أرخبيل ماديرا.. لؤلؤة الأطلنطي
إنه أكثر من مجرد طريق مختصر إلى المناطق المدارية بالنسبة لعشاق العطلات السياحية، إنه أرض الجبال الفاتنة، والبحيرات الشفافة، وقرى الصيد الجميلة، إذ يعد هذا الأرخبيل التابع للبرتغال وجهة لجمال طبيعي مذهل، فمن خلال الإبحار قبالة سواحل غرب إفريقيا، يستطيع السياح رؤية المناظر الطبيعية لماديرا المثقلة بالأراضي البركانية الغنية، والأجواء المعتدلة والأمطار الغزيرة التي تدعم التنوع الاستثنائي للنباتات، كما أن علماء النبات لديهم اهتمام خاص بغاباتها المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث.
بالإضافة إلى كونها موطناً لنباتات استثنائية، فإن ماديرا تتميز باحتضان حيوانات مثيرة للإعجاب، مع أجواء المحيط الأطلنطي التي توفر مستعمرات مثالية للحياة البحرية، ويقدم المحيط العديد من الفرص لهواة المغامرات من السياح، من فرصة السباحة مع الدلافين إلى الغوص ومراقبة الحيتان وركوب الأمواج، لا توجد مساحات لشواطئ ذات رمال ذهبية في ماديرا، باستثناء شاطئ كالهيتا، وماتشيكو اللذين شيدا من الرمال المستوردة، ومع ذلك الرمال البركانية السوداء التي توجد في المناطق الأخرى تكفي البعض، كما أن الأراضي الغابية الفواحة تعد مناطق مثالية للنزهات، حيث المناظر المذهلة والأجواء المنعشة، إن اكثر السمات المميزة لماديرا هي قنواتها المائية الشهيرة التي تعرف ب «ليفاداس»، بنيت بأيدي السخرة لنقل الماء من الجبال إلى المزارع، فقد أصبح التنزه عند هذه القنوات من الوجهات الرئيسية للسياح. وعلى الرغم من عدم وجود شواطئ كثيرة، إلا أن ماديرا تشتهر بالسياح الأجانب و بمنتجعاتها الساحلية التي باتت تجذب الزوار الجدد للجزيرة الذين يصلون عبر العاصمة، فونشال التي تطل على احد أجمل الخلجان بالعالم، فهنا يستطيع السائح الاسترخاء في أحد مقاهيها العديدة، مستمتعاً بمفاتن هذا الأرخبيل الساحر الذي لا يخيب ظن أحد.
تاريخ ماديرا:
عندما جمع راعي الاستكشاف البرتغالي، الأمير هنري الملاح افضل رسامي الخرائط في بواكير القرن الخامس عشر، كانت خطته توسيع نطاق المعرفة الجماعية لبلاده بسواحل غرب إفريقيا، فقام بتجنيد اثنين من الملاحين الصغار للذهاب في رحلة استكشافية، حيث جرفتهما الأمواج العاتية في طريق رحلتهما ليجدوا أرضاً في شكل جزيرة صغيرة بعد أيام عديدة من الإبحار أسموها بورتو سانتو، ولما أبلغوا أميرهم طلب منهم الأمير العودة إلى ذات الجزيرة واحتلالها، كان ذلك في عام 1419.
فالذي لا يمكن تصديقه اليوم هو ان الوقت استغرق عاماً كاملاً قبل اكتشاف جزر ماديرا الكبرى، فقد كان الملاحان قد أبلغا عن وجود سحب قاتمة كبيرة ظاهرة في الأفق ناحية الجنوب، حيث تم تشجيعهما على الإبحار نواحيها للتثبت منها.
فلما بلغا الأمواج العاتية للمحيط الأطلنطي قبالة السواحل الشمالية، جرفهما التيار عند بونتا دي ساو، وفشلا في السيطرة على خوفهما، ولكن بالالتفاف على الأرض الرأسية أو اللسان البحري عثرا على خليج ماشيو البوابة المؤدية إلى الجزر الغابية التي أسموها ماديرا، والذي يعني الغابة، حيث قام الأمير هنري باحتلال الجزيرة على الفور.
بات قصب السكر المحرك الرئيسي لنموها الاقتصادي في القرن الخامس عشر والسادس عشر، فالمستوطنون الأوائل وجدوا طقس الجزيرة مثاليا لزراعة قصب السكر المدر للأموال، حيث كان يتم استخدام السخرة لزراعته وحصاده. لقد فقدت البرتغال سيطرتها على الجزر في فترة وجيزة، لما قام البريطانيون باحتلالها خلال الحروب التي قادها نابليون، وعلى الرغم من ذلك تم إرجاعها للبرتغاليين بطريقة ما في 1814، الذين تحكموا بها حتى ثورة القرنفل عام 1974، ومنذ ذلك الحين تتمتع جزر ماديرا بالاستقلال السياسي من البرتغال.
