(الكسينوغلوسيا ) تعدد الشخصيات و التحدث
بلغات دون معرفتها
تعدد
الشخصيات
و التحدث بلغات غريبة ( الكسينوغلوسيا )
تعتبر إحدى
الظواهر العقلية الأكثر إثارة و طالما تجاهلتها المؤسسات الدينية و العلمية و جهات
أخرى ( بطريقة مقصودة أحياناً ) . تتمثل هذه الظاهرة بالقدرة على الكلام أو كتابة
لغات غريبة لم يتعلّمها الشخص في حياته أو يألفها أو يعلم بوجودها أساساً . رغم
حملات التكذيب التي تعرّضت لها ، و التفسيرات المختلفة التي اعتمدت على عناصر مثل :
الاحتيال ، الذاكرة الموروثة جينياً ، التخاطر ، الكريبتومنيزيا ( إعادة تذكّر لغة
معيّنة كان الشخص يألفها في طفولته ثم انقطع عنها لفترة طويلة ) . إلا أن هذه
العناصر عجزت عن تفسير ظاهرة الكسينوغلوسيا بشكل مقنع و سليم ، و لازالت تفرض نفسها
على ساحة علم النفس بقوّة .
سجلت حالات كثيرة عن أشخاص ( صغار و كبار )
راحوا يتحدثون فجأة بلغة غريبة لم يألفوها من قبل !. أحياناً تحصل بشكل عفوي ، و
أحياناً كثيرة تتجسّد أثناء التنويم المغناطيسي أو في إحدى حالات الوعي البديلة (
الغيبوبة أو النوم أو البحران ) . و أحياناً تتجسّد في بضعة كلمات يتحدّث بها الشخص
ثم تختفي من ذاكرته ، و في حالات أخرى يصبح الشخص طليق اللسان بهذه اللغة ! حتى أن
يمكنه التحدث بها مع أشخاص يألفونها من قبل !. لكن الغريب في الأمر هو وجود أشخاص
تجسّدت في ذاكرتهم لغات قديمة انقرضت منذ ألاف السنين و لم يعد احد يألفها سوى بعض
من علماء الآثار المتخصصين أو علماء الأنثروبلوجيا و الخبراء في الحضارات القديمة
!.
ـ ذكر الدكتور " موريس نثرتون " إحدى الحالات الغريبة التي تمثلت
بقدرة فتى أوروبي أشقر ذات العينين الزرقاوين ، على التحدث بلغة صينية قديمة جداً ،
أثناء خضوعه للتنويم المغناطيسي !. و سجّل الطبيب صوت الفتى في شريط كاسيت و أخذه
إلى بروفيسور في قسم الدراسات الاستشراقية في جامعة كاليفورنيا ، لمعرفة نوع هذه
اللغة . و تبيّن أنها لغة صينية منقرضة منذ أكثر من ألف عام !.
ـ
الوسيط الروحي الأمريكي " جورج فالنتاين " تحدّث خلال جلساته الأرواحية باللغة
الروسية و الألمانية و الاسبانية و الويلزية ( نسبة لويلز في بريطانيا ) . ـ الوسيط
البرازيلي " كارلوس ميرابيلي " تحدّث و كتب أكثر من ثلاثين لغة مختلفة ! بما فيها
اللغة السورية ( لهجة دمشقية ) و اليابانية ! كل ذلك بحضور مجموعة من العلماء و
الباحثين و جمهور غفير مؤلف من 5000 شخص !.
ـ في العام 1977م ،
اكتشف الأطباء في السجن الإصلاحي في أوهايو ، الولايات المتحدة ، أن أحد السجناء
المتهمين بجرم الاغتصاب ، يدعى "بيلي موليغان " ، هو مسكون بشخصيتين مختلفتين عن
شخصيته الأساسية !. و كل من الشخصيتين الغريبتين لها لغة خاصة بها ! فعندما يستلم
أحد الشخصيتين زمام الأمور يصبح اسم السجين " عبد الله " و يبدأ بالتكلّم باللغة
العربية و يكتبها بإتقان ! و عندما تستلم الشخصية الأخرى زمام الأمور ، يصبح اسم
السجين " روغين " و يبدأ بالتكلّم باللغة الكرواتية و الصربية !.
