أعلنت 12
شركة أوروبية عن إطلاق مشروع عملاق للطاقة المستديمة بتكلفة تقدر بـ400 مليار يورو،
ما يوازي 560 مليار دولار، يشمل بناء شبكة ضخمة من محطات توليد الكهرباء من الطاقة
الشمسية في الصحراء الكبرى لتزويد أوروبا بالطاقة، وأطلق على المشروع اسم "مبادرة
ديزرتيك الصناعية" وتشارك فيه 12 شركة ومؤسسة مالية أوروبية
من بينها دويتشك بنك وسيمنز وشركة E.ON الألمانية للطاقة وشركة ABB التي تعمل في مجال بناء محطات الطاقة، ويأمل الكونستريوم ومقره
مدينة ميونخ الألمانية بالمباشرة بإمداد القارة بالكهرباء بحلول عام
2015.
وسيوفر المشروع 15% من احتياجات القارة من الطاقة بحلول عام 2050 عن طريق
سلسلة من محطات توليد طاقة شمسية وشبكاك نقل الطاقة عبر شمال أفريقيا والشرق
الأوسط.، وقال المدير التنفيذي في الشركة بول فان سون "حان الوقت لتحويل هذه الرؤية
إلى واقع وهو ما يتطلب تعاون العديد من الجهات والدول لإقامة قاعدة ثابتة للمشاريع
الاستثمارية المربحة في مجال تقنيات الطاقة المستديمة وربط شبكات الكهرباء"، وتشمل
المرحلة الأولى من المشروع بناء شبكة عملاقة من محطات توليد الطاقة في الصحراء
الكبرى باستخدام تقنية تركيز الطاقة الشمسية التي تعتمد على توجيه أشعة الشمس
المركزة إلى خزانات مياه لتوليد البخار اللازم لتشغيل عنفات توليد كهرباء على مدار
24 ساعة و52 أسبوعا في العام، وسيتم نقل الكهرباء إلى القارة الأوروبية عبر شبكة
نقل كهرباء تستخدم كوابل عالية التقنية نسبة الفاقد فيها متدنية للغاية، وأشار فان
سون إلى أن هذه الخطوة تعتبر في غاية الأهمية لتحويل القارة الأوروبية وشمال
أفريقيا والشرق الأوسط إلى مصدري طاقة متجددة.
كما يوفر المشروع قسما مهما من
احتياجات الطاقة في الدول المنتجة كما سيعمل على تحويل مياه البحر إلى مياه صالحة
للشرب ومياه ري تستفيد منها مجتمعات الدول المنتجة، ويحظى المشروع بدعم المستشارة
الألمانية انجيلا ميركل التي ترغب في الحد اعتماد بلادها على الغاز الروسي، كما
أعربت عدد من دول شمال أفريقيا عن رغبتها في الاشتراك في المشروع، وكانت فكرة
المشروع انطلقت عام 2007 عندما أقيمت مشروعات صغيرة لإنتاج الكهرباء اعتمادا على
الطاقة الشمسية.