النوبة أو الحضارة النوبية القديمة: تاريخ موجز
لقد حاربوا الرومان، حكموا مصر كفراعنة وشيّدوا حقول شاسعة من الأهرامات. إنهم النوبيون، وهم ليسوا “حضارة مفقودة”، بل هم شعب معنا اليوم، ويستقرّ الآن في السودان وجنوب مصر.
في العصور القديمة، كان بعض حكام النوبة نساء يطلق عليهم في النصوص القديمة اسم “الكنداكات “. وقد وجد علماء الآثار صور محفورة لهن تكشف عن رغبتهن أن يصوّرن زائدات وزن في بعض الأحيان ٠
وكان النوبيون القدامى معروفين أيضًا بمهاراتهم في الرماية، وكان المصريون يطلقون أحيانًا على أرضهم “تا-سيتي”، وهو ما يعني “أرض القوس” أو “أرض النِبال”. فالحكام النوبيين، بما في ذلك الحكام النساء، دفنوا في كثير من الأحيان مع معدات الرماية، مثل حلقات الحجارة التي تهدف إلى تسهيل إطلاق الأسهم النارية٠
اليوم، يمكن العثور على البقايا الأثرية للنوبيين في جميع أنحاء السودان وجنوب مصر والتي يمتدّ تاريخها من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث. وتحقق العديد من المشاريع الأثرية في هذه البقايا مع تواصل وجود اكتشافات جديدة.
كِرمة
ومن المحتمل أن الإنسان الأول تجوّل منذ أكثر من مليون سنة في ما يعرف الآن بالسودان وجنوب مصر . وقبل 7000 سنة، انتقل الناس في المنطقة من أسلوب حياة الصيد وجمع الطعام إلى أسلوب حياة يقوم على تدجين الحيوانات المستأنسة، كما كتب ديفيد إدواردز، المحاضر في علم الآثار بجامعة ليستر، في كتابه “الماضي النوبي: علم الآثار في السودان “(روتلدج، 2004). وفي وقت لاحق بدأت الزراعة والمستوطنات الدائمة في الظهور٠
منذ حوالي 4500 سنة، نمت مستوطنة كبيرة في موقع الكرمة، شمال الشلال الثالث من نهر النيل (الشلّالات هي مناطق ضحلة تحتوي على عقبات طبيعية تجعل السفر عن طريق القوارب صعبًا).
الناس الذين يعيشون في كرمة لم يستخدموا نظام الكتابة. إلا أن المصريين القدماء أشاروا إلى المنطقة التي كانوا يسيطرون عليها باسم مملكة “كوش”.
تم الكشف عن آثار كرمة من قبل فريق سويسري منذ أكثر من 30 عامًا. وقد اكتشف الفريق بقايا معابد ومقابر وسور للمدينة به زوايا محصنة.
واكتشافاتهم توحي أن المدينة كانت مركزًا لتجارة الذهب والعاج والماشية وسلع أخرى يجري تداولها من قِبل سكان كرمة. إن المساحة الدقيقة للأراضي التي سيطرت عليها كرمة غير مؤكدة، ولكن يبدو أنها شملت جزء من السودان وجنوب مصر.
الاحتلال المصري
منذ حوالي 3500 سنة، نمت قوة مصر وطمعت في موارد كرمة. فأطلقت سلسلة من الحملات العسكرية التي دمرت كرمة وأدّت إلى احتلال النوبة. وأرسل ملوك مصر حكامًا لإدارة النوبة واستخدموا سلسلة من المدن كمراكز للسيطرة عليها.
واحدة من هذه المدن هي الآن موقع أثري يسمى “عمارة غرب” والتي كُشفت آثارها من قِبل فريق المتحف البريطاني. ووجد الفريق أن بعض الناس في “عمارة غرب” دفنوا مع جعران يحمل اسم الفراعنة المصريين عليه. حيث كُتب على أحد الجعران “رمسيس، محبوب آمون رع و رع ـ حوراختي، سليل الآلهة، الذي أسس الأرضين”.
