من يمكنه أخذ لقاح كوفيد-19 بأمان؟
يؤكد الخبراء أن لقاح كوفيد-19 آمن بالنسبة لمعظم الناس، لكن وفقًا لما ذكر، لم يثبت أمان اللقاح بعد بالنسبة للنساء الحوامل أو المرضعات أو الذين أصيبوا سابقًا بفيروس كوفيد-19، وأيضًا فإن الأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة تجاه أي من مكونات اللقاح لا يستطيعون أخذه. أما الذين يعانون أمراض المناعة الذاتية أو غيرها من الأمراض يجب أن يراجعوا طبيبهم قبل الحصول على اللقاح.
أطلقت الحملة الأولى للقاح كوفيد-19 في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأوصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بترخيص الاستخدام الطارئ لكل من لقاحي فايزر بيونتيك وموديرنا.
يُعطى هذان اللقاحان حقنًا عضليًا على جرعتين، بفاصل 21 يومًا بالنسبة للقاح فايزر و28 يومًا بالنسبة لموديرنا.
هل لقاح كوفيد-19 آمن؟
يؤكد الدكتور ويليام شافنر خبير الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت في تينيسي أن كلًا من لقاحي موديرنا وفايزر يعدان آمنين.
قال شافنر لهيلث لاين: «خضعت هذه اللقاحات من الناحية العلمية لفحص دقيق من قبل لجنتين خبيرتين مستقلتين عن كل من الشركات والحكومة، وحصل اللقاحان المذكوران على موافقة كل من اللجنتين».
ذكرت الدكتورة آن ليو اختصاصية الأمراض المعدية في وحدة الرعاية الصحية في ستانفورد في كاليفورنيا أنه لا داعي للقلق بشأن أي آثار جانبية محتملة طويلة الأمد للقاح، إذ إنه لا يبقى في الجسم فترة طويلة جدًا، فالاستجابة المناعية المتولدة قصيرة الأمد وتستقر بسرعة إلى حد ما خلال عدة أسابيع.
تقول الدكتورة ليو: «هذه اللقاحات ليست مثل الأدوية التي تتراكم في جسمك أو تغير شيئًا في بنيتك مسببة تأثيرات لاحقة».
لا يوجد فرق واضح في السلامة أو الفاعلية بين لقاحَي موديرنا وفايزر.
صرح الدكتور دين بلومبرج رئيس قسم الأمراض المعدية لدى الأطفال في جامعة كاليفورنيا ديفيس لهيلث لاين: «بتقديري، يبدو اللقاحان متشابهين للغاية في السلامة والفعالية، ولذلك لا أفضل أحدهما على الآخر».
يعد لقاح كوفيد-19 آمنًا بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، ولكن توجد بعض الحالات التي تتطلب اعتبارات خاصة، ومنها:
أولًا: الأشخاص الذين يعانون الحساسية:
تلقت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عدة تقارير أوضحت ظهور ردود فعل تحسسية شديدة لدى بعض الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد-19.
وقد صرح بلومبرج لهيلث لاين: «أُصيب عدد قليل من المرضى بردود فعل تحسسية وهذا ما يجب أخذه بالحسبان دومًا. ومع أنه غير شائع فإن فرط الحساسية (التأق) يُعد خطرًا ومهددًا للحياة».
تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يمتنع الأشخاص الذين أُصيبوا بحساسية شديدة تجاه أي من مكونات لقاح كوفيد-19 عن أخذ اللقاح.
يُفضل أن يستشير الذين لديهم حساسية تجاه أنواع أخرى من اللقاحات أو العلاجات القابلة للحقن أطباءهم لمعرفة ما يجب عليهم فعله وما الخيار الأفضل بالنسبة لهم.
أما الذين لديهم ردود فعل تحسسية شديدة ليس لها صلة باللقاح (مثل التحسس على الطعام أو السموم أو الحيوانات الأليفة أو اللاتكس) فيستطيعون الحصول على اللقاح.
