الانفجار العظيم وتوحش "الخنازير"
أكثر ما شغل العلماء في 2009
أكثر ما شغل العلماء في 2009
الساحة الإعلامية، ولاقت اهتماماً واسعاً.. وقد تعددت تلك الأحداث ما بين اكتشافات
جديدة، تسخر لخدمة البشرية، كالاكتشافات الطبية والعلاجية، والأبحاث الفضائية،
وتجارب علمية أثارت جدلاً واسعاً مثل تجربة "الانفجار العظيم".
نبدأ بأبرز الأحداث التي صنعت الأخبار في العام
المنصرم وهو مرض أنفلونزا الخنازير والذي اجتاح العالم والوطن
العربي.
يعد مرض أنفلونزا الخنازير من أهم أحداث عام 2009
المؤثرة على مستوى العالم عامة وعلى مصر والوطن العربي خاصةً ولا نبالغ إذا أطلقنا
عليه كارثة العام المنصرم، بسبب ما ألحقه من خسائر بشرية وحيوانية واقتصادية فادحة،
فبالرغم من التقدم الطبي والعلمي إلا أن ذلك لم يشفع للدول الفقيرة قبل الدول
المتقدمة فى صد هذا الوباء الذى انتشر بسرعة الريح..
ورغم كل وسائل الدفاع التى اتخذتها جميع الدول لصد هذا
الوباء إلا أنه أبى أن يتوقف قبل إلحاق الخسائر الفادحة... ورفض عام 2009 أن ينتهي
بدون الأعلان عن ظهور وباء جديد في الدول الأوروبية وهو أنفلونزا الماعز المعروف
بفيروس "كيو".
تجارب علمية
ومن أكثر التجارب العلمية التي أثارت جدلاً تجربة "الانفجار العظيم"،
حيث تصدرت تلك التجربة التي عكف عليها علماء فيزياء دوليون في معمل "سيرن" على
الحدود السويسرية الفرنسية حديث الصحف والمواقع الإخبارية الأجنبية باعتبارها أكبر
تجربة علمية عرفتها البشرية لتمثيل "الانفجار الكبير" الذي حدث قبل ملايين
السنين.
وتجربة "الانفجار العظيم" أطلق عليها أصحابها بأنها "فريدة" لإثبات
حقيقة خلق الكون أو نشأة الكون.. ولم تسلم هذه التجربة من الانتقادات العقائدية
باعتبارها تجربة تتطرق إلى قصة الخلق وكيفية نشوء الكون، وسعى العلماء إلى تطويع
العلم لإثبات أن الكون نشأ عن طريق انفجار كبير صنعته الطبيعة وليس من صنع الله عز
وجل، وهو ما يتعارض مع ما جاءت به الأديان السماوية.
وبدأ تشغيل تجربة ما يعرف باصطدام الهادرون الضخم لمحاكاة "الانفجار
الأعظم" الذي يعتقد أنه مصدر لنشأة الكون في نوفمبر 2009، وذلك بعد توقف للتجربة
طيلة 14 شهراً.
فضاء وفلك
رصدها تليسكوب "هابل" وهى مولد 30 نظام شمسي صغير خرج إلى العالم من "سديم أورويون"
التى تبعد 1500 سنة ضوئية عن الأرض.
ويبدو أن المشهد الذى التقطه "هابل" كأنه لوحة ملونة بحسب ما أكده
العلماء، وقد تم تدريب كاميرات التليسكوب فى "سديم أوريون" على التقاط الصور، والتى
وجدت فقاعات صغيرة تحيط بالنجوم الجديدة.
كما رصد التليسكوب الفضائي "فيرمي" انفجاراً فضائياً لأشعة جاما بقوة
لا مثيل لها، وهو الأقوى بين الانفجارات الكونية التي يتم رصدها على
الإطلاق.
ومن الأحداث الفضائية المهمة أيضاً، اكتشف علماء الفلك أصغر كوكب خارج
المجموعة الشمسية يدعى "جليسي 581" وهو اسم مأخوذ من النجم الذي يدور حوله، ويبلغ
حجمه أقل من ضعفي حجم الأرض.
كما اكتشف علماء الفلك الأوروبيون 32 كوكباً جديداً خارج المجموعة
الشمسية، ليصل بذلك إجمالي عدد الكواكب الخارجية المعروفة إلى أكثر من 400
كوكب.
وعلى الجانب الآخر، لم يخل عام 2009 من إرسال مهمات فضائية لدراسة القمر
بشكل أكثر عمقاً من مهمات القرن الماضي، وذلك للبحث عن الماء والجليد والمعادن
ودراسة سبل تطويره بهدف بناء مستوطنات بشرية على سطحه.