ـ
وضع المتشككين تفسيرات كثيرة لهذه الظاهرة أهمها هي تلك التي تقول أن الشخص الذي
تجسدت عنده قد تعلّم هذه اللغة الغريبة في إحدى مراحل حياته و قد أخفى هذه الحقيقة
عن الباحثين . و لهذا السب ، التزم الباحثون بالدقّة و الانتباه الشديد في دراساتهم
المختلفة كي يتفادوا كل العوامل التي تدعم تفسير المتشككين .
ـ الدكتور "
إيان ستيفنسون " ، أحد الأكاديميين الأكثر احتراماً في الولايات المتحدة ، قام
بتخصيص دراسة بحثية تتناول هذه الظاهرة ، تعتبر إحدى أهم الدراسات التي تناولت هذا
الموضوع . ألف كتاب بعنوان : كسينولوجيا 1974م ، ذكر فيه حالات كثيرة موثقة ، و كان
أغربها هي تلك التي أظهرتها سيدة أمريكية في السابعة و الثلاثين من عمرها . فأثناء
تنومها مغناطيسياً ، قامت بتغيير نبرات صوتها تماماً و تحوّل صوتها على صوت رجل
!.
و تكلّمت باللغة السويدية بطلاقة ! و بعد أن تستيقض من النوم المغناطيسي تكون
قد نسيت كل شيء ! و عجزت عن لفظ أي حرف من اللغة السويدية !.
و انشغل الدكتور
ستيفنسون بهذه الحالة تحديداً لمدة ثماني سنوات ! و راح يدرس في علم اللغات و
التكلّم بنبرات مختلفة ، و استعان بالعديد من الخبراء و المتخصصين لمساعدته على
التوصل إلى تفسير علمي يقدّم الجواب المناسب على سؤال كبير : كيف يمكن لنبرة أنثى
أن تتحوّلا إلى نبرة رجل ؟!.
ـ انشغل الدكتور ستيفنسون في حالة أخرى لا تقل
غرابة عن السابقة . ( ذكرت في مجلة " المجتمع الأمريكي للأبحاث الوسيطية " ، إصدار
شهر تموز ، عام 1980م ) .
تمحورت حول سيدة هندية تدعى " أوتار هودار " ، كانت في
سن الثاني و الثلاثين عندما تحولت شخصيتها إلى شخصية ربة منزل متزوجة من البنغال
الغربية ، عاشت هناك في القرن الثامن عشر ! وراحت تتحدّث باللغة البنغالية بدلاً من
لغتها الأصلية الحالية (اللغة الماراثية ) !. و كانت تصيبها هذه الحالة لفترات
تتجاوز أسابيع عديدة أحياناً ! و قد يضطرّون في بعض الأوقات إلى تكليف أشخاص
بنغاليين كي يساعدوا هذه المرأة على التواصل مع عائلتها !.
ـ يصف الباحث "
ليال واتسون " إحدى الحالات الغريبة التي ظهرت عند فتى في العاشرة من عمره ، من
هنود الإيغاروت الساكنين في وادي كاغايون النائي في الفيليبين . هذا الفتى لم يسمع
أو يألف أي لغة سوى لغته ، لكنه خلال نوبات معيّنة يدخل في شبه غيبوبة ، و يبدأ
بالتكلّم بلغة الزولو ( لغة جنوب أفريقية ) بطلاقة !. من المستحيل أن يكون قد تعلّم
الفتى هذه اللغة في حياته . و قد تعرّف واتسون عليها لأنه قضى فترة من حياته في
جنوب أفريقيا !.
