هوغو شافيز رئيس فنزويلا السابق

هوغو شافيز رئيس فنزويلا السابق Chavez10

فنزويلا بلد امريكا الجنوبية الغنية بالموارد الطبيعية وخاصة النفط ، ففي الواقع ، تعتبر فنزويلا خارج الشرق الاوسط هي المورد رقم واحد من النفط الى العالم ، وعلى الرغم من ذلك ، خلال النصف الاخير من القرن العشرين شهدت البلاد ركودا مدمرا (انخفاض في الاقتصاد) ، وبات غالبية الفنزويليين يعيشون في فقر ، وكان معظم السلطة في البلاد في يد حفنة من النخبة .

وعندما تولى هوغو شافيز رئاسة فنزويلا عام 1998 ، وعد بتغيير واسع النطاق ، وقام بتأسيس العديد من الاصلاحات ، بما في ذلك حملات محو الامية ، وبرامج الاغذية ، واعادة توزيع الاراضي ، واعادة تنظيم الاحزاب السياسية ، ونتيجة لذلك ، جذبت شخصية هوغو تشافيز الكاريزمية جحافل من المشجعين المخلصين من بين الطبقات الفنزويلية الفقيرة .

مما اغضب الطبقة الغنية ، واصبحت فنزويلا دولة مقسمة ، وتعهد معارضي هوغو شافيز باخراجه من السلطة مهما كان الثمن ، ولكن هوغو شافيز اثبت انه لا يمكن ايقافه وقد اعيد انتخابه باغلبية ساحقة في عام 2000 ، ونجا من محاولة اغتيال في عام 2002 ، وفاز منتصرا بالتصويت في اغسطس عام 2004 .


ملخص عن حياة هوغو شافيز :

هوغو رافائيل شافيز فرياس ولد في 28 يوليو 1954 ، في سابانيتا ، فنزويلا، ولد في قرية زراعية صغيرة تقع في ولاية باريناس الغربية ، وعلى الرغم من ان والديه كانا معلمين في المدرسة، الا ان كانت عائلته، مثلها مثل معظم العائلات الفنزويلية عائلة فقيرة وكافحت من اجل تغطية نفقاتها، وفي نهاية المطاف اكتسب والد شافيز، هوغو دي لوس رييس السلطة السياسية عندما اصبح المدير الاقليمي للتعليم وبعد ذلك محافظ باريناس .

ونجا الشاب شافيز من حياة الفقر بفضل مهارته كلاعب بيسبول، فلعبة البيسبول هي الرياضة الرائدة في فنزويلا ، فلدى فنزويلا بطولات كبرى وبطولات وطنية كما هو الحال في الولايات المتحدة ، وهناك ايضا العديد من المسابقات التي يشارك فيها لاعبين من دول امريكا الوسطى والجنوبية ، وبعد المدرسة الثانوية منح اللاعب الموهوب هوغو شافيز منحة دراسية للاكاديمية الفنزويلية للعلوم العسكرية، وهي كلية مرموقة، حيث حصل على شهادة في العلوم العسكرية والهندسة ، ومن هناك انضم شافيز الى الجيش وسرعان ما ارتفع من خلال صفوف الجيش ليصبح رئيس وحدة المظلات .

وبعد فترة قصيرة قرر هوغو شافيز اتخاذ موقف، ونظم مجموعة من الجنود المتشابهة له في التفكير وشكلوا سويا منظمة سرية لمكافحة الفساد وتم تسميتها بالحركة الثورية البوليفارية، وفي عام 1992، قام هوغو شافيز وفرقته المكونة من اكثر من اثني عشر الف بمحاولة للاطاحة بحكومة بيريز في انقلاب دموي تكلف مئات الارواح ، وعلى الرغم من ان الانقلاب لم ينجح وانتهى بهوغو تشافيز الى السجن لمدة عامين ، الا ان هذا الانقلاب جعل منه بطلا قوميا بفضل وسائل الاعلام وخاصة عند ظهوره في البث التلفزيوني الذي عبر فيه كمتحدث عاطفي عازم على اجراء تغيير .


