مرض فرط النشاط أو الحركة ADHD

مرض فرط النشاط أو الحركة ADHD 14929210

يعاني العديد من البالغين والأطفال من مشكلة فرط الحركة أو فرط النشاط أي يكونوا كثيرين التحرك بشكل ملحوظ مع زيادة كبيرة في نشاطهم.

مرض فرط النشاط أو الحركة هو حالة عصبية شائعة تصيب المريض منذ الطفولة حتى سن البلوغ وهذا المرض يؤثر بنسبة كبيرة على تركيزه وعلى انتباهه، كما يؤثر على سلوكه الإندفاعي والاجتماعي بين الناس ويُحدث له اضطراب في سلوكه وأخلاقه وقدرته على التركيز والإنتباه والإدراك. يصبح سلوكه عدوانيا أو متهورا هذا بالإضافة إلى رغبة الطفل في تكسير الأشياء الموجودة أمامه مع عدم قدرته على استيعاب المواد الدراسية في مدرسته.

هناك أسباب كثيرة لإصابة الطفل بمرض فرط النشاط أو فرط الحركة كما يوجد أعراض تشير إلى الإصابة بهذا المرض.

أسباب مرض فرط النشاط أو الحركة

يقول الدكتور عبد الرحمن عمر، استاذ المخ والأعصاب، أن إصابة الطفل بمرض فرط النشاط أو الحركة يرجع إلى بعض العوامل الوراثية أي يكون الأب أو الأم أو أحد من أقاربه قد عانوا من قبل من هذا المرض. يكون ناتج هذا المرض عن تكسر الدم الذي ينتقل عبر الجينات، كما أن هناك بعض العوامل والأسباب النفسية التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض، فقد يكون هناك مشاكل نفسية حادة مع حدوث بعض الاضطرابات السلوكية التي تصيبهم بكثرة في الحركة والنشاط مثل مرض التوحد أو الصرع والتي تكون كثرة حركتهم ونشاطهم من أهم أعراضهم.

كذلك ضرب المريض منذ صغره على رأسه وإصابته في الدماغ أو تعرضه للالتهاب قد يسبب له ذلك المرض. أيضًا إصابة المريض بالتسمم الغذائي أو تناوله لبعض الأدوية غير الصحيحة في الصغر. كذلك هناك بعض الأنواع من الأطعمة الغذائية التي تسبب لهم فرط في النشاط مؤقت مثل الأطعمة الغنية بالسكريات مثل الحلويات والشوكولاتة، الآيس كريم، المعجنات، البسكويت والكعك. من الأسباب الشائعة أيضًا التي تسبب هذا المرض للأطفال هو حدوث بعض المضاعفات للأم أثناء عملية الولادة، مع ضعف صحة الأم واستمراها على التدخين خاصة في الشهور الاولى من الحمل.

أعراض مرض فرط النشاط أو الحركة

هناك عدة أعراض وعلامات قد تحدث الطفل مما تجعل الأم تلاحظ أن هذا شيء غريب وليس طبيعي ووقتها يجب أن تذهب فورًا للطبيب المختص.

1- عدم قدرة الطفل على التركيز

قد تلاحظ الأم في طفلها المصاب بمرض فرط النشاط والحركة بعدم تركيزه أو عدم قدرته على الإنتباه للأشياء في المواقف العادية جدًا مثل ارتكابه لبعض الأخطاء البسيطة أثناء تحضيره لواجباته المدرسية أو أثناء حمل الأشياء أو أثناء اللعب عند القيام بأي نشاط آخر. لا يستطيع الطفل الإنتباه واليقظة وخاصة عندما تتحدثين إليه بشكل مباشر فيتصرف بشكل عدواني ومتهور وكأنه لم يسمع أحد، بالإضافة إلى حالة النسيان المستمرة لأدواته المدرسية ولألعابه ولا يتذكر إطلاقًا أين مكانها، مع رغبته المستمرة في الوحدة والإنعزال عن الآخرين.

2- كثرة الاندفاع والحماس

يكون الإندفاع السلوكي من أهم أعراض الإصابة بمرض فرط النشاط والحركة لدى الأطفال حيث يكون كثير الكلام في جميع الأوقات دون حتى التركيز فيما يقوله، كما يكون كثير الحركة أثناء التجول في الشوارع ويقوم بالجري بشكل زائد ودون انتباه. يقوم الطفل أيضاً ببعض التصرفات العدوانية مثل أخذه لألعاب أصدقائه لكي يلعب بها ويقوم بتكسيرها مع الانخراط في الالعاب الخطيرة دون حتى أن يشعر بالخوف من العواقب. كذلك يقوم الطفل بمقاطعة الآخرين مع عدم رغبته في التحدث إليهم.

