غضب شديد بعد نشر الإعلام الإسرائيلي تفاصيل عن مجزرة "دير ياسين"
أثار ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية هذا الأسبوع حول مجزرة "دير ياسين" موجة غضب شديدة لدى الكثيرين وذلك لفظاعة التنكيل والتعامل مع جثث من سقط في تلك المجزرة المروعة.
الجديد في التفاصيل التي أوردتها الصحيفة هو أن المعلومات جاءت على لسان بعض مرتكبي المجزرة، وذلك في مقابلة خاصة أجرتها قبل سنوات المخرجة الإسرائيلية، نيتع شوشاني، التي سعت إلى القيام بتحقيق تاريخي حول المجزرة.
وأشارت هآرتس إلى أن مخرجة العمل الوثائقي، عملت على جمع إفادات عدد من الأشخاص الذين عايشوا "دير ياسين"، بالإضافة إلى وثائق من الأرشيف الرسمي في نفس الشأن تمكنت من الحصول عليها رغم معارضة إسرائيل حكومة وقضاء، بحجة أن من شأن ذلك أن "يمس بعلاقات الدولة الخارجية وبشرف الموتى".
الشهادات الإسرائيلية الجديدة، حول فظائع مجزرة دير ياسين التي ارتكبتها عصابات "ليحي" و"إيتسيل" و"هاغانا"، تم الكشف عنها في إطار تصوير فيلم عن المجزرة للمخرجة الإسرائيلية.
إحدى الشهادات الموثقة كانت على لسان شخص يدعى بن تسون كوهن، من عصابة "إيتسيل"، قال فيها: "لو كان هناك 3 أو 4 مذابح على غرار ما حصل في دير ياسين، لما تبقى عربي واحد في البلاد، مؤكدا أن هؤلاء اللاجئين (الفلسطينيين) في لبنان والأردن وسوريا ذهبوا إلى هنالك بسبب أحدهم. يوجد يهودي واحد يمكنه أن يقول: بسببي. أنا قدت دير ياسين".
وعرض الفيلم رسالة عثر عليها في أرشيف عصابة "ليحي" لأحد مقاتليها كتب فيها أن المنظمة نفذت "يوم الجمعة الماضي، بالتعاون مع (إيتسل)، عملية احتلال ضخمة لقرية عربية على طريق القدس ــ تل أبيب ــ دير ياسين.. لقد قتلت في القرية العربية مسلحا أطلق النار علي، وفتاتين عمرهما نحو 16 إلى 17 عاما ساعدتا مطلق النار. أوقفتهما إلى الحائط وأطلقت عليهما رشقتين".
ووصف عضو ليحي أعمال السلب والنهب التي نفذها هو ورفاقه قائلا: "صادرنا الكثير من المال والمجوهرات التي وقعت في أيدينا... كانت هذه عملية هائلة حقا، وليس صدفة أن اليسار يشهر بنا مرة أخرى".
ويروي مشارك آخر في الجريمة شهادته والذي كان في حينه ضابط استخبارات في عصابة "هاغانا"، مردخاي جيحون أن "ذلك كان إحساسا واضحا بالقتل.. كان يصعب تفسيره بأنه تم في ظل الدفاع عن النفس. انطباعي كان أنه يتجه بقدر أكبر نحو المذبحة أكثر من أي شيء آخر".
وفي رواية أخرى أكدها يائير تسبان، أحد أعضاء عصابة "جدناع" السابقين، قائلا إنه تم إرساله مع رفاقه لدفن جثث قتلى المجزرة على عجل، "كانت هناك خشية من أن يصل الصليب الأحمر في أي لحظة.. كان ينبغي طمس الآثار لأن نشر الصور والشهادات عما يحصل في القرية كان من شأنه أن يضر جداً بصورة حربنا التحريرية.. رأيت عددا كبيرا من الجثث.. لا أذكر أني رأيت جثة رجل مقاتل.. أتذكر أساسا نساء وشيوخا"
وينفي تسبان في روايته للمأساة، ادعاءات بعض المشاركين في المذبحة بأن القتلى أُصيبوا في تبادل إطلاق نار، مؤكدا أنه رأى الناس وقد أُطلقت عليهم النار في ظهورهم، موضحا أن "شيخا وامرأة يجلسان في زاوية الغرفة ووجههما على الحائط وإصابتهما من الخلف".
