بيت لحم- تحليل معا- بات التصعيد الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، غير خاف على أحد بعد أن أقدم الجيش الاسرائيلي فجر السبت على اغتيال ثلاثة ناشطين في نابلس، أحدهم حاصل على عفو شامل بموجب اتفاق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وكذلك قيامه بقصف مجموعة من الفلسطينيين قرب حدود بيت حانون في شمال قطاع غزة ما أدى الى استشهاد ثلاثة شبان من القرية البدوية "أم النصر" في شمال القطاع.
وأثار هذا التصعيد قلقاً في أوساط عدة على كافة المستويات، فهل ستعود المنطقة من جديد الى دوامة العنف وسفك الدماء؟، ربما موقف الرئاسة الفلسطينية وحكومتها عكس هذا القلق، لا سيما بعد ما تحقق من استقرار على الصعيدين الامني والاقتصادي خلال الفترة الماضية في الاراضي الفلسطينية وعلى وجه الخصوص في الضفة الغربية التي شهدت نموا غير مسبوق على هذه الصعد.
الرئاسة سارعت الى اتهام اسرائيل بتدمير امن واستقرار الشعب الفلسطيني، وجر الفلسطينيين إلى دوامة العنف الدموية للخروج من دائرة الضغوط الدولية المتزايدة على حكومة بنيامين نتنياهو وتحميلها مسؤولية انسداد أفق عملية السلام بسبب تعنتها ورفضها وقف سياسة الاستيطان والالتزام بمرجعيات عملية السلام.
كما رأت الرئاسة أن اسرائيل بارتكابها "الجريمة الدموية" في نابلس وغزة تسعى لتخريب النجاحات التي حققتها السلطة الوطنية في الضفة الغربية ولتدمير الهدنة في قطاع غزة، من خلال العودة إلى مربع العنف والتصعيد الدموي ضد الشعب الفلسطيني، تمهيداً لاستحضار ذريعة لا يوجد شريك فلسطيني والطعن بجدارته في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
بينما رئيس الوزراء د. سلام فياض بدا قلقا من التصعيد الاسرائيلي على وجه يوحي بالغضب إزاء سياسة الحكومة الاسرائيلية التي إتهمها بمحاولة خلط الأوراق بهدف التهرب من الاستحقاقات السياسية المطلوبة منها وخاصة المتعلقة بوقف الإجتياحات العسكرية للمناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة وقف الاستيطان وممارسات المستوطنين.
وفي ذات الوقت حاول فياض أن يوجه رسالة تهدئة للجمهور الفلسطيني الذي يعيش على وقع تهديد ووعيد فصائل "المقاومة" التي سارعت لإصدار بيانات تتوعد بالرد على اسرائيل، وقال فياض: "ثقتنا بشعبنا ووعيه ويقظته هي ثقة كبيرة وأكيدة بعدم الانجرار مرة أخرى إلى دوامة العنف والفوضى وتقويض حالة الاستقرار والأمن التي تحققت بفعل التفافه حول الجهود التي بذلتها السلطة الوطنية على هذا الصعيد".
فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب الاقصى التي شعيت شهداءها في نابلس هددت بالرد القاسي على إسرائيل، ولمّح الناطق باسمها في نابلس "أبو محمود" بتنفيذ عمليات "فدائية" داخل اسرائيل، فيما رأت كتائب المقاومة الوطنية أن الفصائل مطالبة بالرد وهذا ما أجمعت عليه حركة الجهاد الاسلامي ولكن في الوقت المناسب حسب قولها.
حتى الاحزاب والفصائل السياسية انفلتت من عقالها وذهبت للتهديد بعدم الصمت طويلا أمام سياسة حكومة نتنياهو "المتعنتة"، فيما رأت شخصيات من بينها د. مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية أن "جريمتي غزة ونابلس" يجب ان تدفع الجميع نحو استعادة الوحدة الوطنية والتوحد في مقاومة الاحتلال الذي يستهدف الجميع دون استثناء.
