي أكثر فاعلية في تخفيف مجمل أعراض
واضطرابات القولون العصبي، مقارنة مع طرق العلاج الأخرى المتاحة.[/b]
• العلاج الغذائي (dietary
management):
ان جميع المتخصصون في امراض الجهاز الهضمي (gastroenterologists) وايضا
أخصائي التغذية (nutritionists) يعتبرون إن أفضل وسيلة للتعامل مع القولون العصبي
هي أولاً تناول وجبات طعام صحية، وثانياً تجنب الأطعمة التي يشعر المريض أنها قد
تزيد الأعراض والمعاناة.
تعتبر الألياف من أهم عناصر تخفيف أعراض القولون العصبي لأنها ببساطة
شديدة تُنظم عمل الأمعاء وتُقلل من انتفاخ البطن وألمها وبقية الأعراض الأخرى. أن
الألياف تعمل على جعل البراز أكثر ليونة للمرور من خلال قنوات الأمعاء إلى خارج الجسم بسهولة.
تتوجد الألياف في العديد من المنتجات الغذائية النباتية، وهنالك نوعان
من الألياف; منها الألياف الذائبة (وسُميت ذائبة لأنها تذوب في الماء وتصبح
مزيجاً)، وتتوفر في الحبوب الكاملة غيرالمقشرة مثل القمح والشعير، والمكسرات
بأنواعها، والفاكهة الطازجة مثل التفاح والحمضيات والمشمش أو الفاكهة المجففة مثل
الزبيب أو قمر الدين . وتُساعد الألياف الذائبة مرضى القولون خاصة الذين يعانون من حالات الإسهال.
اما النوع الاخر فهو الألياف غير الذائبة (وسُميت كذلك لأنها لا تذوب في
الماء، بل تبقى كخليط من القطع الصغيرة جدا)، ومتوفرة أيضاً في الحبوب الكاملة
ونخالة القمح والحمص والمكسرات وكثير من الخضار والفاكهة .وتُساعد الألياف الغير
الذائبة مرضى القولون في تسهيل خروج الفضلات ومعالجة حالات الإمساك.
بداية يجب ان يكون واضحاً بأنة لا يُوجد أي نوع غذاء او طعام يتسبب
تناوله في الإصابة بمرض القولون العصبي. غير ان تناول بعض الأطعمة قد تزيد وتهيج
معاناة المُصابين, ولكن لست هي السبب للمرض.
من المعلوم ان الغازات تنتج في الأمعاء الغليظة عن السكريات التي لا
تستطيع الأمعاء الدقيقة هضمها، بخلاف الدهون أو البروتينات التي لا يتسبب تناولها
بأي غازات .لذا فإن إحدى أهم الخطوات الوقائية العلاجية لمرضى القولون العصبي هي
تجنب كثرة الأطعمة المحتوية على الكثير من السكريات. هنا لا ننصح بالتوقف التام عن
تناول منتج غذائي ما، إلا بعد التأكد من تكرار تسبب تناوله بالأعراض، كي لا يحرم
الإنسان نفسه من تناول منتجات غذائية مفيدة.
رغم ان هنالك الأغذية الكثيرة التي تسيء بأعراض القولون العصبي (سيتم
ذكر اهمها لاحقا), ليس هنالك دليل غذائي يستجيب ويرتاح لة الجميع. فأفضل وصية ممكن
تقديمها لك/ي من ناحية النضام الغذائي بأن "تكون/ي طبيب لنفسك" ولك/ي تختار/ي من
الأغذية لما ترتاح/ي لها. مثلاً إذا اكتشفت أنك حساساً لأصناف معينة من الطعام ،
وأنه يسبب لك الإسهال ، فينغي عليك تجنب هذه الأطعمة.
رغم ان انواع الأغذية التى تزيد من الأعراض تختلف من مريض لآخر ولا ينصح
تعميم حظر بعض الأطعمة على جميع المرضى, هنا سنذكر الأغذية التي ممكن أن تنبة او
تهيج اعراض واضطرابات القولون العصبي ويستحب تجنبها بقدر المستطاع وعادة يتم
اكتشافها بالتجربة الشخصية, فهي كتالي:
* جميع المشروبات الغازية.
* جميع المشروبات المحفوظة (او drink preservatives).
* المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي.
* المشروبات الكحولية.
