وطن في منفى الذاكرة
جاءني سراً يقتحم خلوتي .. عاشقاً مضى على غيابه عامين وشهور ..
جاءني وقد أعياه الألم , وتأكلت قدماه من الحفاة .. ممزق الثياب .. غريباً كالسحاب .. عارٍ من كل شيء يستر عورته ..
تمسكت بي صرامتي , وتشبثتُ كرامتي , فالعار لأنثى تركها عشيقها لحظة حاجتها لحضوره ..
جلس خالي الوفاض , باكياً بانكسار أمامي , وهو يعلم حق اليقين أني ضعيفةٌ أمام دمع الرجال ..
بلعت ماتبقى لدي من ريق وأشحت عيناي عنه ليقطع لساني الصمت المزعج بيننا ويسأله بفضول :
- لماذا عدت ؟
بنبرة شاحبة لا تليق بمن أحببت يوماً : ماعاد لي أحباء ..
- انتظرتك طويلاً .. أحببتك فوق العمر بدهور , وبادلتني هجراً وظلماً وعناداً ..
يقاطعني بعنف : لكني مازلت أحبك ..
أضحك كمنتشي بكأسٍ في ليلة فاتنة : تحبني ؟ .. تحبني ؟ أيستطيع حبك أن يعيد رشدي إلى ماكان عليه قبل عامين ونيف ؟
أيستطيع حبك أن يزيل الفصام من شخصيتي عندما أراك تتألم فيزداد عذابي , وإذا ما أنصت إلى ليلك الكئيب أشفقت عليك وألنت عليك جذعي ؟
يسترجع أنفاساً من زمانٍ مضى ليسكبها على جرحه وجرحي ويتنهد بدم أحمر : ألا تشتاقين ؟
- أشتاق إليك في اليوم ثلاثين عاماً وبضعة أيام , شوقي إليك أزهق حياتي .. أشتاقك فتنتك , صباحك , مساءك , عنادك .. أشتاق إقامتي فيك ..
يضحك بثغر طفل : إذاً عودي .. عودي كما كنتي , أسكني أوردتي وضخي الدم فيها من جديد ..
- ليتني أستطيع , لكني خلعت الأنثى القديمة من كانت ترى في نيرانك جنان , وفي تلوثك أوكسجين , وفي عزائك فرح ..
اعذرني , لكنك عدت للمرأة الخطأ في زمن الحروب .. عدت في وقتٍ بدأت فيه برسم أحلامي بعيداً عن خريطتك .. عدت ومشاعر مضطربةٌ تنتابني كل ساعة تجاهك , فحيناً أظمأ عطشى لحنانك , وحيناً أثور من الغضب إذا لمحت اسمك في ذاكرتي ..
عدت إلي وعاصفةٌ من الذكريات تجتاحني , تقتلع رأسي من حاضري وتبقيه في ماضيك الجميل هنا , فأغدو كحمامةٍ يتيمةٍ أقتلعوا عشها من شجرةٍ ذات جذور .. تائهة .. ضائعة .. لا هوية لي ..
أتركني قليلاً عليّ أستعيد صوابي وجنوني الأول بك , يامن كنتُ ألبسه في وجهي تفاخراً بين العامة .. وأصبحتُ اليوم أخشى ذكر اسمه ..
جاءني سراً يقتحم خلوتي .. عاشقاً مضى على غيابه عامين وشهور ..
جاءني وقد أعياه الألم , وتأكلت قدماه من الحفاة .. ممزق الثياب .. غريباً كالسحاب .. عارٍ من كل شيء يستر عورته ..
تمسكت بي صرامتي , وتشبثتُ كرامتي , فالعار لأنثى تركها عشيقها لحظة حاجتها لحضوره ..
جلس خالي الوفاض , باكياً بانكسار أمامي , وهو يعلم حق اليقين أني ضعيفةٌ أمام دمع الرجال ..
بلعت ماتبقى لدي من ريق وأشحت عيناي عنه ليقطع لساني الصمت المزعج بيننا ويسأله بفضول :
- لماذا عدت ؟
بنبرة شاحبة لا تليق بمن أحببت يوماً : ماعاد لي أحباء ..
- انتظرتك طويلاً .. أحببتك فوق العمر بدهور , وبادلتني هجراً وظلماً وعناداً ..
يقاطعني بعنف : لكني مازلت أحبك ..
أضحك كمنتشي بكأسٍ في ليلة فاتنة : تحبني ؟ .. تحبني ؟ أيستطيع حبك أن يعيد رشدي إلى ماكان عليه قبل عامين ونيف ؟
أيستطيع حبك أن يزيل الفصام من شخصيتي عندما أراك تتألم فيزداد عذابي , وإذا ما أنصت إلى ليلك الكئيب أشفقت عليك وألنت عليك جذعي ؟
يسترجع أنفاساً من زمانٍ مضى ليسكبها على جرحه وجرحي ويتنهد بدم أحمر : ألا تشتاقين ؟
- أشتاق إليك في اليوم ثلاثين عاماً وبضعة أيام , شوقي إليك أزهق حياتي .. أشتاقك فتنتك , صباحك , مساءك , عنادك .. أشتاق إقامتي فيك ..
يضحك بثغر طفل : إذاً عودي .. عودي كما كنتي , أسكني أوردتي وضخي الدم فيها من جديد ..
- ليتني أستطيع , لكني خلعت الأنثى القديمة من كانت ترى في نيرانك جنان , وفي تلوثك أوكسجين , وفي عزائك فرح ..
اعذرني , لكنك عدت للمرأة الخطأ في زمن الحروب .. عدت في وقتٍ بدأت فيه برسم أحلامي بعيداً عن خريطتك .. عدت ومشاعر مضطربةٌ تنتابني كل ساعة تجاهك , فحيناً أظمأ عطشى لحنانك , وحيناً أثور من الغضب إذا لمحت اسمك في ذاكرتي ..
عدت إلي وعاصفةٌ من الذكريات تجتاحني , تقتلع رأسي من حاضري وتبقيه في ماضيك الجميل هنا , فأغدو كحمامةٍ يتيمةٍ أقتلعوا عشها من شجرةٍ ذات جذور .. تائهة .. ضائعة .. لا هوية لي ..
أتركني قليلاً عليّ أستعيد صوابي وجنوني الأول بك , يامن كنتُ ألبسه في وجهي تفاخراً بين العامة .. وأصبحتُ اليوم أخشى ذكر اسمه ..