ـ قام الطبيب النفسي الأسترالي " بيتر رامستر " بتوثيق
العديد من الحالات المدروسة بعناية في كتابه الذي بعنوان : البحث عن أجيال سابقة ،
1990م . و وردت فيه حالة سيدة أسترالية تدعى " سينثيا هاندرسون " التي لم تتعلّم
اللغة الفرنسية سوى لمدة شهور قليلة في الصف السابع . لكن خلال نومها المغناطيسي ،
استطاعت أن تتحدّث باللغة الفرنسية بطلاقة مع أحد الفرنسيين الأصليين !. و قد علّق
هذا الفرنسي على طريقة كلامها بأنه صافي و لا يتخلله أي لغة إنكليزية ! و أنها
استخدمت ألفاظ و مصطلحات فرنسية كانت سائدة فقط في القرن الثامن عشر !.
ـ
الفتاة الأمريكية " لورانسي فيوم " كانت في الرابعة عشر من عمرها عندما تحوّلت
شخصيتها إلى شخصية " ماري رولف " ابنة الجيران التي توفّت عندما كانت في السن
التاسع عشر !. و كان عمر " لورانسي " حين وفاتها خمسة شهور فقط !. عاشت عائلتي
الفتاتين بعيداً عن بعضهما إلا في فترة قصيرة سكنا فيها بحارة واحدة !. لكن "
لورانسي " بشخصيتها الجديدة ، ادعت بان عائلة " رولف " هم والديها ! و قد تعرّفت
على جميع أصدقاء عائلة رولف و أقاربهم ، و قامت بتسميتهم فرداً فرداً بشكل صحيح دون
أي خطأ ! و عرفت عنهم تفاصيل دقيقة لا يمكن معرفتها بوسائل طبيعية ! و ذكرت أحداث
دقيقة حصلت في حياة " ماري رولف " ! و دامت هذه الحالة لمدة أربعة شهور تقمصت
لورانسي خلالها بشخصية ماري رولف تماماً !.
ـ عرفت حالات كثيرة مشابهة لما سبق
في الوسط الطبي ، خاصة الطب النفسي ، و سمى الأطباء هذه الظاهرة بانفصام الشخصية (
الحادة ) ، لكن يبدو أنها غير ذلك . ظهرت دراسات كثيرة تبحث في هذا الموضوع ، مثل
دراسة البروفيسور " ب.جانيت " الذي بحث في قضية فتاة تدعى " ليوني " . و الدكتور "
مورتون برينس " الذي بحث في حالة رجل يدعى " لويس فايف " و سيدة تدعى " سالي بيشامب
" التي تبين أن لديها ثلاثة شخصيات أخرى غير شخصيتها !. و حالة الفتاة " دوريس فتشر
" التي درسها الدكتور المعروف " والتر برينس " الذي كتب مجلدين كاملين حول هذه
القضية !.
ـ يقوم بعض الأشخاص أحياناً ، في حالة النوم المغناطيسي أو غيرها
من حالات وعي بديلة ، بالتكلّم بلغات قديمة جداً لم تعد مستخدمة في هذا العصر ! و
أصبحت مقتصرة على خبراء الأثار و علماء الانثروبولوجيا . ذكر الدكتور " جويل ويتون
" حالة السيد " هارولد جورسكي " الذي خلال نومه المغناطيسي كتب 22 كلمة و مقطع تعود
إلى زمن الفايكنغ ! و تعرّف الخبراء على عشرة من هذه الكلمات و استنتجوا بأنها لغة
قديمة كانت تستخدم في الدول الاسكندنافية . أما الكلمات الباقية ، فكانت من روسيا و
صربيا و اللغة السلافية ! و جميع هذه اللغات تحدّثت عن البحر و السفن و الرحلات
البحرية !.
ـ ذكر في إحدى دراسات " مجتمع البحوث الوسيطية " عن حالة حصلت في
العام 1931م مع فتاة بريطانية ( من بلاكبول ) تدعى "روزماري " . راحت تتكلّم باللغة
المصرية القديمة ! و اتخذت شخصية فتاة مصرية تدعى " تيليكا فينتيو " ، عاشت في مصر
بتاريخ 1400 قبل الميلاد ! و تمكنت من كتابة 66 فقرة باللغة الهيلوغريفية ! ذلك
أمام المتخصّص في الآثار المصرية البروفيسور " هاورد هيوم " !. استطاعت هذه الفتاة
التكلّم بطلاقة ، بلغة لم تستخدم منذ آلاف السنين ! و لم تكن مألوفة سوى بين مجموعة
قليلة من الأكاديميين المختصين في الحضارات القديمة !.
