بولندا تودع رئيسها والتحقيقات مستمرة
وصل إلى وارسو ظهر الأحد جثمان الرئيس البولندي الراحل ليخ
كاتشينسكي على متن طائرة عسكرية بولندية نقلته من مقاطعة سمولنسك غربي روسيا حيث
قضى أمس في حادث تحطم طائرته مع 95 آخرين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع
البولندية إن قداسا سيقام في القاعدة التي يصلها الجثمان قرب وارسو ثم يصار إلى
نقله إلى قصر الرئاسة حيث سيتاح للبولنديين إلقاء النظرة الأخيرة عليه.
وأقيمت
في سمولينسك مراسم وداع لجثمان الرئيس القتيل شارك فيها رئيس الوزراء الروسي
فلاديمير بوتين والسفير البولندي في موسكو حسب سي إن إن مع العلم أن بوتين الذي
يترأس لجنة التحقيق الروسية كان قد تفقد أمس موقع التحطم مع نظيره البولندي دونالد
تاسك.
وكان ياروسلاف كاتشينسسكي زعيم حزب القانون والعدالة المعارض وتوأم الرئيس
القتيل قد تعرف أمس على جثة شقيقه بسمولينسك. وقال موفد الجزيرة إلى وارسو إن جثة
زوجة الرئيس ماريا وجثث الضحايا الآخرين نقلت جوا إلى موسكو للتعرف عليهم خصوصا وأن
بعضهم تحول إلى أشلاء.
وكان الرئيس كاتشينسكي قد قضى مع 87 من نخبة بولندا
العسكرية والسياسية وثمانية آخرين من طاقم الطائرة أثناء توجههم إلى سمولنسك لإحياء
الذكرى السبعين لمجزرة كاتين التي قتل فيها 22 ألفا من ضباط وجنود بولندا ونخبتها
بأمر من الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين.
وتوقفت الحركة في هذه الدولة
الواقعة وسط أوروبا اليوم لمدة دقيقتين حزنا على ضحايا الطائرة الرئاسية وسط حداد
لمدة أسبوع أعلنه القائم بأعمال الرئاسة رئيس البرلمان برونيسلاف
كوموروفسكي.
وأعلنت روسيا بدورها الحداد يوما على ضحايا الطائرة الرئاسية
البولندية وانضمت إليهما اليوم التشيك التي كان رئيسها فاكلاف كلاوس صديقا لنظيره
البولندي القتيل. وهذا هو الحادث الأخير في سلسسلة حوادث طيران قتل فيها زعماء في
القرن الأخير.
تجاهل
النصيحة
في
غضون ذلك تتواصل التحقيقات في أسباب تحطم الطائرة وسط تأكيدات غرفة المراقبة
الروسية والمسوؤلين الروس أن "الطيار تجاهل النصيحة بالتوجه إلى موسكو أو مينسك
بسبب الضباب الكثيف وقرر الهبوط حيث كان يجب أن لا يهبط".
وقال متحدث باسم وزير
المواصلات الروسي إن صوت الطيار وتسجيلات الرحلة تجرى معاينتها في مختبرات خاصة
بحضور مسؤولين بولنديين بينهم ممثلون عن النائب العام البولندي.
وأشار محقق روسي
إلى أن أكثر من أربعين اختصاصيا يقومون الآن بالعمل في موقع التحطم في غابة قريبة
من مطار سمولنسك.
وكان الرئيس البولندي ومحافظ البنك المركزي وقائد الجيش من بين
قتلى تحطم الطائرة وهي من طراز توبوليف 154وقد سقطت في الأحراج على بعد نحو
كيلومترين من المطار.
موعد
الانتخابات
وفي التداعيات الدستورية لغياب الرئيس البولندي يستعد برونيسلاف
كوموروفسكي القائم بأعمال الرئيس البولندي لمحادثات وشيكة مع الأحزاب السياسية
للاتفاق على موعد الانتخابات الرئاسية.