القائد الثوري هوغو شافيز :

عندما تم اطلاق سراح هوغو شافيز من السجن بعد عامين، كان الفنزويليين يعانون من محنة كبيرة ، حيث كانت اسعار السلع مرتفعة هي والبطالة وكان يوجد 80 % من السكان يعيشون في فقر، واستمر الفساد بين المسؤولين الحكوميين دون رقابة، وتعبت الطبقة الفقيرة من وجود السلطة السياسية في ايدي الطبقات العليا، لذا الملايين من الفقراء الفنزويليين تجمعوا في دعم هوغو شافيز، ووصفوه بالقائد .

ادان هوغو شافيز فى خطاباته الاحزاب السياسية الرئيسية فى فنزويلا متهما القادة بخيانة الامانة وسوء الادارة ، واكد ان الامة مستعدة للتغيير وتعهد باجراء تغييرات اذا تم انتخابه ، وفى 6 ديسمبر عام 1998، تم انتخاب هوغو شافيز رئيسا بنسبة 56 % من الاصوات ليصبح اصغر رئيس منتخب فى التاريخ الفنزويلى، وبدأ التحول على الفور بعد ان حدد هوغو شافيز اصلاح الهيكل الحكومى فى فنزويلا .

وقد شكل هوغو شافيز مجلسا دستوريا ادى الى خفض كبير في سلطات الكونجرس ، واستعرض ايضا تجديدات في السلطة القضائية فكان يحاول تخليص المحاكم من القضاة الفاسدين ، وقام باعادة صياغة الدستور الفنزويلي ، ووافق 75 % من الناخبين على النسخة الجديدة ، وفي 15 ديسمبر 1999 ادخل العديد من التغييرات واسعة النطاق ، فغير اسم البلد الى جمهورية فنزويلا البوليفارية ، ومدد مدة ولاية الرئيس من خمس الى ست سنوات ، وانخفضت قوة الاحزاب السياسية، كما انه اضاف ايضا اصلاحات اجتماعية، بما في ذلك التعليم الجامعي المجاني .


هاغو شافيز المنقذ :

دعا الدستور الجديد الى اجراء انتخابات فى عام 2000 ، وفاز هوغو شافيز بسهولة فى الرئاسة بنسبة 60 % من الاصوات ، ونجح هوغو شافيز في تركيز السلطة في يده، وقام بتمديد تلك القوة الى اقصى حد، وفي عام 2001 اصدر مجموعة قوانين مكونة من تسعة واربعين قانونا اقتصاديا، والقانون الاكثر دراماتيكية هو برنامج اصلاح الاراضي الذي كان يسمى قانون الاراضي والذي من خلاله قام بمنح الاراضي التي لم تستخدم للمزارعين الفقراء .

وكان هوغو شافيز يستخدم عائدات النفط لتنفيذ العديد من البرامج الاجتماعية ، وشملت هذه البرامج حملات محو الامية في افقر مناطق البلد، والعيادات الصحية الجديدة، والطرق الجديدة في المناطق الريفية وكانت اكثر البرامج رفيعة المستوى مثل بعثات تشافيستا، وبرامج التوعية الموجهة الى مجموعات المواطنين الذين تم تجاهلهم تاريخيا ، فعلى سبيل المثال، كانت بعثة الصحة العامة تسمى باريو ادينترو وعمل بها اكثر من عشرة الاف طبيب مكرس للعمل في مناطق فنزويلا حيث لم يكن هناك اطباء متاحين من قبل .


ثورات البلاد في عام 2002 :

بحلول عام 2002، وعلى الرغم من الاصلاحات الاجتماعية العديدة التي قام بها هوغو شافيز، كان اقتصاد فنزويلا في وضع اسوأ مما كان عليه في عام 1998 عندما تولى منصبه لاول مرة ، فكانت لا تزال هناك معدلات بطالة كما حدث انخفاض في اسعار النفط ، وزادت الامور سوءا ، فكان لا يستطيع خفض الانفاق الاجتماعي دون ان يخسر دعم الطبقات الدنيا .

وكان لا يستطيع خفض الانفاق العسكري دون ان يفقد ولاء قواته العسكرية، وبدأت مجموعات من المتظاهرين في اقتحام شوارع كراكاس، عاصمة البلاد، وكانت المظاهرات مدعومة من العسكريين، ولكن بعض المتظاهرين كانوا من المواطنين العاديين ودعوا هوغو شافيز للاستقالة .