ينصح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأشخاص الذين عانوا فرط حساسية تجاه الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19 بألا يتلقوا الجرعة الثانية.
تجب مراقبة المرضى الذين ليس لديهم تاريخ تحسسي سابق مدة خمس عشرة دقيقة بعد التطعيم، أما الذين لديهم سوابق فرط تحسس فيراقبون مدة زمنية مضاعَفة تصل إلى ثلاثين دقيقة.
قال شافنر: «إذا كان لديك تاريخ سابق لتفاعلات تحسسية ملحوظة فستراقب مدة نصف ساعة بعد تلقي اللقاح، وذلك لضمان السلامة أكثر».
ثانيًا: النساء الحوامل والمرضعات:
لا توجد بيانات عن مدى أمان لقاح كوفيد-19 للحوامل، فالتجارب السريرية للقاح لم تشمل الحوامل ولا المرضعات.
صرحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «استنادًا إلى المعطيات الراهنة، لا نعتقد أن لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) قد تشكل خطرًا على الحامل أو الجنين».
وأضافوا: «قد نعطي الحوامل اللقاح إذا كُنَّ ضمن مجموعات الخطر الموصى بإعطائهم، مثل موظفي الرعاية الصحية».
وخلافًا لذلك، نصحت الهيئة التنظيمية الصحية في المملكة المتحدة بعدم التطعيم في أثناء الحمل.
قال شافنر: «لا يستدعي هذا قلق الحوامل في الولايات المتحدة، إذ من المتوقع وجود آراء مختلفة لأن الموضوع لم يُدرس بعد. أعتقد أن زملاءنا في المملكة المتحدة يوافقون على عدم وجود سبب مقنع لتوقع الآثار السلبية للقاح في الأم أو الجنين».
وأضاف: «لوحظ أن ما يقارب 72-74% من العاملين في مجال الرعاية الصحية هم من النساء، إضافة إلى وجود 330,000 امرأة حامل من العاملين في مجال الرعاية الصحية. لذا يجب السماح بتلقيح الحوامل بحال أردنا تلقيح العاملين في مجال الرعاية الصحية».
أسست الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء لجنة عالية الخبرة لدراسة قضية التلقيح هذه، وقد أعطت اللجنة موافقتها على تلقيح الحوامل، وأيضًا وافقت اللجنة الاستشارية لممارسات التمنيع.
يقول بلومبيرغ: «قد تصاب الحوامل بأمراض خطيرة بسبب كوفيد-19 بنسبة أعلى من غيرهن، إضافةً لازدياد احتمال حدوث مضاعفات الحمل، لذا أعتقد أن فوائد التطعيم تفوق مخاطره المحتملة».
لا توجد بيانات حول أمان لقاح كوفيد-19 على المرضعات أو تأثيره في الرضع، وأوضحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن اللقاح لا يشكل خطرًا على الرضع المعتمدين على الرضاعة الطبيعية.
ثالثًا: الأفراد الذين لديهم مسحة كوفيد-19 إيجابية:
تشير التجارب السريرية إلى أن اللقاح آمن للذين أصيبوا سابقًا بفيروس كوفيد-19.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يجب تأجيل اللقاح حتى يشفى الفرد من الأمراض الحادة إذا كانت الأعراض ظاهرة، ويستوفي جميع معايير إنهاء العزل. ومع ذلك، فالأمر مختلف قليلًا بالنسبة للذين تلقوا العلاج بالأجسام المضادة لكوفيد-19.
يقول شافنر: «هذه الأجسام المضادة موجهة تحديدًا ضد فيروس كوفيد-19، لذلك ستتداخل مع الاستجابة المناعية المحفزة باللقاح».
تشير الأدلة الحالية إلى أن المناعة قد تستمر تسعين يومًا بعد الشفاء، لذا يجب الحصول على اللقاح بعد ثلاثة أشهر من تلقي الأجسام المضادة ولن يقدم فائدة قبل هذه المدة.
