ما هي نظرية الأكوان المتعددة ؟
تقترح نظرية الأكوان المتعددة أن كوننا بكل مجراته ونجومه التي لا حصر لها والممتدة لملايين السنين الضوئية قد لا يكون الوحيد. وقد يكون هناك كون آخر -منفصل تمامًا- وأكوان أخرى أيضًا. في الواقع، قد تكون هناك أكوان لا حصر لها، خاضعة لقوانينها الخاصة في الفيزياء، ولها مجموعاتها الخاصة من النجوم والمجرات، وربما حضارة متقدمة خاصة، وأن كوننا واحد من مجموعة كبيرة من العوالم.
نشأ مفهوم الأكوان المتعددة في مجالات قليلة من الفيزياء والفلسفة، ولكن المثال الأكثر وضوحًا أتى من نظرية التضخم، التي تصف حالة فرضية وهي حدوث تمدد سريع في فترة زمنية قصيرة عندما كان كوننا صغير جدًا، وأصبحت عدة أنظمة أكبر حجمًا من السابق وفقًا لناسا.
يُعتقد أن كوننا توقف عن التضخم قبل 14 مليار سنة بحسب هيلينغ دينغ، وهو عالم كونيات وخبير في نظرية الأكوان المتعددة من جامعة أريزونا: «ومع ذلك فالتضخم لم ينتهِ في كل مكان في الوقت نفسه، وقد ينتهي في مكان ويستمر في مكان آخر».
وعلى هذا، بينما توقف كوننا عن التضخم، استمر في مناطق أخرى بعيدة وما زال مستمرًا حتى الآن.
يمكن الأكوان الفردية أن تضغط الأكوان المتضخمة الأكبر ما يخلق موجة لا نهائية من التضخم، مليئة بالعديد من الأكوان الفردية.
يخضع كل كون إلى قوانينه الخاصة في الفيزياء وله مجموعته الخاصة من الجزيئات وقواه وثوابته الخاصة في هذا السيناريو المستمر للتضخم.
قال دينغ أن هذا ما يفسر لماذا لكوننا خواص لا يمكن تفسيرها بقوانين الفيزياء الأساسية كالمادة المظلمة والثابت الكوني: «إذا كان هناك تعدد، سيكون هنالك العديد من الثوابت الكونية العشوائية في الأكوان الأخرى، ومصادفةً نلاحظ القيم التي نملكها».
قال ماكولين ساندورا، وهو عالم أبحاث في معهد بلو ماربل الفضائي للعلوم: «أكبر دليل على الأكوان المتعددة هو وجود الحياة، حياة ذكية بطريقة خاصة تعطي ملاحظات كونية. بعض جوانب كوننا تبدو خاصة ومهمة لدعم الحياة، مثل طول عمر النجوم ووفرة الكربون وتوافر الضوء من أجل التركيب الضوئي واستقرار النواة المعقدة. ولكن كل تلك السمات عادة لا تكون كذلك في حال الكون العشوائي».
«تقدم نظرية الأكوان المتعددة تفسيرًا واحدًا مناسبًا لكل هذه السمات في كوننا، وهو أن هناك أكوانًا أخرى موجودة أيضًا، ونلاحظها لأنها قادرة على دعم الحياة المختلفة».
بعبارة أخرى، الكثير من الأشياء كان يجب أن تصطف في كوننا ليبدو وجود الحياة غير ممكن. وإذا كان هناك كون واحد فقط، فمن المرجح أن لا توجد الحياة فيه.
ولكن في الأكوان المتعددة، هناك ما يكفي من الفرص لظهور الحياة في كون واحد على الأقل، ولكن هذه النظرية ليست مقنعة وأغلب العلماء يشكون في إمكانية وجود الأكوان المتعددة.
