8 خرافات عن الحمية النباتية والخضرية
حتى زمن قريب، كان نمط الحياة النباتية والخضرية في الولايات المتحدة الأميركية يُعد خيارًا هامشيًا، ما جعله عرضةً لمواجهة المغالطات والخرافات، إضافةً إلى أن قرار التوقف عن تناول المنتجات الحيوانية يثير حنق البعض لأسباب يطول شرحها، إذ تؤدي معارضة مجموعة كبيرة من الناس لشيء ما إلى تهيئة الظروف لتشكيل الأساطير وأنصاف الحقائق حول الأمر.
سنعرض في مقالنا بعض الخرافات المغلوطة نتيجة سوء الفهم الشائع لنمطي الحياة النباتية والخضرية:
1. تُعد الحميات الغذائية النباتية صحيةً دائمًا
في العقود الأخيرة، أظهر عدد متزايد من الدراسات وجود صلة بين استهلاك اللحوم الحمراء والنتائج الصحية السيئة، فمثلًا يرتبط تناول اللحوم المعالجة واللحوم الحمراء بسرطان القولون والسمنة وأمراض القلب ومرض السكري. قد يشير ذلك إلى أن النظام الغذائي الخالي من اللحوم أفضل للجسم، لكن اللحوم الحمراء تمثل نوعًا واحدًا من أنواع اللحوم العديدة، وليست جميع الحميات الغذائية النباتية والخضرية صحية.
فلنفترض أن شخصًا لا يأكل إلا رقائق البطاطا، سيؤدي ذلك إلى تصنيفه شخصًا نباتيًا، لكنه بكل تأكيد لا يعج بالحيوية والطاقة والصحة، فالمستوى الصحي للحمية النباتية -مثل جميع الحميات الأخرى- يرتكز على ما تستهلكه من طعام وشراب.
إضافةً إلى ذلك، لا ترتبط اللحوم والأسماك البيضاء بالمشكلات الصحية نفسها التي ترتبط بها اللحوم المعالجة واللحوم الحمراء، إذ تحتوي بعض منتجات بدائل اللحوم على نسبة عالية من الملح. سنة 2018، أجرت منظمة Action on Salt -مجموعة تهتم بالملح وآثاره في الصحة- دراسةً استقصائيةً لبدائل اللحوم، حققت المنظمة في منتجات كبار تجار التجزئة في المملكة المتحدة، وعندما فحصوا البرغر وجدوا أن متوسط كمية الملح في برغر لحم البقر كان 0.75 غرامًا، مقارنة بمستوى الملح الذي يبلغ 0.89 غرامًا في البرغر النباتي وبرغر الفاصولياء، وتبعًا لاستنتاجاتهم فإن برغر الخضر يحتوي على كمية ملح أعلى من تلك التي تحتويها وجبة كبيرة من البطاطس المقلية.
2. يضمن نمط الحياة النباتي خسارة الوزن
لا يضمن نمط الحياة النباتي خسارة الوزن، وكما أوضحنا لا تُعد كل الحميات الغذائية النباتية والخضرية صحية، ومن السهل للغاية استهلاك آلاف السعرات الحرارية كل يوم دون ارتباط أي منها بالمنتجات الحيوانية.
المفتاح الرئيس لفقدان الوزن هو تبني نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، وهذا لا يتطلب التوقف عن استهلاك المنتجات الحيوانية.
مع ذلك تؤكد الأدلة أن اتباع نظام غذائي نباتي يرتبط فعلًا بفقدان الوزن، إذ يوضح مقالنا المنشور في مجلة Translational Psychiatry الآتي:
«عثرنا على أدلة قوية تؤكد التأثيرات المفيدة قصيرة إلى متوسطة المدى لاتباع حميات غذائية نباتية إذا قورنت بالحميات الغذائية التقليدية فيما يخص حالة الوزن واستقلاب الطاقة والالتهابات الجهازية»، تنطبق هذه النتيجة على المشاركين الأصحاء، والمصابين بالسمنة، والمصابين بمرض السكري من النمط الثاني. وبالمثل فقد تطرق تقرير نُشر في BMJ Open Diabetes Research and Care، إلى تأثير الحميات الغذائية النباتية في المصابين بمرض السكري، وقد لاحظ الباحثون -من بين عدة فوائد- ارتباط هذه الحميات الغذائية «بتحسن كبير» في الوزن.