وقد وافقت وكالة "ناسا" الأمريكية على تصميم تقدم به مواطن أرجنتيني،
لأول منزل يتم إقامته على سطح القمر، حيث تعتزم "ناسا" إرسال بعثة لها تستقر على
سطح القمر 6 أشهر لدراسة البيئة والتربة، ومن المقرر إرسالها قبل حلول عام
2020.
ولمزيد من الاكتشافات القمرية، أطلقت "ناسا" صاروخ "أريس 1-إكس"، الذي
يُعد أكبر صاروخ على وجه الأرض، إلى الفضاء، في مهمة استكشافية، تمهيداً لمهام أخرى
تعتزم "ناسا" القيام بها مستقبلاً إلى القمر، ولاحقاً إلى المريخ.
نجاحات طبية
رغم الجدل الثائر حول الجوانب الأخلاقية وتأثيرها النفسي على المريض،
تمكن أطباء من إجراء جراحة للأمريكي جيمس ماكي البالغ من العمر 59 عاماً من بوسطن،
وهو أول رجل وثالث شخص في العالم، يجري جراحة زرع وجه، بعد تعرضه لإصابات بليغة إثر
سقوطه على وجهه على أحد الكوابل الكهربائية للسكك الحديدية.
ونجح فريق من الجراحين الفرنسيين في إجراء أول جراحة لزرع وجه ويدين
لشخص في وقت واحد، مشيرين إلى أن المريض الذي أجريت له الجراحة 30 عاماً كان قد
أصيب بحروق بالغة إثر تعرضه لحادث، وتعرض وجهه ويديه لحروق من الدرجة الثالثة ما
اضطر الأطباء إلى بتر كل أصابعه.
الأمريكية التي استبدلت وجهها تكشف عنده |
تمكنت من التنفس والحديث بشكل طبيعي لأول مرة منذ خمسة أعوام للإعراب عن تقديرها
لفريق الأطباء الذي أجرى لها عملية زراعة وجه، في أول عملية من نوعها في الولايات
المتحدة.
ما زلنا نتحدث عن أهم الانجازات الطبية، فقد نجح الجراح الأسباني بيدرو
كافاداس في إجراء أول عملية زرع لسان وفك على الاطلاق، وقد زرع للمريض الذي لم يكشف
عن هويته، لسان وفك في إطار جراحة زرع وجه تجرى للمرة الأولى في
أسبانيا.
كما نجح أطباء مصريون في إجراء أول عملية قسطرة لطفل يدعي يوسف مدحت
سمير يبلغ من العمر 6 أشهر بمستشفي الشيخ زايد التخصصي بمحافظة 6 أكتوبر، وذلك
بعد تركيب أحدث جهاز لقسطرة المخ ضمن منظومة طبية متخصصة جديدة لعلاج تلك الحالات
النادرة.
وفي نفس الصدد، نجح فريق طبي فلسطيني في إجراء عملية قسطرة علاجية تعد
الأولى من نوعها لمريض كان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وجلطة قلبية حادة في
الجدار الأسفل للقلب نتيجة انسداد مفاجئ في الشريان التاجي الأيمن، كما نجح أطباء
ألمان في إجراء جراحة لزرع أصغر قلب صناعي في العالم حتى الآن.
جوائز نوبل العلمية
جائزة نوبل |
الأمريكيين وجاء هذا العام كالعادة خاوي اليدين للوطن العربي، فمنذ أن حصل العالم
المصري أحمد زويل على نوبل فى الكيمياء عام 1999 وحتى الآن لم يدر نوبل وجهه للوطن
العربى مرة أخرى.
أعلنت اللجنة المانحة لجائزة نوبل عن منح جائزة نوبل للفيزياء للعام
2009 للبريطاني "تشارلز كاو" وللكندي الأمريكي "ويلارد بويل" والأمريكي "جورج سميث"
تكريماً لأعمالهم في مجال الألياف البصرية والمواد نصف الناقلة.
كما منحت جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2009 لثلاثة علماء درسوا تركيب
وعمل "الرايبوزومات" التي توصف بأنها مصنع البروتين في الخلية، والعلماء الثلاثة هم
الأمريكي "فينكاترامان راماكريشنان" والأمريكي"توماس شتايز" والإسرائيلية "آدا
يوناث".
وتعتبر يوناث هى الإسرائيلية الأولى التي تفوز بجائزة نوبل ورابع امرأة
تفوز بها في العالم كله، وتوزع الجائزة بالتساوي بين العلماء الثلاثة الذين أسهموا
في الكشف بتفصيل مثير عن التركيب الجزيئي الضخم والمعقد "للريبوزوم.".