حاول العديد من العلماء العثور على المزيد من الأدلة المادية والقوية لوجود الأكوان المتعددة، على سبيل المثال، لو تصادم كون مجاور مع كوننا منذ فترة طويلة سيخلق بصمة قابلة للاكتشاف. ويمكن أن يكون هذا الأثر تشوهات في إشعاع الخلفية الكونية الميكروي -الضوء المتبقي عندما كان الكون أصغر بمليون مرة مما هو عليه اليوم- أو في خصائص المجرات، وفقًا لمدونة الكون المبكر التي نشرتها جامعة كوليدج لندن.
ولكن كل هذه الأبحاث لا جدوى منها لذلك ما تزال الأكوان المتعددة مجرد فرضية.
يبحث دينغ عن دليل على الأكوان المتعددة بواسطة أنواع خاصة من الثقوب السوداء التي يمكن أن تكون قطعًا من كوننا انفصلت إلى كونها الخاص من خلال عملية تسمى نفق الكم.
لو انفصلت بعض مناطق كوننا بهذه الطريقة، لتركت وراءها فقاعات من شأنها أن تتحول إلى ثقوب سوداء، قد تظل موجودة حتى اليوم. قال دينغ: «إن الكشف المحتمل عن هذه الثقوب يمكن أن يشير بعد ذلك إلى وجود الأكوان المتعددة».
لعل الأثر المحير في الأكوان المتعددة هو وجود النظراء. إذا كان هناك حقًا عدد لا نهائي من الأكوان ولكن عددًا محدودًا من الطرق لترتيب الجسيمات في أي كون فردي، ثم تكرار الأنماط نفسها في نهاية المطاف. هذا يعني أنه على مسافة قريبة -ولكن محدودة- ستكون هناك نسخة مشابهة لنا يقرؤون نسخة من هذه المقالة.
ولأنه سيكون هناك عدد لا نهائي من الأكوان، سيكون هناك عدد لا نهائي من هذه السيناريوهات الدقيقة التي تحدث في وقت واحد، وفقًا لمعهد الفيزياء. إذا كنت غير مرتاح لهذا، اطمئن، فالأكوان المتعددة هذه لم تثبت بعد.
المصدر
تقترح نظرية الأكوان المتعددة أن كوننا بكل مجراته ونجومه التي لا حصر لها والممتدة لملايين السنين الضوئية قد لا يكون الوحيد. وقد يكون هناك كون آخر -منفصل تمامًا- وأكوان أخرى أيضًا. في الواقع، قد تكون هناك أكوان لا حصر لها، خاضعة لقوانينها الخاصة في الفيزياء، ولها مجموعاتها الخاصة من النجوم والمجرات، وربما حضارة متقدمة خاصة، وأن كوننا واحد من مجموعة كبيرة من العوالم.
نشأ مفهوم الأكوان المتعددة في مجالات قليلة من الفيزياء والفلسفة، ولكن المثال الأكثر وضوحًا أتى من نظرية التضخم، التي تصف حالة فرضية وهي حدوث تمدد سريع في فترة زمنية قصيرة عندما كان كوننا صغير جدًا، وأصبحت عدة أنظمة أكبر حجمًا من السابق وفقًا لناسا.
يُعتقد أن كوننا توقف عن التضخم قبل 14 مليار سنة بحسب هيلينغ دينغ، وهو عالم كونيات وخبير في نظرية الأكوان المتعددة من جامعة أريزونا: «ومع ذلك فالتضخم لم ينتهِ في كل مكان في الوقت نفسه، وقد ينتهي في مكان ويستمر في مكان آخر».
وعلى هذا، بينما توقف كوننا عن التضخم، استمر في مناطق أخرى بعيدة وما زال مستمرًا حتى الآن.
يمكن الأكوان الفردية أن تضغط الأكوان المتضخمة الأكبر ما يخلق موجة لا نهائية من التضخم، مليئة بالعديد من الأكوان الفردية.
يخضع كل كون إلى قوانينه الخاصة في الفيزياء وله مجموعته الخاصة من الجزيئات وقواه وثوابته الخاصة في هذا السيناريو المستمر للتضخم.
