البشر يستمرون في التطور بشكل قد يفاجئك
يُقال في كثير من الأحيان أن البشر أصبحوا قادرين على التحكم بالمصير البيولوجي من خلال الابتكارات في مجال العلوم والزراعة والطب، والقضاء على معظم أسباب الوفاة.
فقد استطعنا السيطرة على تطورنا ومحو معالم الجوع والمجاعة ونقص الغذاء في معظم أنحاء العالم، وتوجد لدينا الآن إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الأطعمة العالية الجودة، والحصول على الأطعمة المتاحة موسميا فقط ليس في موسمها وحسب بل توفيرها على مدار السنة.
كما تمكن البشر من السيطرة على العديد من الأمراض الفتاكة بواسطة مضادات الحيوية، بل والقضاء على بعضها نهائيا من خلال اللقاح. كما توجد إمكانية حاليا لترميم واستبدال الأجزاء المتعرضة للكسر من أجسادنا بأخرى اصطناعية.
ويختار كثيرون منا الأشخاص المناسبين للزواج، ويحددون أوقات الإنجاب المناسبة لهم ويتحكمون بالحياة الجنسية. ويعيش العديد من الأشخاص عمرا أطول مما في أي وقت مضى، حيث يتزايد عدد المعمرين بشكل كبير في جميع أنحاء المعمورة سنويا.
ومع كل هذه التغيرات في الثقافة والصحة والتغذية ومتوسط العمر، تزايد عدد السكان بشكل كبير خلال القرن الماضي.
واستغرق الأمر مئات الآلاف من السنين للوصول إلى عدد للسكان بلغ مليار نسمة، ولكن بحلول منتصف القرن الـ 20 وصل العدد إلى 2.5 مليار نسمة. وبحلول منتصف القرن الـ 21، تشير التنبؤات إلى أن العدد سيصل إلى ما يقرب من 10 مليارات نسمة على كوكب الأرض.
وتتأثر أجسامنا وكذلك أنواع مختلفة من البيئة الخارجية بالتحولات في النظام الغذائي واستخدام الأدوية، ونحن نؤثر في المقابل من خلال التلويث البيئي والاستغلال المفرط للموارد. فما هو مدى تأثير كل هذه التغييرات على مستقبلنا البشري؟ وما المسار المستقبلي للتطور لدينا؟
وجد علماء الوراثة دليلا واضحا على أن الخيارات التي يتخذها البشر يمكن أن تكون لها آثار عميقة على تطور المجتمع بأكمله، وفي نهاية المطاف على جنس البشر أيضا.
وعُثر على بعض الأمثلة البارزة التي تدل على أن فترة الإنجاب تكون أطول عند النساء والرجال في بعض المجموعات. وقد يكون الاتجاه إلى مرحلة النضج في وقت أبكر مع أجسام أصغر، نتيجة للانخفاض الكبير في معدل الوفيات بين الفتيان بسبب إدخال تحسينات على النظافة والصحة العامة والرعاية الطبية.
ونُشرت دراسة مثيرة للاهتمام هذا العام على المخدّم bioRxiv preprint server أُجريت من قبل فريق بحث قاده الباحث Yair Field من جامعة ستانفورد، تناولت مخزون الحمض النووي المتجمع في نطاق مشروع UK10K Project حول علامات التطور البيولوجي الأحدث عند الشعب البريطاني.
ووجد الباحثون من خلال دراسة هذه العلامات دليلا واضحا على التطور في نطاق 3 مجموعات مهمة من الجينات، وكان هنالك تركيز عالٍ لجينات اللكتاز (lactase genes) في المجموعة الأولى، أو تلك التي ترتبط بقدرة الإنسان على هضم الحليب وغيره من منتجات الألبان.
لذا كان هنالك تكيف جيد مع منتجات الألبان خلال الألفي سنة الماضية في بريطانيا، ربما لارتفاع مستويات استهلاك الحليب لديهم.
وشملت المجموعة الثانية ما يسمى بجينات HLA genes التي تلعب دورا هاما في الجهاز المناعي عند الإنسان. وقد تكون نتيجة ازدياد التعرض للأمراض المعدية من جراء كثرة المهاجرين إلى بريطانيا مثل الرومان الذين احتلوها منذ حوالي ألفي سنة.
ولكن توصل الباحثون إلى النتيجة الأكثر إثارة للدهشة وهي تلك المتعلقة بأن جينات الشعر الأشقر والعيون الزرقاء كانت بنفس التركيز العالي خلال الألفي سنة الماضية في بريطانيا.
في هذه الحالة، يبدو أن الاصطفاء الجنسي هو الذي أدى إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يحملون جينات من هذا النوع، وليس الاصطفاء الطبيعي.
ويبين هذا النوع من الأبحاث كيف أن القرارات التي نتخذها في شأن طرق عيشنا وفي شأن ما نأكله أو من نرغب بالزواج منه، يمكن أن يكون له تأثيرات طويلة الأمد على تطورنا.
