وانشق القمر
ما حكاية
إنشقاق القمر الذي صدّع المتفلسفون رؤوسنا بها, حتى صارت كلمة انشقاق سببا
للشقاق بين حارتنا نحن أهل الدين الصحيح والثقافة والشوارب المحترمة, وبين
حارة الجيران المعروفين بتفاهتهم و ( مشكلجيتهم ) وسلاطة لسان أنصاف
مثقفيهم؟
إن تكلم أحد علمائنا في الدين قيل متكَسّب وإن تكلم في العلم قيل مشعوذ,
وان سكتنا( ساقوا علينا الهبل) ونظموا مهرجانات شتائم ومسابقات تطاول
وسفالة في فضائياتهم ومنابرهم الانترنتية.
لنحكّم العقل مرة واحدة بعيدًا عن العنصرية, ولنعرض موضوع الانشقاق بروية
وتحضّر, ومن لم يعجبه العرض والادلة العلمية هنا .. (سنعيد اليه ثمن
التذكرة على الباب وفوقها بوسه كمان).
أولا: لدينا شهود عيان.. شاهدوا انشقاق هلال القمر, وحدث الانشقاق تحديدا
في منطقة الربع العلوي للهلال القمري. وخرجت نيران وحمم مشتعلة وتطاير من
الشق ما يشبه الشرر والفحم الملتهب كألعاب نارية سماوية لم ير مثلها انسان,
حتى اذا خمدت النار وهدأ وجه القمر !!!؟ ظهر الشق كأنه أفعى تتلوى من
الألم.
لن أقول لكم لدينا شاهد واحد, ولا اثنين ولا أربعة... بل خمسة شهود عيان
!!! وكلهم رووا قصتهم بل وأكدوا أن هذا الانشقاق قد تكرر أكثر من اثنتي
عشرة مرة على الأقل.
يعني لو شهد عليكم هؤلاء الخمسة في محكمة ل( راحت عليكم) و لما نفعت وساطات
ولا تهديدات بقوى خارجية ولا حتى اعتكافات كل نَصّبَ نفسه صنماً يعبد من
دون الله في حارتكم...
ثانيا: سجّل هذا الحدث الفلكي الخارق. أحد رجال الدين الفضلاء, وهو رجل
كرّس حياته للدين والعبادة والدراسة والتأريخ, وجمع هذه الروايات ودونها
كما سمعها مباشرة من شهود العيان.
ثالثا: لاحظ علماء الفلك وجود حفرة هائلة على سطح القمر مساحتها 22كم.
وربطوا بينها وبين رؤية الانشقاق, وقالوا أن أن نيزكا قد ارتطم بالقمر وخلق
تلك الحفرة الهائلة وقذف حمما نارية من مكان وقوعه... وهو ما رأه شهود
العيان الذين بدى لهم أن القمر قد انشق.
ولا زالت الحفرة موجودة ( روحوا شوفوا بعينكم).
أخيرًا جاء بروفيسور متخصص بالجيولوجيا وعلوم الارض يشار اليه بالبنان,
أجرى حسابات رياضية ووضع تفسيرا علميا لحادثة انشقاق القمر التي ذكرتها كتب
التاريخ؟ فلا مجال للتشكيك هنا.. ولا سبيل الى الاعتراض..
وقبل أن يطلب مني أحد أن أحلف بالشوارب أقول.... لن أحلف بالشنب من أجل
موضوع صغير مثل .. انشقاق قمر.. ( لا راح ولا أجى) وكل ما قلته سابقا منشور
بالكامل في مجلات علمية ومواقع انترنت محترمة!!
فاتني أن أوضح أنني لا أتحدث عن سورة القمر في القرآن الكريم, ولا عن زغلول
النجار...
أنا أتكلم عن حادثة رؤية انشقاق القمر في القرن الثاني عشر وبالتحديد في
العام 1178 ميلادية.
وروى ذلك خمسة شهود عيان إنجليز بريطانيين عيونهم زرقاء.
وقد سجل شهادتهم رجل دين مسيحي و مؤرخ انجليزي إسمه جارفيس.
والحفرة القمرية التي كان العلماء يُرجعون تشكّلها الى اصطدام نيزك
ويعتقدون أن ذلك ما ظهر أنه انشقاق اسمها العلمي كراتير جيوردانيو برونو, (
على اسم فيلسوف ايطالي)
والبروفيسور وعالم الجيولوجيا الذي فسر الظاهرة فيما بعد اسمه بول ويذرز...
وهو أمريكي من جامعة أريزونا....
والموقع الذي نشر القصة أعلاه وتفسيرها ليس غير موقع وكالة الفضاء
الامريكية ناسا.........
هل بقي من لديه اعتراض؟
اللي عاوز يروّح يتفضل... وسأكمل ما بدأت..
بول ويذرز هذا, درس حجم الحفرة على القمر, ورأى أن ارتطام النيزك كان سيؤدي
الى قذف كمية عشرة ملايين طن من الحمم والصخور على الأرض تتساقط على شكل
أمطار من الشهب..... وليس في ذلك اي مشكلة... لكن مشهدا كهذا كان سيتم
ملاحظته من قبل أخرين... فلماذا لم يسجل أي من الفلكيين العرب أو الصينيين
أو حتى الكوريين مشاهدة عاصفة الشهب المتساقطة على الارض ؟ ولماذا لم يشاهد
ما حدث الا خمسة أشخاص على الكرة الارضية فقط لا غير؟؟؟
ولأن أحداً لم يسجل مشاهدة عاصفة النيازك تلك اقترح ويذرز أن ما شاهده
هؤلاء كان نيزكا ضخما احترق في الغلاف الجوي للارض, وأن زاوية الرؤية التي
شاهدها منه هؤلاء الاشخاص مع وجود هلال القمر في الخلف, أظهر لهم كأنه
انشقاق للقمر..... وهذا هو التفسير العلمي المقبول لما جرى مع الانجليز
الخمسة.