وفي كلمة متلفزة موجهة إلى الشعب, قال
كوموروفسكي إن عليه أن يعلن موعد انتخابات الرئاسة خلال 14 يوما, على أن تجرى
الانتخابات في غضون ستين يوما من ذلك الإعلان.
يُشار إلى أن كاتشينسكي كان يطمح
لترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة من خمس سنوات في سبتمبر/أيلول القادم بعد انتهاء
فترته الرئاسية، لكن الصحفي العربي المقيم في وارسو زهير أبو السبع أشار للجزيرة
إلى أن فرص نجاحه كانت ضعيفة بسبب انخفاض شعبيته في البلاد.
يذكر أيضا أن دور
الرئيس في بولندا رمزي إلى حد بعيد إلا أن من يتولى هذا المنصب يمكنه نقض التشريعات
الحكومية.
تعهدات
مدفيديف
تعهد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بإجراء تحقيق دقيق لمعرفة كافة
الملابسات المتعلقة بحادث تحطم الطائرة الرئاسية البولندية قبل هبوطها في مطار
منطقة سمولينسك الروسية، والذي أدى إلى مقتل جميع ركابها وعلى رأسهم الرئيس ليخ
كاتشينسكي وعقيلته وعدد من كبار المسؤولين بينهم مدير مكتب الرئيس ورئيس مكتب الأمن
القومي ورئيس الأركان وقائد القوى البرية وأحد نواب وزير الخارجية وحاكم المصرف
المركزي و50 نائباً بولونياً.
وأعلن مدفيديف، في رسالة تعزية متلفزة للشعب
البولوني، الحداد الوطني الرسمي في روسيا يوم الاثنين على أرواح ضحايا الطائرة
المذكورة، مشيراً إلى أن التحقيق بهذا الشأن سيجري بالتعاون مع الجانب البولندي.
وذكر تقرير لتلفزيون فيستي الروسي أن مدفيديف أمر بتشكيل لجنة تحقيق خاصة
بالحادث برئاسة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي وصل مكان الحادث للإشراف شخصياً
على التحقيق، والذي أمر بدوره اللجنة المختصة بالتحقيق للعمل طيلة ساعات الليل
لمعرفة نتيجة التحقيق بأسرع وقت، مشيراً إلى أنه حسب التحقيقات الأولية فإن طاقم
الطائرة لم يستمع لنصيحة برج المراقبة بمطار سمولينسك العسكري بعدم الهبوط في
المطار وأن يذهب للهبوط في المطار الإحتياطي الآخر نظراً للظروف الجوية الصعبة،
موضحاً أن الرئيس البولندي الذي كان يترأس وفداً عالي المستوى كان ينوي زيارة مقبرة
ضباط الجيش البولندي الذين قتلوا في غابة كاتين بالقرب من سمولينسك خلال الحرب
العالمية الثانية.
وفي هذا السياق، قال نائب قائد القوة الجوية الروسية ألكسندر
أليوشين إنه بحسب التحقيقات الأولية فإن طاقم الطائرة لم ينفذ تعليمات برج المراقبة
في المطار، مشيراً إلى أن قائد الطائرة تو 154 التي تنقل الرئيس البولندي أبلغ وعلى
مسافة 50 كيلومتراً من المطار بوجود ضباب كثيف، وأن الجو لا يساعد على الهبوط في
المطار ونصح بالذهاب إلى المطار الاحتياطي الآخر في المدينة، موضحاً أن الطاقم رغم
ذلك قرر الهبوط في المطار المذكور.
وأعلن أليوشين أن برج المراقبة في المطار
المذكور لاحظ زيادة سرعة هبوط الطائرة بينما كانت على ارتفاع 100 متر ولمسافة تبعد
حوالي كيلومترين من أرض المطار، وعندها حاول قائد الطائرة العدول عن الهبوط وأعطى
تعليمات للطاقم بمحاولة الإنتقال للمطار الآخر، إلا أن طاقم الطائرة استمر في
الهبوط مما أدى إلى ارتطام الطائرة وتحطمها على قمم الأشجار نتيجة الضباب الكثيف.