قال دينغ أن هذا ما يفسر لماذا لكوننا خواص لا يمكن تفسيرها بقوانين الفيزياء الأساسية كالمادة المظلمة والثابت الكوني: «إذا كان هناك تعدد، سيكون هنالك العديد من الثوابت الكونية العشوائية في الأكوان الأخرى، ومصادفةً نلاحظ القيم التي نملكها».
قال ماكولين ساندورا، وهو عالم أبحاث في معهد بلو ماربل الفضائي للعلوم: «أكبر دليل على الأكوان المتعددة هو وجود الحياة، حياة ذكية بطريقة خاصة تعطي ملاحظات كونية. بعض جوانب كوننا تبدو خاصة ومهمة لدعم الحياة، مثل طول عمر النجوم ووفرة الكربون وتوافر الضوء من أجل التركيب الضوئي واستقرار النواة المعقدة. ولكن كل تلك السمات عادة لا تكون كذلك في حال الكون العشوائي».
«تقدم نظرية الأكوان المتعددة تفسيرًا واحدًا مناسبًا لكل هذه السمات في كوننا، وهو أن هناك أكوانًا أخرى موجودة أيضًا، ونلاحظها لأنها قادرة على دعم الحياة المختلفة».
بعبارة أخرى، الكثير من الأشياء كان يجب أن تصطف في كوننا ليبدو وجود الحياة غير ممكن. وإذا كان هناك كون واحد فقط، فمن المرجح أن لا توجد الحياة فيه.
ولكن في الأكوان المتعددة، هناك ما يكفي من الفرص لظهور الحياة في كون واحد على الأقل، ولكن هذه النظرية ليست مقنعة وأغلب العلماء يشكون في إمكانية وجود الأكوان المتعددة.
حاول العديد من العلماء العثور على المزيد من الأدلة المادية والقوية لوجود الأكوان المتعددة، على سبيل المثال، لو تصادم كون مجاور مع كوننا منذ فترة طويلة سيخلق بصمة قابلة للاكتشاف. ويمكن أن يكون هذا الأثر تشوهات في إشعاع الخلفية الكونية الميكروي -الضوء المتبقي عندما كان الكون أصغر بمليون مرة مما هو عليه اليوم- أو في خصائص المجرات، وفقًا لمدونة الكون المبكر التي نشرتها جامعة كوليدج لندن.
ولكن كل هذه الأبحاث لا جدوى منها لذلك ما تزال الأكوان المتعددة مجرد فرضية.
يبحث دينغ عن دليل على الأكوان المتعددة بواسطة أنواع خاصة من الثقوب السوداء التي يمكن أن تكون قطعًا من كوننا انفصلت إلى كونها الخاص من خلال عملية تسمى نفق الكم.
لو انفصلت بعض مناطق كوننا بهذه الطريقة، لتركت وراءها فقاعات من شأنها أن تتحول إلى ثقوب سوداء، قد تظل موجودة حتى اليوم. قال دينغ: «إن الكشف المحتمل عن هذه الثقوب يمكن أن يشير بعد ذلك إلى وجود الأكوان المتعددة».
لعل الأثر المحير في الأكوان المتعددة هو وجود النظراء. إذا كان هناك حقًا عدد لا نهائي من الأكوان ولكن عددًا محدودًا من الطرق لترتيب الجسيمات في أي كون فردي، ثم تكرار الأنماط نفسها في نهاية المطاف. هذا يعني أنه على مسافة قريبة -ولكن محدودة- ستكون هناك نسخة مشابهة لنا يقرؤون نسخة من هذه المقالة.
ولأنه سيكون هناك عدد لا نهائي من الأكوان، سيكون هناك عدد لا نهائي من هذه السيناريوهات الدقيقة التي تحدث في وقت واحد، وفقًا لمعهد الفيزياء. إذا كنت غير مرتاح لهذا، اطمئن، فالأكوان المتعددة هذه لم تثبت بعد.
المصدر