3. لا يحصل النباتيون والخضريون على القدر الكافي من البروتين
لعلها أكثر الخرافات التي تناولها مقالنا شيوعًا، فعالم الطعام يزخر بالبروتينات.
يحصل الأشخاص الذين يستهلكون المنتجات الحيوانية على البروتين من البيض ومنتجات الألبان، في حين يتمتع النباتيون بمجموعة من الخيارات، متضمنةً السيتان -القمح كامل الغلوتين- والتوفو والعدس والحمص وأنواع عديدة من الفول، والحنطة والسبيرولينا -مكمل غذائي- وحبوب الكينوا والشوفان والأرز البري والبذور والمكسرات، إضافةً إلى بعض الخضر التي تحتوي البروتين، مثل السبانخ والهليون والبروكلي والخرشوف والبطاطا والبطاطا الحلوة والبازلاء وبراعم بروكسل.
4. لا يمكنك بناء العضلات دون لحوم
يعد البروتين أهم العناصر الغذائية في بناء العضلات، ويمكن الحصول عليه بوفرة من مصادر غير حيوانية.
5. تُعد الألبان ضروريةً للحصول على عظام قوية
لا تُعد منتجات الألبان شرطًا أساسيًا للحصول على عظام قوية، لكن الكالسيوم يُعد العنصر الأساسي والأهم لعدد من وظائف الجسم، مثل الحفاظ على ضغط الدم، وتقلص العضلات، وإرسال الإشارات العصبية، وتخثر الدم، لذلك يحتاج النباتيون إلى الحصول على كفايتهم من الكالسيوم من المصادر النباتية.
توجد الكثير من المنتجات الغنية بالكالسيوم، مثل الأطعمة المصنوعة من فول الصويا والفاصولياء والعدس والبازلاء والسبانخ واللفت والتين وبذور الكتان وبذور الشيا والسمسم والأعشاب البحرية وبعض المكسرات خاصةً اللوز.
6. لا يمكنك الحصول على فيتامين ب 12 من الأنظمة الغذائية النباتية
هذه محض خرافة، فكثيرًا ما يحتاج النباتيون إلى مكملات فيتامين ب 12 لإبقائها بمستويات جيدة، لكنهم يمتلكون مجالًا رحبًا من الخيارات، إذ يمكنهم الحصول على فيتامين ب 12 من البيض ومنتجات الحليب، مثل الجبن.
كذلك توجد مجموعة من الأطعمة المدعمة بفيتامين ب 12 المناسبة للخضريين، مثل بعض الحبوب والتوفو والحليب من مصدر نباتي.
معلومة طريفة عن فيتامين ب 12
تحتاج الأبقار إلى فيتامين ب 12، وتنتجه بواسطة البكتيريا في أمعائها من طريق عنصر الكوبالت الذي تستمده خلال الرعي.
لكن الأبقار المُعدّة للذبح لبيع لحومها تقضي حياتها بعيدًا عن المرعى، فيقتصر غذائها على الحبوب طيلة حياتها، ما يسبب افتقارها إلى الكوبالت اللازم لإنتاج فيتامين ب 12، وهنا يتدخل مربي الأبقار ليزودها بالكوبالت أو المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب 12، فحتى المتعصبون لتناول اللحوم الحمراء الذين يرون الأبقار مصدرًا للغذاء، سيستمدون فيتامين ب 12 من المكملات الغذائية التي تناولتها البقرة، في حين سيتناول النباتيون المكملات مباشرةً.
7. تؤدي الصويا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي
لا يوجد دليل مقنع حتى الآن يؤكد أن تناول الأطعمة التي تعتمد على الصويا قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ربما نتج هذا الفهم الخاطئ عن دراسات سابقة أجريت على القوارض، فقد أظهر الباحثون أن الحيوانات التي تناولت كميات كبيرةً من مركبات الصويا التي تسمى الإيزوفلافون أصبحت أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي، لكن يجدر التنويه إلى أن البشر يهضمون الصويا بطريقة مختلفة عن القوارض.