رابعًا: الذين يعانون أمراضًا مزمنة:
أظهرت التجارب السريرية أن فعالية اللقاح وأمانه متماثلة لدى المصابين بأمراض مزمنة والأصحاء.
قد يأخذ المصابون بأمراض مزمنة اللقاح بأمان بحال لم يكن لديهم مضادات استطباب للقاح.
قال بلومبرغ: «لا نملك معلومات كافية بعد بالنسبة للمرضى منقوصي المناعة أو المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، ولكنهم معرضون لخطر أكبر للإصابة الحادة بفيروس كورونا لذا بإمكانهم الحصول على اللقاح».
وقال: «يُعد أخذ اللقاح قرارًا فرديًا بالنسبة لهؤلاء، ويمكنهم استشارة أطبائهم قبل أخذ القرار، ولكن لم أجد سببًا فعليًا يجعل اللقاح ضارًا بالنسبة لهذه الفئة وأعتقد أن فوائده تفوق مخاطره».
وأيدت ليو الفكرة قائلة: «هؤلاء أكثر عرضة لخطر المضاعفات عمومًا، ولا نعلم إن كان اللقاح سيسبب لهم ضررًا ما رغم فائدته».
يعتقد الخبراء أن اللقاح قد لا يكون فعالًا لدى الأفراد الذين يعانون نقص المناعة.
يقول شافنر: «قد تكون فاعلية اللقاح لدى المصابين بنقص المناعة أقل من فاعليته لدى الأصحاء، لكن إذا لم يسبب اللقاح أذية فقد يكون مفيدًا لهم إضافة إلى أن معدل الآثار الجانبية منخفض جدًا».
لا تتوفر معلومات حول أمان لقاح كوفيد-19 للمصابين بأمراض المناعة الذاتية، ولكن صرحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بإمكانية إعطاء اللقاح للمصابين بأمراض المناعة الذاتية غير المترافقة مع حالات مرضية أخرى.
وأضافوا: «لم يلاحظ وجود فروقات بالأعراض بين المشاركين بالتجارب السريرية المصابين بأمراض مناعية ذاتية أو أدواء التهابية وتلقوا لقاح كوفيد-19 المعتمد على تقنية حقن mRNA والمشاركين الذين أعطوا الدواء الوهمي (البلاسيبو)».
خلال التجارب السريرية للقاحي موديرنا وفايزر، لوحظ وجود حالات من شلل بيل لدى المشاركين بعد التطعيم. يسبب شلل بيل شللًا مؤقتًا في عضلات الوجه أو ضعفًا فيها.
وذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «وفقًا لإدارة الغذاء والدواء فإن معدل حدوث هذه الحالات يعد ضمن المعدل المتوقع بالنسبة لتعداد السكان، ولا نعتقد أن هذه الإصابات ناتجة عن عواقب التلقيح، لكن من المهم جدًا مراقبة سلامة المرضى حتى بعد التصريح بأمان اللقاح وذلك لتقييم أي علاقة سببية محتملة».
يستطيع الذين لديهم إصابة سابقة بشلل بيل أن يتلقوا لقاح كوفيد-19 في حال لم يكن لديهم مضادات استطباب اللقاح الأخرى.
لم يبلغ عن تسجيل أي إصابات بمتلازمة غيلان بارييه بعد أخذ لقاح كوفيد-19 سواء لقاح شركة فايزر أو موديرنا، يُعطى الذين لديهم سوابق إصابة بهذه المتلازمة اللقاح بحال لم يكن لديهم مضادات استطباب أخرى.
خامسًا: الأطفال والمراهقون:
يُسمح بإعطاء لقاح موديرنا للأشخاص بعمر 18 عامًا أو أكثر، بينما يُعطى لقاح فايزر لمن هم بعمر 16 عامًا أو أكثر.
