يوم الأرض
يوم الأرض هو ذكرى لنزف الأرض، وانتشار الأجساد على الثرى في محاولةٍ لري ظمأ الأرض العطشى للحريّة والسلام. في يوم الأرض يجدد الشعب العهد فيه لإكمال مسيرةٍ طال السير فيها فامتدت عقوداً طوال، تعب الشعب لكنه لم يملّ، وما زالت الذكرى تتكرر، وما زال نزيف الدم مستمراً في تلك الأرض ليتجدد العهد طوال أيّام العام على الصمود والبقاء.
يتجدد الأمل والتصميم بالتحرير والحريّة مع كل جنازة شهيد تحمل على الأكتاف لتنام بسلام بعد أن ضمنت مقامها في الأرض، وتحولها مجدداً لترابٍ يشكّل تلك الأرض، لتنبت في كل يومٍ بطلاً من جديد.
خلفيّة يوم الأرض الفلسطيني
قبل الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، كان شعبها واحداً يعمل غالبيته في مجال الزراعة، وبعد النكبة التي وقعت عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانية وأربعين، وقعت العديد من المدن الفلسطينيّة في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، وكان النزوح الأوّل للفلسطينيين بعد تلك النكبة، لكن الزراعة بقيت المورد الأوّل لمن بقي منهم هناك، وبقيت الأرض هي الانتماء الأوّل والأهم لهم.
لكنّ السلطات الإسرائيليّة ما كلّت عن تضييق الخناق على الفلسطينيين هناك، بهدف تهجيرهم من الأرض وذلك عن طريق سرقة أموالهم وأملاكهم ومصادرة أراضيهم، وتكرار اعتدءاتها عليهم، ووضع اليد على أملاك الغائبين منهم.
في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستة وسبعين أصدرت الحكومة الإسرائيليّة قراراً لمصادرة الأراضي، أعقبه إعلان حظر التجول في عددٍ من القرى العربيّة في المناطق المحتلّة وهي قرى عرّابة وسخنين ودير حنّا وطمرة وطرعان وكابول، وابتدأ هذا الحظر من الساعة الخامسة من مساء يوم التاسع والعشرين من آذار من نفس العام.
أعقب هذا الإعلان دعوة أطلقها القادة العرب من الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومنهم توفيق زياد رئيس بلديّة الناصرة، ليوم إضرابٍ عام واحتجاج على السياسة الإسرائيليّة المتمثلة بمصادرة الأراضي في يوم الثلاثين من آذار.
في يوم الثامن عشر من مارس عقد اجتماعٌ لرؤساء المجالس المحليّة العربيّة وأعضاءٌ من حزب العمل في مدينة شفا عمرو، وصوتوا جميعاً ضد دعم الخروج في أيّة تظاهرة، وفور انتشار هذا الخبر خرجت مظاهرة خارج مبنى البلديّة هناك، تمّ تفريقها عن طريق إطلاق الغاز المسيل للدموع، لتعلن الحكومة بعدها بأنّ جميع التظاهرات غير قانونيّة، وهددت الخارجين في أيّة تظاهرة بإطلاق النار عليهم وعلى المحرضين.
لكنّ تلك التهديدات لم تجد لها أذناً صاغية، فقد خرج طلبة المدارس للانضمام إلى الإضراب المعلن وشاركوا في المسيرات والتظاهرات التي عمّت البلاد من الجليل شمالاً وحتى النقب جنوباً في الثلاثين من آذار، وقد امتدت الإضرابات التضامنيّة لتشمل عدداً من مدن الضفة الغربيّة وقطاع غزة في الوقت ذاته، إضافةً لعددٍ من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدّت إلى سقوط ستة شهداء فلسطينيين في ذلك اليوم، بالإضافة إلى جرح واعتقال المئات منهم، وكانت تلك الأحداث هي الأولى من نوعها في فلسطين عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين، احتجاجاً على السياسات الإسرائيليّة بصفةٍ وطنيّة وجماعيّة في الوقت ذاته، ومنذ ذلك اليوم يتمّ تجديد إحياء تلك الذكرى في نفس التاريخ من كل عام في جميع المناطق الفلسطينيّة من البحر إلى النهر، دون الخوف من تكرار سفك الدماء المتخذ ضدّ الفلسطينيين والمكرر بشكلٍ يومي، دون وضع أي حدٍ لهمجية وبطش الكيان الصهيوني الغاشم، والذي يقابل بصمتٍ عربي ودولي بشكلٍ لافت.