ـ وسيطة روحية تدعى
" بيرل كورغن " من سينت لويس ، كانت هذه ألامرأة سبه جاهلة و غير مثقفة ، لكنها
استطاعت كتابة القصص و الروايات بلغة إنكليزية فصحى ! و كتبت 60 رواية و مسرحية و
قصيدة ! بالإضافة إلى ملحمة شعرية مؤلفة من 60.000 كلمة !.
ـ بالإضافة إلى
التفسيرات التي تبناها المتشككون ، مثل الاحتيال و الكريبتومنيزيا ، تبنوا أيضاً
عنصر التخاطر و الوراثة الجينية . فحتى هذه اللحظة ، لم يظهر في أي مكان بالعالم
دراسة موثقة تذكر أشخاص استطاعوا تعلّم لغة غريبة عنهم بواسطة التخاطر .
و من
ناحية الوراثة الجينية ، فلا يمكن لأحد أن يربط بين لغة صينية منقرضة منذ آلاف
السنين ، بفتى أوروبي أشقر ذات العينين الزرقاوين مما يجعله يتكلّمها بطلاقة ،
اعتماداً على الوراثة الجينية !.
هناك الآلاف من حالات الكسينوغلوسيا المعروفة ،
و المئات منها قد وثّقت في دراسات علمية مختلفة . و ذكرت فيها لغات منقرضة منذ آلاف
السنين ، و لغات أخرى من جميع أنحاء العالم ! لكن بالرغم من هذه الدراسات المكثّفة
، لم يتم التوصّل إلى تفسير نهائي بالاعتماد على المنطق العلمي التقليدي !... فما
هي الحقيقة ؟...
بلغات دون معرفتها
تعدد
الشخصيات
و التحدث بلغات غريبة ( الكسينوغلوسيا )
تعتبر إحدى
الظواهر العقلية الأكثر إثارة و طالما تجاهلتها المؤسسات الدينية و العلمية و جهات
أخرى ( بطريقة مقصودة أحياناً ) . تتمثل هذه الظاهرة بالقدرة على الكلام أو كتابة
لغات غريبة لم يتعلّمها الشخص في حياته أو يألفها أو يعلم بوجودها أساساً . رغم
حملات التكذيب التي تعرّضت لها ، و التفسيرات المختلفة التي اعتمدت على عناصر مثل :
الاحتيال ، الذاكرة الموروثة جينياً ، التخاطر ، الكريبتومنيزيا ( إعادة تذكّر لغة
معيّنة كان الشخص يألفها في طفولته ثم انقطع عنها لفترة طويلة ) . إلا أن هذه
العناصر عجزت عن تفسير ظاهرة الكسينوغلوسيا بشكل مقنع و سليم ، و لازالت تفرض نفسها
على ساحة علم النفس بقوّة .
سجلت حالات كثيرة عن أشخاص ( صغار و كبار )
راحوا يتحدثون فجأة بلغة غريبة لم يألفوها من قبل !. أحياناً تحصل بشكل عفوي ، و
أحياناً كثيرة تتجسّد أثناء التنويم المغناطيسي أو في إحدى حالات الوعي البديلة (
الغيبوبة أو النوم أو البحران ) . و أحياناً تتجسّد في بضعة كلمات يتحدّث بها الشخص
ثم تختفي من ذاكرته ، و في حالات أخرى يصبح الشخص طليق اللسان بهذه اللغة ! حتى أن
يمكنه التحدث بها مع أشخاص يألفونها من قبل !. لكن الغريب في الأمر هو وجود أشخاص
تجسّدت في ذاكرتهم لغات قديمة انقرضت منذ ألاف السنين و لم يعد احد يألفها سوى بعض
من علماء الآثار المتخصصين أو علماء الأنثروبلوجيا و الخبراء في الحضارات القديمة
!.
