متى يجب عليك تلقي اللقاح إذا كنت أصبت سابقًا بكوفيد-19؟

متى يجب عليك تلقي اللقاح إذا كنت أصبت سابقًا بكوفيد-19؟ Prevco10

إذا كنت مصابًا بكوفيد-19، قد تعتقد أنك لست بحاجة إلى اللقاح، ربما عليك التفكير مجددًا. ربما تكون قد اختبرت بعض أعراض كوفيد-19 من حمى وسعال وأعراض أخرى وقمت بتجاوزها بنجاح، أو ربما كانت نتيجة فحصك إيجابية لكوفيد-19 ولكن لم تظهر عليك الأعراض. قد تعتقد أنك لن تكون بحاجة إلى اللقاح إذا أصبت بكوفيد-19. إذ إن جسمك قد كوّن أجسامًا مضادة للفيروس، لذا فأنت بخير، أليس كذلك؟

تقول خبيرة الأمراض المعدية كريستين إنجلوند: «إن هذه الفكرة أبعد ما تكون عن الحقيقة، إذ إنه على الرغم من إصابتك بكوفيد-19، فما يزال مهمًا جدًا أن تحصل على اللقاح. نحن نعلم أن عددًا قليلًا من الأشخاص ربما يصابون بفيروس كوفيد-19 مجددًا. فحتى لو لم تكن قد أصبت بكوفيد-19 مرة ثانية، فمن المهم أن تحفز نظام المناعة لديك في حالة وجود احتمال الإصابة مرة أخرى. وسوف يساعدك اللقاح على القيام بذلك.

أليست الأجسام المضادة كافية لحمايتي؟

إذا كنت قد أصبت بالفعل بـ كوفيد-19، فهل الأجسام المضادة التي يكوّنها جسمك لمحاربة الفيروس كافية لحمايتك في المستقبل؟

تقول الدكتورة إنجلوند: «لا نعرف إلى متى سيستمر الجهاز المناعي بحمايتك من الإصابة طبيعيًا مرة أخرى بعدوى كوفيد-19».

وتقول إن الأبحاث الحديثة التي ركزت على المدة التي تستمر فيها المناعة بعد الإصابة بكوفيد-19 غير واضحة، ويعتقد العلماء أنها قد تصل إلى ثمانية أشهر، فتقول: «الدراسة لتحديد تلك المعلومات شملت 200 مريض فقط، لذلك لا توجد الكثير من البيانات حتى الآن. وإن أفضل طريقة لضمان حمايتك هي التلقيح».

وأشارت الدكتورة إنجلوند إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بكوفيد-19 ولديهم أعراض على المدى الطويل (تدعى أيضًا أعراض ما بعد كوفيد-19)، يبدو أن حصولهم على اللقاح ساعدهم في النهاية على التعافي من تلك الأعراض.

وتشجع الدكتورة على التلقيح قائلةً: «إذا كنت مصابًا بكوفيد-19 في هذه المرحلة، يجب عليك التفكير في الحصول على اللقاح. لن يجعل ذلك الأمر أسوأ، بل يحتمل أنه يجعلك تشعر بتحسن في الواقع».

متى يجب عليك تلقي اللقاح إذا كنت أصبت سابقًا بكوفيد-19؟ Covid110

كم من الوقت يجب أن تنتظر كي تتلقى اللقاح إذا كنت مصابًا بكوفيد-19 ؟

تقول الدكتورة إنجلوند: «بمجرد خروجك من الحجر الصحي، هذا هو الإطار الزمني الذي نوصي به لغرض التلقيح بعد الإصابة بكوفيد-19».

لكن هناك تحذير واحد: إذا كنت قد تلقيت أجسامًا مضادة «monoclonal–مونوكلونال» (أجسام مضادة متخصصة فقط لجزء بروتيني واحد على مولد المضاد «الأنتيجين antigen» يدعى «إيبيتوب epitope»، ينشأ من مصدر خلوي واحد فقط يدعى «كلون- clone» من الخلايا المناعية). فيجب عليك الانتظار 90 يومًا بعد التعافي من كوفيد-19 لتلقي اللقاح.

وفقًا لإدارة الغذاء والدواء(FDA)، فإن هذه الأجسام المضادة عبارة عن بروتينات تُصنع في المختبر تحاكي الاستجابة المناعية لجسمك.

تقول الدكتورة إنجلوند إن بعض الأشخاص قد لا يحتاجون إلى دخول المستشفى بسبب كوفيد-19، لكنهم قد يتلقون هذه الأجسام المضادة كعلاج وريدي للمساعدة في مكافحة الفيروس.

«إذا كانت لديك تلك الأجسام المضادة، سوف يمنعك ذلك من تطوير استجابة جيدة وقوية للقاح. ولهذا السبب يتعين علينا الانتظار مدة 90 يومًا حتى يخرج هذا الجسم المضاد من جهازك المناعي».

ما هي فرص إصابتك مجددًا بكوفيد-19 إذا لم تتلقى اللقاح؟

إذا كنت مصابًا بكوفيد-19، فما احتمال إصابتك بالفيروس مرة أخرى إذا لم تتلقى اللقاح ضده؟

تقول الدكتورة إنجلوند: «نحن لا نرى عددًا كبيرًا جدًا من الإصابات المتكررة». لكنها تقول إن الوقت ما يزال مبكرًا نسبيًا على انتشار الوباء. والعلماء ما زالوا يتعلمون أكثر عن فيروس كورونا، فإذا كنت مصابًا بالفيروس ولم تتلق اللقاح، فليس من الواضح كم من الوقت ستستغرق لإصابتك مجددًا بالفيروس».

توضح الدكتور إنجلوند: «من الأفضل بكثير أن تحصل على اللقاح. إذ إنه لا داعي للقلق من أن نمضي قدمًا حتى نتعلم المزيد حوله إذا ما كنا بحاجة إلى حقن داعمة أم لا».

هل ما يزال بإمكانك نقل الفيروس للآخرين حتى لو تلقيت اللقاح؟

يدرس الباحثون حاليًا ما إذا كان الشخص الذي تلقى اللقاح يمكنه حمل الفيروس ونقله إلى الآخرين.

«يبدو أن اللقاح يقلل بالفعل من إمكانية انتقال الفيروس. لذلك إذا تلقيت اللقاح، فهناك احتمال أقل بكثير بأن تتعرض للفيروس وتكون قادرًا على نقله إلى الآخرين».

وأوضحت أن بعض البيانات الأولية لم تخضع لمراجعة الأقران بعد، على الرغم من نشرها. لذلك ما يزال الباحثون يضعون اللمسات الأخيرة على هذه المعلومات.

لكنها تقول إن الأبحاث المبكرة تشير إلى أن التلقيح ضد كوفيد-19 يمكن أن يجعلك أقل عرضة بنسبة 90٪ للإصابة بعدوى دون أعراض وأقل احتمالًا لنقل الفيروس لمن حولك.

«يبدو أن اللقاح لا يحميك فقط، ولكنه يحمي من حولك أيضًا».

المصدر