النظام الغذائي وعلاقته بصحة الدماغ
الجسم السليم في العقل السليم، مقولة لطالما سمعناها؛ وقد وجد العلماء دعمًا لهذا القول المأثور في البحث. حيث تبين أن الوجبات الغذائية السيئة يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية في جميع مراحل الحياة، من نمو الجنين إلى سن الشيخوخة؛ ووجدت دراسات قدمت مؤخرًا في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب أن النظام الغذائي الغربي الحديث لا يعتبر نموذجيًا حيث أن استهلاك الأم لهذه الوجبات قد يعيق تطور دماغ الطفل وهو لا يزال في رحم أمه، وان النظام الغذائي نفسه يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب بين المراهقين، كما أنه يساهم في العته ومرض باركنسون لدى البالغين الأكبر سنًا.
وتناولت إحدى الدراسات اتباع نظام غذائي عالي الدهون عند حوامل القرود، ووجد الباحثون في مركز أبحاث أوريغون القومي في بيفرتون، ولاية أوريغون، أن أجنة القرود الذين تعرضوا لنظام غذائي عالي الدهون في الرحم ولدوا مع القليل من ألياف الدوبامين ومستقبلات في منطقة الدماغ تسمى قشرة الفص الجبهي.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتورة هايدي ريفيرا، وهي باحثة في المركز أن الدوبامين يساعد على الشعور بالمتعة في الدماغ، وقد نمت هذه القرود و هي تعاني من حنين أكثر للأطعمة اللذيذ، والدهون، والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية لاشباع شهيتهم، ونتيجة لهذا التغيير في السلوك، طورت هذه القرود أنسجة دهنية زائدة في وقت مبكر.
و في دراسة مماثلة أجريت على الفئران، وجد الباحثون في جامعة ديوك أن النظام الغذائي الغني بالدهون للأم يؤدي إلى التهاب الدماغ عند الجنين، مما يؤدي إلى القلق وفرط النشاط في النسل. وقال الدكتور ستاتشي من ديوك والذي أشرف على الدراسة أنها تدعم الملاحظات في البشر حيث أن السمنة أثناء الحمل ترتبط مع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط في الطفولة.
النظام الغذائي والدماغ في سن المراهقة
وجد باحثون في مدرسة الطب بجامعة إيموري في أتلانتا أن اتباع نظام غذائي عالي الفركتوز قد يؤدي إلى تفاقم الإضطرابات عند المراهقين مثل الاكتئاب. ووجد فريق بقيادة طالب الدراسات العليا كونستانس هاريل أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي عالي الفركتوز لمدة 10 أسابيع أظهرت استجابة هرمونية متغيرة للإجهاد على المستوى الجيني، وقد كانت مماثلة لتلك التي تلاحظ عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، وقال هاريل أن مثل هذا التأثير العميق يثير القلق خاصة خلال سنوات المراهقة البشرية، التي تعتبر مرحلة حرجة لتطوير استجابة الضغط في الدماغ.
السمنة والخرف
وجد باحثون من الجامعة الوطنية الاسترالية أن السمنة قد تسهم في الخرف. وجاءت دراسة بقيادة الدكتور نيكولا Cherbuin و التي تابعت 420 من البالغين الأصحاء الذين كانوا في 60 من العمر في بداية الدراسة. كما تابع الباحثون التغييرات في وزن أجسام المشاركين وكذلك حجم الحصين عندكل شخص، والحصين هي منطقة في الدماغ تلعب دورًا حاسمًا في الذاكرة طويلة الأجل؛ واستمر التتبع على مدى فترة ثماني سنوات. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن زيادة الوزن ترتبط بانكماش حجم الحصين بنسب غير طبيعية، وبالتالي فإن السمنة تؤثر على صحة الدماغ لدى البالغين الأكبر سنًا بشكل سلبي، كما أكدت الدراسة أن السمنة تؤدي إلى زيادة خطر الخرف وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وقد تبين أن تقييد السعرات الحرارية يبطء عملية الشيخوخة عند الفئران والقردة.
كما حدد الباحثون في جامعة موناش في ملبورن، أستراليا، الهرمون الذي يمكن أن يوفر نفس المزايا؛ فقط دون الحاجة للحد مما يأكله الناس بشكل كبير. و يتعلق الأمر بهرمون جريلين، أو ما يسمى “هرمون الجوع” الذي يساعد على تنظيم الشهية. وقد عمل فريق موناش مع الفئران التي وضعت على نظام غذائي مقيد السعرات الحرارية وكانت معدلة وراثيًا بحيث لن تنتج هرمون جريلين، وتبين أن هذه الفئران لا تعيش لفترة أطول من الفئران التي لم تكن على النظام الغذائي، مما يدل على أن جريلين قد يكون عنصرًا أساسيًا في توفير مزايا طول العمر في مثل هذا النظام الغذائي.
ثُم حقن الباحثون الفئران مع مرض باركنسون بهرمون جريلين فوجدوا تغيرات في أدمغة الحيوانات ترتبط بانخفاض فقدان الخلية من الشلل الرعا ، وأكد جاكلين بايليس، وهو طالب دراسات عليا الذي قدم الدراسة، أن هذه هي المرحلة الأولى من البحث، ولكن النتائج واعدة لعلاج الشلل الرعاش.
وقال الدكتور رالف DiLeone من جامعة ييل، وهو خبير في علم الأعصاب لم يشارك في أي من البحوث و الدراسات المستقلة، أن هناك آثار معقدة للنظام الغذائي والسمنة على صحة الدماغ، والوظائف العقلية والسلوك؛ وأن فهمنا لتلك العلاقات قد يؤدي في النهاية إلى علاجات أفضل للعديد من الاضطرابات العصبية.