ـ ذكر الدكتور " موريس نثرتون " إحدى الحالات الغريبة التي تمثلت
بقدرة فتى أوروبي أشقر ذات العينين الزرقاوين ، على التحدث بلغة صينية قديمة جداً ،
أثناء خضوعه للتنويم المغناطيسي !. و سجّل الطبيب صوت الفتى في شريط كاسيت و أخذه
إلى بروفيسور في قسم الدراسات الاستشراقية في جامعة كاليفورنيا ، لمعرفة نوع هذه
اللغة . و تبيّن أنها لغة صينية منقرضة منذ أكثر من ألف عام !.
ـ
الوسيط الروحي الأمريكي " جورج فالنتاين " تحدّث خلال جلساته الأرواحية باللغة
الروسية و الألمانية و الاسبانية و الويلزية ( نسبة لويلز في بريطانيا ) . ـ الوسيط
البرازيلي " كارلوس ميرابيلي " تحدّث و كتب أكثر من ثلاثين لغة مختلفة ! بما فيها
اللغة السورية ( لهجة دمشقية ) و اليابانية ! كل ذلك بحضور مجموعة من العلماء و
الباحثين و جمهور غفير مؤلف من 5000 شخص !.
ـ في العام 1977م ،
اكتشف الأطباء في السجن الإصلاحي في أوهايو ، الولايات المتحدة ، أن أحد السجناء
المتهمين بجرم الاغتصاب ، يدعى "بيلي موليغان " ، هو مسكون بشخصيتين مختلفتين عن
شخصيته الأساسية !. و كل من الشخصيتين الغريبتين لها لغة خاصة بها ! فعندما يستلم
أحد الشخصيتين زمام الأمور يصبح اسم السجين " عبد الله " و يبدأ بالتكلّم باللغة
العربية و يكتبها بإتقان ! و عندما تستلم الشخصية الأخرى زمام الأمور ، يصبح اسم
السجين " روغين " و يبدأ بالتكلّم باللغة الكرواتية و الصربية !.
ـ
وضع المتشككين تفسيرات كثيرة لهذه الظاهرة أهمها هي تلك التي تقول أن الشخص الذي
تجسدت عنده قد تعلّم هذه اللغة الغريبة في إحدى مراحل حياته و قد أخفى هذه الحقيقة
عن الباحثين . و لهذا السب ، التزم الباحثون بالدقّة و الانتباه الشديد في دراساتهم
المختلفة كي يتفادوا كل العوامل التي تدعم تفسير المتشككين .
ـ الدكتور "
إيان ستيفنسون " ، أحد الأكاديميين الأكثر احتراماً في الولايات المتحدة ، قام
بتخصيص دراسة بحثية تتناول هذه الظاهرة ، تعتبر إحدى أهم الدراسات التي تناولت هذا
الموضوع . ألف كتاب بعنوان : كسينولوجيا 1974م ، ذكر فيه حالات كثيرة موثقة ، و كان
أغربها هي تلك التي أظهرتها سيدة أمريكية في السابعة و الثلاثين من عمرها . فأثناء
تنومها مغناطيسياً ، قامت بتغيير نبرات صوتها تماماً و تحوّل صوتها على صوت رجل
!.
و تكلّمت باللغة السويدية بطلاقة ! و بعد أن تستيقض من النوم المغناطيسي تكون
قد نسيت كل شيء ! و عجزت عن لفظ أي حرف من اللغة السويدية !.
و انشغل الدكتور
ستيفنسون بهذه الحالة تحديداً لمدة ثماني سنوات ! و راح يدرس في علم اللغات و
التكلّم بنبرات مختلفة ، و استعان بالعديد من الخبراء و المتخصصين لمساعدته على
التوصل إلى تفسير علمي يقدّم الجواب المناسب على سؤال كبير : كيف يمكن لنبرة أنثى
أن تتحوّلا إلى نبرة رجل ؟!.