الأماكن السياحية:
المباني المعمارية لسانتانا:
تعتبر قرية سانتانا من أكثر القرى زيارة في الجزيرة، فالسياح يأتون إليها للتشرب بالأجواء الريفية الرائعة والتنزه، وللإعجاب بمبانيها ذات الأشكال المثلثة.
تسلق بيكو ريفو:
يمكن للسياح التسلق إلى أعلى قمة بالجزيرة في بيكو ريفو التي يبلغ ارتفاعها 6109 أقدام فوق سطح البحر، حيث يمكن الوصول إليها خلال ساعة من الزمن عبر طريق معبد من منطقة وقوف السيارات في الناحية الشمالية في أشادا دو تكسيرو، وليس من المستغرب عدم وجود مناظر خلابة بها، كما أن هناك ثالث أعلى منطقة في الجزيرة ببيكو دو اريريو التي يبلغ ارتفاعها 5965 قدماً فوق سطح البحر، وكذلك توجد مطاعم ومحال للهدايا على طول الطريق في قمتها.
مراقبة الحيتان:
تقدم المياه الضحلة حول جزر ماديرا بعضا من أفضل الأماكن لمراقبة الحيتان في المنطقة، لقد كان أرخبيل ماديرا في يوم من الأيام نقطة مركزية لصيد الحيتان الخطرة، ولكن منذ وقف صيد الثدييات في عام 1981، والمياه تعج مرة أخرى بالحيتان والدلافين، تنطلق الرحلات السياحية من مواقع مختلفة في جميع أنحاء ماديرا.
التنزه على طول ليفاداس:
شبكة من قنوات الري القديمة تمتد حوالي 2150 كلم، عبر منحدرات من الناحية الشمالية للجزيرة. اليوم، في حين أنها لا تزال توفر المياه إلى الوديان البعيدة، إلا أنها تزود السياح بممرات السير الجاهزة.
أفضل أوقات الزيارة:
يتأثر الطقس في ماديرا بمناخ البحر الأبيض المتوسط حيث يكون حارا جافا صيفا وباردا وممطرا شتاءً مع متوسط درجة حرارة يزيد عن 22 درجة مئوية. فأجمل ما في ماديرا هو أن الطقس مشمس ودافئ على مدار السنة. فإذا كان السائح يرغب في أشهر أكثر جفافا، فإن أفضل وقت لزيارتها هو من شهر مايو/ أيار إلى أغسطس/ آب، عندما يكون متوسط درجات الحرارة في منتصف العشرينات حيث يكون هناك عدد من الأيام الممطرة كل شهر.
هل تعلم؟
هل تعلم أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل، كان يزور قرية كمارا دي لابوس المشهورة بالصيد بشكل منتظم والتي رغب في طلائها.
هل تعلم أن كريستوفر كولومبس تزوج بفليبا مونيز في أرخبيل ماديرا في 1478، ولكن للأسف ماتت في فترة وجيزة لاحقا أثناء ولادة مولودهما الأول.
هل تعلم أن تأثير الحرب العالمية الأولى شعر به لأول مرة في فونشال، التي قصفت بقذائف لمدة ساعتين من قبل الألمان في 1916.
الزلاجات:
كانت في الأصل تستخدم كوسيلة سريعة لتنقل القرويين، أما اليوم فتستخدم أساسا لنقل السياح، يدفعها اثنان من الرجال بملابسهما البيضاء وقبعاتهما المصنوعة من القش وأحذيتهما المطاطية السوداء التي تستخدم كفرامل، كما تستخدم الحبال للسيطرة عليها بشكل كبير، يبدأ سباق الزلاجات في مونتي التي يمكن الوصول إليها عن طريق التلفريك الذي ينحدر بسرعة إلى يفرامينتو، وهي ضاحية من ضواحي فونشال.
التسكع في فونشال:
تربض فونشال عاصمة ماديرا فوق خليج طبيعي فسيح، مدعومة بمنحدرات مخضرة غنية تعلو أفق القمم الوعرة، تعتبر فونشال موطناً لكاتدرائية بارزة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وتضم متحف الفنون المخيفة «أسكيرد أرت» والحدائق النباتية التي تبلغ 5 هكتارات على تلال المدرجات، تضم مخلوقات من حول العالم.
