هل انتهى عصر العلاج الجراحي للحصيات الكلوية
حدث تحول دراماتيكي في علاج الحصيات الكلوية خلال العقود الماضية سببه الرئيسي ظهور تقنيات جديدة حلت محل العلاج الجراحي التقليدي، ومن أهم هذه التقنيات:
تطورت جراحة الحصيات الكلوية على مر القرون الماضية حتى أرسى دعائمها فينشنزكزيرني وموريس عام 1880، ومارشال وفيرنيت عام 1920، وسميث وبويس عام 1968، وأصبحت بشكلها المتطور الحديث الذي نعرفه اليوم. كان استئصال حصيات الكلية والحالب والمثانة من أشيع العمليات الجراحية التي تُجرى في العالم وشكلت بمفردها أكثر من 30% من مجمل عمليات الجراحة البولية، لكنها اليوم أصبحت نادرة الاستطباب، وتُظهر الإحصائيات أن أقل من 3% من حصيات الكلية وأقل من 1% من حصيات الحالب تحتاج للجراحة. وأظهرت دراسة واسعة النطاق، أجراها البروفيسور غلين وزملاؤه في أحد مراكز الجراحة البولية في الولايات المتحدة خلال عشر سنوات وشملت 4201 مريض لديهم حصيات حالبية، أنَّ 7 مرضى فقط منهم احتاجوا لتداخل جراحي!!!
تشخيص الحصيات البولية
يعتمد تشخيص الحصيات البولية على القصة المرضية والفحص السريري بالإضافة إلى الاستقصاءات الشعاعية والمخبرية، تشمل التحاليل المخبرية:
كرياتينين الدم وفحص البول وبعض التحاليل الأخرى حسب الوضع الصحي العام للمريض، أما الاستقصاءات المخبرية فتبدأ بإيكو البطن وقد تشمل صورة شعاعية بسيطة أو ظليلة للجهاز البولي وأحيانًا نلجأ للطبقي المحوري للبطن والحوض الذي يعد حاليًا أفضل وسيلة تشخيصية للحصيات البولية. أما حصيات المثانة فقد تتطلب في بعض الحالات إجراء تنظير بولي لتأكيد التشخيص خصوصًا في الحالات غير الواضحة، وقد يلجأ الأطباء في بعض الحالات المتقدمة لإجراء ومضان للكليتين بالنظائر المشعة لتقييم وظيفة الكليتين قبل تحديد خطة العلاج.
يُنصح أيضًا بإجراء تقييم كامل لعمليات الأيض عند أي مريض تتشكل لديه حصيات بولية لتحديد سبب تشكل الحصاة وتقليل احتمال النكس. يكشف التقييم لعمليات الأيض العديد من الأمراض التي قد تكون سببًا رئيسيًا في تشكل الحصيات مثل اضطرابات الغدة الدرقية وبعض أمراض الجهاز الهضمي والأورام وأمراض عمليات الأيض الأخرى. يشمل التقييم لعمليات الأيض معايرة كالسيوم الدم والبول، والكرياتينين، وحمض البول، والفوسفور، والشوارد، وجمع بول 24 ساعة لحساب تصفية الكرياتينين وقياس كمية الأوكزالات والسيترات والسيستين وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن تقييم عمليات الأيض يعد ضروريًا عند الأطفال الذين تتشكل لديهم الحصيات وفي بعض الحالات الخاصة كالمريض الذي يملك كليةً واحدة فقط.
العلاجات البديلة
يعتمد علاج الحصيات البولية على حجم الحصاة ونوعها وموقعها والحالة الصحية العامة للمريض. يعد استخراج الحصيات الكلوية عبر الجلد PCNL الخيار الأفضل لعلاج حصيات الكلية والحويضة كبيرة الحجم (>15 مليمترًا) مع معدل نجاح ممتاز، ويمكن علاج حصيات الكلية الأصغر حجمًا بالتفتيت. أما الخيارات المتاحة لعلاج حصيات الحالب فتشمل: العلاج الدوائي مع المراقبة للحصيات الصغيرة، تفيتت الحصيات بالأمواج الصادمة من خارج الجسم ESWL مع معدل نجاح يتراوح بين 80 – 90%، استخراج الحصيات أو تفتيتها عبر تنظير الحالب مع معدل نجاح يصل ما يقارب الـ 100%. يعد تحطيم حصيات المثانة واستخراجها عبر التنظير الخيار الأفضل لحصيات المثانة مع معدلات نجاح عالية.