ـ انشغل الدكتور ستيفنسون في حالة أخرى لا تقل
غرابة عن السابقة . ( ذكرت في مجلة " المجتمع الأمريكي للأبحاث الوسيطية " ، إصدار
شهر تموز ، عام 1980م ) .
تمحورت حول سيدة هندية تدعى " أوتار هودار " ، كانت في
سن الثاني و الثلاثين عندما تحولت شخصيتها إلى شخصية ربة منزل متزوجة من البنغال
الغربية ، عاشت هناك في القرن الثامن عشر ! وراحت تتحدّث باللغة البنغالية بدلاً من
لغتها الأصلية الحالية (اللغة الماراثية ) !. و كانت تصيبها هذه الحالة لفترات
تتجاوز أسابيع عديدة أحياناً ! و قد يضطرّون في بعض الأوقات إلى تكليف أشخاص
بنغاليين كي يساعدوا هذه المرأة على التواصل مع عائلتها !.
ـ يصف الباحث "
ليال واتسون " إحدى الحالات الغريبة التي ظهرت عند فتى في العاشرة من عمره ، من
هنود الإيغاروت الساكنين في وادي كاغايون النائي في الفيليبين . هذا الفتى لم يسمع
أو يألف أي لغة سوى لغته ، لكنه خلال نوبات معيّنة يدخل في شبه غيبوبة ، و يبدأ
بالتكلّم بلغة الزولو ( لغة جنوب أفريقية ) بطلاقة !. من المستحيل أن يكون قد تعلّم
الفتى هذه اللغة في حياته . و قد تعرّف واتسون عليها لأنه قضى فترة من حياته في
جنوب أفريقيا !.
ـ قام الطبيب النفسي الأسترالي " بيتر رامستر " بتوثيق
العديد من الحالات المدروسة بعناية في كتابه الذي بعنوان : البحث عن أجيال سابقة ،
1990م . و وردت فيه حالة سيدة أسترالية تدعى " سينثيا هاندرسون " التي لم تتعلّم
اللغة الفرنسية سوى لمدة شهور قليلة في الصف السابع . لكن خلال نومها المغناطيسي ،
استطاعت أن تتحدّث باللغة الفرنسية بطلاقة مع أحد الفرنسيين الأصليين !. و قد علّق
هذا الفرنسي على طريقة كلامها بأنه صافي و لا يتخلله أي لغة إنكليزية ! و أنها
استخدمت ألفاظ و مصطلحات فرنسية كانت سائدة فقط في القرن الثامن عشر !.
ـ
الفتاة الأمريكية " لورانسي فيوم " كانت في الرابعة عشر من عمرها عندما تحوّلت
شخصيتها إلى شخصية " ماري رولف " ابنة الجيران التي توفّت عندما كانت في السن
التاسع عشر !. و كان عمر " لورانسي " حين وفاتها خمسة شهور فقط !. عاشت عائلتي
الفتاتين بعيداً عن بعضهما إلا في فترة قصيرة سكنا فيها بحارة واحدة !. لكن "
لورانسي " بشخصيتها الجديدة ، ادعت بان عائلة " رولف " هم والديها ! و قد تعرّفت
على جميع أصدقاء عائلة رولف و أقاربهم ، و قامت بتسميتهم فرداً فرداً بشكل صحيح دون
أي خطأ ! و عرفت عنهم تفاصيل دقيقة لا يمكن معرفتها بوسائل طبيعية ! و ذكرت أحداث
دقيقة حصلت في حياة " ماري رولف " ! و دامت هذه الحالة لمدة أربعة شهور تقمصت
لورانسي خلالها بشخصية ماري رولف تماماً !.
