سورة النمل هي أحد السور التي تروي الكثير عن فترة
حكم نبي الله سليمان عليه السلام وكيف أنه كان له سلطان عظيم من الآية 20
إلى الآية 44 من هذه السورة الكريمة قصة هدهد سليمان الذي كان سبب بعون
الله في دخول مملكة بأكملها في عبادة الله وطاعته بعد أن كانوا يعبدون الشمس من دون الله .
قال الله تعالى((وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا
شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21)فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ
وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ
(23)وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا
تُعْلِنُونَ (25)اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
(27)اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ
إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُوا
عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ
(32)قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ
إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم
بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ
مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا
وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ (38)قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ
(39)قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا
عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ
فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ
(41)فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)وَصَدَّهَا
مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ
حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)).
تفاصيل القصة
في يوم أمر سليمان الجيش أن يستعد ثم خرج سليمان عليه السلام يتفقد
الجيش وجد الهدهد غائباً فغضب وقرر تعذيبه أو قتله إلا إن جاء بعذر قوي
ليمنعه من القدوم، ظهر الهدهد وكان على مسافة غير بعيدة فقال الهدهد أن
أعلم منك بقضية هامة و جئت بأخبار أكيدة من مدينة سبأ باليمن حيث وجدت
امرأة (بلقيس) تحكمهم ولقد منحها الله قوة وملكاً والعرش الخاص بها ضخم
جداً ومزدان بالجواهر ووجدتها هي وقومها يعبدون الشمس.
تعجب سليمان عليه السلام من كلام الهدهد وتعجب من أن هناك قوماً منحهم الله
كل شيء ويسجدون للشمس من دونه، ثم كتب خطاباً وأعطاه للهدهد وقال له إلق
هذا الكتاب عليهم وأبقى في مكان بعيد بحيث تستطيع أن تستمع لردهم على الكتاب.
وكان سليمان عليه السلام يأمر في خطابه أن يأتوه مسلمين في لهجة قصيرة
متعالية ومهذبة في وقت واحد، وطرحت الملكة على رؤساء قومها الرسالة وكان رد
فعلهم هو التحدي حيث أدركوا أن هناك من يتحداهم ويطالبهم بقبول شروطه قبل
وقوع الحرب والهزيمة، فكرت الملكة في رسالة سليمان ورأت أن تلجأ إلى اللين
لتنقذ شعبها فهي لاتعرف إذا كان سليمان عليه السلام لديه القوة الكافية
ليجهض شعبها أم لا فهي لاتعرف عنه شيئاً وقررت أن ترسل إليه بهدية، ثم جاءت
الأخبار لسليمان بوصول رسل سبأ ومعهم الهديا وتفاجأ الرسل بأن كل ما
يملكون يبدو وسط مملكة سليمان عليه السلام لاشيئاً وحينها ظهرت لهم كم أن هديتهم صغيره.
قدم الرسل الهدية لسليمان عليه السلام ولكن على استحياء شديد ومعها
رسالة الملكة “نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لا نريد القتال، وهذه الهدية
علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها” حينها عبر سليمان عليه السلام عن
استيائه ووضح لهم كيف يمكنهم أن ينالوا رضاه وهو أن يأتوه مسلمين وبعدها
هددهم إن لم يفعلوا سوف يقاتلهم ويسحقهم وحين وصل رسل بلقيس إلى سبأ أسرعوا
إلى الملكة وأخبروها بما رأوا من قوة سليمان وأنه من الاستحالة صد جيشه.
جهزت الملكة نفسها لتزور سليمان عليه السلام بنفسها وتطلب منه رضاه، في نفس
الوقت جلس سليمان عليه السلام في وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده
وعلمائه وكان يعلم أن ملكة سبأ (بلقيس) في الطريق إليه، ويقرر سليمان أن
يبهرها بقوته لكي يدفعها ذلك للدخول في الإسلام, فسأل إن كان أحد ممن يجلس
معه في المجلس يمكنه أن يحضر له عرش بلقيس قبل أن تصل هي، قال أحد الجن أنا
استطيع إحضار العرش قبل أن ينتهي المجلس وأنا قادر على حمله وأمين على
جواهره، لكن شخص آخر ذُكر في القرآن الكريم بـ((الذي عنده علم الكتاب)) قال
لسليمان عليه السلام أنا استطيع إحضار العرش في الوقت الذي تستغرقه العين
في الرمشة الواحدة، وها هو العرش أمام سليمان عليه السلام ثم أمر بتغييره
وإجراء بعض التعديلات عليه ليرى هل سوف تتعرف الملكة على عرشها أم تكون من
الذين لا يهتدون، ثم أمر سليمان ببناء قصر ليستقبل فيه بلقيس وأمر أن تصنع
أرضية القصر من زجاج شديد الصلابة الذي يمكن أن ترى مياه البحر من خلاله
ورؤية الأسماك الملونة وهي تسبح وأعشاب البحر وهي تتحرك.
وصلت الملكة ورأت العرش فسألها سليمان عليه السلام أهكذا عرشك فقالت كأنه
هو ثم ادركت بلقيس أن هذا هو عرشها وأنه لقد سبقها إلى المجيء وانبهرت
بلقيس بما شاهدته ثم قيل لها إدخلي القصر فلما نظرت لم تر الزجاج ورأت
المياه واعتقدت أنها ستمشي خلال مياه البحر ولهذا رفعت ردائها حتى لا يبتل
ولكن نبهها سليمان عليه السلام ألا تخاف على ثيابها من البلل فليس هناك أي
مياه إنه زجاج ناعم وشفاف وفي هذه اللحظة اعلنت بلقيس إسلامها هي وقومها
وادركت أنها تواجه أعظم ملوك الأرض وأنه أحد أنبياء الله.
