هل يستطيع الذين تلقوا لقاح كورونا العودة لحياتهم الطبيعية؟
مع اكتشاف لقاحات كوفيد-19، بدأت التساؤلات بالانتشار عالميًا عن آلية الحصول عليها وفعاليتها وسلامتها، وعن تبدل عادات الحياة الجديدة عند أخذ لقاح كورونا. تبقى إجابات هذه الأسئلة وغيرها غير واضحة تمامًا، ويبرر الأطباء هذا الارتباك الحاصل بجهلنا آلية التعامل مع هذه الظروف الجديدة كليًا، وصعوبة الحصول على الإجابات الكافية أحيانًا.
يوضح غريغ بولاند، طبيب متخصص في اللقاحات ومدير مجموعة أبحاث اللقاحات في مايو كلينك قائلًا: «لم ينفذ أحد منا تجارب سريرية منضبطة حول هذه السيناريوهات الواقعية بالتحديد، ولهذا يبقى العامة في حيرة. لا نملك بيانات دقيقة عن هذا الموضوع، ولذلك يبذل خبراء الصحة قصارى جهدهم لإجابة هذه الأسئلة، لأن الناس بحاجة ماسة إلى إجابات، وعلينا أحيانًا أن نعترف بأننا نخمن بناءً على ما نعرفه عن اللقاح وبيولوجيا الفيروس والسمات المناعية الخاصة به».
تأثيرات لقاح كورونا على أرض الواقع
بشّرنا الأطباء بأن 95% من الأشخاص يغدون محميين من الإصابة بالفيروس وأن 100% منهم لن يختبروا إصابات شديدة من المرض بعد أسبوعين من الحصول على الجرعة الثانية من لقاح كورونا (فايزر أو موديرنا). لكن بولاند ينوه بأن 5% من الأفراد يبقون معرضين للإصابة لأن أجسادهم لم تطور استجابة وقائية للقاح، ومن ثم يستمر خطر الإصابة بكوفيد-19 رغم التطعيم بنسب ضئيلة.
ويعلّق قائلًا: «نتوقع أن تكون أعراضهم أخف لكنهم سيبقون ناقلين للفيروس. علمًا أن السلالة الجديدة منه تفاقم جهلنا أيضًا، فلسنا متأكدين تمامًا بعد من قدرة الأشخاص المُطعَمين على نقل الفيروس. لذا قد تظل الأمور معقدة حتى بعد حصولك على اللقاح».
تقول طبيبة الرعاية الأولية في واشنطن العاصمة لوسي ماكبرايد إن هذا الرأي صحيح علميًا، لكنها تظن أن هذه المخاطر بسيطة جدًا، وأن التركيز عليها يؤثر تأثيرًا سلبيًا على اللقاح والوعود التي يحملها للمرضى، وتقول: «بوسعنا بل ويجب علينا السماح لأنفسنا بالتطلع إلى الأيام التي نحصل فيها وأحباءنا على اللقاح، لأن المخاطر المقترنة بوجودنا معًا ستنخفض للغاية، إضافةً إلى تعزيز صحتنا النفسية، فاللقاحات المتوفرة حاليًا آمنة وفعالة للغاية، ويمثل التطعيم تذكرتنا إلى مستقبل أفضل».
ما الذي سيتغير بالنسبة إليك حقًا عند تطعيمك وانتظارك أسبوعين للحصول على تأثير اللقاح الكامل؟
طرحنا بعض الأسئلة الشائعة على العديد من الأطباء في أهم المستشفيات والجامعات الأمريكية وعُرضت ردودهم المبنية على ما هو معروف عن اللقاحات والفيروس حاليًا.
هل تعود الحياة إلى طبيعتها فور تلقي اللقاح؟
لن تعود كليًا إلى طبيعتها؛ يقول بولاند: «أعلم أن الجميع يريد الحصول على اللقاح والعودة إلى الوضع الطبيعي الذي عهدناه، لكن الأمر ليس بهذه البساطة للأسف. تمكننا اللقاحات والكمامات من الشروع بتوسيع دائرة أنشطتنا الحياتية لتضم الآخرين الذين حصلوا على لقاحات وارتدوا الكمامات، ومع زيادة عدد هؤلاء تدريجيًا ستتوفر المزيد من البيانات والتقديرات الدقيقة التي تضمن لنا العودة الآمنة إلى الوضع الطبيعي، لكننا لم نحقق هذا بعد، إضافةً إلى ظهور متغيرات فيروسية جديدة قد تؤدي إلى تقليل فعالية لقاح كورونا ومن ثم تعقيد مشكلتنا وابتعادنا أكثر عن الحل».