استطبابات العلاج الجراحي للحصيات البولية
أهم استطبابات العلاج الجراحي للحصيات البولية هو الفشل باستئصال الحصاة بالطرق الأخرى، ويحدث ذلك في حالات مثل:
الخلاصة
أدى ظهور تقنيات ووسائل حديثة إلى تقليص اللجوء إلى لعلاج الجراحي للحصيات البولية بصورة كبير، وقد حلَّ تفتيت الحصيات بالأمواج الصادمة من خارج الجسم، واستخراج الحصيات عبر الجلد، واستخراج الحصيات أو تفتيتها عبر تنظير الحالب، محل الجراحة التقليدية المفتوحة، لكن الجراحة المفتوحة ما تزال خيارًا هامًا في العديد من الحالات التي تفشل فيها الوسائل والعلاجات البديلة في استخراج الحصيات.
المصادر:
Campbell-Walsh Urology 11th Edition
Glenn’s Urologic Surgery 5th Edition
حدث تحول دراماتيكي في علاج الحصيات الكلوية خلال العقود الماضية سببه الرئيسي ظهور تقنيات جديدة حلت محل العلاج الجراحي التقليدي، ومن أهم هذه التقنيات:
- الجراحة التنظيرية.
- استخراج الحصيات عبر الجلد.
- تفتيت الحصيات بالأمواج الصادمة من خارج الجسم.
- تفتيت الحصيات واستخراجها بتنظير الحالب.
تطورت جراحة الحصيات الكلوية على مر القرون الماضية حتى أرسى دعائمها فينشنزكزيرني وموريس عام 1880، ومارشال وفيرنيت عام 1920، وسميث وبويس عام 1968، وأصبحت بشكلها المتطور الحديث الذي نعرفه اليوم. كان استئصال حصيات الكلية والحالب والمثانة من أشيع العمليات الجراحية التي تُجرى في العالم وشكلت بمفردها أكثر من 30% من مجمل عمليات الجراحة البولية، لكنها اليوم أصبحت نادرة الاستطباب، وتُظهر الإحصائيات أن أقل من 3% من حصيات الكلية وأقل من 1% من حصيات الحالب تحتاج للجراحة. وأظهرت دراسة واسعة النطاق، أجراها البروفيسور غلين وزملاؤه في أحد مراكز الجراحة البولية في الولايات المتحدة خلال عشر سنوات وشملت 4201 مريض لديهم حصيات حالبية، أنَّ 7 مرضى فقط منهم احتاجوا لتداخل جراحي!!!
تشخيص الحصيات البولية
يعتمد تشخيص الحصيات البولية على القصة المرضية والفحص السريري بالإضافة إلى الاستقصاءات الشعاعية والمخبرية، تشمل التحاليل المخبرية:
كرياتينين الدم وفحص البول وبعض التحاليل الأخرى حسب الوضع الصحي العام للمريض، أما الاستقصاءات المخبرية فتبدأ بإيكو البطن وقد تشمل صورة شعاعية بسيطة أو ظليلة للجهاز البولي وأحيانًا نلجأ للطبقي المحوري للبطن والحوض الذي يعد حاليًا أفضل وسيلة تشخيصية للحصيات البولية. أما حصيات المثانة فقد تتطلب في بعض الحالات إجراء تنظير بولي لتأكيد التشخيص خصوصًا في الحالات غير الواضحة، وقد يلجأ الأطباء في بعض الحالات المتقدمة لإجراء ومضان للكليتين بالنظائر المشعة لتقييم وظيفة الكليتين قبل تحديد خطة العلاج.