بدورها اعتبرت حركة حماس اغتيال الناشطين في نابلس واستشهاد ثلاثة في غزة بجريمة حرب، مستغلة ما حدث في نابلس للمطالبة بتفعيل دور "المقاومة" وحمايتها بدلا من ملاحقتها، حسب قولها.
وبعد غياب لم يدم طويلا عاد مشهد المواجهات وتشييع الشهداء الى نابلس في الضفة الغربية، فقد خرج اكثر من 20 ألف مواطن يحملون الشهداء الثلاثة عنان صبح ( 33 عاما) الحاصل على عفو شامل، ورائد عبد الجبار السركجي ( 38 عاما) وغسان ابو شرخ وهو شقيق الشهيد نايف أبو شرخ قائد كتائب شهداء الاقصى بنابلس، وسط هتافات الغضب والمطالبة بالثأر والانتقام.
فيما وصف اللواء جبرين البكري محافظ نابلس ما حصل بالجريمة متهما الحكومة الاسرائيلية بالسعي لتفجير الاوضاع في الاراضي الفلسطينية للتهرب من استحقاقات عملية السلام.
وأكد الدكتور غسان حمدان مدير الاغاثة الطبية الفلسطينية أن قوات الاحتلال أقدمت على إعدام الشهداء الثلاثة بدم بارد، حيث اعدمت السركجي باطلاق الرصاص على رأسه وقلبه امام زوجته، وقامت باطلاق النار على ابو شرخ خلال عملية اقتياده خارج المنزل بدم بارد.
وقالت هند ( 20 عاما) احدى قريبات الشهيد السركجي ان قوات الاحتلال اقتحمت منزل خالها رائد السركجي واطلقت عليه النار بشكل مباشر امام زوجته واولاده الاثنين، وعندما حاولت زوجته تهاني ( 30 عاما) الدفاع عنه اطلق عليها جنود الاحتلال النار على قدميها وهي حامل.
في المقابل لم تذعن اسرائيل لاتهامها بالسعي لتوتير الاوضاع، مدعية أن من جرى اغتيالهم في نابلس هم نشطاء مسؤولون عن قتل مستوطن بالرصاص الخميس الماضي في شمال الضفة الغربية، كما ادعت ان الشهداء الثلاثة الذين اغتالتهم في قصف على شمال غزة كانوا يحاولون تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال والتسلل عبر الجدار الالكتروني المضروب على القطاع.
وجاء في الرواية الاسرائيلية لاحداث نابلس "أن الجيش لاحق وحاصر خلية فلسطينية بتهمة قتل المستوطن مئير شالوم، وخلال العملية قتل 3 ناشطين وجرى ضبط 4 بنادق من نوع ام 16 وعدد من المسدسات".
وتوعدت اسرائيل بالاستمرار في ما وصفته استهداف "الخلايا" التي تنفذ عمليات ضد الاسرائيليين، متهمة "خلية" نابلس بأنها من خلال عملياتها كانت تضر بمصالح الشعب الفلسطيني الاقتصادية وتخرب اجواء السلام.
وفي ظل التصعيد الأخير المتزامن مع جمود عملية التسوية وتوقف المفاوضات بسبب رفض اسرائيل وقف الاستيطان وتهويد القدس، ومع تصاعد اعتداءات المستوطنين والجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية والحصار المشدد على قطاع غزة يخشى مراقبون من اندلاع موجة عنف جديدة قد تأكل الاخضر واليابس وتدمر ما بناه الطامحون للسلام في الشرق الاوسط والعالم.
ويرى المراقبون أن اسرائيل اذا تُركت دون ضغوط حقيقية تلزمها بتنفيذ ما عليها من استحقاقات لعملية السلام فإنها بلا شك ستواصل سياستها "الاحادية" التي في نهاية المطاف ستشعل العنف من جديد.