يوافق كوهن قائلًا: «المناعة طريقنا الذي يجب أن نمضي فيه قدمًا للعودة إلى الوضع الطبيعي؛ عودة لن تحدث إلا عند تطعيم الغالبية العظمى من السكان وتمنيعهم ضد كوفيد-19».
يضيف غوبتا: «إن اللقاحات جزء من استراتيجية الوقاية؛ ويعد ارتداء الكمامات وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي جزءًا من الحل الشامل لهذه الجائحة العالمية التي تؤثر في ملايين الأرواح».
تقول ماكبرايد إنها تؤكد لمرضاها أن التطعيم يسرع عودتنا إلى الوضع الطبيعي: «اللقاحات الحالية فعالة للغاية، والتطعيم على نطاق واسع تذكرتنا الذهبية لمستقبل أفضل».
هل يمكنني التوقف عن ارتداء الكمامة بمجرد أن أتلقى التطعيم؟
لا يمكننا التوقف عن ارتدائها؛ تقول ماكبرايد: «بعد أسبوعين من جرعة لقاح فايزر أو موديرنا الثانية، ستغدو محصنًا ضد الإصابة بكوفيد-19، لكننا لم نثبت بعد أن الأشخاص المطعمين لا يستطيعون حمل الفيروس ونقله إلى أشخاص آخرين، ولحين تأكدنا من هذه الفرضية ووصولنا إلى تطبيق مبدأ مناعة القطيع -أي عندما يصبح الفيروس عاجزًا عن إصابة معظم السكان- نحتاج إلى الالتزام ببروتوكولات تخفيف المخاطر التقليدية، أي ارتداء الكمامات وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي وتجنب الأماكن المغلقة سيئة التهوية والمزدحمة».
يزيد ظهور سلالات جديدة من الفيروس من جهلنا وحجم المعلومات التي لا نعلمها عن المرض.
بعد حصول الفرد على اللقاح وانتظار أسبوعين، هل يمكنه معانقة أفراد الأسرة الذين يعيشون خارج منزله ولم يحصلوا على اللقاح بعد؟
إن جواب هذا السؤال غير واضح؛ يقول غوبتا: «لا نملك معلومات كافية عن آلية نقل الأفراد للمرض وضمن أي ظروف تحدث هذه الآلية. يبقى من الأفضل دائمًا الحفاظ على أمان أحبائك، وخاصة كبار السن المعرضين لمخاطر أعلى».
لا ينصح بولاند بعناق شخصين حصل أحدهما فقط على اللقاح، ويشرح: «فيما يخص سؤال منع اللقاح الانتقال اللا عرضي للمرض تبقى الإجابة مجهولة، وعليه قد تصبح محميًا من أي أعراض إذا تلقيت اللقاح، لكن هذا لا ينفي احتمال إصابتك دون ظهور الأعراض ونقلك المرض إلى شخص آخر سيصبح عرضيًا».
تذكرنا ماكبرايد أن عملية صنع القرار لدى البشر تستند بصورة طبيعية على عوامل اجتماعية وعاطفية، إذ تقول: «إذا أردنا تجنب مخاطر كوفيد-19 بنسبة 100% فإن الإجابة هي لا، لكن إذا أردنا النظر في المخاطر العاطفية والجسدية والفوائد والمقارنة بينها عندما يتعلق الأمر بالعائلة، فالإجابة هنا نعم، لأن الفوائد العاطفية لعناق الجدّ المحصن ضد المرض تفوق إلى حد كبير المخاطر الضئيلة لإصابة أي شخص أو تعريضه للخطر».