وخلال الاسبوع من 8 ابريل 2002، اخذت الاحتجاجات منعطفا عنيفا ، واندلع القتال بين المتظاهرين والحرس الوطني (الذي يسيطر عليه هوغو شافيز) والشرطة العسكرية التي تسيطر عليها المعارضة ، وهذه الاحتجاجات اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن سبعة عشر شخصا وجرح مئات اخرون ، وبعدها استقال هوغو شافيز من منصبه فى 12 ابريل بعد ان اعرب عن عدم رغبته فى الاستمرار .

وتولى بيدرو كارمونا استانغا قيادة البلاد من بعده ، ولكن حدث احتجاج وخرج الالاف الى الشوارع، وحدثت الكثير من اعمال الشغب، والنهب، وطالبوا باعادة هوغو شافيز ، وفي 14 ابريل، استقال كارمونا، وبذلك انهى اقصر فترة رئاسة في التاريخ الفنزويلي .

وعلى الرغم من ان هوغو شافيز عاد الى السلطة بعد يومين فقط من الاطاحة به، الا ان فوزه لم يدم طويلا، واستمرت المشاكل في فترة رئاسته طوال عام 2002، وبلغت ذروتها في ديسمبر عندما اضطر عمال النفط الى الاضراب ، وقد اوقفت البلاد تقريبا جميع صادرات النفط خلال المحنة التي استمرت شهرين .

وادت اعمال هوغو شافيز الى زيادة عداء المعارضة، الذين واصلوا الادعاء بانه على الرغم من انتخابه ديمقراطيا، الا ان هوغو شافيز اصبح ديكتاتورا خطيرا وكان بحاجة الى وقفه، واشاروا الى سوء ادارته للسياسات الداخلية، وكذلك الى سياسته الخارجية المشكوك فيها والمجتمع الدولي بشكل عام .


استمرار فوز هوغو شافيز :

بحلول عام 2003، تحولت معارضة هوغو شافيز الى ائتلاف يسمى لجنة التنسيق الديمقراطي، التي تضم فيديكاماراس والعديد من نقابات فنزويلا، ومرة اخرى قررت المعارضة محاولة ازالة الرئيس من السلطة ، وظلت المعارضة اشهر تجمع اكثر من ثلاثة ملايين توقيع على التماس يدعو الى عزل هوغو شافيز من منصبه ، وقدموا الالتماس الى المجلس الانتخابى الوطنى الفنزويلى فى نوفمبر من عام 2003 .

وعلى الرغم من شن مظاهرات مناهضة لهوغو شافيز منذ اواخر عام 2003 حتى تم اجراء التصويت فى اغسطس ، والرئيس الفنزويلى كان مازال يحتفظ باتباع اقوياء بين الطبقات الدنيا التى تمثل حوالى ثمانية عشر او تسعة عشر مليون ناخب ، ولم يكن هوغو شافيز نفسه صامتا خلال هذه الفترة، فسافر في جميع انحاء البلاد وقام بحملة كبيرة ، وبقي هوغو تشافيز رئيسا، حيث حصل على 59 % من الاصوات ، والعملية برمتها اشرف عليها مجموعتان محايدتان منهما مركز كارتر، برئاسة الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر ومنظمة الدول الامريكية .


فنزويلا بلد مقسم :

على الرغم من ان هوجو شافيز خرج منتصرا من انتخابات عام 2004، ظهرت فنزويلا كبلد مقسم بشكل واضح ، وكان لا يوجد اي اساس سياسي وسط ، فاما المواطنون كانوا يتصرفون بصرامة موالية لهوغو شافيز او كانوا ضد شافيز ، وهذا التقسيم سيجعل السنتين المتبقيتين من رئاسته صعبة للغاية .

وواصل هوغو شافيز تعزيز علاقات عدائية مع العديد من الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة ، ولكنه سرعان ما اصلح علاقته معها باتخاذ بعض الخطوات الصغيرة نحو شفاء العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة، فبينما كان يتحدث وزير الخارجية رودريجيز الى جمعية منظمة الدول الامريكية قال انه " ليس لهم سوى عدو واحد وهو الفقر " واضاف رودريجيز " انه يمد يديه بالصداقة " لانه يعلم ان السلام القائم على الاحترام المتبادل هو افضل طريق لتحقيق الازدهار .