لا توجد دراسات حول التطعيم بلقاح كوفيد-19 للأطفال، ولا يسمح لهم بأخذه في الوقت الحالي، لكن قريبًا ستبدأ التجارب السريرية حول فعالية لقاح كوفيد-19 وأمانه بالنسبة للأطفال.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن الأولوية تعطى للعاملين في مجال الرعاية الصحية وذوي الأمراض المزمنة نظرًا للتمويل المحدود لحملات لقاح كوفيد-19.
سادسًا: العاملون في مجال الرعاية الصحية:
بتاريخ الثالث من يناير، شُخصت أكثر من 340,000 إصابة بفيروس كوفيد-19 بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأكثر من 1100 وفاة بسبب المرض.
صرحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «عندما يصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بفيروس كوفيد-19 فإنهم لا يستطيعون أداء دورهم في علاج المرضى، ونظرًا للإصابات المتكررة للعاملين في مجال الرعاية الصحية ودورهم الهام في المشافي والمنازل وفي المجتمع عمومًا فقد وجب علينا جعل هذه القضية أولوية وطنية. من المهم أن تتوفر اللقاحات باكرًا لضمان صحة القوى العاملة الأساسية التي يبلغ عددها 21 مليون نسمة تقريبًا، لأننا بحمايتهم نوفر الوقاية لمرضاهم وأسرهم ومجتمعاتهم، ما يضمن صحة البلاد كاملة».
سابعًا: مَرَافِق الرعاية الصحية طويلة الأمد:
يُعد المقيمون في مَرافق الرعاية طويلة الأمد الأكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب كوفيد-19.
بتاريخ السادس من شهر نوفمبر، سُجلت أكثر من 570,000 إصابة مؤكدة وأكثر من 91,000 حالة وفاة بكوفيد-19 بين المقيمين والموظفين في مرافق الرعاية طويلة الأمد في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 39% من إجمالي معدل الوفيات بفيروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «يجب التأكد من حصول المقيمين في مَرافق الرعاية طويلة الأمد على اللقاح فور توفره، فهم الأكثر تعرضًا لخطر الوفاة بسبب كوفيد-19».
وأضافوا: «اختبرت جميع لقاحات كوفيد-19 في تجارب سريرية شملت عشرات الآلاف من المتطوعين للتيقن من مراعاتها لمعايير السلامة وحماية البالغين من مختلف الأعراق والأعمار، بما في ذلك البالغين فوق سن 65 عامًا. لا توجد أي مخاوف جدية من أمان اللقاح، إذ تضمنت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا الألم في موقع الحقن إضافة إلى علامات وأعراض أخرى مثل الحمى والقشعريرة».
وبعد مراجعة جميع المعلومات المتاحة، وافق كل من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها واللجنة الاستشارية لممارسات التمنيع على أن فوائد تلقيح المقيمين في مَرافق الرعاية طويلة الأمد لإنقاذ حياتهم تفوق مخاطر أي آثار جانبية محتملة.
ما مراحل إعطاء لقاح كوفيد-19؟
قدمت اللجنة الاستشارية لممارسات التمنيع توصيات حول أولوية إعطاء لقاح كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
سيعطى اللقاح على أربع مراحل:
وفرت الدفعة الأولى من لقاحات كوفيد-19 في منتصف شهر ديسمبر، وأوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يحصل جميع البالغين على اللقاح في وقت لاحق من عام 2021.
المصدر
يؤكد الخبراء أن لقاح كوفيد-19 آمن بالنسبة لمعظم الناس، لكن وفقًا لما ذكر، لم يثبت أمان اللقاح بعد بالنسبة للنساء الحوامل أو المرضعات أو الذين أصيبوا سابقًا بفيروس كوفيد-19، وأيضًا فإن الأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة تجاه أي من مكونات اللقاح لا يستطيعون أخذه. أما الذين يعانون أمراض المناعة الذاتية أو غيرها من الأمراض يجب أن يراجعوا طبيبهم قبل الحصول على اللقاح.
