رسالة هولاكو إلى الملك المظفر قطز
فى حياة الأمم لحظات عزة لا تنسى, وهذه اللحظات فى
عمر أمة المسلمين لا تعد ولا تحصى, فقد كان العرب أذلة فأعزهم الإسلام وأعز
كل من تبعه عبر بقاع الأرض, وفى هذه اللحظة الفارقة من التاريخ وبعد سقوط
دولة الخلافة فى بغداد لم يتبق أمام التتر إلا قلب العروبة النابض وحامية
بيضة الإسلام مصر, فما كان من حفيد جنكيز خان الإ أن أرسل إلى الملك المظفر سيف دين قطز رسالة.
وكان هذا هو نص رسالة هولاكو إلى الملك المظفر سيف الدين قطز :
بسم إله السماء الواجب حقه، الذي ملكنا أرضه، وسلّطنا على خلقه, الذي
يعلم به الملك المظفر الذي هو من جنس المماليك, صاحب مصر وأعمالها، وسائر
أمرائها وجندها وكتابها وعمالها، وباديها وحاضرها، وأكابرها وأصاغرها, إنّا
جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلّطنا على من حل به غيظه, فلكم بجميع
الأمصار معتبر، وعن عزمنا مزدجر, فاتعظوا بغيركم، وسلّموا إلينا أمركم, قبل
أن ينكشف الغطاء، ويعود عليكم الخطأ فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرق لمن
اشتكى فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد فعليكم بالهرب، وعلينا بالطلب,
فأي أرض تأويكم؟ وأي بلاد تحميكم؟ وأي ذلك ترى؟ ولنا الماء والثرى؟ فما
لكم من سيوفنا خلاص، ولا من أيدينا مناص فخيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق،
ورماحنا خوارق، فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم لدينا ذليل، وسهامنا لواحق،
وقلوبنا كالجبال، وعديدنا كالرمال, فالحصون لدينا لا تمنع، والجيوش لقتالنا
لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يسمع، لأنكم أكلتم الحرام، وتعاظمتم عن رد
السلام، وخنتم الأيمان، وفشى فيكم العقوق والعصيان, فأبشروا بالمذلة
والهوان (فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تعملون), (وسيعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون), وقد ثبت أن نحن الكفرة وأنتم الفجرة, وقد سلطنا عليكم
من بيده الأمور المدبرة، والأحكام المقدرة, وبغير المذلة ما لملوككم علينا
من سبيل, فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا رد الجواب قبل أن تضرم الحرب نارها،
وتوري شرارها فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً، ولا كتاباً ولا حرزاً، إذ
أزتكم رماحنا أزاً, وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، وعلى
عروشها خاوية, فقد أنصفناكم، إذ أرسلنا إليكم، ومننا برسلنا عليكم
فما كان من الملك المظفر سيف الدين قطز الإ أن قام بذبح الرسل الإ
واحداً وعلق رؤوسهم على أبواب القاهرة ودارت الدائرة عليهم فى عين جالوت .
فى حياة الأمم لحظات عزة لا تنسى, وهذه اللحظات فى
عمر أمة المسلمين لا تعد ولا تحصى, فقد كان العرب أذلة فأعزهم الإسلام وأعز
كل من تبعه عبر بقاع الأرض, وفى هذه اللحظة الفارقة من التاريخ وبعد سقوط
دولة الخلافة فى بغداد لم يتبق أمام التتر إلا قلب العروبة النابض وحامية
بيضة الإسلام مصر, فما كان من حفيد جنكيز خان الإ أن أرسل إلى الملك المظفر سيف دين قطز رسالة.
وكان هذا هو نص رسالة هولاكو إلى الملك المظفر سيف الدين قطز :
بسم إله السماء الواجب حقه، الذي ملكنا أرضه، وسلّطنا على خلقه, الذي
يعلم به الملك المظفر الذي هو من جنس المماليك, صاحب مصر وأعمالها، وسائر
أمرائها وجندها وكتابها وعمالها، وباديها وحاضرها، وأكابرها وأصاغرها, إنّا
جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلّطنا على من حل به غيظه, فلكم بجميع
الأمصار معتبر، وعن عزمنا مزدجر, فاتعظوا بغيركم، وسلّموا إلينا أمركم, قبل
أن ينكشف الغطاء، ويعود عليكم الخطأ فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرق لمن
اشتكى فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد فعليكم بالهرب، وعلينا بالطلب,
فأي أرض تأويكم؟ وأي بلاد تحميكم؟ وأي ذلك ترى؟ ولنا الماء والثرى؟ فما
لكم من سيوفنا خلاص، ولا من أيدينا مناص فخيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق،
ورماحنا خوارق، فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم لدينا ذليل، وسهامنا لواحق،
وقلوبنا كالجبال، وعديدنا كالرمال, فالحصون لدينا لا تمنع، والجيوش لقتالنا
لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يسمع، لأنكم أكلتم الحرام، وتعاظمتم عن رد
السلام، وخنتم الأيمان، وفشى فيكم العقوق والعصيان, فأبشروا بالمذلة
والهوان (فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تعملون), (وسيعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون), وقد ثبت أن نحن الكفرة وأنتم الفجرة, وقد سلطنا عليكم
من بيده الأمور المدبرة، والأحكام المقدرة, وبغير المذلة ما لملوككم علينا
من سبيل, فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا رد الجواب قبل أن تضرم الحرب نارها،
وتوري شرارها فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً، ولا كتاباً ولا حرزاً، إذ
أزتكم رماحنا أزاً, وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، وعلى
عروشها خاوية, فقد أنصفناكم، إذ أرسلنا إليكم، ومننا برسلنا عليكم
فما كان من الملك المظفر سيف الدين قطز الإ أن قام بذبح الرسل الإ
واحداً وعلق رؤوسهم على أبواب القاهرة ودارت الدائرة عليهم فى عين جالوت .