ثورة الوجبات السريعة: ماكدونالدز نموذجاً
تعد الوجبات السريعة من أكثر الصناعات انتشاراً ورواجاً في العالم يوماً بعد يوم مع تزايد وتيرة الحياة .. إذ يبلغ عدد مطاعم الوجبات السريعة ما يقارب المائتي ألف مطعم في أمريكا وحدها وهو ما يعتبر 10 أضعاف عدد كنائس (الأرثوذكس ) التي تبلغ ما يقارب الـ 24 ألف كنيسة، كما يبلغ عدد المطاعم ما يساوي 60 % من عدد الكنائس في أمريكا و التي تبلغ 350 الف كنيسة .
ونظراً لصعوبة الحصول علي إحصاءات دقيقة على مستوي الصناعة ككل فسنلجأ لاستخدام إحصاءات ماكدونلز كنموذج دال على ما نسميه ثورة الوجبات السريعة.
والثورة لكي تسمى ثورة تحتاج أربعة شروط:
الأول : فكرة مركزية تقدم نفسها للجمهور من خلالها.
الثاني : عمل متواصل يصنع تغييراً حقيقياً في البنى الثقافية والاجتماعية للمجتمع .
الثالث : جمهور يتمثل تلك الفكرة ويساهم في انتشارها .
الرابع : شعار ترويجي تطبعه في أذهان أتباعها ومريديها .
فهل تستحق الوجبات السريعة لقب ثورة حقاً ؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال المعلومات التالية :
أولاً : الفكرة المركزية :
الوجبات السريعة تقدم نفسها باعتبارها حلاً عملياً لملايين من الأشخاص الذين تجبرهم ظروف عملهم على سرعة الانتهاء من وجبات الغذاء على مدار اليوم ..
وهي فكرة براقة وعملية بالفعل لكن ما وراءها هو المركزي بحق، فتلك الصناعة تعمل على تحويل طريقة الطعام من الطريقة التقليدية إلى تلك الطريقة السريعة وهذا يعد واضحاً من رسالة ماك : “أن تكون مطاعم ماك هي المكان والطريقة المفضلين لعملائنا في الطعام والشراب ”
هذا الأسلوب الجديد يحول في ثقافة المريدين من الثقافة التراحمية (التي تعبر عنها الوجبات العادية بأسلوب التشارك الذي يعلي من قيم الجماعية والتكافلية ) إلى الثقافة التعاقدية (التي تقدمها الوجبات السريعة باعتبارها أسلوباً فردياً لا تشاركياً يقدم المصلحة الخاصة ) وهو ما يتوافق مع القيم الليبرالية للمجتمع الذي نشأت فيه ارتكازاً (وهذا يعطي دلالات عن اختلافها مع المجتمعات الأخرى التراحمية ) وعلى المصلحة الفردية كقيمة محورية ..
وهو ما يمكن ملاحظته من الصورة السابقة حيث نصفها الأعلى تتقاطع الأيدي وتتداخل مما ينمي قيم الود والتراحم والجماعية، بينما في النصف السفلي تنفصل الأيدي تماماً مما يغذي قيم الانفصال والتباعد والمصلحة الفردية.
ثانياً : العمل المتواصل :
فهذا ما نستطيع ملاحظته من الاحصاءات ففي ختام العام 2012 بلغ عدد مطاعم ماك حول العالم 34,480 مطعم موزعين على 118 دولة بمعدل بيع 75 شريحة برجر بالثانية الواحدة وبأرباح وصلت إلى 8.6 مليار دولار وهو مايزيد عن ميزانية بعض الدول مثل الأردن .
الجمهور وحملة الفكرة : يشير التقرير النهائي للعام 2012 أن مطاعم ماك تقدم الوجبات لـ 69 مليون عميل على مستوى العالم في اليوم الواحد وهو يمثل نسبة 1% من سكان العالم و ما يزيد عن عدد زوار الكنائس يوم الأحد في أمريكا مجتمعين والبالغ عددهم (63 مليون أمريكي ) وأكبر من عدد سكان دول كبيرة مثل : (المملكة المتحدة أو فرنسا او إيطاليا ) وأكبر من عدد سكان دول الخليج مجتمعة كما يقدم تلك الخدمة 1.8 مليون موظف وهو ما يساوي تقريباً عدد سكان دولة قطر وأكبر من عدد سكان دولة مثل البحرين .