وصل إلى وارسو ظهر الأحد جثمان الرئيس البولندي الراحل ليخ
كاتشينسكي على متن طائرة عسكرية بولندية نقلته من مقاطعة سمولنسك غربي روسيا حيث
قضى أمس في حادث تحطم طائرته مع 95 آخرين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع
البولندية إن قداسا سيقام في القاعدة التي يصلها الجثمان قرب وارسو ثم يصار إلى
نقله إلى قصر الرئاسة حيث سيتاح للبولنديين إلقاء النظرة الأخيرة عليه.
وأقيمت
في سمولينسك مراسم وداع لجثمان الرئيس القتيل شارك فيها رئيس الوزراء الروسي
فلاديمير بوتين والسفير البولندي في موسكو حسب سي إن إن مع العلم أن بوتين الذي
يترأس لجنة التحقيق الروسية كان قد تفقد أمس موقع التحطم مع نظيره البولندي دونالد
تاسك.
وكان ياروسلاف كاتشينسسكي زعيم حزب القانون والعدالة المعارض وتوأم الرئيس
القتيل قد تعرف أمس على جثة شقيقه بسمولينسك. وقال موفد الجزيرة إلى وارسو إن جثة
زوجة الرئيس ماريا وجثث الضحايا الآخرين نقلت جوا إلى موسكو للتعرف عليهم خصوصا وأن
بعضهم تحول إلى أشلاء.
وكان الرئيس كاتشينسكي قد قضى مع 87 من نخبة بولندا
العسكرية والسياسية وثمانية آخرين من طاقم الطائرة أثناء توجههم إلى سمولنسك لإحياء
الذكرى السبعين لمجزرة كاتين التي قتل فيها 22 ألفا من ضباط وجنود بولندا ونخبتها
بأمر من الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين.
وتوقفت الحركة في هذه الدولة
الواقعة وسط أوروبا اليوم لمدة دقيقتين حزنا على ضحايا الطائرة الرئاسية وسط حداد
لمدة أسبوع أعلنه القائم بأعمال الرئاسة رئيس البرلمان برونيسلاف
كوموروفسكي.
وأعلنت روسيا بدورها الحداد يوما على ضحايا الطائرة الرئاسية
البولندية وانضمت إليهما اليوم التشيك التي كان رئيسها فاكلاف كلاوس صديقا لنظيره
البولندي القتيل. وهذا هو الحادث الأخير في سلسسلة حوادث طيران قتل فيها زعماء في
القرن الأخير.
تجاهل
النصيحة
في
غضون ذلك تتواصل التحقيقات في أسباب تحطم الطائرة وسط تأكيدات غرفة المراقبة
الروسية والمسوؤلين الروس أن "الطيار تجاهل النصيحة بالتوجه إلى موسكو أو مينسك
بسبب الضباب الكثيف وقرر الهبوط حيث كان يجب أن لا يهبط".
وقال متحدث باسم وزير
المواصلات الروسي إن صوت الطيار وتسجيلات الرحلة تجرى معاينتها في مختبرات خاصة
بحضور مسؤولين بولنديين بينهم ممثلون عن النائب العام البولندي.
وأشار محقق روسي
إلى أن أكثر من أربعين اختصاصيا يقومون الآن بالعمل في موقع التحطم في غابة قريبة
من مطار سمولنسك.
وكان الرئيس البولندي ومحافظ البنك المركزي وقائد الجيش من بين
قتلى تحطم الطائرة وهي من طراز توبوليف 154وقد سقطت في الأحراج على بعد نحو
كيلومترين من المطار.
موعد
الانتخابات
وفي التداعيات الدستورية لغياب الرئيس البولندي يستعد برونيسلاف
كوموروفسكي القائم بأعمال الرئيس البولندي لمحادثات وشيكة مع الأحزاب السياسية
للاتفاق على موعد الانتخابات الرئاسية.