تتبع الدكتورة شافر ديرو نهجًا دقيقًا في إجابتها على هذا السؤال، إذ تقول: «بافتراض أن الأقارب قد حققوا الاستجابة المناعية للقاح، يجب أن يصبح احتضان أطفالهم وأحفادهم غير الملقحين أكثر أمانًا بالنسبة إليهم. على أي حال، لن يحفز اللقاح الاستجابة المناعية اللازمة ضد كوفيد-19 لدى عدد معين من الأشخاص، ومن ثم قد يظلوا معرضين لخطر الإصابة الشديدة التي تتطلب العلاج في المستشفى أو ربما الموت، لذلك يجب استخدام المنطق السليم عند إجابتنا هذا السؤال».
إذا حصل طرفا العناق على لقاح كورونا وانتظرا أسبوعين حتى يصبح فعالًا، فهل المعانقة آمنة حينها؟
يقول بولاند: «أعلم أن الجميع يريدون الإجابة بنعم أو لا على هذا السؤال، لكنني أرى أن الإجابة ليست بهذه السهولة. تتلخص المعادلة حقًا في تحمل المخاطر. يستمر وجود الخطر المتمثل في أنك -أو الطرف الآخر- لست محميًا، لذا عليك التفكير في المخاطر والفوائد التي تعود عليك».
ويقول كوهن: «يظل خطر الإصابة بكوفيد-19 وانتقاله بين شخصين مطعمَين قائمًا رغم التطعيم. في حين أن الخطر أكبر دون التطعيم، ويجب على المريض أن يقيس قدرته على تحمل المخاطر، نظرًا إلى زيادة فرصته بالإصابة بكوفيد-19».
توافق ماكبرايد قائلةً: «ينعدم تقريبًا خطر الإصابة بكوفيد-19 عندما يتسكع الأشخاص الذين جرى تطعيمهم معًا، حتى في الأماكن المغلقة دون ارتدائهم الكمامات. توجد المخاطر في ظروف حياتنا كافة، لكن من المستبعد جدًا أن يحمل الأشخاص الذين جرى تطعيمهم الفيروس وأن ينقلوه إلى الآخرين. هل يمكن أن يتغير ذلك مع المتغيرات بمرور الوقت؟ بالتأكيد».
يقول بولاند لأولئك الذين يريدون العودة إلى معانقة أحبائهم مرة أخرى إن الطريقة الأكثر أمانًا تتمثل في استخدام الكمامة المناسبة وارتدائها ارتداءً صحيحًا عند العناق، إذ يرى أن هذه الطريقة ستعزز الحماية من المرض عند العناق خارج المنزل.
هل يمكنني السفر جوًا دون قلق ودون قناع عند الحصول على اللقاح؟
لا تلغي اللقاحات المخاطر بصورة كاملة، ومع ظهور سلالات جديدة من كوفيد-19 أسرع انتشارًا من سابقتها في جميع أنحاء العالم، يقول خبراء الصحة العامة إن التغييرات الجوهرية في إجراءات السفر غير محتملة حتى تتغير إرشادات الصحة العامة وسياسات السفر الحكومية، لكنهم يشددون على أن التطعيمات هي الخطوة الأولى نحو تحقيق تغيير إيجابي.
تقترح ماكبرايد: «ما يزال يجب عليك ارتداء كمامة -أو اثنتين- على متن الطائرة، بسبب استمرار احتمالية نقلك المرض للآخرين حتى بعد التطعيم، لكن حصولك على لقاح كورونا يضمن انخفاض خطر إصابتك بكوفيد-19 انخفاضًا كبيرًا».
يقول جوبتا: «تمثل المتغيرات حديثة الظهور مصدر القلق المتزايد حاليًا، ما يثير تساؤلات حول فعالية اللقاحات وصمودها ضد المتغيرات الجديدة. تبقى الإجراءات الوقائية أفضل استراتيجية عند السفر، حتى بعد الحصول على اللقاح، مع البقاء متيقظًا في جميع الأوقات من أجل سلامتك وسلامة الآخرين».