الجسم السليم في العقل السليم، مقولة لطالما سمعناها؛ وقد وجد العلماء دعمًا لهذا القول المأثور في البحث. حيث تبين أن الوجبات الغذائية السيئة يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية في جميع مراحل الحياة، من نمو الجنين إلى سن الشيخوخة؛ ووجدت دراسات قدمت مؤخرًا في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب أن النظام الغذائي الغربي الحديث لا يعتبر نموذجيًا حيث أن استهلاك الأم لهذه الوجبات قد يعيق تطور دماغ الطفل وهو لا يزال في رحم أمه، وان النظام الغذائي نفسه يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب بين المراهقين، كما أنه يساهم في العته ومرض باركنسون لدى البالغين الأكبر سنًا.
وتناولت إحدى الدراسات اتباع نظام غذائي عالي الدهون عند حوامل القرود، ووجد الباحثون في مركز أبحاث أوريغون القومي في بيفرتون، ولاية أوريغون، أن أجنة القرود الذين تعرضوا لنظام غذائي عالي الدهون في الرحم ولدوا مع القليل من ألياف الدوبامين ومستقبلات في منطقة الدماغ تسمى قشرة الفص الجبهي.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتورة هايدي ريفيرا، وهي باحثة في المركز أن الدوبامين يساعد على الشعور بالمتعة في الدماغ، وقد نمت هذه القرود و هي تعاني من حنين أكثر للأطعمة اللذيذ، والدهون، والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية لاشباع شهيتهم، ونتيجة لهذا التغيير في السلوك، طورت هذه القرود أنسجة دهنية زائدة في وقت مبكر.
و في دراسة مماثلة أجريت على الفئران، وجد الباحثون في جامعة ديوك أن النظام الغذائي الغني بالدهون للأم يؤدي إلى التهاب الدماغ عند الجنين، مما يؤدي إلى القلق وفرط النشاط في النسل. وقال الدكتور ستاتشي من ديوك والذي أشرف على الدراسة أنها تدعم الملاحظات في البشر حيث أن السمنة أثناء الحمل ترتبط مع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط في الطفولة.
النظام الغذائي والدماغ في سن المراهقة
وجد باحثون في مدرسة الطب بجامعة إيموري في أتلانتا أن اتباع نظام غذائي عالي الفركتوز قد يؤدي إلى تفاقم الإضطرابات عند المراهقين مثل الاكتئاب. ووجد فريق بقيادة طالب الدراسات العليا كونستانس هاريل أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي عالي الفركتوز لمدة 10 أسابيع أظهرت استجابة هرمونية متغيرة للإجهاد على المستوى الجيني، وقد كانت مماثلة لتلك التي تلاحظ عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، وقال هاريل أن مثل هذا التأثير العميق يثير القلق خاصة خلال سنوات المراهقة البشرية، التي تعتبر مرحلة حرجة لتطوير استجابة الضغط في الدماغ.
السمنة والخرف
وجد باحثون من الجامعة الوطنية الاسترالية أن السمنة قد تسهم في الخرف. وجاءت دراسة بقيادة الدكتور نيكولا Cherbuin و التي تابعت 420 من البالغين الأصحاء الذين كانوا في 60 من العمر في بداية الدراسة. كما تابع الباحثون التغييرات في وزن أجسام المشاركين وكذلك حجم الحصين عندكل شخص، والحصين هي منطقة في الدماغ تلعب دورًا حاسمًا في الذاكرة طويلة الأجل؛ واستمر التتبع على مدى فترة ثماني سنوات. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن زيادة الوزن ترتبط بانكماش حجم الحصين بنسب غير طبيعية، وبالتالي فإن السمنة تؤثر على صحة الدماغ لدى البالغين الأكبر سنًا بشكل سلبي، كما أكدت الدراسة أن السمنة تؤدي إلى زيادة خطر الخرف وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وقد تبين أن تقييد السعرات الحرارية يبطء عملية الشيخوخة عند الفئران والقردة.
كما حدد الباحثون في جامعة موناش في ملبورن، أستراليا، الهرمون الذي يمكن أن يوفر نفس المزايا؛ فقط دون الحاجة للحد مما يأكله الناس بشكل كبير. و يتعلق الأمر بهرمون جريلين، أو ما يسمى “هرمون الجوع” الذي يساعد على تنظيم الشهية. وقد عمل فريق موناش مع الفئران التي وضعت على نظام غذائي مقيد السعرات الحرارية وكانت معدلة وراثيًا بحيث لن تنتج هرمون جريلين، وتبين أن هذه الفئران لا تعيش لفترة أطول من الفئران التي لم تكن على النظام الغذائي، مما يدل على أن جريلين قد يكون عنصرًا أساسيًا في توفير مزايا طول العمر في مثل هذا النظام الغذائي.
ثُم حقن الباحثون الفئران مع مرض باركنسون بهرمون جريلين فوجدوا تغيرات في أدمغة الحيوانات ترتبط بانخفاض فقدان الخلية من الشلل الرعا ، وأكد جاكلين بايليس، وهو طالب دراسات عليا الذي قدم الدراسة، أن هذه هي المرحلة الأولى من البحث، ولكن النتائج واعدة لعلاج الشلل الرعاش.
وقال الدكتور رالف DiLeone من جامعة ييل، وهو خبير في علم الأعصاب لم يشارك في أي من البحوث و الدراسات المستقلة، أن هناك آثار معقدة للنظام الغذائي والسمنة على صحة الدماغ، والوظائف العقلية والسلوك؛ وأن فهمنا لتلك العلاقات قد يؤدي في النهاية إلى علاجات أفضل للعديد من الاضطرابات العصبية.