حكم نبي الله سليمان عليه السلام وكيف أنه كان له سلطان عظيم من الآية 20
إلى الآية 44 من هذه السورة الكريمة قصة هدهد سليمان الذي كان سبب بعون
الله في دخول مملكة بأكملها في عبادة الله وطاعته بعد أن كانوا يعبدون الشمس من دون الله .
قال الله تعالى((وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا
شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21)فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ
وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ
(23)وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا
تُعْلِنُونَ (25)اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
(27)اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ
إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُوا
عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ
(32)قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ
إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم
بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ
مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا
وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ (38)قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ
(39)قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا
عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ
فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ
(41)فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)وَصَدَّهَا
مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ
حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)).
تفاصيل القصة
في يوم أمر سليمان الجيش أن يستعد ثم خرج سليمان عليه السلام يتفقد
الجيش وجد الهدهد غائباً فغضب وقرر تعذيبه أو قتله إلا إن جاء بعذر قوي
ليمنعه من القدوم، ظهر الهدهد وكان على مسافة غير بعيدة فقال الهدهد أن
أعلم منك بقضية هامة و جئت بأخبار أكيدة من مدينة سبأ باليمن حيث وجدت
امرأة (بلقيس) تحكمهم ولقد منحها الله قوة وملكاً والعرش الخاص بها ضخم
جداً ومزدان بالجواهر ووجدتها هي وقومها يعبدون الشمس.
تعجب سليمان عليه السلام من كلام الهدهد وتعجب من أن هناك قوماً منحهم الله
كل شيء ويسجدون للشمس من دونه، ثم كتب خطاباً وأعطاه للهدهد وقال له إلق
هذا الكتاب عليهم وأبقى في مكان بعيد بحيث تستطيع أن تستمع لردهم على الكتاب.
وكان سليمان عليه السلام يأمر في خطابه أن يأتوه مسلمين في لهجة قصيرة
متعالية ومهذبة في وقت واحد، وطرحت الملكة على رؤساء قومها الرسالة وكان رد
فعلهم هو التحدي حيث أدركوا أن هناك من يتحداهم ويطالبهم بقبول شروطه قبل
وقوع الحرب والهزيمة، فكرت الملكة في رسالة سليمان ورأت أن تلجأ إلى اللين
لتنقذ شعبها فهي لاتعرف إذا كان سليمان عليه السلام لديه القوة الكافية
ليجهض شعبها أم لا فهي لاتعرف عنه شيئاً وقررت أن ترسل إليه بهدية، ثم جاءت
الأخبار لسليمان بوصول رسل سبأ ومعهم الهديا وتفاجأ الرسل بأن كل ما
يملكون يبدو وسط مملكة سليمان عليه السلام لاشيئاً وحينها ظهرت لهم كم أن هديتهم صغيره.
قدم الرسل الهدية لسليمان عليه السلام ولكن على استحياء شديد ومعها
رسالة الملكة “نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لا نريد القتال، وهذه الهدية
علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها” حينها عبر سليمان عليه السلام عن
استيائه ووضح لهم كيف يمكنهم أن ينالوا رضاه وهو أن يأتوه مسلمين وبعدها
هددهم إن لم يفعلوا سوف يقاتلهم ويسحقهم وحين وصل رسل بلقيس إلى سبأ أسرعوا
إلى الملكة وأخبروها بما رأوا من قوة سليمان وأنه من الاستحالة صد جيشه.
جهزت الملكة نفسها لتزور سليمان عليه السلام بنفسها وتطلب منه رضاه، في نفس
الوقت جلس سليمان عليه السلام في وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده
وعلمائه وكان يعلم أن ملكة سبأ (بلقيس) في الطريق إليه، ويقرر سليمان أن
يبهرها بقوته لكي يدفعها ذلك للدخول في الإسلام, فسأل إن كان أحد ممن يجلس
معه في المجلس يمكنه أن يحضر له عرش بلقيس قبل أن تصل هي، قال أحد الجن أنا
استطيع إحضار العرش قبل أن ينتهي المجلس وأنا قادر على حمله وأمين على
جواهره، لكن شخص آخر ذُكر في القرآن الكريم بـ((الذي عنده علم الكتاب)) قال
لسليمان عليه السلام أنا استطيع إحضار العرش في الوقت الذي تستغرقه العين
في الرمشة الواحدة، وها هو العرش أمام سليمان عليه السلام ثم أمر بتغييره
وإجراء بعض التعديلات عليه ليرى هل سوف تتعرف الملكة على عرشها أم تكون من
الذين لا يهتدون، ثم أمر سليمان ببناء قصر ليستقبل فيه بلقيس وأمر أن تصنع
أرضية القصر من زجاج شديد الصلابة الذي يمكن أن ترى مياه البحر من خلاله
ورؤية الأسماك الملونة وهي تسبح وأعشاب البحر وهي تتحرك.
وصلت الملكة ورأت العرش فسألها سليمان عليه السلام أهكذا عرشك فقالت كأنه
هو ثم ادركت بلقيس أن هذا هو عرشها وأنه لقد سبقها إلى المجيء وانبهرت
بلقيس بما شاهدته ثم قيل لها إدخلي القصر فلما نظرت لم تر الزجاج ورأت
المياه واعتقدت أنها ستمشي خلال مياه البحر ولهذا رفعت ردائها حتى لا يبتل
ولكن نبهها سليمان عليه السلام ألا تخاف على ثيابها من البلل فليس هناك أي
مياه إنه زجاج ناعم وشفاف وفي هذه اللحظة اعلنت بلقيس إسلامها هي وقومها
وادركت أنها تواجه أعظم ملوك الأرض وأنه أحد أنبياء الله.