أطلقت الحملة الأولى للقاح كوفيد-19 في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأوصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بترخيص الاستخدام الطارئ لكل من لقاحي فايزر بيونتيك وموديرنا.
يُعطى هذان اللقاحان حقنًا عضليًا على جرعتين، بفاصل 21 يومًا بالنسبة للقاح فايزر و28 يومًا بالنسبة لموديرنا.
هل لقاح كوفيد-19 آمن؟
يؤكد الدكتور ويليام شافنر خبير الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت في تينيسي أن كلًا من لقاحي موديرنا وفايزر يعدان آمنين.
قال شافنر لهيلث لاين: «خضعت هذه اللقاحات من الناحية العلمية لفحص دقيق من قبل لجنتين خبيرتين مستقلتين عن كل من الشركات والحكومة، وحصل اللقاحان المذكوران على موافقة كل من اللجنتين».
ذكرت الدكتورة آن ليو اختصاصية الأمراض المعدية في وحدة الرعاية الصحية في ستانفورد في كاليفورنيا أنه لا داعي للقلق بشأن أي آثار جانبية محتملة طويلة الأمد للقاح، إذ إنه لا يبقى في الجسم فترة طويلة جدًا، فالاستجابة المناعية المتولدة قصيرة الأمد وتستقر بسرعة إلى حد ما خلال عدة أسابيع.
تقول الدكتورة ليو: «هذه اللقاحات ليست مثل الأدوية التي تتراكم في جسمك أو تغير شيئًا في بنيتك مسببة تأثيرات لاحقة».
لا يوجد فرق واضح في السلامة أو الفاعلية بين لقاحَي موديرنا وفايزر.
صرح الدكتور دين بلومبرج رئيس قسم الأمراض المعدية لدى الأطفال في جامعة كاليفورنيا ديفيس لهيلث لاين: «بتقديري، يبدو اللقاحان متشابهين للغاية في السلامة والفعالية، ولذلك لا أفضل أحدهما على الآخر».
يعد لقاح كوفيد-19 آمنًا بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، ولكن توجد بعض الحالات التي تتطلب اعتبارات خاصة، ومنها:
- الأفراد الذين يعانون الحساسية.
- النساء الحوامل أو المرضعات.
- الأشخاص الذين لديهم مسحة إيجابية لكوفيد-19.
- الأفراد المصابون بالأمراض الطبية المزمنة.
- الأطفال والمراهقون.
تلقت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عدة تقارير أوضحت ظهور ردود فعل تحسسية شديدة لدى بعض الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد-19.
وقد صرح بلومبرج لهيلث لاين: «أُصيب عدد قليل من المرضى بردود فعل تحسسية وهذا ما يجب أخذه بالحسبان دومًا. ومع أنه غير شائع فإن فرط الحساسية (التأق) يُعد خطرًا ومهددًا للحياة».
تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يمتنع الأشخاص الذين أُصيبوا بحساسية شديدة تجاه أي من مكونات لقاح كوفيد-19 عن أخذ اللقاح.
يُفضل أن يستشير الذين لديهم حساسية تجاه أنواع أخرى من اللقاحات أو العلاجات القابلة للحقن أطباءهم لمعرفة ما يجب عليهم فعله وما الخيار الأفضل بالنسبة لهم.
أما الذين لديهم ردود فعل تحسسية شديدة ليس لها صلة باللقاح (مثل التحسس على الطعام أو السموم أو الحيوانات الأليفة أو اللاتكس) فيستطيعون الحصول على اللقاح.
ينصح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأشخاص الذين عانوا فرط حساسية تجاه الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19 بألا يتلقوا الجرعة الثانية.