كما تقاسم ثلاثة علماء أمريكيين جائزة نوبل للفيزيولوجيا أو الطب للعام
2009 اعترافاً بدورهم في اكتشاف كيفية حماية "الكروموزومات".
وأعلن معهد كارولينسكا السويدي الذي يمنح جائزة نوبل للطب فوز
العلماء الثلاثة "إليزابيث بلاكبورن" و"كارول جرايدر" و"جاك سزوستاك" الذين
سيتقاسمون قيمة الجائزة البالغة 1.42 مليون دولار معاً.
أهم الحالات المستنسخة
رغم كل ما يشوب هذه العملية من جدل ديني وأخلاقي، نجح علماء إيرانيون في
استنساخ أول عجل في الشرق الأوسط أطلق عليه "بونيان"، وذلك في إطار بحوث الخلايا
الجذعية.
كما تمكن علماء في كوريا الجنوبية من استنساخ كلاب معدلة وراثياً تحمل
جينات "فلورية" مضيئة تجعلها تتوهج في الظلام، ليصبحوا بذلك أول من يستنسخ هذا
النوع من الكلاب.
أحدث الاختراعات
سيارة مصنوعة من شيكولاته |
دروب الخيال التى نقرئها عادةً في الروايات والأساطير، ومن الممكن أن ندرجه تحت
مسمى التكهنات بما سيحدث في المستقبل، إلا أن كشف بروفيسور في جامعة أريزونا، أن
أسطولاً من الروبوتات "الرجال الآليون" يتمكنون في المستقبل القريب من استكشاف
الكون.
وتمكن باحثون من مختبر تابع لجامعة العين بالإمارات، من تصنيع أول إنسان
آلي تفاعلي يتكلم العربية، يجسد شخصية الفيلسوف والعالم المسلم "ابن سينا" الذي عاش
في القرن الحادي عشر.
كما أعلن باحثون عن تطوير سيارة تدعى "إيكون" إطاراتها مصنعة من الجزر
وهيكلها من البطاطس ومقاعدها من فول الصويا, أما وقودها فمن الشيكولاتة, يمكنها
السير بسرعة 145 ميلاً في الساعة.
أحداث بيئية
لا يكاد يمر يوم من دون أن يسمع العالم عن فيضان هنا أو جفاف هناك، ومن
دون أن يرى الناس صور الضحايا والمشردين بسبب الأعاصير والأمطار، ولا يمر شهر من
دون نشر دراسة علمية أو نقل تقرير يتضمن تحذيرات من علماء أو خبراء بشأن الحالة
الصحية المعتلة لكوكب الأرض بسبب التلوث البيئي والتغيرات المناخية
المتسارعة.
الأمر الذي جعل القادة والمسؤولين والخبراء يتجمعون في كوبنهاجن لمدة 11
يوماً بهدف التوصل إلى اتفاقات عاجلة تساعد في كبح جماح انبعاثات الغازات المسببة
للاحتباس الحراري، وتضع الأسس لاجراءات ملزمة للدول للحد من انبعاث الغازات الدفيئة
بنسب محددة قبل أن ينتهي أمد اجراءات معاهدة كيوتو في 2012.
في مدينة كوبنهاجن بالدنمارك، معلنة فشل المفاوضات في التوصل إلى اتفاق يرضي
الجميع، يبقى الوضع معلقاً لحين إشعار آخر.
ومن آثار التغيرات المناخية، لم يعد لجزيرة "بيرميخا" التي تبلغ مساحتها
ثمانين كيلومتراً مربعاً على خرائط خليج المكسيك القديمة أى وجود، ويرى الباحثون أن
جزيرة "بيرميخا" التي تقع على بعد مائة ميل شمال غرب شبه جزيرة يوكاتان فيما مضى
كانت آخر نقطة أرضية للمكسيك، غير أنها اختفت من الخرائط منذ أكثر من عشرة أعوام،
ربما بعدما غمرتها المياه.
وكانت هناك مبادرات صريحة لمواجهة مشكلة الاحتباس الحراري، بعد أن أدرك
الجميع مدي خطورتها على البشرية، لذا دعا بان كي-مون الأمين العام للأمم المتحدة،
العالم للعودة إلى الظلمة والمساهمة في حملة "رمزية" يوم 28 مارس للتحذير من مخاطر
هذه الظاهرة التي تهدد البشرية، وقد شاركت مصر في هذه المبادرة للحفاظ على مناخ
الأرض.