إنه أكثر من مجرد طريق مختصر إلى المناطق المدارية بالنسبة لعشاق العطلات السياحية، إنه أرض الجبال الفاتنة، والبحيرات الشفافة، وقرى الصيد الجميلة، إذ يعد هذا الأرخبيل التابع للبرتغال وجهة لجمال طبيعي مذهل، فمن خلال الإبحار قبالة سواحل غرب إفريقيا، يستطيع السياح رؤية المناظر الطبيعية لماديرا المثقلة بالأراضي البركانية الغنية، والأجواء المعتدلة والأمطار الغزيرة التي تدعم التنوع الاستثنائي للنباتات، كما أن علماء النبات لديهم اهتمام خاص بغاباتها المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث.
بالإضافة إلى كونها موطناً لنباتات استثنائية، فإن ماديرا تتميز باحتضان حيوانات مثيرة للإعجاب، مع أجواء المحيط الأطلنطي التي توفر مستعمرات مثالية للحياة البحرية، ويقدم المحيط العديد من الفرص لهواة المغامرات من السياح، من فرصة السباحة مع الدلافين إلى الغوص ومراقبة الحيتان وركوب الأمواج، لا توجد مساحات لشواطئ ذات رمال ذهبية في ماديرا، باستثناء شاطئ كالهيتا، وماتشيكو اللذين شيدا من الرمال المستوردة، ومع ذلك الرمال البركانية السوداء التي توجد في المناطق الأخرى تكفي البعض، كما أن الأراضي الغابية الفواحة تعد مناطق مثالية للنزهات، حيث المناظر المذهلة والأجواء المنعشة، إن اكثر السمات المميزة لماديرا هي قنواتها المائية الشهيرة التي تعرف ب «ليفاداس»، بنيت بأيدي السخرة لنقل الماء من الجبال إلى المزارع، فقد أصبح التنزه عند هذه القنوات من الوجهات الرئيسية للسياح. وعلى الرغم من عدم وجود شواطئ كثيرة، إلا أن ماديرا تشتهر بالسياح الأجانب و بمنتجعاتها الساحلية التي باتت تجذب الزوار الجدد للجزيرة الذين يصلون عبر العاصمة، فونشال التي تطل على احد أجمل الخلجان بالعالم، فهنا يستطيع السائح الاسترخاء في أحد مقاهيها العديدة، مستمتعاً بمفاتن هذا الأرخبيل الساحر الذي لا يخيب ظن أحد.
تاريخ ماديرا:
عندما جمع راعي الاستكشاف البرتغالي، الأمير هنري الملاح افضل رسامي الخرائط في بواكير القرن الخامس عشر، كانت خطته توسيع نطاق المعرفة الجماعية لبلاده بسواحل غرب إفريقيا، فقام بتجنيد اثنين من الملاحين الصغار للذهاب في رحلة استكشافية، حيث جرفتهما الأمواج العاتية في طريق رحلتهما ليجدوا أرضاً في شكل جزيرة صغيرة بعد أيام عديدة من الإبحار أسموها بورتو سانتو، ولما أبلغوا أميرهم طلب منهم الأمير العودة إلى ذات الجزيرة واحتلالها، كان ذلك في عام 1419.
فالذي لا يمكن تصديقه اليوم هو ان الوقت استغرق عاماً كاملاً قبل اكتشاف جزر ماديرا الكبرى، فقد كان الملاحان قد أبلغا عن وجود سحب قاتمة كبيرة ظاهرة في الأفق ناحية الجنوب، حيث تم تشجيعهما على الإبحار نواحيها للتثبت منها.
فلما بلغا الأمواج العاتية للمحيط الأطلنطي قبالة السواحل الشمالية، جرفهما التيار عند بونتا دي ساو، وفشلا في السيطرة على خوفهما، ولكن بالالتفاف على الأرض الرأسية أو اللسان البحري عثرا على خليج ماشيو البوابة المؤدية إلى الجزر الغابية التي أسموها ماديرا، والذي يعني الغابة، حيث قام الأمير هنري باحتلال الجزيرة على الفور.
بات قصب السكر المحرك الرئيسي لنموها الاقتصادي في القرن الخامس عشر والسادس عشر، فالمستوطنون الأوائل وجدوا طقس الجزيرة مثاليا لزراعة قصب السكر المدر للأموال، حيث كان يتم استخدام السخرة لزراعته وحصاده. لقد فقدت البرتغال سيطرتها على الجزر في فترة وجيزة، لما قام البريطانيون باحتلالها خلال الحروب التي قادها نابليون، وعلى الرغم من ذلك تم إرجاعها للبرتغاليين بطريقة ما في 1814، الذين تحكموا بها حتى ثورة القرنفل عام 1974، ومنذ ذلك الحين تتمتع جزر ماديرا بالاستقلال السياسي من البرتغال.
