إنسانٌ عَمِلَ بضمير.. ولذلك أخطأ، و
أيضاً، أصاب،وسواء
كنا نختلف أو نتفق في غازي القصيبي،
إلا انه من المؤكد أن
ليس فينا من يختلف على شاعريته
وثقافته وفكره وإلمامه بالأدب..
وكم كنتُ
أتمنى أن يتخلى “أبو يارا” من كل المناصب بعد
سفارته في لندن،
ويتفرغ للشخصية
التي بهرت الناس في كلامه وفي شعره وثقافته،
وحضوره،
وكم كان سيفيدنا غازي،
ومثله، لو كان سفيراً بلا سفارة،
ينقل برؤيته الجميلة مانريد أن يسمعه
العالم،
عن روح الإسلام وجوهره، وعن القضية الفلسطينية،
وعن
الصهيونية،
لاسيما أنه متحدثٌ لبق باللغة الإنجليزية والألمانية…
ولكن للأسف
الشديد
كسبناه وزيرا للصحة ، خسرناه وزيراً للمياه
ولم نكسبه وزيراً للعمل..
وبعُد عنا غازي المثقف.
هذه قصيدته وهو الآن في فراش المرض،
نسأل الله له الشفاء العاجل.
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم
الوبيل
أغالب الألام مهما طغت
بحسبي الله ونعم
الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بُعيد
الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي
بصدره المشؤوم همي
الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير
العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي
أنر لخطوتي سواء
السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا
أعود إذ لم يبق إلا
القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه
جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فأغفر أيا رب لعبد
ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال
النخيل
أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب
النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤزني في الليل صوت
الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات
العويل
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني .. هديل