الاستقلال والهيمنة على مصر
منذ حوالي 3000 سنة تراجعت السلطة المصرية مع انهيار حكومتها المركزية. وقد لعبت العديد من العوامل دورًا في هذا التراجع والتجزئة الحكومية منها تلك الهجمات التي شنتها جماعة كان علماء الآثار أحيانا يطلقون عليها اسم “شعب البحر “.
ومع تراجع قوة مصر، بدأ النوبيون في تأكيد استقلالهم. وقد نمت بشكل متزايد مملكة مقرها مدينة تسمى نبتة بالقرب من الشلّال الرابع لنهر النيل. خلال عهد الملك بيا أو بعانخي (حكم تقريبا من 743 إلى712 قبل الميلاد)، توسعت أراضي نبتة إلى شمال الشلّال الأوّل لنهر النيل محتلّة مصر نفسها.
الملوك النوبيون الذين حكموا مصر أُطلق عليهم مصطلح الفراعنة ويسمون أحيانًا “الأسرة الخامسة والعشرين” لم يعتمد الملوك النوبيون الألقاب المصرية فحسب، بل أيضًا الكتابة المصرية والأهرامات المصرية.
وأمر الفراعنة النوبيون بإنجاز نقوش تسجل ألقابهم وأفعالهم، كما ارتفعت أعداد الأهرامات المبنية في النوبة بشكل كبير. حيث وجد علماء الآثار في مقبرة اكتشفت حديثًا، وتقع على موقع يسمى الآن “سيدينغا”، ما لا يقل عن 35 هرمًا.
اشتبك ملوك النوبة مع الآشوريين القدماء. ويشير مقطع في الكتاب المقدس اليهودي إلى أن معركة هامة لم تكن بعيدة عن القدس كانت قد وقعت في عهد تاهركا (حكم ما بين 690 و664 قبل الميلاد).
ثبت أنّ الآشوريون كانوا عدوًا عتيدًا، ففي نهاية المطاف أجبروا تاهاركا على العودة للعاصمة المصرية ممفيس أو منف. ثم فقد النوبيون آخر أراضيهم المصرية في عهد تانوت أمون وهو آخر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين (حكم بين 664 و 653 قبل الميلاد).
الانتقال إلى مِروِي
بعد أن تم طرد النوبيين من قِبل الآشوريين، ظلّت مصر تحت حكم سلسلة من القوى الأجنبية بما في ذلك الفرس والمقدونيين والرومان. و لم تكن هناك سوى فترات قصيرة كانت مصر مستقلة تمامًا.
وكان على النوبيين أن يتعاملوا مع خطر القوى الأجنبية القادمة من الشمال، ففي حوالي سنة 300 قبل الميلاد، نُقلت عاصمتهم إلى مدينة تسمى مروي وهي جنوب مدينة نبتة.
في العاصمة الجديدة، شيّد النوبيون عددًا من القصور والمعابد والأهرامات. كما طور النوبيون نظام الكتابة الخاص بهم، والذي لا يزال حتى الآن لم تفك شفرته إلا جزئيًا ويسمّى “المروية”.
وتبين النصوص القديمة والبقايا الأثرية أن النوبيين أيضًا قاتلوا الإمبراطورية الرومانية. فمن الاكتشافات الأثرية الشهيرة، والتي عثر عليها في مروي عام 1910، رأس برونزي للإمبراطور الروماني أوكتافيان (أطلق عليه في وقت لاحق اسم أوغسطس).
ويفترض علماء الآثار أنه تم الاستيلاء عليه خلال غارة نوبية على مصر الرومانية وجُلب إلى مروي كنوع من الغنيمة.
وتشير السجلات القديمة الى أن روما ومروي اتفقتا على معاهدة سلام فى حوالى 20 قبل الميلاد.
شهدت القرون القليلة التالية فترة من الاستقرار النسبي بين مروي وروما وأصبحت العلاقة بينهما تجارية أساسًا.
