سوء
التوافق الجنسي
ودوره في اضطراب العلاقات الزوجية
يعتبر وجود
علاقات جنسية سليمة ومشبعة بين الزوجين أمرًا أساسيًا في كل زواج سعيد ناضج. ذلك
أنه إذا كان السكن هدفًا من أهداف الزواج كما ورد في الآية القرآنية الكريمة: " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل
بينكم مودة ورحمة"، فإن المشاكل الجنسية منغص كبير لهذا السكن على المستويين
النفسي والجسدي.
ولذلك اعتبر الحديث الشريف
العلاقة الجنسية بين الزوجين عملاً نُؤجر عليه، فقد روى مسلم عن أبي ذر في حديث
طويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " وفي بضع أحدكم صدقة (البضع يعني
الاتصال الجنسي) قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال
صلى الله عليه وسلم: " أرأيتم لو وضعها في حرام كان عليه وزر؟" قالوا: بلى يا رسول
الله، قال: "فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر".
وقد أثبتت الدراسات
النفسية أن السكن والمودة والرحمة بين الزوجين تزداد قوة بوجود توافق جنسي بينهما.
وذلك لأن العلاقة الجنسية بحكم طبيعتها مصدر نشوة ولذة؛ فهي تشبع حاجة مُلحة لدى
الرجل والمرأة على السواء. واضطراب إشباع هذه الغريزة لمدة طويلة يسبب توترًا
نفسيًا ونفورًا بين الزوجين؛ إلى الحد الذي جعل كثيرًا من المتخصصين ينصحون بالبحث
وراء كل زواج فاشل أو متعثر عن اضطراب من هذا النوع. وكثيرًا ما يتنقل العديد من
هؤلاء الأزواج بين العيادات الطبية والنفسية مدة طويلة يبحثون عن العلاج الناجع
لشكاواهم ومشاكلهم دون جدوى وهم لا يدرون، أو يدرون ولا يصرحون، إن وراء كل ذلك
معاناة واضطرابًا في العلاقات الجنسية.
وفي المقابل فإن العديد من الصعوبات
والمشكلات داخل الأسرة يمكن أن يغطي عليها ويخفف من وقعها وجود توافق جنسي بين
الزوجين. ذلك أن الارتواء الجنسي المشبع يجعل الحب وعلاقة المودة يتجددان باستمرار،
مما يورث نوعًا من الرضا عن الآخر؛ يجعل كل زوج يغض الطرف عن هفوات صاحبه، كما قال
الشاعر:
وعين
السخط تُبدي المساويا
وعين
الرضا عن كل عيب كليلة
لهذا
فمن الطبيعي أن نجد العيادات النفسية تمتلئ بهذا النوع من الأزواج الذين يطلبون
المساعدة. وسنحاول هنا أن نبين بعض الأسباب التي تسبب سوء التوافق الجنسي بين
الزوجين.
أسباب سوء التوافق الجنسي
الجهل بحق
المرأة في المتعة الجنسية:
وهذا راجع إلى النظرة إلى المرأة التي نعتبرها
محل متعة وكفى! وعليها أن تهتم بالإنجاب والأولاد، أما الاستمتاع فهو من حق الرجل
وحده! وقد ساد هذا في مجتمعنا - كما في مجتمعات كثيرة- ولا يزال شائعًا مع الأسف
الشديد. وهو مناقض لقواعد الزواج السليم، كما هو مناقض للشرع الكريم الذي يقتضي أن
من الواجب على الزوج أن يعف زوجته؛ كما أن من الواجب عليها أن تعفه. ذلك أن التصور
الذي يقتضي بأن تكون الزوجة إيجابية أثناء العملية الجنسية، يكسب هذه العملية
مزيدًا من الإثارة والحيوية والبهجة، ويجعل المرأة أكثر شعورًا بالمتعة وأكثر
تحقيقًا للذات. أما اكتفاء المرأة بالانتظارية والمسايرة، دون تلقائية ومبادرة إلى
المداعبة والإثارة والمباشرة، يجعل المرأة تخرج من العملية الجنسية دون ارتواء تام
لنهمها الجنسي. كما يفقد زوجها قدرًا مهمًا من الإثارة والمتعة
عدم
وجود التفاعل الجنسي بين الزوجين:
فكثيرًا ما تخلو الحياة الجنسية
للزوجين من مساعدة كل واحد منهما الآخر على التمتع باللذة وتحقيق الإشباع الجنسي.
