قلبت
نظرية علمية حديثة قائمة على تحليل بقايا ومستحثات بشرية تعود إلى عصور ما
قبل التاريخ نظرية التطور الطبيعي التقليدية رأسا على عقب، وأكدت أن البشر
هم حصيلة تطور سلالات مختلفة، تعايشت خلال العصور الغابرة.
وقالت الدكتورة ميفي ليكي انها عثرت على أدلة تؤكد تعايش نوعين من
السلالات البشرية في الوقت نفسه في كينيا، يما يتناقض مع نظرية النشوء
التقليدية التي تفترض وجود جذر سلالي مشترك واحد للبشر.
فالنظرية القديمة هي أن أقدم نوع من البشر وهو ‘الهومو هابيلس’ تطور إلى
‘الهومو ايريكتوس’ وثم تطور إلى الإنسان الحديث أو ‘الهومو سابينس’.
ولكن اكتشاف ليكي يبين أن النوعين الأولين عاشا بشكل متزامن قبل ما يقارب
1.5 مليون سنة، بأجزاء من كينيا، لمدة تقارب نصف مليون سنة، وقد نشرت ليكي
هذا التقرير الخميس عبر ‘مجلة الطبيعة’.
ويأتي هذا الاستنتاج بعد فحوصات وتحقيقات استمرت سبعة أعوام، وتركزت على
جمجمة كاملة تابعة لإنسان ‘الهومو ايريكتوس’ وجدت عام 2000 على مقربة من
بقايا أخرى تعود للفك العلوي من جمجمة إنسان ‘الهومو هابيلس.’
وبينت الدراسات التي تناولت عمر البقايا أن هذه الفصائل عاشت في أوقات
متزامنة، الأمر الذي يتناقض وفرضية أن يكون أحدهما نتاج تطور الآخر.
وفي هذا السياق، رجح أستاذ علم التطور التشريحي بجامعة لندن، فرد سبور، أن
تكون تلك الأنواع البشرية قد تعايشت بجوار بعضها دون اختلاط أو احتكاك،
مما سمح لكل منها بالتطور بشكل منفصل، وشبه ذلك بالعلاقة بين فصائل
الشمبانزي والقرود، التي تتعايش في منطقة واحدة بشكل مستقل.
وأبدى سبور اعتقاده أن ‘الهومو هابيلس’ كانوا نباتيين، فيما أقبل ‘الهومو
ايريكتوس’ على تناول اللحوم، ورجح وجود جذور مشتركة قديمة لتلك الفصائل،
تعود إلى ما قبل مليونين أو ثلاثة ملايين عام وهي فترة غامضة بالنسبة
للعلماء نظرا لعدم وجود أي بقايا تساعد على فهمها.