ـ عرفت حالات كثيرة مشابهة لما سبق
في الوسط الطبي ، خاصة الطب النفسي ، و سمى الأطباء هذه الظاهرة بانفصام الشخصية (
الحادة ) ، لكن يبدو أنها غير ذلك . ظهرت دراسات كثيرة تبحث في هذا الموضوع ، مثل
دراسة البروفيسور " ب.جانيت " الذي بحث في قضية فتاة تدعى " ليوني " . و الدكتور "
مورتون برينس " الذي بحث في حالة رجل يدعى " لويس فايف " و سيدة تدعى " سالي بيشامب
" التي تبين أن لديها ثلاثة شخصيات أخرى غير شخصيتها !. و حالة الفتاة " دوريس فتشر
" التي درسها الدكتور المعروف " والتر برينس " الذي كتب مجلدين كاملين حول هذه
القضية !.
ـ يقوم بعض الأشخاص أحياناً ، في حالة النوم المغناطيسي أو غيرها
من حالات وعي بديلة ، بالتكلّم بلغات قديمة جداً لم تعد مستخدمة في هذا العصر ! و
أصبحت مقتصرة على خبراء الأثار و علماء الانثروبولوجيا . ذكر الدكتور " جويل ويتون
" حالة السيد " هارولد جورسكي " الذي خلال نومه المغناطيسي كتب 22 كلمة و مقطع تعود
إلى زمن الفايكنغ ! و تعرّف الخبراء على عشرة من هذه الكلمات و استنتجوا بأنها لغة
قديمة كانت تستخدم في الدول الاسكندنافية . أما الكلمات الباقية ، فكانت من روسيا و
صربيا و اللغة السلافية ! و جميع هذه اللغات تحدّثت عن البحر و السفن و الرحلات
البحرية !.
ـ ذكر في إحدى دراسات " مجتمع البحوث الوسيطية " عن حالة حصلت في
العام 1931م مع فتاة بريطانية ( من بلاكبول ) تدعى "روزماري " . راحت تتكلّم باللغة
المصرية القديمة ! و اتخذت شخصية فتاة مصرية تدعى " تيليكا فينتيو " ، عاشت في مصر
بتاريخ 1400 قبل الميلاد ! و تمكنت من كتابة 66 فقرة باللغة الهيلوغريفية ! ذلك
أمام المتخصّص في الآثار المصرية البروفيسور " هاورد هيوم " !. استطاعت هذه الفتاة
التكلّم بطلاقة ، بلغة لم تستخدم منذ آلاف السنين ! و لم تكن مألوفة سوى بين مجموعة
قليلة من الأكاديميين المختصين في الحضارات القديمة !.
ـ وسيطة روحية تدعى
" بيرل كورغن " من سينت لويس ، كانت هذه ألامرأة سبه جاهلة و غير مثقفة ، لكنها
استطاعت كتابة القصص و الروايات بلغة إنكليزية فصحى ! و كتبت 60 رواية و مسرحية و
قصيدة ! بالإضافة إلى ملحمة شعرية مؤلفة من 60.000 كلمة !.
ـ بالإضافة إلى
التفسيرات التي تبناها المتشككون ، مثل الاحتيال و الكريبتومنيزيا ، تبنوا أيضاً
عنصر التخاطر و الوراثة الجينية . فحتى هذه اللحظة ، لم يظهر في أي مكان بالعالم
دراسة موثقة تذكر أشخاص استطاعوا تعلّم لغة غريبة عنهم بواسطة التخاطر .
و من
ناحية الوراثة الجينية ، فلا يمكن لأحد أن يربط بين لغة صينية منقرضة منذ آلاف
السنين ، بفتى أوروبي أشقر ذات العينين الزرقاوين مما يجعله يتكلّمها بطلاقة ،
اعتماداً على الوراثة الجينية !.
هناك الآلاف من حالات الكسينوغلوسيا المعروفة ،
و المئات منها قد وثّقت في دراسات علمية مختلفة . و ذكرت فيها لغات منقرضة منذ آلاف
السنين ، و لغات أخرى من جميع أنحاء العالم ! لكن بالرغم من هذه الدراسات المكثّفة
، لم يتم التوصّل إلى تفسير نهائي بالاعتماد على المنطق العلمي التقليدي !... فما
هي الحقيقة ؟...