بحثت دراسة نُشرت في فبراير 2020 عن ارتباط تناول فول الصويا ومنتجات الألبان بخطر الإصابة بسرطان الثدي، تناولت الدراسة 52795 امرأةً غير مصابة بالسرطان في الولايات المتحدة على مدار نحو 8 سنوات، ولم يجدوا أي ارتباط واضح بين تناول الصويا والإصابة بسرطان الثدي، لكنهم اكتشفوا صلةً بين الألبان وسرطان الثدي.
قد تكون الصورة الكاملة أعقد، إذ تستهلك بعض النساء المكملات المصنوعة من الصويا بديلًا طبيعيًا للعلاج بالهرمونات في سن انقطاع الطمث، وقد حققت إحدى الدراسات الكبرى في ارتباط هذه المكملات بخطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً لمن تمتلك سجلًا عائليًا للإصابة بالمرض.
تفسّر جمعية السرطان الأميركية النتيجة بالآتي: «لا تشير الأدلة إلى أي أخطار قد تترتب على استهلاك البشر للصويا، إذ تغلب الفوائد الصحية لتناوله على الأخطار المحتملة. في الواقع، توجد أدلة متزايدة تؤكد أن تناول أطعمة الصويا التقليدية قد يؤدي إلى الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً بين النساء من العِرق الآسيوي».
8. تحتاج الحوامل إلى اللحوم ومنتجات الألبان
من الضروري تناول كل المواد المغذية التي يحتاج إليها الجنين في أثناء الحمل، وقد تتوفر هذه المواد في المصادر النباتية والخضرية.
تحتاج متبعات الأنظمة الغذائية النباتية أو الخضرية من الحوامل إلى القليل من التخطيط الإضافي للتيقن من حصولهن على ما يكفي من العناصر المغذية، خاصةً في بداية الحمل. إذ توصي أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية الأميركية بتناول مكملات فيتامين ب 12 طوال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية لمن يتبعن غذاءً نباتيًا أو خضريًا.
يقول مؤلفو مراجعة الأبحاث حول النظم الغذائية النباتية خلال الحمل: «تُظهر الأدلة المتاحة أن النظم الغذائية النباتية والخضرية جيدة التخطيط تُعد آمنةً في أثناء الحمل والرضاعة، لكنها تتطلب وعيًا قويًا بتناول متوازن للعناصر الغذائية الرئيسية».
المصدر
حتى زمن قريب، كان نمط الحياة النباتية والخضرية في الولايات المتحدة الأميركية يُعد خيارًا هامشيًا، ما جعله عرضةً لمواجهة المغالطات والخرافات، إضافةً إلى أن قرار التوقف عن تناول المنتجات الحيوانية يثير حنق البعض لأسباب يطول شرحها، إذ تؤدي معارضة مجموعة كبيرة من الناس لشيء ما إلى تهيئة الظروف لتشكيل الأساطير وأنصاف الحقائق حول الأمر.
سنعرض في مقالنا بعض الخرافات المغلوطة نتيجة سوء الفهم الشائع لنمطي الحياة النباتية والخضرية:
1. تُعد الحميات الغذائية النباتية صحيةً دائمًا
في العقود الأخيرة، أظهر عدد متزايد من الدراسات وجود صلة بين استهلاك اللحوم الحمراء والنتائج الصحية السيئة، فمثلًا يرتبط تناول اللحوم المعالجة واللحوم الحمراء بسرطان القولون والسمنة وأمراض القلب ومرض السكري. قد يشير ذلك إلى أن النظام الغذائي الخالي من اللحوم أفضل للجسم، لكن اللحوم الحمراء تمثل نوعًا واحدًا من أنواع اللحوم العديدة، وليست جميع الحميات الغذائية النباتية والخضرية صحية.
فلنفترض أن شخصًا لا يأكل إلا رقائق البطاطا، سيؤدي ذلك إلى تصنيفه شخصًا نباتيًا، لكنه بكل تأكيد لا يعج بالحيوية والطاقة والصحة، فالمستوى الصحي للحمية النباتية -مثل جميع الحميات الأخرى- يرتكز على ما تستهلكه من طعام وشراب.