رابعاً : الشعار :
تعتبر ماك من كبرى المطاعم التي تسوق لنفسها من خلال الدعاية المستمرة حيث بلغت مصروفاتها على الدعاية في العام 2012 ما يقارب المليار دولار من إجمالي 6 مليار دولار يتم صرفها على إعلانات الوجبات السريعة في الولايات المتحدة فقط كما أشار استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة (Sponsorship Research International) أن الناس يستطيعون التعرف على شعار ماك من بعيد بنسبة أكبر من تعرفهم على الصليب بنسبة 88 % للأقواس الذهبية الخاصة بماك مقابل 54 % للصليب .
كما أن الأطفال من سن 2 الي 11 يشاهدون مايقارب 1000 إعلان للوجبات السريعة سنوياً منها 25% تقريباً لصاحب الأقواس الذهبية ماك وبالتالي فإن أغلب الأطفال في أمريكا يمكنهم التعرف على علامة ماك قبل أن يتحدثوا
هذا ويعتبر ماك العلامة الأشهر وصاحب المبيعات الأعلى في عالم الوجبات السريعة طبقاً لمجلة الفوربس .
وهكذا نجد الشروط الأربع للثورة حاضرة في ماك وهو في قلب صناعة الوجبات السريعة، وهكذا يقف المهرج ذو الأقواس الذهبية نموذجاً ناجحاً لإعادة تشكيل الثقافة وشاهداً على انتصارات ثورة الوجبات السريعة التي تقع بدورها في منظومة أوسع وأكبر.. منظومة الثقافة التعاقدية.
————————–
ملحوظة هامة : هذا المقال لم يشر إلى البعد الصحي لكن فقط نشير إلى أن الوجبة الواحدة قد تحوي ما يحتاجه جسمك من (kcal) على مدار اليوم : فمثلاً إذاً طلبت (Big Mac, large fries, large Coke ) تعطيكKcal) 1400) وهو ما يقارب 75% من الاحتياج اليومي، وهو ما يحتاج إلى مشي لمسافة 27 كيلو متر للتخلص منها إذا كان وزنك 90 كجم !
* يمكنك التعرف على حجم السعرات الحرارية بالوجبة من خلال موقع ماك نفسه : Mcdonalds
تعد الوجبات السريعة من أكثر الصناعات انتشاراً ورواجاً في العالم يوماً بعد يوم مع تزايد وتيرة الحياة .. إذ يبلغ عدد مطاعم الوجبات السريعة ما يقارب المائتي ألف مطعم في أمريكا وحدها وهو ما يعتبر 10 أضعاف عدد كنائس (الأرثوذكس ) التي تبلغ ما يقارب الـ 24 ألف كنيسة، كما يبلغ عدد المطاعم ما يساوي 60 % من عدد الكنائس في أمريكا و التي تبلغ 350 الف كنيسة .
ونظراً لصعوبة الحصول علي إحصاءات دقيقة على مستوي الصناعة ككل فسنلجأ لاستخدام إحصاءات ماكدونلز كنموذج دال على ما نسميه ثورة الوجبات السريعة.
والثورة لكي تسمى ثورة تحتاج أربعة شروط:
الأول : فكرة مركزية تقدم نفسها للجمهور من خلالها.
الثاني : عمل متواصل يصنع تغييراً حقيقياً في البنى الثقافية والاجتماعية للمجتمع .
الثالث : جمهور يتمثل تلك الفكرة ويساهم في انتشارها .
الرابع : شعار ترويجي تطبعه في أذهان أتباعها ومريديها .
فهل تستحق الوجبات السريعة لقب ثورة حقاً ؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال المعلومات التالية :
أولاً : الفكرة المركزية :
الوجبات السريعة تقدم نفسها باعتبارها حلاً عملياً لملايين من الأشخاص الذين تجبرهم ظروف عملهم على سرعة الانتهاء من وجبات الغذاء على مدار اليوم ..