وتشير الدلائل الأثرية إلى أن مروي قد فقدت أهميتها في حوالي سنة 300 ميلادية. وقد اقترح العلماء عددًا من الأسباب لهذا الانحدار، بما في ذلك التصحر وفقدان الطرق التجارية.
تحول الناس إلى المسيحية في الإمبراطورية الرومانية على نطاق واسع خلال القرنين الرابع والخامس٠ وبدأت المسيحية أيضًا في الانتشار في النوبة.
عندما انهارت مروي، صعدت مكانها مجموعة من الممالك المسيحية منها مملكة ماكوريا. هذه الممالك المسيحية الجديدة بنيت الكاتدرائيات وشيّدت الأديرة. وازدهرت العديد من اللغات الجديدة بما في ذلك اللغة القبطية واللغة التي يطلق علماء العصر الحديث “النوبية القديمة” في النوبة٠
التاريخ الحالي
النوبة ليست “حضارة مفقودة”، حيث يعيش اليوم النوبيون في مصر والسودان ودول أخرى ولكن تعدادهم غير مؤكد.
في الآونة الأخيرة، يعاني النوبيون من مشاكل ضعف التنمية والتمييز العنصري. وأدى بناء سد أسوان العالي (الذي أُنجز في عام 1970) إلى غمر مناطق جنوب مصر التي كانت جزءًا من وطن النوبيين القدامى. وأثناء بناء السد، هُجر النوبيون من قراهم وهم يسعون للحصول على تعويض منذ ذلك الحين. كما أنهم يسعون للحصول على حق العودة إلى القرى التي لم تغمرها المياه.
وفي السودان، يجري التخطيط لسلسلة من السدود، والتي إذا بُنيت ستغرق جزءًا آخر من وطن النوبيين القدامى، مما يؤدي إلى نزوح المزيد من النوبيين. وبالإضافة إلى هذه السدود المخطط لها، فإن سد مروي أُنجز بالفعل، وقد أدى إلى نزوح أكثر من 000 50 شخص.
المصدر
لقد حاربوا الرومان، حكموا مصر كفراعنة وشيّدوا حقول شاسعة من الأهرامات. إنهم النوبيون، وهم ليسوا “حضارة مفقودة”، بل هم شعب معنا اليوم، ويستقرّ الآن في السودان وجنوب مصر.
في العصور القديمة، كان بعض حكام النوبة نساء يطلق عليهم في النصوص القديمة اسم “الكنداكات “. وقد وجد علماء الآثار صور محفورة لهن تكشف عن رغبتهن أن يصوّرن زائدات وزن في بعض الأحيان ٠
وكان النوبيون القدامى معروفين أيضًا بمهاراتهم في الرماية، وكان المصريون يطلقون أحيانًا على أرضهم “تا-سيتي”، وهو ما يعني “أرض القوس” أو “أرض النِبال”. فالحكام النوبيين، بما في ذلك الحكام النساء، دفنوا في كثير من الأحيان مع معدات الرماية، مثل حلقات الحجارة التي تهدف إلى تسهيل إطلاق الأسهم النارية٠
اليوم، يمكن العثور على البقايا الأثرية للنوبيين في جميع أنحاء السودان وجنوب مصر والتي يمتدّ تاريخها من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث. وتحقق العديد من المشاريع الأثرية في هذه البقايا مع تواصل وجود اكتشافات جديدة.
كِرمة
ومن المحتمل أن الإنسان الأول تجوّل منذ أكثر من مليون سنة في ما يعرف الآن بالسودان وجنوب مصر . وقبل 7000 سنة، انتقل الناس في المنطقة من أسلوب حياة الصيد وجمع الطعام إلى أسلوب حياة يقوم على تدجين الحيوانات المستأنسة، كما كتب ديفيد إدواردز، المحاضر في علم الآثار بجامعة ليستر، في كتابه “الماضي النوبي: علم الآثار في السودان “(روتلدج، 2004). وفي وقت لاحق بدأت الزراعة والمستوطنات الدائمة في الظهور٠
منذ حوالي 4500 سنة، نمت مستوطنة كبيرة في موقع الكرمة، شمال الشلال الثالث من نهر النيل (الشلّالات هي مناطق ضحلة تحتوي على عقبات طبيعية تجعل السفر عن طريق القوارب صعبًا).