ووصف أحد مرتكبي المذبحة كيفية هروب الفلسطينيين من منازلهم بسببها، قائلا "لم نكن هناك بقفازات من حرير، بل دخلنا منزلا إثر منزل، نلقي مادة متفجرة والسكان يهربون، تفجير يتلوه آخر، وفي غضون بضع ساعات لم يعد نصف القرية موجودا".
وقدم وصفا قاسيا عن حرق جثث القتلى بعد احتلال القرية، حيث أخذ الجنود الإسرائيليون القتلى الفلسطينيين، وجعلوهم في كومة واحدة، ثم أحرقوهم وبدت الرائحة الكريهة!
وأكدت مخرجة الفيلم شوشاني، أنها حاولت الحصول على صور تاريخية عن المذبحة، إلا أنها اكتشفت أعدم وجود أي صور لـ"دير ياسين" منشورة، وأن كل ما استطاعت الحصول عليه بعد تقديمها طلب إلى الجيش الإسرائيلي، فقط صور لمقاتلين شاركوا في المذبحة، دون أي صورة لقتلى الفلسطينيين.
وقالت شوشاني إنها أثناء عملية البحث عن الصور، تعرفت إلى ضابط استخبارات كان في الهاغانا وقت المجزرة، يدعى شرغا بيلد، الذي روى لها أنه تم إرساله إلى دير ياسين لتوثيق ما حصل، قائلا: "عندما وصلت إلى القرية، كان أول شيء صادفته شجرة كبيرة محترقة علق عليها شاب عربي.. ربطوه وأحرقوه مع الشجرة. لقد صورت هذا".
وأكد بيلد أنه وثق صورا لعشرات القتلى الآخرين الذين تم تجميعهم في محجر قرب القرية، مشيرا إلى أنه سلم جميع الصور لمسؤوليه ولم يشاهدها بعد ذلك.
أثار ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية هذا الأسبوع حول مجزرة "دير ياسين" موجة غضب شديدة لدى الكثيرين وذلك لفظاعة التنكيل والتعامل مع جثث من سقط في تلك المجزرة المروعة.
الجديد في التفاصيل التي أوردتها الصحيفة هو أن المعلومات جاءت على لسان بعض مرتكبي المجزرة، وذلك في مقابلة خاصة أجرتها قبل سنوات المخرجة الإسرائيلية، نيتع شوشاني، التي سعت إلى القيام بتحقيق تاريخي حول المجزرة.
وأشارت هآرتس إلى أن مخرجة العمل الوثائقي، عملت على جمع إفادات عدد من الأشخاص الذين عايشوا "دير ياسين"، بالإضافة إلى وثائق من الأرشيف الرسمي في نفس الشأن تمكنت من الحصول عليها رغم معارضة إسرائيل حكومة وقضاء، بحجة أن من شأن ذلك أن "يمس بعلاقات الدولة الخارجية وبشرف الموتى".
الشهادات الإسرائيلية الجديدة، حول فظائع مجزرة دير ياسين التي ارتكبتها عصابات "ليحي" و"إيتسيل" و"هاغانا"، تم الكشف عنها في إطار تصوير فيلم عن المجزرة للمخرجة الإسرائيلية.
إحدى الشهادات الموثقة كانت على لسان شخص يدعى بن تسون كوهن، من عصابة "إيتسيل"، قال فيها: "لو كان هناك 3 أو 4 مذابح على غرار ما حصل في دير ياسين، لما تبقى عربي واحد في البلاد، مؤكدا أن هؤلاء اللاجئين (الفلسطينيين) في لبنان والأردن وسوريا ذهبوا إلى هنالك بسبب أحدهم. يوجد يهودي واحد يمكنه أن يقول: بسببي. أنا قدت دير ياسين".