إضافةً إلى ذلك، لا ترتبط اللحوم والأسماك البيضاء بالمشكلات الصحية نفسها التي ترتبط بها اللحوم المعالجة واللحوم الحمراء، إذ تحتوي بعض منتجات بدائل اللحوم على نسبة عالية من الملح. سنة 2018، أجرت منظمة Action on Salt -مجموعة تهتم بالملح وآثاره في الصحة- دراسةً استقصائيةً لبدائل اللحوم، حققت المنظمة في منتجات كبار تجار التجزئة في المملكة المتحدة، وعندما فحصوا البرغر وجدوا أن متوسط كمية الملح في برغر لحم البقر كان 0.75 غرامًا، مقارنة بمستوى الملح الذي يبلغ 0.89 غرامًا في البرغر النباتي وبرغر الفاصولياء، وتبعًا لاستنتاجاتهم فإن برغر الخضر يحتوي على كمية ملح أعلى من تلك التي تحتويها وجبة كبيرة من البطاطس المقلية.
2. يضمن نمط الحياة النباتي خسارة الوزن
لا يضمن نمط الحياة النباتي خسارة الوزن، وكما أوضحنا لا تُعد كل الحميات الغذائية النباتية والخضرية صحية، ومن السهل للغاية استهلاك آلاف السعرات الحرارية كل يوم دون ارتباط أي منها بالمنتجات الحيوانية.
المفتاح الرئيس لفقدان الوزن هو تبني نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، وهذا لا يتطلب التوقف عن استهلاك المنتجات الحيوانية.
مع ذلك تؤكد الأدلة أن اتباع نظام غذائي نباتي يرتبط فعلًا بفقدان الوزن، إذ يوضح مقالنا المنشور في مجلة Translational Psychiatry الآتي:
«عثرنا على أدلة قوية تؤكد التأثيرات المفيدة قصيرة إلى متوسطة المدى لاتباع حميات غذائية نباتية إذا قورنت بالحميات الغذائية التقليدية فيما يخص حالة الوزن واستقلاب الطاقة والالتهابات الجهازية»، تنطبق هذه النتيجة على المشاركين الأصحاء، والمصابين بالسمنة، والمصابين بمرض السكري من النمط الثاني. وبالمثل فقد تطرق تقرير نُشر في BMJ Open Diabetes Research and Care، إلى تأثير الحميات الغذائية النباتية في المصابين بمرض السكري، وقد لاحظ الباحثون -من بين عدة فوائد- ارتباط هذه الحميات الغذائية «بتحسن كبير» في الوزن.
3. لا يحصل النباتيون والخضريون على القدر الكافي من البروتين
لعلها أكثر الخرافات التي تناولها مقالنا شيوعًا، فعالم الطعام يزخر بالبروتينات.
يحصل الأشخاص الذين يستهلكون المنتجات الحيوانية على البروتين من البيض ومنتجات الألبان، في حين يتمتع النباتيون بمجموعة من الخيارات، متضمنةً السيتان -القمح كامل الغلوتين- والتوفو والعدس والحمص وأنواع عديدة من الفول، والحنطة والسبيرولينا -مكمل غذائي- وحبوب الكينوا والشوفان والأرز البري والبذور والمكسرات، إضافةً إلى بعض الخضر التي تحتوي البروتين، مثل السبانخ والهليون والبروكلي والخرشوف والبطاطا والبطاطا الحلوة والبازلاء وبراعم بروكسل.
4. لا يمكنك بناء العضلات دون لحوم
يعد البروتين أهم العناصر الغذائية في بناء العضلات، ويمكن الحصول عليه بوفرة من مصادر غير حيوانية.
5. تُعد الألبان ضروريةً للحصول على عظام قوية
لا تُعد منتجات الألبان شرطًا أساسيًا للحصول على عظام قوية، لكن الكالسيوم يُعد العنصر الأساسي والأهم لعدد من وظائف الجسم، مثل الحفاظ على ضغط الدم، وتقلص العضلات، وإرسال الإشارات العصبية، وتخثر الدم، لذلك يحتاج النباتيون إلى الحصول على كفايتهم من الكالسيوم من المصادر النباتية.
توجد الكثير من المنتجات الغنية بالكالسيوم، مثل الأطعمة المصنوعة من فول الصويا والفاصولياء والعدس والبازلاء والسبانخ واللفت والتين وبذور الكتان وبذور الشيا والسمسم والأعشاب البحرية وبعض المكسرات خاصةً اللوز.