الناس الذين يعيشون في كرمة لم يستخدموا نظام الكتابة. إلا أن المصريين القدماء أشاروا إلى المنطقة التي كانوا يسيطرون عليها باسم مملكة “كوش”.
تم الكشف عن آثار كرمة من قبل فريق سويسري منذ أكثر من 30 عامًا. وقد اكتشف الفريق بقايا معابد ومقابر وسور للمدينة به زوايا محصنة.
واكتشافاتهم توحي أن المدينة كانت مركزًا لتجارة الذهب والعاج والماشية وسلع أخرى يجري تداولها من قِبل سكان كرمة. إن المساحة الدقيقة للأراضي التي سيطرت عليها كرمة غير مؤكدة، ولكن يبدو أنها شملت جزء من السودان وجنوب مصر.
الاحتلال المصري
منذ حوالي 3500 سنة، نمت قوة مصر وطمعت في موارد كرمة. فأطلقت سلسلة من الحملات العسكرية التي دمرت كرمة وأدّت إلى احتلال النوبة. وأرسل ملوك مصر حكامًا لإدارة النوبة واستخدموا سلسلة من المدن كمراكز للسيطرة عليها.
واحدة من هذه المدن هي الآن موقع أثري يسمى “عمارة غرب” والتي كُشفت آثارها من قِبل فريق المتحف البريطاني. ووجد الفريق أن بعض الناس في “عمارة غرب” دفنوا مع جعران يحمل اسم الفراعنة المصريين عليه. حيث كُتب على أحد الجعران “رمسيس، محبوب آمون رع و رع ـ حوراختي، سليل الآلهة، الذي أسس الأرضين”.
الاستقلال والهيمنة على مصر
منذ حوالي 3000 سنة تراجعت السلطة المصرية مع انهيار حكومتها المركزية. وقد لعبت العديد من العوامل دورًا في هذا التراجع والتجزئة الحكومية منها تلك الهجمات التي شنتها جماعة كان علماء الآثار أحيانا يطلقون عليها اسم “شعب البحر “.
ومع تراجع قوة مصر، بدأ النوبيون في تأكيد استقلالهم. وقد نمت بشكل متزايد مملكة مقرها مدينة تسمى نبتة بالقرب من الشلّال الرابع لنهر النيل. خلال عهد الملك بيا أو بعانخي (حكم تقريبا من 743 إلى712 قبل الميلاد)، توسعت أراضي نبتة إلى شمال الشلّال الأوّل لنهر النيل محتلّة مصر نفسها.
الملوك النوبيون الذين حكموا مصر أُطلق عليهم مصطلح الفراعنة ويسمون أحيانًا “الأسرة الخامسة والعشرين” لم يعتمد الملوك النوبيون الألقاب المصرية فحسب، بل أيضًا الكتابة المصرية والأهرامات المصرية.
وأمر الفراعنة النوبيون بإنجاز نقوش تسجل ألقابهم وأفعالهم، كما ارتفعت أعداد الأهرامات المبنية في النوبة بشكل كبير. حيث وجد علماء الآثار في مقبرة اكتشفت حديثًا، وتقع على موقع يسمى الآن “سيدينغا”، ما لا يقل عن 35 هرمًا.
اشتبك ملوك النوبة مع الآشوريين القدماء. ويشير مقطع في الكتاب المقدس اليهودي إلى أن معركة هامة لم تكن بعيدة عن القدس كانت قد وقعت في عهد تاهركا (حكم ما بين 690 و664 قبل الميلاد).