وعرض الفيلم رسالة عثر عليها في أرشيف عصابة "ليحي" لأحد مقاتليها كتب فيها أن المنظمة نفذت "يوم الجمعة الماضي، بالتعاون مع (إيتسل)، عملية احتلال ضخمة لقرية عربية على طريق القدس ــ تل أبيب ــ دير ياسين.. لقد قتلت في القرية العربية مسلحا أطلق النار علي، وفتاتين عمرهما نحو 16 إلى 17 عاما ساعدتا مطلق النار. أوقفتهما إلى الحائط وأطلقت عليهما رشقتين".
ووصف عضو ليحي أعمال السلب والنهب التي نفذها هو ورفاقه قائلا: "صادرنا الكثير من المال والمجوهرات التي وقعت في أيدينا... كانت هذه عملية هائلة حقا، وليس صدفة أن اليسار يشهر بنا مرة أخرى".
ويروي مشارك آخر في الجريمة شهادته والذي كان في حينه ضابط استخبارات في عصابة "هاغانا"، مردخاي جيحون أن "ذلك كان إحساسا واضحا بالقتل.. كان يصعب تفسيره بأنه تم في ظل الدفاع عن النفس. انطباعي كان أنه يتجه بقدر أكبر نحو المذبحة أكثر من أي شيء آخر".
وفي رواية أخرى أكدها يائير تسبان، أحد أعضاء عصابة "جدناع" السابقين، قائلا إنه تم إرساله مع رفاقه لدفن جثث قتلى المجزرة على عجل، "كانت هناك خشية من أن يصل الصليب الأحمر في أي لحظة.. كان ينبغي طمس الآثار لأن نشر الصور والشهادات عما يحصل في القرية كان من شأنه أن يضر جداً بصورة حربنا التحريرية.. رأيت عددا كبيرا من الجثث.. لا أذكر أني رأيت جثة رجل مقاتل.. أتذكر أساسا نساء وشيوخا"
وينفي تسبان في روايته للمأساة، ادعاءات بعض المشاركين في المذبحة بأن القتلى أُصيبوا في تبادل إطلاق نار، مؤكدا أنه رأى الناس وقد أُطلقت عليهم النار في ظهورهم، موضحا أن "شيخا وامرأة يجلسان في زاوية الغرفة ووجههما على الحائط وإصابتهما من الخلف".
ووصف أحد مرتكبي المذبحة كيفية هروب الفلسطينيين من منازلهم بسببها، قائلا "لم نكن هناك بقفازات من حرير، بل دخلنا منزلا إثر منزل، نلقي مادة متفجرة والسكان يهربون، تفجير يتلوه آخر، وفي غضون بضع ساعات لم يعد نصف القرية موجودا".
وقدم وصفا قاسيا عن حرق جثث القتلى بعد احتلال القرية، حيث أخذ الجنود الإسرائيليون القتلى الفلسطينيين، وجعلوهم في كومة واحدة، ثم أحرقوهم وبدت الرائحة الكريهة!
وأكدت مخرجة الفيلم شوشاني، أنها حاولت الحصول على صور تاريخية عن المذبحة، إلا أنها اكتشفت أعدم وجود أي صور لـ"دير ياسين" منشورة، وأن كل ما استطاعت الحصول عليه بعد تقديمها طلب إلى الجيش الإسرائيلي، فقط صور لمقاتلين شاركوا في المذبحة، دون أي صورة لقتلى الفلسطينيين.
وقالت شوشاني إنها أثناء عملية البحث عن الصور، تعرفت إلى ضابط استخبارات كان في الهاغانا وقت المجزرة، يدعى شرغا بيلد، الذي روى لها أنه تم إرساله إلى دير ياسين لتوثيق ما حصل، قائلا: "عندما وصلت إلى القرية، كان أول شيء صادفته شجرة كبيرة محترقة علق عليها شاب عربي.. ربطوه وأحرقوه مع الشجرة. لقد صورت هذا".
وأكد بيلد أنه وثق صورا لعشرات القتلى الآخرين الذين تم تجميعهم في محجر قرب القرية، مشيرا إلى أنه سلم جميع الصور لمسؤوليه ولم يشاهدها بعد ذلك.