6. لا يمكنك الحصول على فيتامين ب 12 من الأنظمة الغذائية النباتية
هذه محض خرافة، فكثيرًا ما يحتاج النباتيون إلى مكملات فيتامين ب 12 لإبقائها بمستويات جيدة، لكنهم يمتلكون مجالًا رحبًا من الخيارات، إذ يمكنهم الحصول على فيتامين ب 12 من البيض ومنتجات الحليب، مثل الجبن.
كذلك توجد مجموعة من الأطعمة المدعمة بفيتامين ب 12 المناسبة للخضريين، مثل بعض الحبوب والتوفو والحليب من مصدر نباتي.
معلومة طريفة عن فيتامين ب 12
تحتاج الأبقار إلى فيتامين ب 12، وتنتجه بواسطة البكتيريا في أمعائها من طريق عنصر الكوبالت الذي تستمده خلال الرعي.
لكن الأبقار المُعدّة للذبح لبيع لحومها تقضي حياتها بعيدًا عن المرعى، فيقتصر غذائها على الحبوب طيلة حياتها، ما يسبب افتقارها إلى الكوبالت اللازم لإنتاج فيتامين ب 12، وهنا يتدخل مربي الأبقار ليزودها بالكوبالت أو المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب 12، فحتى المتعصبون لتناول اللحوم الحمراء الذين يرون الأبقار مصدرًا للغذاء، سيستمدون فيتامين ب 12 من المكملات الغذائية التي تناولتها البقرة، في حين سيتناول النباتيون المكملات مباشرةً.
7. تؤدي الصويا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي
لا يوجد دليل مقنع حتى الآن يؤكد أن تناول الأطعمة التي تعتمد على الصويا قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ربما نتج هذا الفهم الخاطئ عن دراسات سابقة أجريت على القوارض، فقد أظهر الباحثون أن الحيوانات التي تناولت كميات كبيرةً من مركبات الصويا التي تسمى الإيزوفلافون أصبحت أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي، لكن يجدر التنويه إلى أن البشر يهضمون الصويا بطريقة مختلفة عن القوارض.
بحثت دراسة نُشرت في فبراير 2020 عن ارتباط تناول فول الصويا ومنتجات الألبان بخطر الإصابة بسرطان الثدي، تناولت الدراسة 52795 امرأةً غير مصابة بالسرطان في الولايات المتحدة على مدار نحو 8 سنوات، ولم يجدوا أي ارتباط واضح بين تناول الصويا والإصابة بسرطان الثدي، لكنهم اكتشفوا صلةً بين الألبان وسرطان الثدي.
قد تكون الصورة الكاملة أعقد، إذ تستهلك بعض النساء المكملات المصنوعة من الصويا بديلًا طبيعيًا للعلاج بالهرمونات في سن انقطاع الطمث، وقد حققت إحدى الدراسات الكبرى في ارتباط هذه المكملات بخطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً لمن تمتلك سجلًا عائليًا للإصابة بالمرض.
تفسّر جمعية السرطان الأميركية النتيجة بالآتي: «لا تشير الأدلة إلى أي أخطار قد تترتب على استهلاك البشر للصويا، إذ تغلب الفوائد الصحية لتناوله على الأخطار المحتملة. في الواقع، توجد أدلة متزايدة تؤكد أن تناول أطعمة الصويا التقليدية قد يؤدي إلى الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصةً بين النساء من العِرق الآسيوي».
8. تحتاج الحوامل إلى اللحوم ومنتجات الألبان
من الضروري تناول كل المواد المغذية التي يحتاج إليها الجنين في أثناء الحمل، وقد تتوفر هذه المواد في المصادر النباتية والخضرية.
تحتاج متبعات الأنظمة الغذائية النباتية أو الخضرية من الحوامل إلى القليل من التخطيط الإضافي للتيقن من حصولهن على ما يكفي من العناصر المغذية، خاصةً في بداية الحمل. إذ توصي أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية الأميركية بتناول مكملات فيتامين ب 12 طوال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية لمن يتبعن غذاءً نباتيًا أو خضريًا.
يقول مؤلفو مراجعة الأبحاث حول النظم الغذائية النباتية خلال الحمل: «تُظهر الأدلة المتاحة أن النظم الغذائية النباتية والخضرية جيدة التخطيط تُعد آمنةً في أثناء الحمل والرضاعة، لكنها تتطلب وعيًا قويًا بتناول متوازن للعناصر الغذائية الرئيسية».
المصدر