السير تيم بيرنز هو صاحب أول موقع على شبكة
المعلومات الدولية.
فهو
السبب الرئيسي في أنك تقرأ هذا
الخبر الآن، وفي انك تقضي أوقاتا، طالت أم
قصرت مع هذه الوسيلة الإعلامية التي
يمكن أن نصفها إلى يومنا هذا بالثورة
في مجال المعلومات.
ففي أغسطس/آب من عام
1991، انشأ السير تيم بيرنرز لي أول
موقع ، وقام عام 1994 بتأسيس شبكة
المعلومات الدولية المعروفة بالانترنت، وبعد
أربعة عشر عاما على اول موقع
يقول إن أسلوب كتابة اليوميات blogs الذي انتشر
اليوم هو الأقرب للفكرة
الأصلية التي راودته عندما أطلق هذا المشروع وهي فكرة
"اقرأ، تفاعل،
وأكتب".
ثمن باهظ؟
وأجرت بي بي سي حوارا
مع لي، وبدأ محاوره مارك لاوسن بسؤال صاغه بطريقة
نابعة من تجربته الشخصية مع
الانترنت؛ وقال له انه بسبب ابتكاره فلقد تمكن
قبل إجراء الحوار معه من البحث
بسهولة عن كل المقالات التي كتبها لي أو
كتبت عنه.
ولكن
في ذات الوقت أسفر بحثه عن تلقيه عددا من الروابط
الخاصة بالمواقع
الإباحية أيضا. كما ان مجرد تصفح الإنترنت يعرض القارئ لاحتمال
سرقة هويته
وبياناته الشخصية، وتساءل لاوسن هل الفوائد تستحق دفع مثل هذه المضار
ثمنا
لها؟
وقال لي إن مثل هذا السؤال لا يمكن
الإجابة
عليه بنعم أو لا. وأضاف انه يشعر بأن الانترنت يجب أن تكون وسيلة
لا تحاول
مبدئيا فرض نوع معين من المعلومات على الناس لوضعها فيها.
ويرى
مبتكر الانترنت أن على كل فرد من ناحيته العمل على
وضع محتوى جيد، ويبحث
عن الوسائل التي يمكن أن تحميه من العثور صدفة على محتوى
رديء أو ضار.
ويقول
لي إن"الانترنت في النهاية وسيلة مثلها
مثل غيرها، والاتصال وتبادل
المعلومات عبر الشبكة هو إحدى هذه الوسائل التي
تتعامل معها البشرية
بطريقتها، ولذلك لها استخداماتها المفيدة والضارة، فالأمر
يرجع لنا. ولكن
علينا أن نتأكد من أن هذه الوسيلة ستظل عالمية، وبعدها نعمل على
ضمان
دعمها للمجتمع الذي نريد أن نبنيه على أساسها".
وأشار
بيرنرز لي انه لا يشعر بالمسؤولية عن مضار الانترنت،
ولكنه يشعر
بالمسؤولية إذا ما استخدم أفراد الشبكة وهم يتوقعون شيئا، ثم وجدوا
خلافه،
ولذلك فهناك الكثيرون الذين يحاولون تحسين الانترنت.
اقرأ واكتب
وبسؤاله عن ابرز الإنجازات التي يرى أن الشبكة
حققتها يرى لي أن ابرز صفات
الانترنت هي أنها وسيلة عالمية تتيح للأشخاص
العاديين عمل كل ما يريدون
بطريقة أكثر فاعلية، وتسمح لهم بالتواجد في مساحة
معلوماتية لا تعرف حدودا
جغرافية، وأضاف انه "يأمل في أن تقرب الناس من جميع
أنحاء العالم من بعضهم
لأنها تجعل الاتصال بين الدول والثقافات المختلفة أكثر
سهولة".
وأبدى
لاوسن محاور لي اهتمامه بأصل الفكرة التي
دفعته لاختراع الشبكة الدولية،
ورد لي بأن الاساس كان إتاحة مساحة لمن يستخدم
الشبكة للكتابة، وقال انه
في البداية كان من السهل إنشاء صفحة جديدة والكتابة
فيها ويقرأها الآخرون
ويعلقون عليها وهو ما يشبه كثيرا مواقع اليوميات التي
انتشرت اليوم.
إلا
أن الأمر في البداية كما يقول لي لم يكن
مساحة للإبداع، كما أن إنشاء
وإعداد الصفحات الجديدة أخذ في التعقيد، مما جعله
صعبا على أكثرية الأفراد
العاديين، أما الآن فالمساحات المتاحة على الشبكة زادت،
وأصبح إنشاؤها
والتغيير فيها ابسط بكثير، وهو ما حولها لمساحة إبداعية.
مصداقية المعلومات
ويتساءل لاوسن عن مدى إمكانية الاعتماد
على المعلومات المستقاة من
الانترنت، فاتساع مدى الشبكة وتعدد مصادر المعلومات
بشكل يستحيل حصره جعل
البعض يصفونها بإمبراطورية الكذب.
ويعتقد
لي أيضا أن الانترنت لا تختلف كوسيلة في هذا الشأن
عن غيرها، ويقول إن من
يبحث في الأوراق الملقاة في الشارع أو في سلال القمامة عن
قصاصات الصحف لا
يجب أن يتوقع أن يحصل على معلومات تتمتع بالمصداقية، وعلى من
يريد
الاستفادة من الشبكة تتبع الروابط التي تؤدي لنتائج جيدة والاحتفاظ
بها،
وأيضا معرفة الروابط والمواقع السيئة وعدم العودة إليها، وينصح لي بان
كل
ما لا يتضح مصدره يمكن تجاهله.
وينهي
لاوسن اللقاء
مع لي بسؤاله عن رؤيته لمستقبل الانترنت، ويقول مخترع الشبكة
إنها الآن "في
مرحلة شد وجذب على أكثر من صعيد، مثل قضايا القرصنة وحقوق
الطبع، والرسائل غير
المرغوبة، واعتقد أن أكثر هذه القضايا ستحسم وستصبح
الشبكة أكثر استقرارا في
المستقبل".
ويكمل
لي انه عندما تبلغ الشبكة عمر الثلاثين
يتوقع ألا يتحدث عنها الناس لأنها
ستصبح أمرا مسلما به، ويقول في النهاية إنها
على قدر ما تحافظ على
انفتاحها ومرونتها وعالميتها ستكون مساحة تؤدي لبناء ما هو
متجدد ومتفرد
لتصل بنا لما لا نستطيع أن نتخيله الآن