لنقارن هذه الحادثة بعجزة انشقاق القمر في القرآن الكريم:
أولا: لم يقل الدكتور زغلول النجار أن هذا إعجاز علمي, بل قال هي معجزة لمن
رأها فقط. وهؤلاء كانوا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: لماذا ان قلنا أن مئات المسلمين رأوا انشقاق القمر زمن الرسول قالوا
تخريف ولم نسلم من ألسنة الكفار بكتاب الله... أما عندما روى خمسة أشخاص
من ذوي العيون الزرقاء لا نعرف حتى أسماءهم رؤية انشقاق وفحم مشتعل يتطاير,
صدقهم الناس وتسابق العلماء لتفسير رؤيتهم حتى شغلت قصتهم علماء الفلك
طوال 800 سنة؟؟ من قال أنهم ليسوا كذبة خصوصا أن أحدا غيرهم لم يسجل رؤيته
للحادثة أبدا؟؟؟؟
ثالثا: نلاحظ أن أحدا لم يقل أن المؤرخ الانجليزي كاذب أو مخترع للقصة رغم
أنه لم ير بعينه ونقل القصة عن خمسة أشخاص فقط, أم أن رجل الدين المسيحي
عند البعض صادق وعلماءنا الأفاضل مشعوذين؟ أما لديكم من صادقين غير ذوي
العيون الزرقاء؟
رابعا: نلاحظ أن تفسير بروفيسور أمريكي للحادثة مقبول علمياً, رغم أن
نظريته مبنية على تخمين!! أما ان فسرها بروفيسور متخصص بالجيولوجيا أيضا
واسمه زغلول النجار... يخرج أشباه الرجال ويجمعون صبيانهم ومخنثيهم
و(يعملوا لنا زفة أول الشارع)؟؟؟ والمشكلة أن أحدا لا يجرؤ أبدا على مقارعة
الحجة بالحجة... وأكثر ما يأتي به هؤلاء هو التشكيك... أو القول أن هذا
البروفيسور يضحك على عقولنا... وفي هذا اتهام له بعدم النزاهة... واتهام
لنا بالسذاجة... (يعني أننا عيال... بينضحك علينا).. ؟؟
والأهم من كل هذا.. لو قلنا وكالة ناسا نشرت الخبر.... يقف الجميع تعظيم
سلام, وتسكت الالسنة.. وتختبئ النسانيس وتتنهي حفلات الردح (وكل واحد على
بيته يللا), وكأن الناس في ناسا غير الناس خارجها ...
طيب أنا عندي مفاجأة لكم..
وكالة ناسا هذه التي يعتبرها البعض أصدق أنباءا من الكتبِ وعلى موقعها الحد
بين الجد واللعب, هي أكبر وكالة نصب علمي وبروباغاندا سياسية في العالم,
وهذا ما يقوله الامريكيون أنفسهم, وهناك فيلم وثائقي وكتب توثّق للأكاذيب
التي روجتها وكالة ناسا ولن أسترسل هنا لأن الموضوع كبير.. لكن اسمحوا لي
باشارة سريعة أطرحها على شكل تساؤل:
لماذا يرفرف العلم الامريكي على القمر رغم أنه لا يوجد هواء على القمر ولا
غلاف جوي؟؟؟؟؟؟
لماذا يوجد أكثر من ظل للأجسام على القمر, رغم وجود مصدر ضوء واحد هو
الشمس؟؟؟؟؟؟ ألديهم شمسان على القمر؟ أم هي إضاءة أستوديو؟؟
لماذا تظهر أحرف انجليزية على بعض صخور وأرض القمر عند تكبير الصور, مما
يبدو أنه مخلفات ديكور التصوير؟؟؟
قد يقول البعض, من تكون أنت حتى تتقوّل على ناسا؟
أقول يا جماعة موش أنا) بل الأمريكيين هم من جمع أدلة على كذب الوكالة
وإخراجها لأفلام غير صحيحة للترويج لنظرية التفوق الأمريكي الرأسمالي في
مقابل السوفيات الذين كانوا متفوقين فضائياً أثناء الحرب الباردة؟ بل إن
السوفيات أرسلوا مركبة غير مأهولة الى القمر قبل الامريكيين وتحطمت على
سطحه!!
أنا مجرد قارئ لا أكثر ولا أقل... وهناك أدلة دامغة على أن الفيلم الذي
بثته الوكالة عن رحلة القمر تم انتاجه في صحراء نيفادا كما يروي ألاف الناس
في أمريكا نفسها وهناك كتب وأفلام وثائقية حول هذا الموضوع!!
أنا لا أتحدث عن الرحلة الى القمر ولا تهمني هنا.. بل أقول أني أميل الى
تصديق أن فيلم الرحلة تم تصويره على الارض وليس على القمر.
نعود الى انشقاق القمر وسأحاول أن ألخص ما سبق:
التفسير العلمي لمشهد انشقاق القمر الذي رآه الناس في القرن الثاني عشر,
كان نيزكاً اصطدم بالقمر. وترك حفرة هائلة على سطحه.
بول وذرز ردّ هذه النظرية لأن صخورا من القمر لم تسقط على الارض على شكل
شهب, (وهذه ستأخذ أسبوعا لتصل الى الارض).
هذا يعني أنه لو سقطت الشهب على الارض بعد أسبوع من الانشقاق لصحت النظرية
الاولى !!!