وهو ما يسبب نفورًا نفسيًا قد يتطور إلى علاقات سيئة متوترة. وقد يُصرَف ذلك التوتر
على مستويات متعددة، فيقل الاهتمام بالأسرة، ويهرب الزوج خارج البيت بحثًا عن جو
آخر موفر للراحة النفسية، أو قد تنطوي الزوجة على نفسها أسفًا.
ومن ذلك؛ ألا
يجد الزوج من زوجته تجاوبًا جنسيًا كافيًا: يبدأ من عدم التزين لزوجها إلى الفعل
الإيجابي الممتد إلى آخر مراحل الاتصال الجنسي… أو ألا تجد الزوجة من زوجها
الاهتمام بمتعها الجنسية. فلا يساعدها كما هو ضروري على بلوغ الالتذاذ (أي قمة
اللذة الجنسية)، بل بمجرد أن يقضي وطره يديرها ظهره! وهذا أيضا قد يترك لدى الزوجة
استمرار الرغبة الجنسية، مما قد يسبب انفعالاً نفسيًا يؤثر تأثيرًا سلبيًا على
العلاقات الأسرية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن للظروف الحياة وحالة الشخص الجسدية
والنفسية تأثيرًا في نشاطه للعملية الجنسية. فحالة التعب والحاجة إلى النوم والتوتر
النفسي والقلق والانشغال الشديد والخوف والاكتئاب، كلها حالات تجعل الإنسان - في
الغالب - عاجزًا عن أن يُثار جنسيًا. وأحيانًا لا يشعر أحد الزوجين بمعاناة الطرف
الآخر، فيغضب لعدم استجابته للمداعبة والإثارة، فينزوي عنه أو يقاطعه عن سوء فهم.
وهذا يفرض على كل زوجين أن يأخذا بعين الاعتبار ظروف الطرف الآخر ووضعيته الجسدية
والنفسية
التوافق الجنسي
ودوره في اضطراب العلاقات الزوجية
يعتبر وجود
علاقات جنسية سليمة ومشبعة بين الزوجين أمرًا أساسيًا في كل زواج سعيد ناضج. ذلك
أنه إذا كان السكن هدفًا من أهداف الزواج كما ورد في الآية القرآنية الكريمة: " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل
بينكم مودة ورحمة"، فإن المشاكل الجنسية منغص كبير لهذا السكن على المستويين
النفسي والجسدي.
ولذلك اعتبر الحديث الشريف
العلاقة الجنسية بين الزوجين عملاً نُؤجر عليه، فقد روى مسلم عن أبي ذر في حديث
طويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " وفي بضع أحدكم صدقة (البضع يعني
الاتصال الجنسي) قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال
صلى الله عليه وسلم: " أرأيتم لو وضعها في حرام كان عليه وزر؟" قالوا: بلى يا رسول
الله، قال: "فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر".
وقد أثبتت الدراسات
النفسية أن السكن والمودة والرحمة بين الزوجين تزداد قوة بوجود توافق جنسي بينهما.
وذلك لأن العلاقة الجنسية بحكم طبيعتها مصدر نشوة ولذة؛ فهي تشبع حاجة مُلحة لدى
الرجل والمرأة على السواء. واضطراب إشباع هذه الغريزة لمدة طويلة يسبب توترًا
نفسيًا ونفورًا بين الزوجين؛ إلى الحد الذي جعل كثيرًا من المتخصصين ينصحون بالبحث
وراء كل زواج فاشل أو متعثر عن اضطراب من هذا النوع. وكثيرًا ما يتنقل العديد من
هؤلاء الأزواج بين العيادات الطبية والنفسية مدة طويلة يبحثون عن العلاج الناجع
لشكاواهم ومشاكلهم دون جدوى وهم لا يدرون، أو يدرون ولا يصرحون، إن وراء كل ذلك
معاناة واضطرابًا في العلاقات الجنسية.