تجب مراقبة المرضى الذين ليس لديهم تاريخ تحسسي سابق مدة خمس عشرة دقيقة بعد التطعيم، أما الذين لديهم سوابق فرط تحسس فيراقبون مدة زمنية مضاعَفة تصل إلى ثلاثين دقيقة.
قال شافنر: «إذا كان لديك تاريخ سابق لتفاعلات تحسسية ملحوظة فستراقب مدة نصف ساعة بعد تلقي اللقاح، وذلك لضمان السلامة أكثر».
ثانيًا: النساء الحوامل والمرضعات:
لا توجد بيانات عن مدى أمان لقاح كوفيد-19 للحوامل، فالتجارب السريرية للقاح لم تشمل الحوامل ولا المرضعات.
صرحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «استنادًا إلى المعطيات الراهنة، لا نعتقد أن لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) قد تشكل خطرًا على الحامل أو الجنين».
وأضافوا: «قد نعطي الحوامل اللقاح إذا كُنَّ ضمن مجموعات الخطر الموصى بإعطائهم، مثل موظفي الرعاية الصحية».
وخلافًا لذلك، نصحت الهيئة التنظيمية الصحية في المملكة المتحدة بعدم التطعيم في أثناء الحمل.
قال شافنر: «لا يستدعي هذا قلق الحوامل في الولايات المتحدة، إذ من المتوقع وجود آراء مختلفة لأن الموضوع لم يُدرس بعد. أعتقد أن زملاءنا في المملكة المتحدة يوافقون على عدم وجود سبب مقنع لتوقع الآثار السلبية للقاح في الأم أو الجنين».
وأضاف: «لوحظ أن ما يقارب 72-74% من العاملين في مجال الرعاية الصحية هم من النساء، إضافة إلى وجود 330,000 امرأة حامل من العاملين في مجال الرعاية الصحية. لذا يجب السماح بتلقيح الحوامل بحال أردنا تلقيح العاملين في مجال الرعاية الصحية».
أسست الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء لجنة عالية الخبرة لدراسة قضية التلقيح هذه، وقد أعطت اللجنة موافقتها على تلقيح الحوامل، وأيضًا وافقت اللجنة الاستشارية لممارسات التمنيع.
يقول بلومبيرغ: «قد تصاب الحوامل بأمراض خطيرة بسبب كوفيد-19 بنسبة أعلى من غيرهن، إضافةً لازدياد احتمال حدوث مضاعفات الحمل، لذا أعتقد أن فوائد التطعيم تفوق مخاطره المحتملة».
لا توجد بيانات حول أمان لقاح كوفيد-19 على المرضعات أو تأثيره في الرضع، وأوضحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن اللقاح لا يشكل خطرًا على الرضع المعتمدين على الرضاعة الطبيعية.
ثالثًا: الأفراد الذين لديهم مسحة كوفيد-19 إيجابية:
تشير التجارب السريرية إلى أن اللقاح آمن للذين أصيبوا سابقًا بفيروس كوفيد-19.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يجب تأجيل اللقاح حتى يشفى الفرد من الأمراض الحادة إذا كانت الأعراض ظاهرة، ويستوفي جميع معايير إنهاء العزل. ومع ذلك، فالأمر مختلف قليلًا بالنسبة للذين تلقوا العلاج بالأجسام المضادة لكوفيد-19.
يقول شافنر: «هذه الأجسام المضادة موجهة تحديدًا ضد فيروس كوفيد-19، لذلك ستتداخل مع الاستجابة المناعية المحفزة باللقاح».
تشير الأدلة الحالية إلى أن المناعة قد تستمر تسعين يومًا بعد الشفاء، لذا يجب الحصول على اللقاح بعد ثلاثة أشهر من تلقي الأجسام المضادة ولن يقدم فائدة قبل هذه المدة.
رابعًا: الذين يعانون أمراضًا مزمنة:
أظهرت التجارب السريرية أن فعالية اللقاح وأمانه متماثلة لدى المصابين بأمراض مزمنة والأصحاء.
