عزمي بشارة : العدوان على غزة جرى بعد تنسيق أمني سياسي مع قوى عربية وفلسطينية
أكد بيان الدكتور عزمي بشارة أنه “جرى التحضير للعدوان بعد تنسيق أمني سياسي مع قوى عربية وفلسطينية، أو إعلامها على الأقل، حسب نوع ومستوى العلاقة”. واوضح بشارة في البيان، أن “العدوان على قطاع غزة سيحل مع المزاودة بين القوى السياسية الصهيونية في التنافس الدموي على كسب قلب الشارع المجروح الكرامة من لبنان” .
وأشار بشارة إلى أن موقف بعض القوى العربية من الكيان الصهيوني يتراوح بين اعتبارها حليفاً موضوعياً ضمنياً حالياً أو حليفاً مستقبلياً سافراً، وبينها من تعتبر النقاش معه مجرد سوء تفاهم، في حين تعتبر نفس هذه القوى الصراع مع قوى الممانعة والمقاومة صراعَ وجود .
واضاف بشارة يقول : ” لا تناقض بين تنسيق العدوان مع بعض العرب وبين إدانة العدوان الصادرة عنهم، بل قد تكون الإدانة نفسها منسقة، ويجري هذا فعلاً بالصيغة التالية “نحن نتفهم العدوان ونحمل حركة “حماس” المسؤولية، وعليكم أيضاً أن تتفهموا اضطرارنا للإدانة .. قد نطالبكم بوقف إطلاق النار، ولكن لا تأخذوا مطلبنا بجدية، ولكن حاولوا أن تنهوا الموضوع بسرعة وإلا فسنضطر إلى مطالبتكم بجدية”.
ولفت بشارة إلى أنه و عندما “قرر جزء من النظام العربي الرسمي أن “إسرائيل” ليست عدواً، بل ربما هي حليف ممكن أيضاً، صارت دوله تتحين الفرص للسلام المنفرد، وتدعم أية شهادة زور فلسطينية على نمط “عملية السلام”، وعلى نمط “لا نريد أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين”.. و أصبحت مقاومة “إسرائيل” شعبية الطابع، وهي تحظى بدعم من جزء من النظام العربي الرسمي لأسباب بعضها تكتيكي وبعضها إستراتيجي”.
وأوضح أنه من “اتجه للتسوية منع المقاومة الشعبية من بلاده، ولكنه لم يستطع شن الحرب عليها في البلدان التي بقيت فيها مقاومة”، مشيراً إلى أن “المقاومة دامت فقط في البلدان التي تضعف فيها الدولة المركزية ولا يمكنها منع المقاومة: السلطة الفلسطينية، لبنان، العراق”.
وختم بشارة بيانه يقول :” الأساس هو الصمود على الأرض … الأساس هو قلب حسابات العدوان بحيث يدفع المعتدي ثمناً، هذا ما سيفرض نفسه على القمة العربية، وهذا ما سيفرض نفسه على الهيئات الدولية”، مشدداً على أنه “يجب ألا يتحول التضامن العربي الانفعالي إلى تنفيس عربي، فبعده ستستفرد إسرائيل بنفَسها الطويل بالشعب على الأرض.،ومن أجل ذلك يجب وضعُ أهدافٍ سياسية له، أهمها أن تخسر “إسرائيل” المعركة سياسياً، وذلك بإضعاف ومحاصرة التيار الذي يؤيد أي تسوية معها”.