يُنصح أيضًا بإجراء تقييم كامل لعمليات الأيض عند أي مريض تتشكل لديه حصيات بولية لتحديد سبب تشكل الحصاة وتقليل احتمال النكس. يكشف التقييم لعمليات الأيض العديد من الأمراض التي قد تكون سببًا رئيسيًا في تشكل الحصيات مثل اضطرابات الغدة الدرقية وبعض أمراض الجهاز الهضمي والأورام وأمراض عمليات الأيض الأخرى. يشمل التقييم لعمليات الأيض معايرة كالسيوم الدم والبول، والكرياتينين، وحمض البول، والفوسفور، والشوارد، وجمع بول 24 ساعة لحساب تصفية الكرياتينين وقياس كمية الأوكزالات والسيترات والسيستين وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن تقييم عمليات الأيض يعد ضروريًا عند الأطفال الذين تتشكل لديهم الحصيات وفي بعض الحالات الخاصة كالمريض الذي يملك كليةً واحدة فقط.
العلاجات البديلة
يعتمد علاج الحصيات البولية على حجم الحصاة ونوعها وموقعها والحالة الصحية العامة للمريض. يعد استخراج الحصيات الكلوية عبر الجلد PCNL الخيار الأفضل لعلاج حصيات الكلية والحويضة كبيرة الحجم (>15 مليمترًا) مع معدل نجاح ممتاز، ويمكن علاج حصيات الكلية الأصغر حجمًا بالتفتيت. أما الخيارات المتاحة لعلاج حصيات الحالب فتشمل: العلاج الدوائي مع المراقبة للحصيات الصغيرة، تفيتت الحصيات بالأمواج الصادمة من خارج الجسم ESWL مع معدل نجاح يتراوح بين 80 – 90%، استخراج الحصيات أو تفتيتها عبر تنظير الحالب مع معدل نجاح يصل ما يقارب الـ 100%. يعد تحطيم حصيات المثانة واستخراجها عبر التنظير الخيار الأفضل لحصيات المثانة مع معدلات نجاح عالية.
استطبابات العلاج الجراحي للحصيات البولية
أهم استطبابات العلاج الجراحي للحصيات البولية هو الفشل باستئصال الحصاة بالطرق الأخرى، ويحدث ذلك في حالات مثل:
- الحصيات البولية المرافقة لتشوهات تشريحية في الجهاز البولي مثل تضيق الوصل الحويضي الحالبي، تضيقات الحالب، الأوعية الشاذة التي تصالب الحالب.
- جراحات سابقة على الكلية تعيق تطبيق الطرق العلاجية الأخرى.
- بعض الحالات المرضية أو الفيزيولوجية التي تُصعّب استخدام العلاجات البديلة، مثل البدانة الشديدة التي تعد مضاد استطباب لاستخراج الحصيات عبر الجلد، والحمل الذي يعد مضاد استطباب لإجراء تفتيت الحصيات بالأمواج الصادمة من خارج الجسم.
- بعض أنواع الحصيات المعندة على التفتيت بسبب تركيبها الكيميائي الخاص.
- حصيات المثانة كبيرة الحجم المترافقة مع أمراض أخرى كضخامة البروستات أو رتج المثانة أو تضيقات الإحليل.
الخلاصة
أدى ظهور تقنيات ووسائل حديثة إلى تقليص اللجوء إلى لعلاج الجراحي للحصيات البولية بصورة كبير، وقد حلَّ تفتيت الحصيات بالأمواج الصادمة من خارج الجسم، واستخراج الحصيات عبر الجلد، واستخراج الحصيات أو تفتيتها عبر تنظير الحالب، محل الجراحة التقليدية المفتوحة، لكن الجراحة المفتوحة ما تزال خيارًا هامًا في العديد من الحالات التي تفشل فيها الوسائل والعلاجات البديلة في استخراج الحصيات.
المصادر:
Campbell-Walsh Urology 11th Edition
Glenn’s Urologic Surgery 5th Edition