وهي فكرة براقة وعملية بالفعل لكن ما وراءها هو المركزي بحق، فتلك الصناعة تعمل على تحويل طريقة الطعام من الطريقة التقليدية إلى تلك الطريقة السريعة وهذا يعد واضحاً من رسالة ماك : “أن تكون مطاعم ماك هي المكان والطريقة المفضلين لعملائنا في الطعام والشراب ”
هذا الأسلوب الجديد يحول في ثقافة المريدين من الثقافة التراحمية (التي تعبر عنها الوجبات العادية بأسلوب التشارك الذي يعلي من قيم الجماعية والتكافلية ) إلى الثقافة التعاقدية (التي تقدمها الوجبات السريعة باعتبارها أسلوباً فردياً لا تشاركياً يقدم المصلحة الخاصة ) وهو ما يتوافق مع القيم الليبرالية للمجتمع الذي نشأت فيه ارتكازاً (وهذا يعطي دلالات عن اختلافها مع المجتمعات الأخرى التراحمية ) وعلى المصلحة الفردية كقيمة محورية ..
وهو ما يمكن ملاحظته من الصورة السابقة حيث نصفها الأعلى تتقاطع الأيدي وتتداخل مما ينمي قيم الود والتراحم والجماعية، بينما في النصف السفلي تنفصل الأيدي تماماً مما يغذي قيم الانفصال والتباعد والمصلحة الفردية.
ثانياً : العمل المتواصل :
فهذا ما نستطيع ملاحظته من الاحصاءات ففي ختام العام 2012 بلغ عدد مطاعم ماك حول العالم 34,480 مطعم موزعين على 118 دولة بمعدل بيع 75 شريحة برجر بالثانية الواحدة وبأرباح وصلت إلى 8.6 مليار دولار وهو مايزيد عن ميزانية بعض الدول مثل الأردن .
الجمهور وحملة الفكرة : يشير التقرير النهائي للعام 2012 أن مطاعم ماك تقدم الوجبات لـ 69 مليون عميل على مستوى العالم في اليوم الواحد وهو يمثل نسبة 1% من سكان العالم و ما يزيد عن عدد زوار الكنائس يوم الأحد في أمريكا مجتمعين والبالغ عددهم (63 مليون أمريكي ) وأكبر من عدد سكان دول كبيرة مثل : (المملكة المتحدة أو فرنسا او إيطاليا ) وأكبر من عدد سكان دول الخليج مجتمعة كما يقدم تلك الخدمة 1.8 مليون موظف وهو ما يساوي تقريباً عدد سكان دولة قطر وأكبر من عدد سكان دولة مثل البحرين .
رابعاً : الشعار :
تعتبر ماك من كبرى المطاعم التي تسوق لنفسها من خلال الدعاية المستمرة حيث بلغت مصروفاتها على الدعاية في العام 2012 ما يقارب المليار دولار من إجمالي 6 مليار دولار يتم صرفها على إعلانات الوجبات السريعة في الولايات المتحدة فقط كما أشار استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة (Sponsorship Research International) أن الناس يستطيعون التعرف على شعار ماك من بعيد بنسبة أكبر من تعرفهم على الصليب بنسبة 88 % للأقواس الذهبية الخاصة بماك مقابل 54 % للصليب .
كما أن الأطفال من سن 2 الي 11 يشاهدون مايقارب 1000 إعلان للوجبات السريعة سنوياً منها 25% تقريباً لصاحب الأقواس الذهبية ماك وبالتالي فإن أغلب الأطفال في أمريكا يمكنهم التعرف على علامة ماك قبل أن يتحدثوا
هذا ويعتبر ماك العلامة الأشهر وصاحب المبيعات الأعلى في عالم الوجبات السريعة طبقاً لمجلة الفوربس .
وهكذا نجد الشروط الأربع للثورة حاضرة في ماك وهو في قلب صناعة الوجبات السريعة، وهكذا يقف المهرج ذو الأقواس الذهبية نموذجاً ناجحاً لإعادة تشكيل الثقافة وشاهداً على انتصارات ثورة الوجبات السريعة التي تقع بدورها في منظومة أوسع وأكبر.. منظومة الثقافة التعاقدية.
————————–
ملحوظة هامة : هذا المقال لم يشر إلى البعد الصحي لكن فقط نشير إلى أن الوجبة الواحدة قد تحوي ما يحتاجه جسمك من (kcal) على مدار اليوم : فمثلاً إذاً طلبت (Big Mac, large fries, large Coke ) تعطيكKcal) 1400) وهو ما يقارب 75% من الاحتياج اليومي، وهو ما يحتاج إلى مشي لمسافة 27 كيلو متر للتخلص منها إذا كان وزنك 90 كجم !
* يمكنك التعرف على حجم السعرات الحرارية بالوجبة من خلال موقع ماك نفسه : Mcdonalds