قد يأخذ المصابون بأمراض مزمنة اللقاح بأمان بحال لم يكن لديهم مضادات استطباب للقاح.
قال بلومبرغ: «لا نملك معلومات كافية بعد بالنسبة للمرضى منقوصي المناعة أو المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، ولكنهم معرضون لخطر أكبر للإصابة الحادة بفيروس كورونا لذا بإمكانهم الحصول على اللقاح».
وقال: «يُعد أخذ اللقاح قرارًا فرديًا بالنسبة لهؤلاء، ويمكنهم استشارة أطبائهم قبل أخذ القرار، ولكن لم أجد سببًا فعليًا يجعل اللقاح ضارًا بالنسبة لهذه الفئة وأعتقد أن فوائده تفوق مخاطره».
وأيدت ليو الفكرة قائلة: «هؤلاء أكثر عرضة لخطر المضاعفات عمومًا، ولا نعلم إن كان اللقاح سيسبب لهم ضررًا ما رغم فائدته».
يعتقد الخبراء أن اللقاح قد لا يكون فعالًا لدى الأفراد الذين يعانون نقص المناعة.
يقول شافنر: «قد تكون فاعلية اللقاح لدى المصابين بنقص المناعة أقل من فاعليته لدى الأصحاء، لكن إذا لم يسبب اللقاح أذية فقد يكون مفيدًا لهم إضافة إلى أن معدل الآثار الجانبية منخفض جدًا».
لا تتوفر معلومات حول أمان لقاح كوفيد-19 للمصابين بأمراض المناعة الذاتية، ولكن صرحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بإمكانية إعطاء اللقاح للمصابين بأمراض المناعة الذاتية غير المترافقة مع حالات مرضية أخرى.
وأضافوا: «لم يلاحظ وجود فروقات بالأعراض بين المشاركين بالتجارب السريرية المصابين بأمراض مناعية ذاتية أو أدواء التهابية وتلقوا لقاح كوفيد-19 المعتمد على تقنية حقن mRNA والمشاركين الذين أعطوا الدواء الوهمي (البلاسيبو)».
خلال التجارب السريرية للقاحي موديرنا وفايزر، لوحظ وجود حالات من شلل بيل لدى المشاركين بعد التطعيم. يسبب شلل بيل شللًا مؤقتًا في عضلات الوجه أو ضعفًا فيها.
وذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «وفقًا لإدارة الغذاء والدواء فإن معدل حدوث هذه الحالات يعد ضمن المعدل المتوقع بالنسبة لتعداد السكان، ولا نعتقد أن هذه الإصابات ناتجة عن عواقب التلقيح، لكن من المهم جدًا مراقبة سلامة المرضى حتى بعد التصريح بأمان اللقاح وذلك لتقييم أي علاقة سببية محتملة».
يستطيع الذين لديهم إصابة سابقة بشلل بيل أن يتلقوا لقاح كوفيد-19 في حال لم يكن لديهم مضادات استطباب اللقاح الأخرى.
لم يبلغ عن تسجيل أي إصابات بمتلازمة غيلان بارييه بعد أخذ لقاح كوفيد-19 سواء لقاح شركة فايزر أو موديرنا، يُعطى الذين لديهم سوابق إصابة بهذه المتلازمة اللقاح بحال لم يكن لديهم مضادات استطباب أخرى.
خامسًا: الأطفال والمراهقون:
يُسمح بإعطاء لقاح موديرنا للأشخاص بعمر 18 عامًا أو أكثر، بينما يُعطى لقاح فايزر لمن هم بعمر 16 عامًا أو أكثر.
لا توجد دراسات حول التطعيم بلقاح كوفيد-19 للأطفال، ولا يسمح لهم بأخذه في الوقت الحالي، لكن قريبًا ستبدأ التجارب السريرية حول فعالية لقاح كوفيد-19 وأمانه بالنسبة للأطفال.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن الأولوية تعطى للعاملين في مجال الرعاية الصحية وذوي الأمراض المزمنة نظرًا للتمويل المحدود لحملات لقاح كوفيد-19.