وفي كلمة متلفزة موجهة إلى الشعب, قال
كوموروفسكي إن عليه أن يعلن موعد انتخابات الرئاسة خلال 14 يوما, على أن تجرى
الانتخابات في غضون ستين يوما من ذلك الإعلان.
يُشار إلى أن كاتشينسكي كان يطمح
لترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة من خمس سنوات في سبتمبر/أيلول القادم بعد انتهاء
فترته الرئاسية، لكن الصحفي العربي المقيم في وارسو زهير أبو السبع أشار للجزيرة
إلى أن فرص نجاحه كانت ضعيفة بسبب انخفاض شعبيته في البلاد.
يذكر أيضا أن دور
الرئيس في بولندا رمزي إلى حد بعيد إلا أن من يتولى هذا المنصب يمكنه نقض التشريعات
الحكومية.
تعهدات
مدفيديف
تعهد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بإجراء تحقيق دقيق لمعرفة كافة
الملابسات المتعلقة بحادث تحطم الطائرة الرئاسية البولندية قبل هبوطها في مطار
منطقة سمولينسك الروسية، والذي أدى إلى مقتل جميع ركابها وعلى رأسهم الرئيس ليخ
كاتشينسكي وعقيلته وعدد من كبار المسؤولين بينهم مدير مكتب الرئيس ورئيس مكتب الأمن
القومي ورئيس الأركان وقائد القوى البرية وأحد نواب وزير الخارجية وحاكم المصرف
المركزي و50 نائباً بولونياً.
وأعلن مدفيديف، في رسالة تعزية متلفزة للشعب
البولوني، الحداد الوطني الرسمي في روسيا يوم الاثنين على أرواح ضحايا الطائرة
المذكورة، مشيراً إلى أن التحقيق بهذا الشأن سيجري بالتعاون مع الجانب البولندي.
وذكر تقرير لتلفزيون فيستي الروسي أن مدفيديف أمر بتشكيل لجنة تحقيق خاصة
بالحادث برئاسة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي وصل مكان الحادث للإشراف شخصياً
على التحقيق، والذي أمر بدوره اللجنة المختصة بالتحقيق للعمل طيلة ساعات الليل
لمعرفة نتيجة التحقيق بأسرع وقت، مشيراً إلى أنه حسب التحقيقات الأولية فإن طاقم
الطائرة لم يستمع لنصيحة برج المراقبة بمطار سمولينسك العسكري بعدم الهبوط في
المطار وأن يذهب للهبوط في المطار الإحتياطي الآخر نظراً للظروف الجوية الصعبة،
موضحاً أن الرئيس البولندي الذي كان يترأس وفداً عالي المستوى كان ينوي زيارة مقبرة
ضباط الجيش البولندي الذين قتلوا في غابة كاتين بالقرب من سمولينسك خلال الحرب
العالمية الثانية.
وفي هذا السياق، قال نائب قائد القوة الجوية الروسية ألكسندر
أليوشين إنه بحسب التحقيقات الأولية فإن طاقم الطائرة لم ينفذ تعليمات برج المراقبة
في المطار، مشيراً إلى أن قائد الطائرة تو 154 التي تنقل الرئيس البولندي أبلغ وعلى
مسافة 50 كيلومتراً من المطار بوجود ضباب كثيف، وأن الجو لا يساعد على الهبوط في
المطار ونصح بالذهاب إلى المطار الاحتياطي الآخر في المدينة، موضحاً أن الطاقم رغم
ذلك قرر الهبوط في المطار المذكور.
وأعلن أليوشين أن برج المراقبة في المطار
المذكور لاحظ زيادة سرعة هبوط الطائرة بينما كانت على ارتفاع 100 متر ولمسافة تبعد
حوالي كيلومترين من أرض المطار، وعندها حاول قائد الطائرة العدول عن الهبوط وأعطى
تعليمات للطاقم بمحاولة الإنتقال للمطار الآخر، إلا أن طاقم الطائرة استمر في
الهبوط مما أدى إلى ارتطام الطائرة وتحطمها على قمم الأشجار نتيجة الضباب الكثيف.