الأماكن السياحية:
المباني المعمارية لسانتانا:
تعتبر قرية سانتانا من أكثر القرى زيارة في الجزيرة، فالسياح يأتون إليها للتشرب بالأجواء الريفية الرائعة والتنزه، وللإعجاب بمبانيها ذات الأشكال المثلثة.
تسلق بيكو ريفو:
يمكن للسياح التسلق إلى أعلى قمة بالجزيرة في بيكو ريفو التي يبلغ ارتفاعها 6109 أقدام فوق سطح البحر، حيث يمكن الوصول إليها خلال ساعة من الزمن عبر طريق معبد من منطقة وقوف السيارات في الناحية الشمالية في أشادا دو تكسيرو، وليس من المستغرب عدم وجود مناظر خلابة بها، كما أن هناك ثالث أعلى منطقة في الجزيرة ببيكو دو اريريو التي يبلغ ارتفاعها 5965 قدماً فوق سطح البحر، وكذلك توجد مطاعم ومحال للهدايا على طول الطريق في قمتها.
مراقبة الحيتان:
تقدم المياه الضحلة حول جزر ماديرا بعضا من أفضل الأماكن لمراقبة الحيتان في المنطقة، لقد كان أرخبيل ماديرا في يوم من الأيام نقطة مركزية لصيد الحيتان الخطرة، ولكن منذ وقف صيد الثدييات في عام 1981، والمياه تعج مرة أخرى بالحيتان والدلافين، تنطلق الرحلات السياحية من مواقع مختلفة في جميع أنحاء ماديرا.
التنزه على طول ليفاداس:
شبكة من قنوات الري القديمة تمتد حوالي 2150 كلم، عبر منحدرات من الناحية الشمالية للجزيرة. اليوم، في حين أنها لا تزال توفر المياه إلى الوديان البعيدة، إلا أنها تزود السياح بممرات السير الجاهزة.
أفضل أوقات الزيارة:
يتأثر الطقس في ماديرا بمناخ البحر الأبيض المتوسط حيث يكون حارا جافا صيفا وباردا وممطرا شتاءً مع متوسط درجة حرارة يزيد عن 22 درجة مئوية. فأجمل ما في ماديرا هو أن الطقس مشمس ودافئ على مدار السنة. فإذا كان السائح يرغب في أشهر أكثر جفافا، فإن أفضل وقت لزيارتها هو من شهر مايو/ أيار إلى أغسطس/ آب، عندما يكون متوسط درجات الحرارة في منتصف العشرينات حيث يكون هناك عدد من الأيام الممطرة كل شهر.
هل تعلم؟
هل تعلم أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل، كان يزور قرية كمارا دي لابوس المشهورة بالصيد بشكل منتظم والتي رغب في طلائها.
هل تعلم أن كريستوفر كولومبس تزوج بفليبا مونيز في أرخبيل ماديرا في 1478، ولكن للأسف ماتت في فترة وجيزة لاحقا أثناء ولادة مولودهما الأول.
هل تعلم أن تأثير الحرب العالمية الأولى شعر به لأول مرة في فونشال، التي قصفت بقذائف لمدة ساعتين من قبل الألمان في 1916.
الزلاجات:
كانت في الأصل تستخدم كوسيلة سريعة لتنقل القرويين، أما اليوم فتستخدم أساسا لنقل السياح، يدفعها اثنان من الرجال بملابسهما البيضاء وقبعاتهما المصنوعة من القش وأحذيتهما المطاطية السوداء التي تستخدم كفرامل، كما تستخدم الحبال للسيطرة عليها بشكل كبير، يبدأ سباق الزلاجات في مونتي التي يمكن الوصول إليها عن طريق التلفريك الذي ينحدر بسرعة إلى يفرامينتو، وهي ضاحية من ضواحي فونشال.
التسكع في فونشال:
تربض فونشال عاصمة ماديرا فوق خليج طبيعي فسيح، مدعومة بمنحدرات مخضرة غنية تعلو أفق القمم الوعرة، تعتبر فونشال موطناً لكاتدرائية بارزة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وتضم متحف الفنون المخيفة «أسكيرد أرت» والحدائق النباتية التي تبلغ 5 هكتارات على تلال المدرجات، تضم مخلوقات من حول العالم.