هل يستطيع أصحاب المناعة الضعيفة الخروج إلى الأماكن العامة بقلق أقل عند تطعيمهم؟
يقول الأطباء إن اللقاح سينقص غالبًا خطر كوفيد-19 إلى مستوى مقبول يشعر عنده معظم الأشخاص ناقصي المناعة براحة أكبر في الخروج إلى الأماكن العامة، دون نسيان أن ارتداء القناع سيوفر حماية إضافيةً لهم.
متى يحصل الأطفال على التطعيم؟
تقول شافر ديرو: «لسوء الحظ، ما تزال تجارب اللقاحَين المعتمدَين من قبل إدارة الغذاء والدواء (عبر تراخيص الاستخدام الطارئ) جارية فقط للأطفال بعمر 12 عامًا فما فوق، ولا تشمل الأطفال الأصغر سنًا، ونتيجة لذلك، لم نتمكن حتى اللحظة من وضع جدول زمني لتطعيم الأطفال الأصغر سنًا أو حتى المراهقين الأصغر سنًا المؤهلين لهذه التجارب».
هل يغدو الأطفال بمأمن أكبر عند تلقيح والديهم ومعلميهم؟
إنه سؤال مطروح للنقاش في جميع أنحاء العالم؛ تقول شافر ديرو: «لا نعرف درجة الأمان التي سيتمتع بها الأطفال غير الملقحين عند تلقيح الوالدين والمعلمين بسبب جهلنا بقدرة اللقاح على منع انتقال المرض. بعبارة أخرى، في حين أن الوالد أو المعلم الذي جرى تطعيمه قد يبدو بصحة جيدة، قد يظل مصابًا بالفيروس وناقلًا لا عرضيًا له».
تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الأطفال قادرون على العودة إلى المدرسة عندما يصبح ذلك آمنًا لهم، لكن مع بعض التحذيرات.
يقول جوبتا: «يجب اتباع الاحتياطات المناسبة، ويجب أن يبقى المسؤولون المحليون على استعداد لفرض قيود على المنشآت المختلفة، مثل التهوية في الصالات الرياضية وضمان معدلات إصابة منخفضة في المجتمعات. ما يزال الخطر قائمًا، لكن سيغدو من الممكن تطبيق التعليمات الشخصية مع ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي».
المصدر
مع اكتشاف لقاحات كوفيد-19، بدأت التساؤلات بالانتشار عالميًا عن آلية الحصول عليها وفعاليتها وسلامتها، وعن تبدل عادات الحياة الجديدة عند أخذ لقاح كورونا. تبقى إجابات هذه الأسئلة وغيرها غير واضحة تمامًا، ويبرر الأطباء هذا الارتباك الحاصل بجهلنا آلية التعامل مع هذه الظروف الجديدة كليًا، وصعوبة الحصول على الإجابات الكافية أحيانًا.
يوضح غريغ بولاند، طبيب متخصص في اللقاحات ومدير مجموعة أبحاث اللقاحات في مايو كلينك قائلًا: «لم ينفذ أحد منا تجارب سريرية منضبطة حول هذه السيناريوهات الواقعية بالتحديد، ولهذا يبقى العامة في حيرة. لا نملك بيانات دقيقة عن هذا الموضوع، ولذلك يبذل خبراء الصحة قصارى جهدهم لإجابة هذه الأسئلة، لأن الناس بحاجة ماسة إلى إجابات، وعلينا أحيانًا أن نعترف بأننا نخمن بناءً على ما نعرفه عن اللقاح وبيولوجيا الفيروس والسمات المناعية الخاصة به».
تأثيرات لقاح كورونا على أرض الواقع
بشّرنا الأطباء بأن 95% من الأشخاص يغدون محميين من الإصابة بالفيروس وأن 100% منهم لن يختبروا إصابات شديدة من المرض بعد أسبوعين من الحصول على الجرعة الثانية من لقاح كورونا (فايزر أو موديرنا). لكن بولاند ينوه بأن 5% من الأفراد يبقون معرضين للإصابة لأن أجسادهم لم تطور استجابة وقائية للقاح، ومن ثم يستمر خطر الإصابة بكوفيد-19 رغم التطعيم بنسب ضئيلة.
