الأسئلة
المطروحة حول مصير معلومات عملاء المخابرات الألمانية في العراق تعود إلى الواجهة
مع استمرار التحقيق البرلماني حولها اليوم، أما السؤال الأكثر مثارا فهو معرفة ما
إذا كانت المعلومات نقلت إلى الاستخبارات الأمريكية.
تثير المهام التي قام
بها اثنان من عملاء المخابرات الألمانية في بغداد خلال حرب العراق 2003 المزيد من
التساؤلات والشكوك في الأوساط السياسية الألمانية. يأتي ذلك على ضوء الأقوال التي
سيدلي بها العميلان اليوم حول هذه المهام أمام لجنة تحقيق البرلمانية الخاصة بأنشطة
المخابرات. وتتوقع الأوساط المذكورة أن يكشف العميلان عما إذا كانت المعلومات التي
جمعاها في آذار/مارس 2003 قد نقلت إلى الاستخبارات الأمريكية.
هل
قللت الحكومة الألمانية السابقة من دورها في حرب العراق
وصرح ماكس شتادلر
السياسي في الحزب الديمقراطي الحر إن هناك الكثير من الأسئلة التي تنتظر الإجابة
بشأن هذه المهمة. وأضاف شتادلر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية/ د ب أ / أن
الحكومة السابقة بقيادة شرودر أعطت للمواطنين انطباعا بأن ألمانيا ليست مشاركة في
الحرب. وبناء على ذلك ـ والكلام لشتادلر ـ لا بد من معرفة ما إذا كانت الحكومة قد
قللت عمدا من دور المخابرات الألمانية في الحرب. وكان وزير الخارجية الحالي فرانك
فالتر شتاينماير الشخص المسؤول عن التنسيق مع أجهزة المخابرات آنذاك من موقعه كرئيس
لديوان المستشار.
وقد أثير الموضوع للمرة الأولى في يناير/ كانون
الثاني 2006 من قبل مجلة "بانوراما" التي تبثها المحطة الأولى. وجاء في حلقة المجلة
بأن عملاء المخابرات الألمانية أرسلوا معلومات إلى ألمانيا عن مواقع عسكرية عراقية،
وأن هذه المعلومات أعطيت إلى الاستخبارات الأمريكية. لكن السؤال المطروح هو: هل
استخدمت القوات الأمريكية ذلك لقصف مواقع عراقية، وما هي هذه المواقع؟ ومما يزيد
الشكوك في تورط المخابرات الألمانية بالحرب على العراق معلومات نشرتها المجلة عن
قيام الحكومة الألمانية بإرسال عناصر مخابرات إلى مركز قيادة القوات الأمريكية في
قطر لتقديم الدعم في مجال تنفيذ الخطط العسكرية الأمريكية في
العراق.
شكوك في حاجة الولايات المتحدة لدعم لوجستيكي
ألماني
الحكومة من جهتها بررت وجود عملاء المخابرات الألمانية في
العراق بالحاجة إلى مصدر ذاتي للمعلومات من هناك. ويتعارض هذا التبرير مع تقارير
إعلامية ذكرت بأن المهمة الفعلية للعملاء تمثلت في تقديم خدمات لوجستيكية تساعد
القوات الأمريكية على ضرب أهداف عراقية. غير أن بعض الخبراء يشكك في حاجة الولايات
المتحدة لدعم ألماني لوجستيكي على أساس أن ما لديها من طائرات وتقنيات الاستطلاع
يكفيها لتحديد الأهداف المذكورة دون الحاجة لدعم أحد.