* الفلفل بأشكلة المتنوعة, والبهارات والتوابل الحادة.
* المقليات فى الزيوت (البطاطا, الباذنجان, السمك, الخ).
* السكر والحلويات المتزايدة عن حدها, ومنها الشوكولاته.
* الملح المركز, وخاصة في مشتقات الأجبان وايضا الأسماك المحفوظة.
* مشتقات الألبان, وخاصة كاملة الدسم.
*اللحوم المحتوية على نسبة الدهون وكولسترول عالية (كمثل لحم الضأن, الكبد, الكلاوى, البط, الأوز, الحمام,
والجمبرى).
* الأطعمة المحتوية على السكريات المتسببة بالغازات (مثل البطيخ, التفاح, المانجو,الجوافة, المشمش, البلح, التين, والملفوف).
* البقول كالحمص,
الفول والعدس.
* ابتعد عن كل المعلبات والمصنعات.
اما الأعذية التي يستحب تناولها بكميات معتدلة
وبشكل دائم فهي:
* الخضراوات الطازجة ( السلطة الخضـراء, الفجل, والقليل
من البصل والثوم). تقشير الخضراوات والفاكهة قبل أكلها يخفف من محتواها من الالياف
عند البعض لأن كثرة الألياف يحدث انتفاخ وألم في البطن لمريض القولون العصبي.
* الاكثار من تناول الماء وعصائر الفواكه الطازجة مثل عصير البرتقال .
* تناول السوائل الدافئة مثل الكمون المغلى, البابونج والينسون لتهدئة ألام ومغص البطن.
* اللحم المفضل: الأسماك المشوية والمسلوقة, والفراخ المشوية والمسلوقة من غير جلد.
* الاعتماد على زيت الزيتون بدلا من الزبد والسمن.
* الاكثار من الأطعمة التى تقلل من الانتفاخ مثل الجزر, السلق, السبانخ, القرع, الخس, البقدونس,
البرتقال, الموز, العنب, الخوخ, البصل, الثوم, خبز الشعير و خبز القمح كامل القشرة.
* التمر(خاصة على الريق) يعتبر من المقويات لعمل القولون, وكذالك الأمر يعتبر
عسل النحل الطبيعي والقرع (اليقطين) من افضل العلاجات لامراض القولون.
* خلط ملعقة من الحبة السوداء في اليوم (المحمصة والمطحونة) مع الأكل مفيد جدا لتخفيف
الغازات والانتفاخ في البطن.
* تناول البيض المشوي او المسلوق (والأبعاد عن البيض المقلي).
* الاكثار من تناول خبز الشعير وخبز القمح كامل القشرة,
"التوست", المكرونة والأرز خاصة عند الذين يشكون من الأسهال المتكرر.
* النصائح الاخرى التي يجب الأخذ بها لدى مرضى القولون العصبي,
كالاتي:
- التوقف عن التدخين بكافة أنواعه ( السجائر - السيجار - البايب - الشيشة).
- تجنب الوجبات الثقيلة, ويجب عدم الأسراع في الأكل ويفضل مضغ الطعام جيدا.
- تناول ست وجبات في اوقات منتظمة يومياً بدلاً من ثلاث وجبات, والحرص على أن تكون كميات الطعام فيها صغيرة.
- عود/ي نفسك/ي على الاستراحة لبضع دقائق قبل الأكل وبعده كلما أمكن ذلك.
- شرب لترين الى ٣ لتر من الماء يوميا.
- التوقف عن المشروبات الغازية, ومشروبات "دفع الطاقة".
- الراحة النفسية ضرورية ، ويجب الابتعاد عن الضغط النفسي والارهاق والقلق.
- مرعاة الحصول على قدر كاف من النوم أثناء الليل.
- فى حالات الانتفاخ يفضل النوم على الجانب الأيسر مع الاسترخاء.
- ممارسة رياضة المشى لمدة ثلاثة أيام على الأقل أسبوعيا. فأن الرياضة تشد
العضلات وتحافظ على الوزن وتضبط إيقاع القولون. فأن الرياضة تشد العضلات وتحافظ على
الوزن وتضبط حركة الأمعاء بسلاسة وتُسهل التخلص من الغازات. بالإضافة لذالك تعتبر
ممارسة الرياضة البدنية، خاصة المشي، من افضل الطرق لتخفيف ومنع التوتر النفسي.