3- حركات زائدة مع فرط نشاط

قد تلاحظ الأم أيضًا بطفلها بأنه زائد الحركة بيديه وقدميه مع الشعور الدائم بالتوتر والقلق، وعدم القدرة على الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة. هذا بالإضافة لحركاته الدائمة مع سرعة تسلق الأشياء والجري والقفز بشكل ملفت للأنظار، وقد يقوم الطفل بعدم استكمال نشاط بدأه أو انتظار دوره في اللعب أو في المجموعات.

الآثار المترتبة على الإصابة بمرض فرط النشاط أو الحركة

عندما يصاب الطفل بمرض فرط النشاط مع زيادة شديدة في الحركة قد ينتج عنه بعض الآثار السلبية الخطيرة التي تجعله أكثر عرضة للإصابة بحوادث السيارات لعدم انتباهه وتركيزه أثناء المشي في الطرقات والشوارع. كما أنه يصاب بالعديد من المشاكل النفسية الحادة مثل السلوك العدواني مع الشعور بعدم الثقة بالنفس، ومحاولاته للانتحار.

هذا بالإضافة إلى كثرة مشاكله مع زملائه وأصدقائه وفشله الدائم في الدراسة بسبب ضعف ذاكرته وقلة تركيزه. أيضًا تردده الدائم الذي يجعله عند الكبر من الصعب الدخول في أي علاقة عاطفية والإستمرار فيها. كما يلجأ الطفل في سن البلوغ إذا لم يتم معالجته بشكل طبيعي إلى حالات الادمان وتعاطي المواد المخدرة.

طرق علاج مرض فرط النشاط أوالحركة

يتراوح العلاج بين النظام الغذائي والتدخل السلوكي والوصفات الطبية أو العلاج الدوائي.

1- العلاج بالدواء

بحسب المعهد الوطني الأمريكي للصحة النفسية فقد أوضح وجود علاقة بين نقص الحديد كعنصر هام في تكوين الدم( أنيميا حادة)وبين فرط النشاط أو الحركة. كما أوصي المعهد بإعطاء الطفل بحسب السن ورأي الطبيب المُعالج أدوية المنشطات القائمة على الأمفيتامين وبعض الأدوية غير المنشطة مثل مضادات الاكتئاب. مما يساعد على زيادة مستويات إفراز الدماغ، والذي يؤدي إلى تقوية الذاكرة وتنشيط الدورة الدموية المخية. كما يوصي المعهد بضرورة عمل التحاليل اللازمة في حالة الأنيميا أو فقر الدم وكذلك في حالة قصور إفراز الغدة الدرقية حيث تؤدي لنفس الأعراض من عدم التركيز والاكتئاب. كما يؤدي مرض الأنيميا أو فقر الدم الوراثي الذي يتمثل في عدم القدرة على تحطيم-تكسير الفنيل الأنين الذي يسبب دمار وتلف في الدماغ والأعصاب إذا لم يعالج. وقد وجدوا أن العلاج الدوائي هام جدًا في هذه الحالة ويساعد على تخفيف حالة فرط النشاط الحركي( ADHD).

2- الغذاء

الغذاء له دور كبير جدًا في علاج الطفل من هذا المرض المزعج والخطير لذلك يجب على الأم أن تكثر من تناول طفلها للعديد من الأطعمة الصحية التي تحتوي على نسبة كبيرة جدا من الفيتامينات والمعادن الرئيسية. يجب الحذر من تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد سكرية كبيرة مع تجنب الأطعمة الصناعية والفنية بالمواد الحافظة التي تحتوي على صبغات والوان صناعية كثيرة. على الأم الإهتمام بإطعام طفلها أيضًا العصائر الطبيعية من الفواكه الطازجة بشكل مكثف لكي تمنحه القدرة على التركيز والهدوء النفسي.

3-وضع برنامج يومي له

حاولي عزيزتي الأم أن تضعي قائمة مهام لطفلك بما ينجزه يوميًا مع كتابة الاغراض والأشياء الذي يقوم بشرائها والأنشطة التي يمارسها مع الحفظ بكتابة التواريخ ليكون لديه قدرة أكبر على التذكر وعدم النسيان. هذه العلاجات هامة لكن بجانب إستشارة الطبيب المختص الذي سيستطيع تشخيص حالة المريض سواء كان طفل أو بالغ وتحديد مدى إصابته بهذا المرض وكيفية علاجه.