وزير أخرق هزّ عرش القيصر
وزير الداخلية ألكسندر بروتوبوبوف، والذي كان يوصف بالأخرق، بذل كل ما في وسعه لاستفزاز العمال الذين نظموا مسيرة احتجاج حاشدة قصدت مجلس "الدوما" وهو البرلمان، ما اضطر السلطات للرد.
بافل ميليوكوف زعيم "الحزب الدستوري الديمقراطي الروسي" "الكاديت"، قبل أيام على الـ8 من مارس، وهو يوم الإضراب العام والاحتجاجات التي عمّت بيتروغراد العاصمة الروسية آنذاك، حرّر رسالة للعامة نشرتها صحف العاصمة، ناشد فيها العمال عدم الانجرار وراء الاستفزاز، والعدول عن فكرة المسيرة الحاشدة نحو مقر الحكومة لخلعها. المحتجون قبلوا النصيحة، وفشلت "مساعي" بروتوبوبوف وزير الداخلية، ولكن إلى حين!
الاستفزاز الذي حذر ميليوكوف العمال منه، تمثل في أن وزير الداخلية، كان يتعطش لخروج المحتجين إلى الشارع، ليلقنهم الدرس الذي يستحقونه، حيث أعد العدة للقمع بصورة وحشية، غير آبه بما قد يترتب على ذلك من تبعات، وانعكاسها على السلطة والقيصر.
وفي هذه الأثناء، كان في قوام حامية بيتروغراد أكثر من 150 ألف جندي من الأغرار والفلاحين. وفي الـ8 من مارس ارتفعت درجات الحرارة نسبيا، ورأف الصقيع بالبشر والحجر في ظل إضراب خمسين مؤسسة ومصنعا، وكل ذلك قبل أن تخرج مسيرة احتجاج نسوية في يوم المرأة العالمي الذي يصادف في اليوم المذكور من كل عام.
الطبيعة، وعيد المرأة والإضرابات والجنود الأغرار، كل ذلك خلق الظروف "المثالية"، كما يعتبر المؤرخون، لاحتشاد أكثر من 90 ألف مواطن غاضب معظمهم من العمال.
وفي اليوم الثاني للإضراب، احتشد زهاء 200 ألف، وفي الثالث تراوح عدد المعتصمين بين 240 و300 ألف، وهم 80 في المئة من إجمالي العمال في عاصمة الإمبراطورية في تلك الأيام.
وفي اليوم الرابع، انضم طلاب جامعة العاصمة للاحتجاج، والتحق بهم بالتدريج من تبقى من الأهالي، الذين توافدوا على وسط المدينة من أطرافها وشطرها الثاني وراء نهر نيفا.
المتظاهرون وصلوا إلى الساحة المركزية أمام محطة القطارات الرئيسة في المدينة وتسمى اليوم ساحة "الانتفاضة"، وأخذوا للمرة الأولى منذ اندلاع الاضطرابات يرددون الشعارات السياسية، عوضا عن العبارات المطالبة بالخبز والدفء.
أهم الشعارات والهتافات الجديدة التي بدأ يرددها المعتصمون رافعين الرايات الحمراء، ومرددين الأغاني الثورية:..."يسقط القيصر".."لا للحرب"، الحرب العالمية الأولى التي أنهكت روسيا وأدمتها.
وزير الداخلية ألكسندر بروتوبوبوف، والذي كان يوصف بالأخرق، بذل كل ما في وسعه لاستفزاز العمال الذين نظموا مسيرة احتجاج حاشدة قصدت مجلس "الدوما" وهو البرلمان، ما اضطر السلطات للرد.
بافل ميليوكوف زعيم "الحزب الدستوري الديمقراطي الروسي" "الكاديت"، قبل أيام على الـ8 من مارس، وهو يوم الإضراب العام والاحتجاجات التي عمّت بيتروغراد العاصمة الروسية آنذاك، حرّر رسالة للعامة نشرتها صحف العاصمة، ناشد فيها العمال عدم الانجرار وراء الاستفزاز، والعدول عن فكرة المسيرة الحاشدة نحو مقر الحكومة لخلعها. المحتجون قبلوا النصيحة، وفشلت "مساعي" بروتوبوبوف وزير الداخلية، ولكن إلى حين!
الاستفزاز الذي حذر ميليوكوف العمال منه، تمثل في أن وزير الداخلية، كان يتعطش لخروج المحتجين إلى الشارع، ليلقنهم الدرس الذي يستحقونه، حيث أعد العدة للقمع بصورة وحشية، غير آبه بما قد يترتب على ذلك من تبعات، وانعكاسها على السلطة والقيصر.
وفي هذه الأثناء، كان في قوام حامية بيتروغراد أكثر من 150 ألف جندي من الأغرار والفلاحين. وفي الـ8 من مارس ارتفعت درجات الحرارة نسبيا، ورأف الصقيع بالبشر والحجر في ظل إضراب خمسين مؤسسة ومصنعا، وكل ذلك قبل أن تخرج مسيرة احتجاج نسوية في يوم المرأة العالمي الذي يصادف في اليوم المذكور من كل عام.
الطبيعة، وعيد المرأة والإضرابات والجنود الأغرار، كل ذلك خلق الظروف "المثالية"، كما يعتبر المؤرخون، لاحتشاد أكثر من 90 ألف مواطن غاضب معظمهم من العمال.
وفي اليوم الثاني للإضراب، احتشد زهاء 200 ألف، وفي الثالث تراوح عدد المعتصمين بين 240 و300 ألف، وهم 80 في المئة من إجمالي العمال في عاصمة الإمبراطورية في تلك الأيام.
وفي اليوم الرابع، انضم طلاب جامعة العاصمة للاحتجاج، والتحق بهم بالتدريج من تبقى من الأهالي، الذين توافدوا على وسط المدينة من أطرافها وشطرها الثاني وراء نهر نيفا.
المتظاهرون وصلوا إلى الساحة المركزية أمام محطة القطارات الرئيسة في المدينة وتسمى اليوم ساحة "الانتفاضة"، وأخذوا للمرة الأولى منذ اندلاع الاضطرابات يرددون الشعارات السياسية، عوضا عن العبارات المطالبة بالخبز والدفء.
أهم الشعارات والهتافات الجديدة التي بدأ يرددها المعتصمون رافعين الرايات الحمراء، ومرددين الأغاني الثورية:..."يسقط القيصر".."لا للحرب"، الحرب العالمية الأولى التي أنهكت روسيا وأدمتها.