يُقال في كثير من الأحيان أن البشر أصبحوا قادرين على التحكم بالمصير البيولوجي من خلال الابتكارات في مجال العلوم والزراعة والطب، والقضاء على معظم أسباب الوفاة.
فقد استطعنا السيطرة على تطورنا ومحو معالم الجوع والمجاعة ونقص الغذاء في معظم أنحاء العالم، وتوجد لدينا الآن إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الأطعمة العالية الجودة، والحصول على الأطعمة المتاحة موسميا فقط ليس في موسمها وحسب بل توفيرها على مدار السنة.
كما تمكن البشر من السيطرة على العديد من الأمراض الفتاكة بواسطة مضادات الحيوية، بل والقضاء على بعضها نهائيا من خلال اللقاح. كما توجد إمكانية حاليا لترميم واستبدال الأجزاء المتعرضة للكسر من أجسادنا بأخرى اصطناعية.
ويختار كثيرون منا الأشخاص المناسبين للزواج، ويحددون أوقات الإنجاب المناسبة لهم ويتحكمون بالحياة الجنسية. ويعيش العديد من الأشخاص عمرا أطول مما في أي وقت مضى، حيث يتزايد عدد المعمرين بشكل كبير في جميع أنحاء المعمورة سنويا.
ومع كل هذه التغيرات في الثقافة والصحة والتغذية ومتوسط العمر، تزايد عدد السكان بشكل كبير خلال القرن الماضي.
واستغرق الأمر مئات الآلاف من السنين للوصول إلى عدد للسكان بلغ مليار نسمة، ولكن بحلول منتصف القرن الـ 20 وصل العدد إلى 2.5 مليار نسمة. وبحلول منتصف القرن الـ 21، تشير التنبؤات إلى أن العدد سيصل إلى ما يقرب من 10 مليارات نسمة على كوكب الأرض.
وتتأثر أجسامنا وكذلك أنواع مختلفة من البيئة الخارجية بالتحولات في النظام الغذائي واستخدام الأدوية، ونحن نؤثر في المقابل من خلال التلويث البيئي والاستغلال المفرط للموارد. فما هو مدى تأثير كل هذه التغييرات على مستقبلنا البشري؟ وما المسار المستقبلي للتطور لدينا؟
وجد علماء الوراثة دليلا واضحا على أن الخيارات التي يتخذها البشر يمكن أن تكون لها آثار عميقة على تطور المجتمع بأكمله، وفي نهاية المطاف على جنس البشر أيضا.
وعُثر على بعض الأمثلة البارزة التي تدل على أن فترة الإنجاب تكون أطول عند النساء والرجال في بعض المجموعات. وقد يكون الاتجاه إلى مرحلة النضج في وقت أبكر مع أجسام أصغر، نتيجة للانخفاض الكبير في معدل الوفيات بين الفتيان بسبب إدخال تحسينات على النظافة والصحة العامة والرعاية الطبية.
ونُشرت دراسة مثيرة للاهتمام هذا العام على المخدّم bioRxiv preprint server أُجريت من قبل فريق بحث قاده الباحث Yair Field من جامعة ستانفورد، تناولت مخزون الحمض النووي المتجمع في نطاق مشروع UK10K Project حول علامات التطور البيولوجي الأحدث عند الشعب البريطاني.
ووجد الباحثون من خلال دراسة هذه العلامات دليلا واضحا على التطور في نطاق 3 مجموعات مهمة من الجينات، وكان هنالك تركيز عالٍ لجينات اللكتاز (lactase genes) في المجموعة الأولى، أو تلك التي ترتبط بقدرة الإنسان على هضم الحليب وغيره من منتجات الألبان.
لذا كان هنالك تكيف جيد مع منتجات الألبان خلال الألفي سنة الماضية في بريطانيا، ربما لارتفاع مستويات استهلاك الحليب لديهم.
وشملت المجموعة الثانية ما يسمى بجينات HLA genes التي تلعب دورا هاما في الجهاز المناعي عند الإنسان. وقد تكون نتيجة ازدياد التعرض للأمراض المعدية من جراء كثرة المهاجرين إلى بريطانيا مثل الرومان الذين احتلوها منذ حوالي ألفي سنة.
ولكن توصل الباحثون إلى النتيجة الأكثر إثارة للدهشة وهي تلك المتعلقة بأن جينات الشعر الأشقر والعيون الزرقاء كانت بنفس التركيز العالي خلال الألفي سنة الماضية في بريطانيا.
في هذه الحالة، يبدو أن الاصطفاء الجنسي هو الذي أدى إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يحملون جينات من هذا النوع، وليس الاصطفاء الطبيعي.
ويبين هذا النوع من الأبحاث كيف أن القرارات التي نتخذها في شأن طرق عيشنا وفي شأن ما نأكله أو من نرغب بالزواج منه، يمكن أن يكون له تأثيرات طويلة الأمد على تطورنا.