• تأثيرالصوم على القولون العصبي:
الصيام يعد من احد العلاجات الهامة للذين يعانون من القولون
العصبي، وذلك لتخلصهم من الأعراض الكثيرة التي تزيد غالباً مع الأكل أو الإفراط فيه
. يلاحظ الكثير من مرضى القولون العصبي أنه في فترة الصيام وخاصة في شهر رمضان يحدث
تحسن في الأعراض والأضطرابات التي يواجهونها في غير الصيام.
أن الصيام يعمل على
تنظيم الطعام من ناحية والحفاظ على القناة الهضمية وصيانتها من ناحية أخرى. وايضاً
تؤكد البحوث بأن الصيام يوفر الهدوء النفسي، حيث يعتبر القلق النفسي والانفعالات من
أهم الأسباب التي تزيد من أعراض القولون.
العلاج الدوائي (pharmacological
therapy) لأعراض القولون العصبي:
اذا كان هنالك صعوبة في التحكم في اضطربات
القولون العصبي عن طريق التحكم في النضام الغذائي والأ سترشادات التي تم ذكرها, في
امكانية المريض ان يتوجة للطبيب للأستفسار عن أدوية مساعدة للأعراض التي يشكوا
منها. هنالك العديد من الأدوية المساعدة, ولكن لنذكر تارة اخرى حيث حتى هذة الأيام
لا يوجد اي دواء منفرد يشفي من القولون العصبي. الأودية المساعدة فأنها مسموحة
الأستعمال بحسب الأعراض وتختلف بين مريض واخر. لذا يجب استشارة الطبيب قبل
استعمالها وبشكل شخصي.
• الأدوية المساعدة للعلاج من مغص البطن, الغازات والنتفاخ (و يفضل ناولها قبل الطعام بنصف ساعة):
- الفحم الطبي
- Simethicone
Kalbeten-
Colotal-
- Spasmomen
- Notensyl
- Probiotics (يساعد في تقليل مجمل الأعراض، وخاصة الانتفاخ): ينصح استعمالة لفترة قصيرة لا تتعدى عن اسبوع. لم تثبت سلامة استخدامه وفاعليته على المدى الطويل.
• الأدوية المساعدة للعلاج من الأسهال المستمر (وتستعمل عند حدوث إسهال شديد):
- Kalbeten
- Kaopectin
- Loperamide
• الأدوية المساعدة للعلاج من الأمساك المستمر، اضافة الى تناول الكثير من الماء, والأطعمة كثيرة الألياف الغير ذائبة:
- Kalsiv
- Konsyl
-
Peglax
- Laxadin
- Laevolac
• أدوية اضافية للعلاج بالمضعافات الناتجة عن القولون العصبي:
- مضادات الاكتئاب (antidepressants): عادة توصف على يد
طبيب متخصص بجرعات أقل من جرعات علاج الكآبة. بالاضافة الى تحسين الوضع النفسي, هذة
الأدوية فعالة في تخفيف مجمل الأعراض وتقليل ألم البطن، إلا أنه لا يعرف الكثير عن
سلامتها على المدى البعيد.
Modal or Nirvaxal -: أدوية فعالة لتخفيف الام ومغص
البطن, ولا يصح أخذها الا عن طريق وصفة من طبيب متخصص لأنها ذات اعراض ممكن ان تسئ
المريض.
• أدوية جديدة أجازتها وكالة الغذاء والدواء (FDA)
لعلاج القولون العصبي:
- Lubiprostone (Amitiza): يعتبر من أحدث الأدوية
التي اجازتة ال FDA لعلاج القولون العصبي. هذا الدواء فعال في تخفيف مجمل الأعراض
للنساء اللاتي يهيمن لديهن عرض الإمساك في القولون العصبي, ويمنع اعطاءة للحامل
والمرضع. هذا الدواء لا يتواجد حاليا في البلاد.
Alosetron -: هو دواء فعال في تخفيف الأعراض لدى النساء اللاتي يهيمن لديهن عرض الإسهال في القولون العصبي، إلا أن توفيره واستخدامه محدودان لأنه ارتبط بظهور حالات من الإمساك الحاد وحالات نقص
التروية الدموية في الأمعاء المؤدية. هذا الدواء ايضا لا يتواجد حاليا في البلاد.