وفي المقابل فإن العديد من الصعوبات
والمشكلات داخل الأسرة يمكن أن يغطي عليها ويخفف من وقعها وجود توافق جنسي بين
الزوجين. ذلك أن الارتواء الجنسي المشبع يجعل الحب وعلاقة المودة يتجددان باستمرار،
مما يورث نوعًا من الرضا عن الآخر؛ يجعل كل زوج يغض الطرف عن هفوات صاحبه، كما قال
الشاعر:
وعين
السخط تُبدي المساويا
وعين
الرضا عن كل عيب كليلة
لهذا
فمن الطبيعي أن نجد العيادات النفسية تمتلئ بهذا النوع من الأزواج الذين يطلبون
المساعدة. وسنحاول هنا أن نبين بعض الأسباب التي تسبب سوء التوافق الجنسي بين
الزوجين.
أسباب سوء التوافق الجنسي
الجهل بحق
المرأة في المتعة الجنسية:
وهذا راجع إلى النظرة إلى المرأة التي نعتبرها
محل متعة وكفى! وعليها أن تهتم بالإنجاب والأولاد، أما الاستمتاع فهو من حق الرجل
وحده! وقد ساد هذا في مجتمعنا - كما في مجتمعات كثيرة- ولا يزال شائعًا مع الأسف
الشديد. وهو مناقض لقواعد الزواج السليم، كما هو مناقض للشرع الكريم الذي يقتضي أن
من الواجب على الزوج أن يعف زوجته؛ كما أن من الواجب عليها أن تعفه. ذلك أن التصور
الذي يقتضي بأن تكون الزوجة إيجابية أثناء العملية الجنسية، يكسب هذه العملية
مزيدًا من الإثارة والحيوية والبهجة، ويجعل المرأة أكثر شعورًا بالمتعة وأكثر
تحقيقًا للذات. أما اكتفاء المرأة بالانتظارية والمسايرة، دون تلقائية ومبادرة إلى
المداعبة والإثارة والمباشرة، يجعل المرأة تخرج من العملية الجنسية دون ارتواء تام
لنهمها الجنسي. كما يفقد زوجها قدرًا مهمًا من الإثارة والمتعة
عدم
وجود التفاعل الجنسي بين الزوجين:
فكثيرًا ما تخلو الحياة الجنسية
للزوجين من مساعدة كل واحد منهما الآخر على التمتع باللذة وتحقيق الإشباع الجنسي.
وهو ما يسبب نفورًا نفسيًا قد يتطور إلى علاقات سيئة متوترة. وقد يُصرَف ذلك التوتر
على مستويات متعددة، فيقل الاهتمام بالأسرة، ويهرب الزوج خارج البيت بحثًا عن جو
آخر موفر للراحة النفسية، أو قد تنطوي الزوجة على نفسها أسفًا.
ومن ذلك؛ ألا
يجد الزوج من زوجته تجاوبًا جنسيًا كافيًا: يبدأ من عدم التزين لزوجها إلى الفعل
الإيجابي الممتد إلى آخر مراحل الاتصال الجنسي… أو ألا تجد الزوجة من زوجها
الاهتمام بمتعها الجنسية. فلا يساعدها كما هو ضروري على بلوغ الالتذاذ (أي قمة
اللذة الجنسية)، بل بمجرد أن يقضي وطره يديرها ظهره! وهذا أيضا قد يترك لدى الزوجة
استمرار الرغبة الجنسية، مما قد يسبب انفعالاً نفسيًا يؤثر تأثيرًا سلبيًا على
العلاقات الأسرية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن للظروف الحياة وحالة الشخص الجسدية
والنفسية تأثيرًا في نشاطه للعملية الجنسية. فحالة التعب والحاجة إلى النوم والتوتر
النفسي والقلق والانشغال الشديد والخوف والاكتئاب، كلها حالات تجعل الإنسان - في
الغالب - عاجزًا عن أن يُثار جنسيًا. وأحيانًا لا يشعر أحد الزوجين بمعاناة الطرف
الآخر، فيغضب لعدم استجابته للمداعبة والإثارة، فينزوي عنه أو يقاطعه عن سوء فهم.
وهذا يفرض على كل زوجين أن يأخذا بعين الاعتبار ظروف الطرف الآخر ووضعيته الجسدية
والنفسية