ويعلّق قائلًا: «نتوقع أن تكون أعراضهم أخف لكنهم سيبقون ناقلين للفيروس. علمًا أن السلالة الجديدة منه تفاقم جهلنا أيضًا، فلسنا متأكدين تمامًا بعد من قدرة الأشخاص المُطعَمين على نقل الفيروس. لذا قد تظل الأمور معقدة حتى بعد حصولك على اللقاح».
تقول طبيبة الرعاية الأولية في واشنطن العاصمة لوسي ماكبرايد إن هذا الرأي صحيح علميًا، لكنها تظن أن هذه المخاطر بسيطة جدًا، وأن التركيز عليها يؤثر تأثيرًا سلبيًا على اللقاح والوعود التي يحملها للمرضى، وتقول: «بوسعنا بل ويجب علينا السماح لأنفسنا بالتطلع إلى الأيام التي نحصل فيها وأحباءنا على اللقاح، لأن المخاطر المقترنة بوجودنا معًا ستنخفض للغاية، إضافةً إلى تعزيز صحتنا النفسية، فاللقاحات المتوفرة حاليًا آمنة وفعالة للغاية، ويمثل التطعيم تذكرتنا إلى مستقبل أفضل».
ما الذي سيتغير بالنسبة إليك حقًا عند تطعيمك وانتظارك أسبوعين للحصول على تأثير اللقاح الكامل؟
طرحنا بعض الأسئلة الشائعة على العديد من الأطباء في أهم المستشفيات والجامعات الأمريكية وعُرضت ردودهم المبنية على ما هو معروف عن اللقاحات والفيروس حاليًا.
هل تعود الحياة إلى طبيعتها فور تلقي اللقاح؟
لن تعود كليًا إلى طبيعتها؛ يقول بولاند: «أعلم أن الجميع يريد الحصول على اللقاح والعودة إلى الوضع الطبيعي الذي عهدناه، لكن الأمر ليس بهذه البساطة للأسف. تمكننا اللقاحات والكمامات من الشروع بتوسيع دائرة أنشطتنا الحياتية لتضم الآخرين الذين حصلوا على لقاحات وارتدوا الكمامات، ومع زيادة عدد هؤلاء تدريجيًا ستتوفر المزيد من البيانات والتقديرات الدقيقة التي تضمن لنا العودة الآمنة إلى الوضع الطبيعي، لكننا لم نحقق هذا بعد، إضافةً إلى ظهور متغيرات فيروسية جديدة قد تؤدي إلى تقليل فعالية لقاح كورونا ومن ثم تعقيد مشكلتنا وابتعادنا أكثر عن الحل».
يوافق كوهن قائلًا: «المناعة طريقنا الذي يجب أن نمضي فيه قدمًا للعودة إلى الوضع الطبيعي؛ عودة لن تحدث إلا عند تطعيم الغالبية العظمى من السكان وتمنيعهم ضد كوفيد-19».
يضيف غوبتا: «إن اللقاحات جزء من استراتيجية الوقاية؛ ويعد ارتداء الكمامات وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي جزءًا من الحل الشامل لهذه الجائحة العالمية التي تؤثر في ملايين الأرواح».
تقول ماكبرايد إنها تؤكد لمرضاها أن التطعيم يسرع عودتنا إلى الوضع الطبيعي: «اللقاحات الحالية فعالة للغاية، والتطعيم على نطاق واسع تذكرتنا الذهبية لمستقبل أفضل».
هل يمكنني التوقف عن ارتداء الكمامة بمجرد أن أتلقى التطعيم؟
لا يمكننا التوقف عن ارتدائها؛ تقول ماكبرايد: «بعد أسبوعين من جرعة لقاح فايزر أو موديرنا الثانية، ستغدو محصنًا ضد الإصابة بكوفيد-19، لكننا لم نثبت بعد أن الأشخاص المطعمين لا يستطيعون حمل الفيروس ونقله إلى أشخاص آخرين، ولحين تأكدنا من هذه الفرضية ووصولنا إلى تطبيق مبدأ مناعة القطيع -أي عندما يصبح الفيروس عاجزًا عن إصابة معظم السكان- نحتاج إلى الالتزام ببروتوكولات تخفيف المخاطر التقليدية، أي ارتداء الكمامات وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي وتجنب الأماكن المغلقة سيئة التهوية والمزدحمة».