يوم الأرض هو ذكرى لنزف الأرض، وانتشار الأجساد على الثرى في محاولةٍ لري ظمأ الأرض العطشى للحريّة والسلام. في يوم الأرض يجدد الشعب العهد فيه لإكمال مسيرةٍ طال السير فيها فامتدت عقوداً طوال، تعب الشعب لكنه لم يملّ، وما زالت الذكرى تتكرر، وما زال نزيف الدم مستمراً في تلك الأرض ليتجدد العهد طوال أيّام العام على الصمود والبقاء.
يتجدد الأمل والتصميم بالتحرير والحريّة مع كل جنازة شهيد تحمل على الأكتاف لتنام بسلام بعد أن ضمنت مقامها في الأرض، وتحولها مجدداً لترابٍ يشكّل تلك الأرض، لتنبت في كل يومٍ بطلاً من جديد.
خلفيّة يوم الأرض الفلسطيني
قبل الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، كان شعبها واحداً يعمل غالبيته في مجال الزراعة، وبعد النكبة التي وقعت عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانية وأربعين، وقعت العديد من المدن الفلسطينيّة في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، وكان النزوح الأوّل للفلسطينيين بعد تلك النكبة، لكن الزراعة بقيت المورد الأوّل لمن بقي منهم هناك، وبقيت الأرض هي الانتماء الأوّل والأهم لهم.
لكنّ السلطات الإسرائيليّة ما كلّت عن تضييق الخناق على الفلسطينيين هناك، بهدف تهجيرهم من الأرض وذلك عن طريق سرقة أموالهم وأملاكهم ومصادرة أراضيهم، وتكرار اعتدءاتها عليهم، ووضع اليد على أملاك الغائبين منهم.
في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستة وسبعين أصدرت الحكومة الإسرائيليّة قراراً لمصادرة الأراضي، أعقبه إعلان حظر التجول في عددٍ من القرى العربيّة في المناطق المحتلّة وهي قرى عرّابة وسخنين ودير حنّا وطمرة وطرعان وكابول، وابتدأ هذا الحظر من الساعة الخامسة من مساء يوم التاسع والعشرين من آذار من نفس العام.
أعقب هذا الإعلان دعوة أطلقها القادة العرب من الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومنهم توفيق زياد رئيس بلديّة الناصرة، ليوم إضرابٍ عام واحتجاج على السياسة الإسرائيليّة المتمثلة بمصادرة الأراضي في يوم الثلاثين من آذار.
في يوم الثامن عشر من مارس عقد اجتماعٌ لرؤساء المجالس المحليّة العربيّة وأعضاءٌ من حزب العمل في مدينة شفا عمرو، وصوتوا جميعاً ضد دعم الخروج في أيّة تظاهرة، وفور انتشار هذا الخبر خرجت مظاهرة خارج مبنى البلديّة هناك، تمّ تفريقها عن طريق إطلاق الغاز المسيل للدموع، لتعلن الحكومة بعدها بأنّ جميع التظاهرات غير قانونيّة، وهددت الخارجين في أيّة تظاهرة بإطلاق النار عليهم وعلى المحرضين.
لكنّ تلك التهديدات لم تجد لها أذناً صاغية، فقد خرج طلبة المدارس للانضمام إلى الإضراب المعلن وشاركوا في المسيرات والتظاهرات التي عمّت البلاد من الجليل شمالاً وحتى النقب جنوباً في الثلاثين من آذار، وقد امتدت الإضرابات التضامنيّة لتشمل عدداً من مدن الضفة الغربيّة وقطاع غزة في الوقت ذاته، إضافةً لعددٍ من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدّت إلى سقوط ستة شهداء فلسطينيين في ذلك اليوم، بالإضافة إلى جرح واعتقال المئات منهم، وكانت تلك الأحداث هي الأولى من نوعها في فلسطين عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين، احتجاجاً على السياسات الإسرائيليّة بصفةٍ وطنيّة وجماعيّة في الوقت ذاته، ومنذ ذلك اليوم يتمّ تجديد إحياء تلك الذكرى في نفس التاريخ من كل عام في جميع المناطق الفلسطينيّة من البحر إلى النهر، دون الخوف من تكرار سفك الدماء المتخذ ضدّ الفلسطينيين والمكرر بشكلٍ يومي، دون وضع أي حدٍ لهمجية وبطش الكيان الصهيوني الغاشم، والذي يقابل بصمتٍ عربي ودولي بشكلٍ لافت.