ثبت أنّ الآشوريون كانوا عدوًا عتيدًا، ففي نهاية المطاف أجبروا تاهاركا على العودة للعاصمة المصرية ممفيس أو منف. ثم فقد النوبيون آخر أراضيهم المصرية في عهد تانوت أمون وهو آخر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين (حكم بين 664 و 653 قبل الميلاد).
الانتقال إلى مِروِي
بعد أن تم طرد النوبيين من قِبل الآشوريين، ظلّت مصر تحت حكم سلسلة من القوى الأجنبية بما في ذلك الفرس والمقدونيين والرومان. و لم تكن هناك سوى فترات قصيرة كانت مصر مستقلة تمامًا.
وكان على النوبيين أن يتعاملوا مع خطر القوى الأجنبية القادمة من الشمال، ففي حوالي سنة 300 قبل الميلاد، نُقلت عاصمتهم إلى مدينة تسمى مروي وهي جنوب مدينة نبتة.
في العاصمة الجديدة، شيّد النوبيون عددًا من القصور والمعابد والأهرامات. كما طور النوبيون نظام الكتابة الخاص بهم، والذي لا يزال حتى الآن لم تفك شفرته إلا جزئيًا ويسمّى “المروية”.
وتبين النصوص القديمة والبقايا الأثرية أن النوبيين أيضًا قاتلوا الإمبراطورية الرومانية. فمن الاكتشافات الأثرية الشهيرة، والتي عثر عليها في مروي عام 1910، رأس برونزي للإمبراطور الروماني أوكتافيان (أطلق عليه في وقت لاحق اسم أوغسطس).
ويفترض علماء الآثار أنه تم الاستيلاء عليه خلال غارة نوبية على مصر الرومانية وجُلب إلى مروي كنوع من الغنيمة.
وتشير السجلات القديمة الى أن روما ومروي اتفقتا على معاهدة سلام فى حوالى 20 قبل الميلاد.
شهدت القرون القليلة التالية فترة من الاستقرار النسبي بين مروي وروما وأصبحت العلاقة بينهما تجارية أساسًا.
وتشير الدلائل الأثرية إلى أن مروي قد فقدت أهميتها في حوالي سنة 300 ميلادية. وقد اقترح العلماء عددًا من الأسباب لهذا الانحدار، بما في ذلك التصحر وفقدان الطرق التجارية.
تحول الناس إلى المسيحية في الإمبراطورية الرومانية على نطاق واسع خلال القرنين الرابع والخامس٠ وبدأت المسيحية أيضًا في الانتشار في النوبة.
عندما انهارت مروي، صعدت مكانها مجموعة من الممالك المسيحية منها مملكة ماكوريا. هذه الممالك المسيحية الجديدة بنيت الكاتدرائيات وشيّدت الأديرة. وازدهرت العديد من اللغات الجديدة بما في ذلك اللغة القبطية واللغة التي يطلق علماء العصر الحديث “النوبية القديمة” في النوبة٠
التاريخ الحالي
النوبة ليست “حضارة مفقودة”، حيث يعيش اليوم النوبيون في مصر والسودان ودول أخرى ولكن تعدادهم غير مؤكد.
في الآونة الأخيرة، يعاني النوبيون من مشاكل ضعف التنمية والتمييز العنصري. وأدى بناء سد أسوان العالي (الذي أُنجز في عام 1970) إلى غمر مناطق جنوب مصر التي كانت جزءًا من وطن النوبيين القدامى. وأثناء بناء السد، هُجر النوبيون من قراهم وهم يسعون للحصول على تعويض منذ ذلك الحين. كما أنهم يسعون للحصول على حق العودة إلى القرى التي لم تغمرها المياه.
وفي السودان، يجري التخطيط لسلسلة من السدود، والتي إذا بُنيت ستغرق جزءًا آخر من وطن النوبيين القدامى، مما يؤدي إلى نزوح المزيد من النوبيين. وبالإضافة إلى هذه السدود المخطط لها، فإن سد مروي أُنجز بالفعل، وقد أدى إلى نزوح أكثر من 000 50 شخص.
المصدر