يزيد ظهور سلالات جديدة من الفيروس من جهلنا وحجم المعلومات التي لا نعلمها عن المرض.
بعد حصول الفرد على اللقاح وانتظار أسبوعين، هل يمكنه معانقة أفراد الأسرة الذين يعيشون خارج منزله ولم يحصلوا على اللقاح بعد؟
إن جواب هذا السؤال غير واضح؛ يقول غوبتا: «لا نملك معلومات كافية عن آلية نقل الأفراد للمرض وضمن أي ظروف تحدث هذه الآلية. يبقى من الأفضل دائمًا الحفاظ على أمان أحبائك، وخاصة كبار السن المعرضين لمخاطر أعلى».
لا ينصح بولاند بعناق شخصين حصل أحدهما فقط على اللقاح، ويشرح: «فيما يخص سؤال منع اللقاح الانتقال اللا عرضي للمرض تبقى الإجابة مجهولة، وعليه قد تصبح محميًا من أي أعراض إذا تلقيت اللقاح، لكن هذا لا ينفي احتمال إصابتك دون ظهور الأعراض ونقلك المرض إلى شخص آخر سيصبح عرضيًا».
تذكرنا ماكبرايد أن عملية صنع القرار لدى البشر تستند بصورة طبيعية على عوامل اجتماعية وعاطفية، إذ تقول: «إذا أردنا تجنب مخاطر كوفيد-19 بنسبة 100% فإن الإجابة هي لا، لكن إذا أردنا النظر في المخاطر العاطفية والجسدية والفوائد والمقارنة بينها عندما يتعلق الأمر بالعائلة، فالإجابة هنا نعم، لأن الفوائد العاطفية لعناق الجدّ المحصن ضد المرض تفوق إلى حد كبير المخاطر الضئيلة لإصابة أي شخص أو تعريضه للخطر».
تتبع الدكتورة شافر ديرو نهجًا دقيقًا في إجابتها على هذا السؤال، إذ تقول: «بافتراض أن الأقارب قد حققوا الاستجابة المناعية للقاح، يجب أن يصبح احتضان أطفالهم وأحفادهم غير الملقحين أكثر أمانًا بالنسبة إليهم. على أي حال، لن يحفز اللقاح الاستجابة المناعية اللازمة ضد كوفيد-19 لدى عدد معين من الأشخاص، ومن ثم قد يظلوا معرضين لخطر الإصابة الشديدة التي تتطلب العلاج في المستشفى أو ربما الموت، لذلك يجب استخدام المنطق السليم عند إجابتنا هذا السؤال».
إذا حصل طرفا العناق على لقاح كورونا وانتظرا أسبوعين حتى يصبح فعالًا، فهل المعانقة آمنة حينها؟
يقول بولاند: «أعلم أن الجميع يريدون الإجابة بنعم أو لا على هذا السؤال، لكنني أرى أن الإجابة ليست بهذه السهولة. تتلخص المعادلة حقًا في تحمل المخاطر. يستمر وجود الخطر المتمثل في أنك -أو الطرف الآخر- لست محميًا، لذا عليك التفكير في المخاطر والفوائد التي تعود عليك».
ويقول كوهن: «يظل خطر الإصابة بكوفيد-19 وانتقاله بين شخصين مطعمَين قائمًا رغم التطعيم. في حين أن الخطر أكبر دون التطعيم، ويجب على المريض أن يقيس قدرته على تحمل المخاطر، نظرًا إلى زيادة فرصته بالإصابة بكوفيد-19».
توافق ماكبرايد قائلةً: «ينعدم تقريبًا خطر الإصابة بكوفيد-19 عندما يتسكع الأشخاص الذين جرى تطعيمهم معًا، حتى في الأماكن المغلقة دون ارتدائهم الكمامات. توجد المخاطر في ظروف حياتنا كافة، لكن من المستبعد جدًا أن يحمل الأشخاص الذين جرى تطعيمهم الفيروس وأن ينقلوه إلى الآخرين. هل يمكن أن يتغير ذلك مع المتغيرات بمرور الوقت؟ بالتأكيد».