سادسًا: العاملون في مجال الرعاية الصحية:
بتاريخ الثالث من يناير، شُخصت أكثر من 340,000 إصابة بفيروس كوفيد-19 بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأكثر من 1100 وفاة بسبب المرض.
صرحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «عندما يصاب العاملون في مجال الرعاية الصحية بفيروس كوفيد-19 فإنهم لا يستطيعون أداء دورهم في علاج المرضى، ونظرًا للإصابات المتكررة للعاملين في مجال الرعاية الصحية ودورهم الهام في المشافي والمنازل وفي المجتمع عمومًا فقد وجب علينا جعل هذه القضية أولوية وطنية. من المهم أن تتوفر اللقاحات باكرًا لضمان صحة القوى العاملة الأساسية التي يبلغ عددها 21 مليون نسمة تقريبًا، لأننا بحمايتهم نوفر الوقاية لمرضاهم وأسرهم ومجتمعاتهم، ما يضمن صحة البلاد كاملة».
سابعًا: مَرَافِق الرعاية الصحية طويلة الأمد:
يُعد المقيمون في مَرافق الرعاية طويلة الأمد الأكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب كوفيد-19.
بتاريخ السادس من شهر نوفمبر، سُجلت أكثر من 570,000 إصابة مؤكدة وأكثر من 91,000 حالة وفاة بكوفيد-19 بين المقيمين والموظفين في مرافق الرعاية طويلة الأمد في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 39% من إجمالي معدل الوفيات بفيروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «يجب التأكد من حصول المقيمين في مَرافق الرعاية طويلة الأمد على اللقاح فور توفره، فهم الأكثر تعرضًا لخطر الوفاة بسبب كوفيد-19».
وأضافوا: «اختبرت جميع لقاحات كوفيد-19 في تجارب سريرية شملت عشرات الآلاف من المتطوعين للتيقن من مراعاتها لمعايير السلامة وحماية البالغين من مختلف الأعراق والأعمار، بما في ذلك البالغين فوق سن 65 عامًا. لا توجد أي مخاوف جدية من أمان اللقاح، إذ تضمنت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا الألم في موقع الحقن إضافة إلى علامات وأعراض أخرى مثل الحمى والقشعريرة».
وبعد مراجعة جميع المعلومات المتاحة، وافق كل من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها واللجنة الاستشارية لممارسات التمنيع على أن فوائد تلقيح المقيمين في مَرافق الرعاية طويلة الأمد لإنقاذ حياتهم تفوق مخاطر أي آثار جانبية محتملة.
ما مراحل إعطاء لقاح كوفيد-19؟
قدمت اللجنة الاستشارية لممارسات التمنيع توصيات حول أولوية إعطاء لقاح كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
سيعطى اللقاح على أربع مراحل:
- المرحلة 1-أ: تشمل العاملين في مجال الرعاية الصحية والمقيمين في مرافق الرعاية طويلة الأمد، وقد بدأت هذه المرحلة.
- المرحلة 1-ب: تشمل العاملين في الخطوط الأمامية والأشخاص فوق سن 75 عامًا.
- المرحلة 1-ج: تشمل الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا، والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و75 عامًا الذين يعانون حالات مرضية عالية الخطورة، والعمال الأساسيين غير الموصى بتطعيمهم في المرحلة 1.
- المرحلة 2: تشمل جميع المتبقين فوق سن 16 وغير الموصى سابقًا بإعطائهم اللقاح.
وفرت الدفعة الأولى من لقاحات كوفيد-19 في منتصف شهر ديسمبر، وأوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يحصل جميع البالغين على اللقاح في وقت لاحق من عام 2021.
المصدر