اليكم بعض الصور في العملية الاسرائيلية على مدينة نابلس
والله يرحم جميع شهدائنا الابرار الذين ضحو في انفسهم بحق ابناء الشعب الفلسطيني ولأبناء الشعب الفلسطيني
وأثار هذا التصعيد قلقاً في أوساط عدة على كافة المستويات، فهل ستعود المنطقة من جديد الى دوامة العنف وسفك الدماء؟، ربما موقف الرئاسة الفلسطينية وحكومتها عكس هذا القلق، لا سيما بعد ما تحقق من استقرار على الصعيدين الامني والاقتصادي خلال الفترة الماضية في الاراضي الفلسطينية وعلى وجه الخصوص في الضفة الغربية التي شهدت نموا غير مسبوق على هذه الصعد.
الرئاسة سارعت الى اتهام اسرائيل بتدمير امن واستقرار الشعب الفلسطيني، وجر الفلسطينيين إلى دوامة العنف الدموية للخروج من دائرة الضغوط الدولية المتزايدة على حكومة بنيامين نتنياهو وتحميلها مسؤولية انسداد أفق عملية السلام بسبب تعنتها ورفضها وقف سياسة الاستيطان والالتزام بمرجعيات عملية السلام.
كما رأت الرئاسة أن اسرائيل بارتكابها "الجريمة الدموية" في نابلس وغزة تسعى لتخريب النجاحات التي حققتها السلطة الوطنية في الضفة الغربية ولتدمير الهدنة في قطاع غزة، من خلال العودة إلى مربع العنف والتصعيد الدموي ضد الشعب الفلسطيني، تمهيداً لاستحضار ذريعة لا يوجد شريك فلسطيني والطعن بجدارته في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
بينما رئيس الوزراء د. سلام فياض بدا قلقا من التصعيد الاسرائيلي على وجه يوحي بالغضب إزاء سياسة الحكومة الاسرائيلية التي إتهمها بمحاولة خلط الأوراق بهدف التهرب من الاستحقاقات السياسية المطلوبة منها وخاصة المتعلقة بوقف الإجتياحات العسكرية للمناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة وقف الاستيطان وممارسات المستوطنين.
وفي ذات الوقت حاول فياض أن يوجه رسالة تهدئة للجمهور الفلسطيني الذي يعيش على وقع تهديد ووعيد فصائل "المقاومة" التي سارعت لإصدار بيانات تتوعد بالرد على اسرائيل، وقال فياض: "ثقتنا بشعبنا ووعيه ويقظته هي ثقة كبيرة وأكيدة بعدم الانجرار مرة أخرى إلى دوامة العنف والفوضى وتقويض حالة الاستقرار والأمن التي تحققت بفعل التفافه حول الجهود التي بذلتها السلطة الوطنية على هذا الصعيد".
فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب الاقصى التي شعيت شهداءها في نابلس هددت بالرد القاسي على إسرائيل، ولمّح الناطق باسمها في نابلس "أبو محمود" بتنفيذ عمليات "فدائية" داخل اسرائيل، فيما رأت كتائب المقاومة الوطنية أن الفصائل مطالبة بالرد وهذا ما أجمعت عليه حركة الجهاد الاسلامي ولكن في الوقت المناسب حسب قولها.
حتى الاحزاب والفصائل السياسية انفلتت من عقالها وذهبت للتهديد بعدم الصمت طويلا أمام سياسة حكومة نتنياهو "المتعنتة"، فيما رأت شخصيات من بينها د. مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية أن "جريمتي غزة ونابلس" يجب ان تدفع الجميع نحو استعادة الوحدة الوطنية والتوحد في مقاومة الاحتلال الذي يستهدف الجميع دون استثناء.
بدورها اعتبرت حركة حماس اغتيال الناشطين في نابلس واستشهاد ثلاثة في غزة بجريمة حرب، مستغلة ما حدث في نابلس للمطالبة بتفعيل دور "المقاومة" وحمايتها بدلا من ملاحقتها، حسب قولها.
