حرب تشاد وليبيا

حرب تشاد وليبيا 385312136

كانت دولة التشاد تعاني من الصراعات الداخلية والحروب الأهلية في العام 1968م، وعندما امتدت إلى شمال البلاد وبالقرب من الحدود الليبية، بدأ صراعٌ جديد ما بين الدولتين في العام 1978م، واستمرّ لغاية 1987م، وحسب المؤرخين والسياسيين هناك سببان أساسيان وراء هذه الحرب، الأول: كان رغبة رئيس ليبيا معمر القذافي في ذلك الوقت بضم إقليم أوزو إلى حدود ليبيا على اعتبار أنّه جزءٌ منها، وذلك حسب الاتفاقية المقامة في العام 1935م بين كلٍ من فرنسا وإيطاليا، والثاني: كان تشكيل دولةٍ إسلامية وقاعدة عسكرية تابعة لليبيا، وذلك لتوسيع نفوذها في قارة إفريقيا، وطرد الفرنسيين منها، وفي هذا المقال سنعرفكم بشكلٍ مفصل على هذه الحرب.

مجريات حرب تشاد وليبيا

العلاقات الليبية التشادية

كانت العلاقات الليبية التشادية تتصف في السابق بالحميمية والودية، وخاصةً بعد قيام الحزب السنوسي في مكة المكرمة والذي تم تأسيسه على يد الإمام محمد السنوسي، والتشادي محمد شريف والذي تولى الحكم ما بين العام 1835م، والعام 1858م، واستمرت هذه العلاقات على هذا النحو طوال فترة حكم محمد إدريس السانوسي.

كانت تشاد واقعةً تحت الاستعمار الفرنسي، ولكنها حصلت على استقلالها في العام 1960م، ولكن الفرنسيين لم يخرجوا من المنطقة بشكلٍ نهائي، وبدؤوا برزع بذور الفتنة والشقاق بين السكان، كما تم وضع دستورٍ علماني، واختيار الفرنسية كلغةٍ رسميةٍ للبلاد، هذا بالإضافة إلى أنهم انتخبوا رئيساً مسيحياً وهو فرانسوا تومبلباي.

أصبحت ليبيا تطالب بإقليم أوزو، وذلك بحجة أنّه كان موطناً رئيسياً للسنوسيين الأصليين، وللعثمانيين، وقد استندت في مطالبتها على الاتفاقية الفرنسية الإيطالية التي تنص على تنازل فرنسا عن هذا الإقليم إلى إيطاليا، وإعطائه لليبيا، بالإضافة إلى اتفاقٍ آخر كان ما بين ليبيا والرئيس التشادي فرانسوا، والذي يبين حق ليبيا في هذه المنطقة، وبالتالي فقد أصبحت منطقة أوزو تحت سيطرة الليبيين في العام 1972م، وذلك بعد توقيع اتفاقية ديسمبر.

إعلان الصراع

قام النظام الليبي بتدريب مجموعةٍ من المسلمين التشاديين على القتال، وذلك لشن انقلابٍ على حكم فرانسوا، وإحداث زعزعة في البلاد، وفي العام 1975م وقعت الحرب الأهلية في التشاد ما بين المسلمين القاطنين في الشمال، والمسيحيين القاطنين في الجنوب، قتل على إثرها الرئيس فرانسوا، ومن بعدها تم تعيين فيليكس مالكوم خليفةً له، الأمر الذي دفع المتمردين إلى نقل النزاع إلى العاصمة، والسيطرة عليها، وبعد هذه الانقلاب تم إسقاط مالكوم، وتعيين كوكوني عويضي المسلم رئيساً للتشاد.

حصل انقلابٌ آخر أثناء حكم كوكني على يد حسين جبري عام 1979م، ووقفت ليبيا إلى جانب كوكني، وهاجمت المتمرّدين على حكمه بالدبابات والطائرات، وأمّدته بكافّة الأسلحة التي يحتاج إليها، الأمر الذي أدّى إلى انتصاره في النهاية وهرب حبري إلى الكاميرون، وفي العام 1981م تمّ إعلان الوحدة ما بين الدولتين، والتي كان الهدف منها الاستيلاء على تشاد.

خرق الرئيس الليبي في ذلك الوقت الاتفاقية مع الرئيس التشادي، وذلك من خلال شنّ حملةٍ انقلابيةٍ ضدّه من خلال تجنيد قائد جيش البركان والعربي أصيل أحمد، وهنا قام كوكني بطلب انسحاب القوات الليبية من الأراضي التشادية، وهذا ما حصل وبشكلٍ سريعٍ جداً، الأمر الذي ترك فراغاً في المناطق الحدودية مع السودان، واستغلّ حبري هذا الوضع، وهجم على التشاد وسيطر عليها، ثمّ أصبح هو رئيسها الجديد.

المصالحة مع كوكني

خاف الرئيس الليبي من الرئيس التشادي الجديد فعاد وتصالح مع كوكني، وقدم له الدعم العسكري مرةً أخرى، وعادت القوات الليبية إلى تشاد لمحاربة الرئيس حبري، واستطاع كوكني السيطرة على المناطق الجنوبية من البلاد، وبالتالي تم تقسيم الدولة إلى دولتين وهما: التشاد الجنوبية بقيادة كوكني، والتشاد الشمالية بقيادة حبري.

قيام الحرب

قام الرئيس الليبي في العام 1986م بمحاولة اغتيال كوكني، قتل فيها اثنين من حراسه، وأصيب هو بجروحٍ خطيرة، وبعد شفائه قام بالتواصل مع حبري لطلب الانضمام إلى قواته الشمالية، ومحاربية ليبيا، وهذا ما حصل حيث اجتمعت كافة القوات، وهزمت ليبيا بشكلٍ تاريخي.

نتائج الحرب التشادية الليبية

  • اعتراف معمر القذافي بحسن حبري رئيساً للتشاد، وسعيه إلى تصليح العلاقات، حيث كان ذلك في العام 1988م.

  • نظر المحكمة الدولية في قضية إقليم أوزو، والحكم بملكيته لصالح تشاد.

  • حصل انقلاب على حسب حبري في العام 1990م على يد إدريس دبي، أسفر عن سقوط حبري، واستلام دبي الرئاسة.

  • إعادة العلاقات الدبلوماسية بين كلٍ من البلدين من جديد.