يقول بولاند لأولئك الذين يريدون العودة إلى معانقة أحبائهم مرة أخرى إن الطريقة الأكثر أمانًا تتمثل في استخدام الكمامة المناسبة وارتدائها ارتداءً صحيحًا عند العناق، إذ يرى أن هذه الطريقة ستعزز الحماية من المرض عند العناق خارج المنزل.
هل يمكنني السفر جوًا دون قلق ودون قناع عند الحصول على اللقاح؟
لا تلغي اللقاحات المخاطر بصورة كاملة، ومع ظهور سلالات جديدة من كوفيد-19 أسرع انتشارًا من سابقتها في جميع أنحاء العالم، يقول خبراء الصحة العامة إن التغييرات الجوهرية في إجراءات السفر غير محتملة حتى تتغير إرشادات الصحة العامة وسياسات السفر الحكومية، لكنهم يشددون على أن التطعيمات هي الخطوة الأولى نحو تحقيق تغيير إيجابي.
تقترح ماكبرايد: «ما يزال يجب عليك ارتداء كمامة -أو اثنتين- على متن الطائرة، بسبب استمرار احتمالية نقلك المرض للآخرين حتى بعد التطعيم، لكن حصولك على لقاح كورونا يضمن انخفاض خطر إصابتك بكوفيد-19 انخفاضًا كبيرًا».
يقول جوبتا: «تمثل المتغيرات حديثة الظهور مصدر القلق المتزايد حاليًا، ما يثير تساؤلات حول فعالية اللقاحات وصمودها ضد المتغيرات الجديدة. تبقى الإجراءات الوقائية أفضل استراتيجية عند السفر، حتى بعد الحصول على اللقاح، مع البقاء متيقظًا في جميع الأوقات من أجل سلامتك وسلامة الآخرين».
هل يستطيع أصحاب المناعة الضعيفة الخروج إلى الأماكن العامة بقلق أقل عند تطعيمهم؟
يقول الأطباء إن اللقاح سينقص غالبًا خطر كوفيد-19 إلى مستوى مقبول يشعر عنده معظم الأشخاص ناقصي المناعة براحة أكبر في الخروج إلى الأماكن العامة، دون نسيان أن ارتداء القناع سيوفر حماية إضافيةً لهم.
متى يحصل الأطفال على التطعيم؟
تقول شافر ديرو: «لسوء الحظ، ما تزال تجارب اللقاحَين المعتمدَين من قبل إدارة الغذاء والدواء (عبر تراخيص الاستخدام الطارئ) جارية فقط للأطفال بعمر 12 عامًا فما فوق، ولا تشمل الأطفال الأصغر سنًا، ونتيجة لذلك، لم نتمكن حتى اللحظة من وضع جدول زمني لتطعيم الأطفال الأصغر سنًا أو حتى المراهقين الأصغر سنًا المؤهلين لهذه التجارب».
هل يغدو الأطفال بمأمن أكبر عند تلقيح والديهم ومعلميهم؟
إنه سؤال مطروح للنقاش في جميع أنحاء العالم؛ تقول شافر ديرو: «لا نعرف درجة الأمان التي سيتمتع بها الأطفال غير الملقحين عند تلقيح الوالدين والمعلمين بسبب جهلنا بقدرة اللقاح على منع انتقال المرض. بعبارة أخرى، في حين أن الوالد أو المعلم الذي جرى تطعيمه قد يبدو بصحة جيدة، قد يظل مصابًا بالفيروس وناقلًا لا عرضيًا له».
تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الأطفال قادرون على العودة إلى المدرسة عندما يصبح ذلك آمنًا لهم، لكن مع بعض التحذيرات.
يقول جوبتا: «يجب اتباع الاحتياطات المناسبة، ويجب أن يبقى المسؤولون المحليون على استعداد لفرض قيود على المنشآت المختلفة، مثل التهوية في الصالات الرياضية وضمان معدلات إصابة منخفضة في المجتمعات. ما يزال الخطر قائمًا، لكن سيغدو من الممكن تطبيق التعليمات الشخصية مع ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي».
المصدر