وبعد غياب لم يدم طويلا عاد مشهد المواجهات وتشييع الشهداء الى نابلس في الضفة الغربية، فقد خرج اكثر من 20 ألف مواطن يحملون الشهداء الثلاثة عنان صبح ( 33 عاما) الحاصل على عفو شامل، ورائد عبد الجبار السركجي ( 38 عاما) وغسان ابو شرخ وهو شقيق الشهيد نايف أبو شرخ قائد كتائب شهداء الاقصى بنابلس، وسط هتافات الغضب والمطالبة بالثأر والانتقام.
فيما وصف اللواء جبرين البكري محافظ نابلس ما حصل بالجريمة متهما الحكومة الاسرائيلية بالسعي لتفجير الاوضاع في الاراضي الفلسطينية للتهرب من استحقاقات عملية السلام.
وأكد الدكتور غسان حمدان مدير الاغاثة الطبية الفلسطينية أن قوات الاحتلال أقدمت على إعدام الشهداء الثلاثة بدم بارد، حيث اعدمت السركجي باطلاق الرصاص على رأسه وقلبه امام زوجته، وقامت باطلاق النار على ابو شرخ خلال عملية اقتياده خارج المنزل بدم بارد.
وقالت هند ( 20 عاما) احدى قريبات الشهيد السركجي ان قوات الاحتلال اقتحمت منزل خالها رائد السركجي واطلقت عليه النار بشكل مباشر امام زوجته واولاده الاثنين، وعندما حاولت زوجته تهاني ( 30 عاما) الدفاع عنه اطلق عليها جنود الاحتلال النار على قدميها وهي حامل.
في المقابل لم تذعن اسرائيل لاتهامها بالسعي لتوتير الاوضاع، مدعية أن من جرى اغتيالهم في نابلس هم نشطاء مسؤولون عن قتل مستوطن بالرصاص الخميس الماضي في شمال الضفة الغربية، كما ادعت ان الشهداء الثلاثة الذين اغتالتهم في قصف على شمال غزة كانوا يحاولون تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال والتسلل عبر الجدار الالكتروني المضروب على القطاع.
وجاء في الرواية الاسرائيلية لاحداث نابلس "أن الجيش لاحق وحاصر خلية فلسطينية بتهمة قتل المستوطن مئير شالوم، وخلال العملية قتل 3 ناشطين وجرى ضبط 4 بنادق من نوع ام 16 وعدد من المسدسات".
وتوعدت اسرائيل بالاستمرار في ما وصفته استهداف "الخلايا" التي تنفذ عمليات ضد الاسرائيليين، متهمة "خلية" نابلس بأنها من خلال عملياتها كانت تضر بمصالح الشعب الفلسطيني الاقتصادية وتخرب اجواء السلام.
وفي ظل التصعيد الأخير المتزامن مع جمود عملية التسوية وتوقف المفاوضات بسبب رفض اسرائيل وقف الاستيطان وتهويد القدس، ومع تصاعد اعتداءات المستوطنين والجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية والحصار المشدد على قطاع غزة يخشى مراقبون من اندلاع موجة عنف جديدة قد تأكل الاخضر واليابس وتدمر ما بناه الطامحون للسلام في الشرق الاوسط والعالم.
ويرى المراقبون أن اسرائيل اذا تُركت دون ضغوط حقيقية تلزمها بتنفيذ ما عليها من استحقاقات لعملية السلام فإنها بلا شك ستواصل سياستها "الاحادية" التي في نهاية المطاف ستشعل العنف من جديد.
اليكم بعض الصور في العملية الاسرائيلية على مدينة نابلس
والله يرحم جميع شهدائنا الابرار الذين ضحو في انفسهم بحق ابناء الشعب الفلسطيني ولأبناء الشعب الفلسطيني